الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محذوف، على تقدير: حيث كنت من الظلام ضياء هناك، وكان لا يحتاج إلى خبر، لأنه في معنى حصلت ووقعت، وإذ: ظرف لأمن، يقول: أمنوا إذ أنت حيث كنت بهذه الصفة، ولم يفسر أحد من إعراب هذا البيت، ما نقلناه منه. وتقدمت ترجمة المتنبي في الإنشاد التاسع.
[إذا]
وأنشد في "إذا" وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد المائة:
(128)
والنَّفس راغبة إذا رغَّبتها
…
وإذا تردُّ إلى قليل تقنع
على أن إذا الظرفية تدخل على الماضي والمضارع كما في البيت، وليس المراد بدخولها عليهما إضافتها إلى جملتها، كما قاله السيوطي لما يأتي في كلام المصنف في مسألة ناصب إذا، من الفصل الثاني. وإذا الأولى شرطية بدليل إذا الثانية، فيكون جوابها محذوفًا يدل عليه ما قبلها وجملة إذا الثانية معطوفة على خبر المبتدأ وهو راغبة، والمعطوف على الخبر خبر، ولا يجوز أن تكون معطوفة على جملة إذا الأولى لفساد المعنى.
والبيت من قصيدة طويلة لأبي ذؤيب الهذلي، مذكورة في أول أشعار الهذليين وفي آخر المفضليات، رثى بها أولاده، وكان له خمسة بنين هاجروا إلى مصر فهلكوا في عام واحد بالطاعون، قاله الإمام المرزوقي في شرحه، وابن الأنباري في "شرح المفضليات" وهذا مطلع القصيدة:
أمن المنون وريبها تتوَّجع
…
والدّهر ليس بمعتب من يجزع
قالت أميمة ما لجسمك شاحبًا
…
منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعا
…
إلا أقضَّ عليك ذاك المضجع
فأجبتها أمَّا لجسمي أنَّه
…
أودى بنيَّ من البلاد فودَّعوا
أودى بنيَّ وأعقبوني حسرةً
…
بعد الرُّقاد وعبرةً ما ترجع
فالعين بعدهم كأنَّ حداقها
…
سملت بشوك فهي عور تدمع
سبقوا هوىَّ وأعنقوا لهواهم
…
فتخرِّموا ولكلِّ جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصب
…
وإخال أنِي لاحق متتبِّع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم
…
فإذا المنيَّة أقبلت لا تدفع
وإذا المنيَّة أنشبت أظفارها
…
ألفيت كلَّ تميمة لا تنفع
حتَّى كأنِّي للحوادث مروة
…
بصفا المشرَّق كلَّ يوم تقرع
وتجلُّدي للشَّامتين أريهم
…
أنِّي لريب الدّهر لا أتضعضع
والنفس راغبة إذا رغَّبتها
…
وإذا تردُّ إلى قليل تقنع
كم من جميع الشَّمل ملتئم الهوى
…
كانوا بعيش ناعم فتصدَّعوا
قوله: أمن المنون
…
إلخ، قال الإمام المرزوقي: الهمزة للاستفهام الإنكاري. يخاطب نفسه ويقول: أتتوجع من المنون، والدهر كذا! والمعنى: لا تتوجع منه فذلك غير نافع مع الدهر. والمنون: قد يراد به الدهر، فإذا أريد به ذلك فالرواية "وريبه" لأنه حينئذ مذكر، وكأنه فعول من المنِّ: القطع، ومنه: حبل منين، أي: مقطوع وقد يراد به المنية أيضًا، وحينئذ يؤنث، فيروى:"وريبها" وقد يخبر
عنها بضمير الجمع، لأنه يقصد بها إلى أنواع المنايا، قال عدي:
من رأيت المنون عرَّين أم من
…
ذا عليه من أن يضام خفير
فإن قيل: وجه الكلام أن يقال: والمنون ليس بمعتب، قلت: إن أريد بالمنون الدهر، فإنما اختلف اللفظان والمعنى واحد، وإن أريد المنية، فإنه لما كانت الأحداث كلها كانوا ينسبونها إلى الدهر، والمنية بعضها، فكأنها من مسببات الدهر وأفعاله، وإذا كان كذلك فالدهر إذًا يجب أن يرجع ويكف من فعله لا غيره. والإعتاب: الرجوع، وريبها: نزولها. وحكي عن أبي عبيدة: راب عليه الدهر، أي: نزل، ويجوز أن يكون مصدر رابني الشيء، والمراد به حدثان الدهر وصروفه الرائبة. انتهى. وقال ابن الأنباري في شرحه: المنون: الدهر، سمي منونًا لأنه يبلي ويضعف، ويذهب بمنَّة الأشياء، والمنة: القوة والضعف أيضًا. والمنون أيضًا تكون المنية، وتكون واحدًا وجمعًا. وقوله: والدهر ليس بمعتب، أي: ليس الدهر بمراجع من جزع منه بما يجب، والعتبى: المراجعة، ومنه قولهم: لك العتبى، أي: الرجوع إلى ما تحب، ومنه قولهم: أعتب فلان فلانًا. انتهى.
