الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قد اكتفلت بالحزن واعوجَّ دونها
…
ضوارب من خفَّان مجتابة سدرا
حراجيج ما تنفكُّ
…
البيت
أنخن لتعريس قليل فصارف
…
يغنّي بنابيه مطلحةً صعرا
معرقة الألحي: قليلة لحم الألحي، جمع لحي، وإذا كثر لحم لحيها فهو عيب. يقال: ناقة سجراء تضرب إلى الحمرة، وقوله: قد اكتفلت بالحزن. أي: صيرت الناقة الحزن خلفها، كالرجل الذي يركب الكفل، فإنما يركب على أقصى الكفل، كما تقول: اكتفلت الناقة، أي: ركبت موضع الكفل من الناقة. والحزن: ما غلظ من الأرض، والضارب: منخفض كالوادي، وخفان: موضع، ومجتابة سدرًا، أي: لابسة سدرًا، واعوج: يعني الضوارب ليست على جهة الناقة، والحراجيج: الضمَّر، والخسف: الجوع، وهو أ، تبيت على غير علف، والتعريس: النزول في آخر الليل، وصارف، أي: فبعضها صارف يصرف بنابيه من الضجر والجهد، ومطلَّحة: معييةً، وصعر: فيها ميل من الجهد والهزال.
واقتصرت في شرح هذه الأبيات على كلام شارح ديوانه. وترجمة ذي الرمة تقدمت في الإنشاد الرابع والخمسين.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع بعد المائة:
(107)
أرى الدَّهر إلّا منجنونًا بأهله
تمامه:
وما صاحب الحاجات إلّا معذَّبا
على أن ابن مالك حمل "لا" فيه على الزيادة كبيت ذي الرمة، قال ابن عصفور في كتاب "الضرائر": ومنها زيادة إلا في قوله
أرى الدَّهر إلّا منجنونًا بأهله
…
البيت
هكذا رواه المازني: يريد أرى الدهر منجنونًا، وكذلك جعلها في قول الآخر:
ما زال مذ وجفت في كلِّ هاجرة
…
بالأشعث الورد إلّا وهو مهموم
يريد: هو مهموم، فزاد "إلا" و"الواو" في خبر زال، وفي قول الآخر:
وكلُّهم حاشاك إلّا وجدته
…
كعين الكذوب جهدها واحتفالها
يريد: وكلهم حاشاك وجدته. وقول ذي الرمة:
حراجيج ما تنفكُّ إلّا مناخة
…
. . . . . . البيت.
يريد: ما تنفك مناخة، ويحتمل أن تجعل زال وتنفك تامتين، وتكون "إلا" داخلة على الحال؛ وكذلك تجعل إلا في قوله:
وكلُّهم حاشاك إلَّا وجدته
إيجابًا للنفي الذي يعطيه معنى الكلام، أي: ما منهم أحد حاشاك إلا وجدته، وعليه حمله الفراء، وأما:"أرى الدهر إلا منجنونًا" فلا تكون "إلا" فيه إلا زائدة. انتهى.
ومنه تعلم أن ابن مالك في هذا التخريج، تابع للمازني لا مخترع، وقد
استدل بهذا البيت يونس على إعمال "ما" مسع انتقاض نفيها بإلا، وأجيب بأن المضاف محذوف من الأول، أي: دوران منجنون، ومعذبًا: مصدر، كقوله تعالى:(وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ)[سبأ/ 19] يريد: أن الأول أصله: وما الدهر إلا يدور دوران منجنون، ويدور: خبر المبتدأ، فحذف هو والمصدر، وأقيم منجنون مقام المصدر، وأن الثاني أصله: وما صاحب الحاجات إلا يعذب معذبًا، أي: تعذيبًا، فيعذب: خبر المبتدأ، فحذف وبقي مصدره؛ فلا عمل لـ"ما" في الموضعين.
وخرجه صاحب "اللب" على أنه بتقدير: وما الدهر إلا يشبه منجنونًا، وما صاحب الحاجات إلا يشبه معذبًا؛ فهما منصوبان بالفعل الواقع خبرًا، ومعذب، على هذا: اسم مفعول، وهذا أقل كلفة، وقال شارحه السيد عبد الله: ويجور أن يكون – أي: منجنونًا – منصوبًا على الحال، والخبر محذوف، أي: وما الدهر موجودًا إلا مثل المنجنون لا يستقر في حاله، وعلى هذا تكون عاملة قبل انتقاض النفي، وكذا يكون التقدير في الثاني، أي: وما صاحب الحاجات موجودًا إلا معذبًا. ولا تقدر هنا "مثل" لأن الثاني هو الأول. وقال المصنف في "شرح أبيات ابن الناظم": وجوز ابن بابشاذ؛ أن يكون الأصل: إلا كمنجنون، ثم حذف الجار فانتصب المجرور، ومن زعم أن كاف التشبيه لا يتعلق بشيء فهذا التخريج عنده باطل؛ إذ كان حقه أن يرفع المجرور بعد حذفها، لأنه