الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومارستُ الرِّجال ومارسوني
…
فمعوج عليَّ ومستقيم
ودامت الحرب بينهم أربعين سنة إلى أن ضعف قيس بن زهير، فحالف ربيعة ابن قرط، فنزل قيس مع بني عبس عنده.
وقوله: وكنت إذا منيت، أي: بليت، ودلفت: أسرعت، والنئاد، بهمزة ممدودة، قبلها نون: الشديدة من الدواهي، وتقسم: تكسر، وتجوب، تشق
وقوله: كجار أبي داؤد، الجار هنا: الحليف والناصر، كان أبو داؤاد الإيادي في الجاهلية جاور الحارث بنهمام بن مرة الشيباني، فخرج صبيان الحبي يلعبون في غدير، فغمسوا ابن أبي داؤد، فقتلوه، فقال الحارث بن همام: لا يبق في الحي صبي إلا غرق في الغدير؛ فودي ابن أبي دؤاد تسع ديات أو عشرًا.
ويعسلن: من العسلان، وهو اهتزاز الذي يعدو، والحداً؛ جمع حدأة، كعنب؛ جمع عنبة: طائر معروف، ويلملم ونضاد: جبلان.
وقول الربيع: من كان مسروراً .. الخ، يقول: من شمت من الأعداء بمقتل مالك، فليعلم أنا قد أدركنا ثأره، وكانت العرب لا تندب قتلاها حتى تدرك ثأرها، والمراد: فليحضر ساحتنا في أول النهار، ليعلم أن ما كان حرمًا من البكاء قد حل، ويجد النساء مكشوفات الرؤوس يندبنه.
وقيس بن زهير: جاهلي، وكان فارساً شاعرًا داهية يضرب به المثل؛ فيقال:
"أدهي من قيس".
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد المائة:
(153)
مهما لي الليلة مهما ليه
…
أودي بنعليَّ وسر باليه
على أن الباء زائدة في الفاعل للضرورة، والأصل أودي نعلاي، قال أبو علي في "كتاب الشعر": يجوز أن تكون الباء زائدة، كأنه قال: أودي نعلاي، فلحقت الباء، كما لحقت في (وكفي بالله) [الأحزاب/3] فإن قلت: فلم لا تجعل الباء زائدة في المفعول به؟ ويكون الفاعل مضمرًا كأنه قال: أودي مودِ بنعلي، فتضمره للدلالة عليه، كما أضمر في قوله تعالي:{ثم بدالهُم} [يوسف/35] فالقول: إن هذا أضعف؛ لأنه ليس في مود الذي تضمره زيادة على ما استفدته في قوله: أودي، وليس قوله سبحانه:(ثم بدا لهم) كذلك؛ لأن البدا والبداء قد صار بمنزلة المذهب في قولك: ذهب به من ذهب، وسلك به مسلك، فإن قلت: فلم لا تجعل فاعل أودي ذكراً يعود إلى قوله: مهما لي الليلة؟ فإن ذلك أيضاً ليس بالقوي؛ لأن المعني يصير كأنه أودي شيء بنعلي، فغذا جعلت الباء لاحقة للعامل، كان أشبه، ولا تزيد مع الفاعل من الحروف الجارة غير الباء في قوله سيبويه في الإيجاب، كما لم تزد فيه غير الباء في المبتدأ، انتهي كلام أبي علي.
وذهب ابن الحاجب في "أمالية" إلى أن الباء للتعدية، قال: والباء باء التعدية، يعني: أذهبها، وأظلها عني، يقال: أذهبته، وذهبت به، بمعني واحد هذا كلامه.
واختار المصنف قول ابي علي، لكنه لم يقيده بالضرورة، ويمكن أن تؤخذ من قوله: فالقول إن هذا أضعف، وقول المصنف في توجيه كلام ابن الحاجب: ويصح أن يكون التقدير: أودي هو
…
الخ؛ قد رأيت أن أبا علي قد رده،
وبين ضعفه، وأودي فعل لازم، يقال: أودي الرجل، إذا هلك، وقال الليث: أودي به المنون، أي: أهلكه، كذا في "تهذيب الأزهري" وغيره، ومهما: بمعني "ما" الاستفهامية، ويأتي الكلام عليها في بحث "مهما" والنعل" ما وقيت به الرجل من الأرض والسربال: القيمص، وقيل: الدرع، وقيل: كل ما لبس على البدن.
