الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: هي حال من فاعل برمت، أو من ضمير بهم، والاستثناء مفرغ، وقيل: هذه الجملة مستأنفة لبيان وجه الضجر من حيث إن فيها إشارة إلى كثرتهم جدًا، بحيث لا يحص عدتهم بنفسه ولا بعاد، بل بعداد، وكذا جملتا "كانوا" و"لولا رجاؤك" مستأنفتان، والتضعيف في قتلت للتكثير في المفعول، ويلزمه التكثير في الفعل. وترجمة جرير تقدمت في الإنشاد الحادي عشر.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون:
(94)
كما النَّاس مجروم عليه وجارم
وصدره:
وتنصر مولانا ونعلم أنَّه
على أن الواو فيه للتقسيم، واستعمالها في التقسيم أجود من غيرها، وسيأتي أيضًا في بحث "ما" وفي بحث "الكاف" وفي بحث "الواو".
والبيت من قصيدة لعمرو بن براقة الهمداني، أوردها القالي في "أماليه" ومحمد بن المبارك في "منتهى الطلب من أشعار العرب" والأعلم في "حماسته". قال القالي: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد، عن ابن الكلبي قال: أغار رجل من مراد، يقال له "حريم" على إبل عمرو بن براقة الهمداني وخيل له، فذهب بها، فأغار عمرو فاستاق كل شيء لحريم،
فأتى حريم بعد ذلك يطلب إلى عمرو أن يرد عليه بعض ما أخذ منه، فامتنع وقال هذه القصيدة، ومنها:
كذبتم وبيت الله لا تأخذونها
…
مراغمة ما دام للسَّيف قائم
أفاليوم أدعى للهوادة بعدما
…
أجيل على الحيَّ المذاكي الصَّلادم
فإنَّ حريمًا إذ رجى أن أردَّها
…
ويذهب ما لي يا ابنة القيل حالم
متى تجمع القلب الذَّكيَّ وصارمًا
…
وأنفًا حميًا تجتنبك المظالم
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم
…
فهل أنا في ذا يال همدان ظالم
فلا صلح حتَّى تقدع الخيل بالقنا
…
وتضرب بالبيض الرِّقاق الجماجم
إلى أن قال: وهو آخر القصيدة:
إذا جرَّ مولانا علينا جريرةً
…
صبرنا لها إنَّا كرام دعائم
وننصر مولانا
…
البيت
والمراغمة: المغاضبة، مصدر راغم فلان قومه: إذا نابذهم وخرج عنهم، وقائم السيف: مقبضه، والهمزة للاستفهام الإنكاري، واليوم: متعلق بأدعى، بالبناء للمفعول، والهوادة، بالفتح: الصلح والميل، والمهاودة: المصالحة، والمذاكي جمع مذكي، بتشديد الكاف المكسورة: وهي الخيل التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان، والقروح: مصدر قرح ذو الحافر، إذا انتهت أسنانه، وإنما ينتهي في خمس سنين. والصلادم: جمع صلدم بكسر الأول والثالث: الصلب الشديد من الخيل. وحريم: ضبطه أبو عبيد البكري في "شرح أمالي القالي" بفتح الحاء وكسر الراء المهملتين، وهو حريم بن مالك بن رألان الهمداني، قال: ومن