الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومعنى البيت: إن الركاب التي منتهاها هذا الرجل لم ترجع خائبة، بل رجعت بالظفر بالمقصود ونيل المطلوب. انتهى.
والبيتان من قصيدة للقحيف العقيلي مدح بها حكيم بن المسيب القشيري ومنها:
إذا رضيت عليَّ بنو قشيرٍ
…
لعمر الله أعجبني رضاها
ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في بحث "على".
والقحيف: شاعر إسلامي، ذكره الجمحي في الطبقة العاشرة من شعراء الإسلام، وهو شاعر مقل، كان يثبب بخرقاء محبوبة ذي الرمة، وهو القحيف ابن خمير بن سليم النَّدى، وينتهي نسبه إلى عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر، والقحيف: بضم القاف وفتح الحاء المهملة، وخمير: بضم الخاء المعجمة وفتح الميم، وسليم: بضم السين وفتح اللام، وأضيف إلى الندى لاشتهاره بالكرم.
وقال الصاغاني في "العباب": رأيت بخط محمد بن حبيب في أول ديوان شعر القحيف: البدي؛ بالباء الموحدة وتشديد الياء، وعقيل بالتصغير: هو أخو قشير المنسوب إليه حكيم بن المسيب.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد المائة:
(162)
كائن دعيت إلى بأساء داهمةٍ
…
فما انبعثت بمزؤ ودٍ ولا وكل
على أن الباء زائدة في الحال أيضًا، والأصل: فما انبعثت مزؤودًا ولا. ولا كلاً، فزيدت الباء وعطف على مجرورها. وخرجه أبو حيان على تقدير: فما انبعثت بشخص مزؤود، أي: مذعور. ويريد بالمزؤود نفسه، على حد: رأيت منه أسدًا، فيكون من التجريد؛ وهو أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله فيها مبالغة في كمالها فيه، والباء حينئذ للملابسة والمصاحبة، متعلقة بمحذوف تقديره:
فما انبعثت ملتبسًا بمزؤود.
واعترضه المصنف بأن صفات الذم إذا نفيت لم ينتف أصلها، وصفة الذم هنا المزؤودية والوكلية، وأراد بكونها على سبيل المبالغة ما لوحظ فيها من معنى التجريد الذي مبناه على المبالغة، يرشدك قول المصنف: ولا يقال: لقيت منه أسدًا أو بحرًا إلا عند قصد المبالغة في الوصف بالإقدام والكرم.
قال الدماميني: وينبغي أن لا يتعلق الجار من قوله: على سبيل المبالغة، بنفيت، لأنه ليس المراد نفيها مبالغة فيه، وإنما يتعلق بمحذوف هو حال من ضمير نفيت العائد على الصفات، وهذا الحكم ليس مخصوصًا بصفات الذم، بل هو جار في كل مقيد بقيد إذا دخل عليه النافي، مثل: ما جئت راكبًا، فيرجع النفي إلى القيد فقط، ويثبت أصل الفعل، وهذا هو الأكثر، وقد يقصد نفي الفعل والقيد جمعيًا، بمعنى انتفاء كل من الأمرين. انتهى. ونقل كلام المصنف هذا في "شرح التسهيل" وتعقبه بقوله: قلت: تسليمه لظهور التخريج في البيت الأول غير جيد، لما فيه من حذف الموصوف بدون دليل، وقدحه في تخريج البيت الثاني كذلك، لأن النفي إنما يتسلط على قيد الفعل مع ثبوت أصله، أي: فما انبعثت بشخص مزؤود ولا وكل، يعني نفسه؛ بالغ في اتصافه بالشجاعة والنهضة حتى انتزع من نفسه شخصًا لا ذعر عنده ولا وكل، فكيف يتم ما قال؟ انتهى.
وقوله: كائن دعيت
…
الخ. كائن: بمعنى كم الخبرية لإنشاء التكثير، ودعيت: بالبناء للمفعول، قال الأزهري: قال الليث: البأساء: اسم للحرب والمشقة والضرب، وداهمة: من دهمهم الأمر – من باب تعب، وفي لغة من باب نفع – أي: فاجأهم وأتاهم بغتة. وانبعث: تحرك وثار من موضعه، قال الليث: بعثت البعير فانبعث؛ إذا حللت عقاله وأرسلته، أو كان باركًا