والبيت مطلع قصيده لعمرو بن ملقط الطائي، عدتها اثنا عشر بيتًا أوردها أبو زيد، وأبن الأعرابي في نوادريهما، وما بعده على رواية أبي زيد:
إنَّك قد يكفيك بغي الفتي
…
ودرأهُ أن تركضَ العاليه
بطعنةٍ يجري لها عاند
…
كالماء من غائله الجابية
يا أوسُ لو نالتك أرماحنا
…
كنت كمن تهوي به الهاوية
ألفيتا عيناك عند القفا
…
أولي فأولي لك ذا واقيه
ذاك سنان مجلب نصره
…
كالجمل الأوطف بالرواية
يا أيها الناصر أخواله
…
أأنت خير أم بنو جاريه
أم أختكم أفضل أم أختنا
…
أم أختنا عن نصرنا وانيه
والخيل قد تجشم أربابها الشِّقَّ
…
وقد تعتسف الداوية
يأبي لي الثَّعلبتان الذي
…
قال ضراط الأمة الرَّاعيه
ظلت بواد تجتني صمغةً
…
واحتلبت لقحتها الآنيه
ثمَّ غدت تنبذُ أحرادها
…
إن متغنَّاةً وإن حاديه
قوله: أن تركض العالية، في تأويل مصدر مرفوع، فاعل يكفيك، بمعني
يقيك ويمنعك، وبغي الفتي: مفعوله الثاني: ودرأه: معطوف على بغي، والبغي: التعدي، والدرء: العوج، يقال: أقمت درء فلان، أي: اعوجاجه، وروي بدله:"وسغبه" والشغب: تهييج الشر، والعاليه، بالعين المهملة، فرس الشاعر، كذا قال أبو زيد، وزعم ابن الأعرابي: أنه أراد عالية الرمح، وغلطه أبو محمد الأعرابي فيما كتبه على نوادره، وهو "ضالة" الأديب".
وقد خاطب الشاعر نفسه في هذا البيت، وأراد بالفتي: أوس بن حارثة بن لأم الطائي، كما يأتي، وقوله: بطعنة .. الخ، متعلق بيكفيك، والعاند، بالمهملة والنون: هو العرق الذي لا يخرج دمه على جهة واحدة، قاله أبو زيد، والغائلة، بالمعجمة: ما غال من الماء وسرق. والجابية، بالجيم: الحوض، كذا قالهما أبو زيد.
وقوله: يا أوس: هو أوس المذكور، وهو جاهلي، ورواه ابن الأعرابي:"يا عمرو" وغلطة أبو محمد الأعرابي، وتهوي، تقع من فوق إلى أسفل: والهاوية المهواة.
وقوله: ألفيتا عيناك
…
الخ، أورده المصنف في حرف الألف، وأولي: كلمة تهديد ووعيد، مبتدأ ولك: خبره، وحذف خبر أولي الثانية، وكرر للتوكيد، والجملة معترضة بين صاحب الحال والحال، وقوله: ذا واقية: حال من الكاف في عيناك، وصح مجيء الحال من المضاف إليه؛ لكون المضاف جزءًا منه، والواقية: مصدر بمعني الوقاية، كالكاذبة بمعني الكذب، يصفه بالهروب، يقال: أنت ذو وقاية من عينيك عند فرارك تحترس بهما، ولكثرة تلتفتك إلى خلفك، حينئذ صارت عيناك كأنهما في قفاك.
وقوله: ذاك سنان .. الخ، قال أبو زيد: سنان، اسم رجل، والمجلب، بضم الميم وكسر اللام: المعين من الإعانة، والأوطف: الكثير شعر الأذنين، وهدب العينين، انتهي، والرواية: البعير أو البغل أو الحمار الذي يستقي عليه.
ونصره: مبتدأ، ومجلب: خبره، ووانية؛ من الوني، وهو الفتور والإبطاء وقوله: الخيل قد تجشم .. الخ، الإجشام، بالجيم: التكليف، وفاعله ضمير الخيل، وأربابها: مفعول الأول، والشق؛ بفتح الشين وكسرها: بمعني المشقة، مفعوله الثاني، والاعتساف: المشي على غير الطريق المسلوكة، وفاعله ضمير الخيل، والداوية: المفازة، وخففت الباء للضرورة.
وقوله: يأبي لي الثعلبتان .. الخ، يأبي من الإباء: يكره، والثعلبتان: فاعل يأبي، قال صاحب "الصحاح": الثعلبان: ثعلبة بن جدعان بن ذهب بن رومان بن جندب بنخارجة بن سعد بن فطرة بن طي، وثعلة بن رومان بن جندب، وأنشد هذا البيت، والذي: مفعول يأبي، وقال: صلة الذي، والعائد محذوف، أي: قاله، وضراط: فاعل قال، وأراد به أوساً المذكور، سماه به استهانة به، وتحقيراً له، وروي:"خباج" بدل "صراط" بضم الخاء المعجمة بعدها موحدة ثم جيم، وهو بمعني الصراط.
وقوله ظلت: استمرت، واللقحة، بالكسر، الناقة ذات اللبن، والآنية، قال أبو زيد: هي المبطئة بلبنها، وفسرها بعضهم على هامش "النوادر" بالمدركة، وقوله: تنبذ أحرادها
…
الخ، تنبذ: تطرح، وفاعله ضمير الأمة، والأحراد: جمع حرد، بفتح المهملتين، قال أبو زيد هو الغيظ، والضغب، ورواه ابن الأعرابي:
ثم غدت تنبضُ أحرادها
وقال: تنبض: تضرب، أحرادها: أمعاؤها، قال أبو محمد الأعرابي: الصواب: ثم عدت تنبذ أحرادها، أي: تصرط، يدلك على هذا قوله سابقاً: