الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلا تطمع أبيت اللعن فيها
…
البيت.
وكفِّي تستقلُّ بحمل سيفي
…
وبي ممَّن تهضَّمي امتناع
وحولي من بني قحفان شيب
…
وشبَّان إلى الهيجا سراع
إذا فزعوا فأمرهم جميع
…
وإن لا قوا فأمرهم شعاع
قوله: من بني قحفان، يدل على صحة قول أبي عبد الله بن الأعرابي. انتهى.
وحر: اشتد. والقراع بالكسر: المقارعة، ونهضمه: ظلمه، وسراع: جمع سريع، والفزع: الذعر، وشعاع، بالفتح: متفرق، من قولهم: ذهبوا شعاعًا، أي: متفرقين، وقحفان بضم القاف.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد المائة:
(161)
فما رجعت بخائبةٍ ركاب
…
حكيم بن المسيِّب منتهاها
على أن الباء قد زيدت في الحال المنفية، وهو ثاني بيت أنشدهما ابن الأعرابي في "نوادره" وقبله:
تنضَّيت القلاص إلى حكيمٍ
…
خوارج من تبالة أو مناها
تنضيت: بالضاد المعجمة، في "الصحاح": أنضى فلان بعيره، أي: هزله، وتنضاه أيضًا. والقلاص: جمع قلوص، وهي الناقة الشابة. وتبالة: بفتح المثناة الفوقية، بعدها موحدة. قال الصاغاني: هي بلدة باليمن مخصبة، وفي المثل:"أهون من تبالة على الحجاج" وكان عبد الملك بن مروان ولاه إياها، فلما أتاها استحقرها فلم يدخلها، وقيل: إنه قال للدليل حين قرب منها: أين هي؟ قال: تسترها عنك هذه الأكمة، فقال: أهون علي بعمل تستره عني الأكمة!
ورجع من مكانه. وفي مثل آخر: "ما حللت تبالة لتحرم الأضياف" أي: إن الله تعالى لم يخولك هذه النعمة إلا لتجود على الناس. ويروى: "لم تحلي تبالة لتحرمي" قال لبيد:
فالضيف فالجار الجنيب كأنّما
…
هبطا تبالة مخصبًا أهضامها
انتهى. ومناها: بفتح الميم والنون، أي: أو من مكان قريب منها، قال ابن السكيت: هو منِّي بمنا ميل، أي: بقدر ميل، وحكى الفراء: داري منا داره، أي: بحذائها، نقلها الأزهري. والركاب: الإبل التي يسار عليها، الواحدة راحلة ولا واحد لها من لفظها، والمراد من الركاب أصحابها. والخيبة: حرمان المطلوب، والأصل: فما رجعت خائبة. ووصف النكرة إذا تقدم عليها صار حالاً منها، فلما تقدم زيد فيه الباء، وخرجه أبو حيان على أن التقدير: فما رجعت بحاجة خائبة. قال الدماميني في المزج: فالباء للإلصاق أو للمصاحبة، لكن هذا فيه حذف الموصوف من غير دليل، وقد يخرج على جعل رجع من أخوات كان، والباء زائدة في الخبر على حد:"لم أكن بأعجلهم". انتهى. وكذا قال ابن وحيي. وقوله: حكيم بن المسيب منتهاها، أي: غايتها. الجملة في موضع الصفة للركاب. قال الدماميني: وأعرفهم ضبطوا والد سعيد بن المسيب بفتح الياء المشددة وكسرها، وأما والد حكيم هذا فلا أتحقق ضبطه.