الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأثرته وبعثته من نومه فانبعث، نقله الأزهري. والمزؤود: اسم مفعول من زأدته؛ مهموز العين، أي: ذعرته. والوكل، بفتح الواو والكاف: العاجز الذي يكل أمره إلى غيره.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد المائة:
(163)
وليس بذي سيف وليس بنبَّال
وصدره:
وليس بذي رمحٍ فيطعنني به
على أن نبالاً هنا للنسبة، أي: ليس بذي نبل، كما أن ظلامًا في الآية كذلك، أي: وما ربك بذي ظلم. وليس صيغة فعال فيهما للمبالغة، قال سيبوبه: وقالوا لذي السيف: سياف، والجميع سيافة. قال امرؤ القيس:
وليس بذي رمحٍ فيطعنني به
…
وليس بذي سيف وليس بنبال
يريد: ليس بذي نبل، فهذا وجه ما جاء من الأسماء ولم يكن له فعل، وهذا قول الخليل رحمه الله تعالى. انتهى.
وكذا في "كتاب النبات" لأبي حنيفة الدينوري، قال: وسمي صاحب النبل نبالاً في قوله: وليس بنبال، أي: بذي نبل، وهو مثل: بغال وحمار. انتهى.
وقال السيرافي: الباب عندي فيما كان صنعة ومعالجة أن يجيء على فعال، لأن فعالاً لتكثير الفعل، وصاحب الصنعة مداوم لصنعته، فجعل له البناء الدال على التكثير، كالبزاز والعطار، وغير ذلك مما لا يحصى كثرة.
والباب فيما كان ذا شيء وليس بصنعة يعالجها أن يجيء على فاعل، لأنه ليس
فيه تكثير، كقولنا لذي الدرع: دارع، ولذي النبل: نابل، ولذي النشاب: ناشب، ولذي التمر: تامر، ولذي اللبن لابن، وقالوا لذي السلاح: سالح، ولصاحب الفرس: فارس، وقالوا لصاحب النعل: ناعل، ولصاحب الحذاء: حاذ، ولصاحب اللحم: لاحم، ولصاحب الشحم: شاحم، ويقال لمن كان شيء من هذه الأشياء صنعته، ومنها معاشه: لبان، وتمار، ونبال. وقد يستعمل أحدهما في موضع الآخر، قالوا: رجل تراس: معه ترس، ذهبوا إلى أنه ملازم، فأجروه مجرى الصنعة والعلاج، وقد قالوا: نبال في الذي معه النبل، على هذا المعنى، كأنه يلازمه، ولأن عمله به وتعاطيه له صنعة. قال امرؤ القيس: وليس بذي رمح .. البيت. وهو من قصيدة طويلة لامرئ القيس مطلعها:
ألا عم صباحًا أيُّها الطَّلل البالي
…
وهل يعمن من كان في العصر الخالي
شرحنا عشرين بيتًا منها في الشاهد الثالث من شواهد الرضي، وشرحنا أبياتًا أخر منها في مواضع متفرقة منها، وقبل هذا البيت:
أيقتلني والمشر فيُّ مضاجعي
…
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وفاعل يقتلني: ضمير الرجل الذي ادعى أنه فجر بامرأته، وهي بنت قيصر الروم.
قال ابن الحباب السعدي في كتاب "مساوئ الخمر" إن امرأ القيس لما كان منادمًا لقيصر، رأته ابنته فعشقته، وراسلها فصار إليها، وفيها قال:
حلفت لها بالله حلفة فاجرٍ
…
البيت
مع أبيات أخر، ولم يزل يصير إليها إلى أن أخبر بذلك أصحابه، وفيهم الطماح بين قيس الأسدي، فقال له: ائتنا بأمارة، فأتاه بقارورة من طيب الملك، وذلك بغلبة سكره. وكان أبو أمرئ القيس قد قتل قيسًا أبا الطماح، فتحيل الطماح حتى أخذها، فأنفذ بها إلى قيصر، وأخبره بالحديث، فعرفه وعلم صحته. ثم إن امرأ القيس ندم على إفشاء سره إلى الطماح، ففي ذلك يقول:
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه
…
فليس على شيءٍ سواه بخزّان
فلما ذهب امرؤ القيس بالجيش الذي أمده به قيصر أتى الطماح إلى قيصر، وقد تغير على امرئ القيس، فقال: أيها الملك: أهلكت جيشًا بعثته مع المطرود الذي قتل أبوه وأهل بيته، وما تريد إلى نصره؟ ! وكلما قتل بعض العرب بعضًا كان خيرًا لك! قال: فما الرأي؟ قال: أن ترد جيشك، وتبعث إلى امرئ القيس بحلة مسمومة؛ ففعل، فدخل امرؤ القيس الحمام فاطّلى ولبسها، وقد رق جلده لقروح كانت به، فتساقط لحمه، ورد قيصر جيشه، وقدم امرؤ القيس أنقرة، فأقام بها يعالج قروحه إلى أن هلك بها. انتهى.
والهمزة في "أيقتلني" للاستفهام الإنكاري. والمشرفي: منسوب إلى مشارف؛ قال أبو عبيدة: مشارف: قرى من أرض العرب، تدنو من أرض الريف، يقال: سيف مشرفي، ولا يقال: مشارفي، لأن الجمع لا ينسب إليه. انتهى. والواو: واو الحالية. ومضاجعي: أراد به ملازمي. والمسنونة: المحددة، من سن السيف: إذا حدده، وأراد بها نصال النبال، وهذا يدل على اهتمام صاحبها بها،