الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"كحابية السَّيح" بإهمال الطرفين، تريد النهر الذي يجري على جابيته، فماؤها لا ينقطع، لأن النهر يمده. انتهى.
وقيل: أراد بالشيخ العراقي كسرى، وحكاه أبو عبيد في كلام ذكره عن الأصمعي في شرح الحديث، وخص بالشيخ على تأويل المبرد، لأنه قد جرب الأمور، وقاسى الخير والشر، وهو يأخذ بالحزم في أحواله. ودردق، بدالين بينهما راء: الأطفال، يقال: ولدان دردق ودرادق، كذا في "العباب". والسديف: شحم السنام، وتدفق: أصله تتدفق بتائين. وقوله: طويل اليدين .. إلخ، اليدين: كناية عن كثرة معروفه، والثنية، بكسر المثلثة وسكون النون: يريد أنه سيد غير ثنيان، والثنيان: دون السيد وقريب منه.
وقد شرحنا هذه الأبيات بأبسط مما هنا في الشاهد الواحد والعشرين بعد الخمسمائة من شواهد الرضي، وقد شرحنا أبياتًا أخر من هذه القصيدة في الشاهد الرابع بعد المائتين، وفي الشاهد السابع والثمانين بعد الثلاثمائة. وترجمة الأعشى تقدمت في الإنشاد التاسع عشر بعد المائة.
وأنشد بعده وهو الإنشاد الأربعون بعد المائة:
(140)
ولقد أمرُّ على اللَّئيم يسبُّني
تمامه:
فمضيت ثمَّت قلت لا يعنيني
على أن المرور يتعدى بعلى أيضًا كما يتعدى بالباء. وأورده المصنف في الباب الثاني وفي الباب الخامس من أن اللئيم لتعرفه بأل الجنسية في معنى النكرة، فيجوز أن يكون جملة يسبني صفة له أو حالًا عنه.
وأنشده سيبويه على أن "أمرّ" قد وضع موضع مررت، وجاز أمرُّ في معنى مررت، لأنه لم يرد ماضيًا منقطعًا، وإنما أراد أن هذا أمره ودأبه، فجعله كالفعل الدائم. وقيل: معنى: ولقد أمر: ربما أمرّ، فالفعل على هذا في موضعه.
وأورده أبو علي في "الحجة" عند قوله تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)[النحل/ 40] ألا ترى أن قوله عز وجل: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)[آل عمران/ 59] لا يستقيم هذا المذهب فيه، أي: عطف "يكون" المنصوب على "نقول" المنصوب بأن في الآية السابقة، لأن قال ماض، ويكون مضارع، فلا يحسن عطفه عليه لاختلافهما.
فإن قلت: فلم لا يجوز عطف المضارع على الماضي، كما جاز عطف الماضي على المضارع في قوله: ولقد أمر على اللئيم يسبني. البيت؟ ألا ترى أنه مضارع، ومضيت ماض، فكما جاز عطف الماضي على المضارع، كذا يجوز عطف "فيكون" على "خلقه".
قيل: لا يكون هذا بمنزلة البيت، لأن المضارع فيه في معنى المضي، والمراد به: ولقد مررت فمضيت، فجاز عطف الماضي على المضارع من حيث أريد بالمضارع المضي، وليس المراد بقوله:"فيكون" في الآية المضي، فيعطف فيه على الماضي. انتهى.