الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكثير، يقال لما بين الثلاث من الإبل إلى العشر: ذود، فإذا جاز العشر؛ فهي صرمة، والجمع أصرام. انتهى. وقوله: فنجوت منجى
…
الخ، يريد: فضحك الله تعالى، وأخزاك، فإن فرار المقاتل من قرنه في المعركة لأخزي أشد منه.
فقال الحارث بن هشام يعتذر من قراره، ويقال: لم يقل أحد أحسن منه في هذا الاعتذار.
الله يعلم ما تركت قتالهم
…
حتى علوا فرسي بأحمر مزبد
وعلمت أنِّي إن أقاتل واحدًا
…
أقتل ولا يضرر عدوِّي مشهدي
فصدفت عنهم والأحبّة فيهم
…
طمعًا لهم بعقاب يومٍ مفسد
وروي "بأشقر" قال السهيلي: يعني الدم، ومزبد: قد علاه الزبد، وقوله: والأحبة فيهم، يعني: من قتل أو أسر من رهطه وإخوته. انتهى.
وحسان بن ثابت تقدمت ترجمته في الإنشاد التاسع والستين.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد المائة:
(157)
فكفى بنا فضلاً على من غيرنا
…
حبُّ النبيِّ محمَّد إيَّانا
على أن الباء زائدة في مفعول كفى المتعدية لواحد. كذا قال ابن
الشجري في "أماليه". قال ابن جني في "سر الصناعة:
فكفى بنا فضلاً على من غيرنا
…
البيت
إنما تدخل الباء على الفاعل، وهذا شاذ، يريد أن معناه: كفانا، وقرأت أيضًا عليه:
إذا لاقيت قومًا فاسأليهم
…
كفى قومًا بصاحبهم خبيرا
وهذا من المقلوب، ومعناه: كفى بقوم خبيرًا بصاحبهم، فجعل الباء ي الصاحب، وموضعها أن تكون في قوم، إذ هم الفاعلون في المعنى. انتهى.
وإنما اضطر إلى ادعاء القلب والتعويض، لأن فاعل كفى، وهو قوم، جاء منصوبًا، وخبير مفعوله، وبصاحبهم متعلق بخبير، ونصب الفاعل غير جائز، فادعى أن موضع الباء الفاعل، لأن الباء كثيرًا ما تزاد في فاعل كفى، وزيادتها في مفعوله نادرة، فلما قرنها بالفاعل عوض مجرورها باء أخرى. وفيه رد على من زعم كالمصنف أن كفى المتعدية لواحد لا تزاد الباء في فاعلها، وقوله: إنما هي في البيت زائدة في الفاعل
…
الخ، موافق لما اختاره من: أن الباء إنما تزاد في فاعل كفى القاصرة، والمعنى: حسب محبة النبي إيانا، ومن ينكر ثبوت كفى القاصرة، يقدر المفعول. وتقديره كفينا قومنا فضلاً حب النبي إيانا.
قال أبو حيان في "شرح التسهيل": وأما: فكفى بنا فضلاً
…
البيت، فأكثر أصحابنا خرجوه على زيادة الباء في الفاعل، وجعل حب النبي يدل اشتمال من المجرور بالباء، والتقدير: فكفينا حب النبي. انتهى.
وبين المرادي صاحب هذا القيل، فقال في "الجنى الداني": واختلف في
زيادتها في قوله: فكفى بنا فضلاً على من غيرنا
…
فقيل: هي في البيت زائدة مع المفعول. ورده ابن أبي العافية، وقال: هي داخلة على فاعل كفى، وحب النبي: بدل اشتمال من الضمير على الموضع، وعلى هذا حمل بعضهم قول أبي الطيب: كفى بجسمي نحولاً
…
البيت. انتهى.
وإنما نقله المصنف بقيل؛ لما قاله الدماميني في "شرح التسهيل" من أنه يلزم عليه الإبدال من ضمير الحاضر، مع أن البدل ليس محيطًا، وهو قليل. انتهى.
واستشهد سيبويه بالبيت: على أن "من" فيه نكرة موصوفة بمفرد، وهو غيرنا. وسيأتي إن شاء الله تعالى في بحث "من". وحب النبي: مصدر مضاف إلى فاعله، وإيانا: مفعوله، ومحمد: معطوف عطف بيان للنبي، وفضلاً: تمييز، وروي بدله "شرفًا" وعلى: متعلقة به، وقبله:
نصروا نبَّيهم بنصر وليِّه
…
فالله عزَّ بنصره سمَّانا
يقول: إن الله عز وجل سماهم الأنصار، لأنهم نصروا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ومن والاه.
والشعر لكعب بن مالك الأنصاري، وقيل لعبد الله بن رواحة الأنصاري، وقد طلبته في "ديوان حسان" فلم أجده. قلت: وأنا فتشته في "ديوان حسان فلم أجده فيه، وقيل: هو لبشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، والله تعالى أعلم.
وكعب بن مالك: أحد شعراء رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الذين
كانوا يردون الأذى عنه، وكان شاعرًا مجودًا مطبوعًا قد عرف بذلك، ويروى أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال لكعب بن مالك: أترى الله ينسى لك قولك:
جاءت سخينة كي تغالب ربَّها
…
وليغلبنَّ مغالب الغلَاّب
وهو أحد الثلاثة الذين خلقوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وعمي كعب في آخر عمره، وتوفي في مدة معاوية سنة خمس وخمسين، أو ثلاث وخمسين، وهو ابن سبع وسبعين، وشهد العقبة الثانية، ولم يشهد بدرًا، ثم شهد سائر مشاهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم غير غزوة تبوك، ونزلت فيه الآية، وتاب الله تعالى عليه.
وعبد الله بن رواحة: هو من فضلاء أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، شهد العقبة، وكان نقيبًا، ثم شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد إلى يوم مؤته، فقتل بها شهيدًا في سنة ثمان، وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة، وأحد شعراء رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم المحسنين الذين كانوا ينافحون عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ويردون الأذى عنه، وفيه وفي صاحبيه، حسان وكعب، نزلت: } إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرًا {[الشعراء/ 227] وكانت له أمة مشى إليها ليلة، فنال منها، وفطنت له