وقوله: قالت أميمة
…
البيت، قال المرزوقي: قال أبو نصر: أرى أن أميمة امرأته، استنكرت شحوب لونه، وهزال بدنه، متصورة أن ذلك لتوليه أسباب بنفسه، وتبذله في إصلاح ضيعته، وإمساكه عن بذل المال مع اتساعه، لاستعانة من يعتنق أموره دونه، ويكفيه مهمّه، ألا ترى أنها قالت: ما لجسمك يشحب، ومثل مالك ينفع! ؟ : كان يجب أن لا يكون ذلك مع هذه الحال، وأن أبا ذؤيب أبطل ما تصورته، وبين العلة فيما أنكرته بقوله: فأجبتها أما
…
،
وانتصاب شاحبًا على الحال، مما دلَّ عليه: ما لجسمك، كأنه قال: لم حصلت شاحبًا. وروى الأصمعي بدله "سائيًا" أي: يسوء من أبصره. وقوله: منذ ابتذلت، أي: منذ أصبت بولدك، فامتهنت نفسك لذهاب من كان يكفيك، وتركت التصون والتودع، وباشرت السفر والتعب، والمعنى: كيف صرت كذلك، وفي مالك ما يمكن معه اشتراء الخدم، والاعتماد على من ينوب عنك في الاعمال والتصرف. انتهى.
وقوله: أم ما لجنبك
…
البيت، أم: منقطعة، كأنها استأنفت السؤال عن سهره، وإقضاض المضجع لديه بعد السؤال عن حاله في نفسه، والشحوب البادي عليه، فإن قيل: المضجع من حكمه أن لا يوافق الجنب، فلم جعله مفعولًا، وجعل الجنب فاعلًا؟ قلت: إنه لما كان في خروج المضجع عن موافقة الجنب مخالفة. الجنب أيضًا للمضجع؛ جاز أن يجعل الفعل لما أريد منهما. ويقال: قض المضجع، وأقض: إذا خشن، وصار فيه مثل القضض، وهي الحصى الصغار، والقضيض: الكبار. ومعنى البيت: بل أي شيء لجنبك لا يستوفق مضجعًا إلا صار فيه مثل القضض، حتى نبا عنه وسهرت له. انتهى.
وقوله: فأجبتها أما لجسمي
…
البيت، قال المرزوقي: يجوز أن يكون أصل أمَّا: أن ما، فأدغم، وأن تكون مخففة من الثقيلة. وما بمعنى الذي، ولجسمي صلته. وقوله: أنه أودى، إن جعلت أن عاملة على ما دخله من الحذف، لأن الفعل قد يعمل مع تسلط الحذف عليه، نحو: لم يك زيد منطلقًا، ولأن "أن" إنما أعمل في الأصل مثقلة، لمشابهته للفعل، فنقول: حمله مخففة عليه سائغ أيضًا؛ كان موضعه رفعًا بخبر أن، والتقدير: أجبتها بأن الذي بجسمي، أنه أودى بنيَّ؛ إيداء بني، لأن أن مع ما بعده في تقدير المصدر. والمعنى: تأثير إيداء بني وهلاكهم، لأن ما كان بجسمه من الهزال وسوء الحال لم يكن الإيداء، وإنما كان أثره ومسببه، ويكون موضع أن الأولى نصبًا بأجبتها، أي: أجبتها بهذا. وإن جعلت أن غير عاملة، كما في قوله:
أن هالك كلُّ من يحفى وينتعل
يكون "ما لجسمي" في موضع الابتداء، و"أنه أودى بني" في موضع الخبر، والتقدير: أجبتها بأن الأمر والحديث الذي لجسمي إيداء بني وتودعيهم. ويجوز أن يكون أما تفصيلًا لخبر مجمل، وجوابًا، ويكون لجسمي متناولًا من كلام السائلة، وقد رد عليها ما قالت بلفظها، كقولك: قال لي فلان: ما لك؟ فقلت: ما لي أنني هذه حالي، ويكون أنه في موضع الابتداء، فإن قيل: حصل السؤال عن شيئين، لابد فيه من العطف عليه وتكرير أما، وأبو ذؤيب لم يكرر أما؛ قلت: إن السؤال وإن كان صورته شيئين: الجسم والجنب؛ فإن طريق جوابه طريق واحد، لوروده ما هو سؤال عن أمر واحد، ولما كان السبب في كل واحد بما سألت عنه هو والسبب الذي في الآخر، اكتفى بالجواب عن أحدهما.
وقوله: من البلاد، أي: من أهل البلاد. وقوله: فودعوا، يجوز أن يكون من ودعت، مخففًا، أي: تركت، وتضعيف العين للتكثير، ويجوز أن يكون من الوداع، وحينئذ يثقل لا غير، وإن كان المعنى يرجع إلى الترك أيضًا، ويكون على وجهين:
أحدهما: ما تعارفه الناس من أن اليائس من نفسه في علته أو نكبته يودع الأهل والمعارف، حضروا أو غابوا، توجعًا من حاله، أو يأسًا من سلامته، فيقول: كان ذلك آخر عهدهم.
والثاني: أن يكون كناية عن الموت. انتهى.
وقوله: أودى بني
…
البيت، قال المرزوقي: يقول: ماتوا، وجعلوا عقباي حسرة لا تنقطع، ودمعة لا ترقا. وقوله: بعد الرقاد، أي: بعد وقت الرقاد، أي: ليلًا، والمعنى: أسهر وأتحسر بعد وقت النوم، وطول الليل.
ويجوز أن يريد: بعد نوم الناس، وخص الليل بالذكر، وإن كان لم يخل مما مني به فيهم في النهار أيضًا، لأن الليل أجمع للهمّ، ولأن الإنسان في نهاره يشتغل عن البثّ بما يعرض ويتفق في أمره، وبالليل لا يخلو إلا بفكره. وقوله: لا ترجع، أي: لا تكفُّ عن السيلان. وروي: "وزفرة لا تقلع" ويعني به امتداد تنفس الصعداء، وقلة انقطاعه. انتهى.
واستشهد المصنف بهذا البيت في "الأوضح" على قلب واو الجمع ياء، وإدغامها في ياء المتكلم.
وقوله: فالعين بعدهم
…
البيت، قال المرزوقي: ذكر عينًا، وأراد العينين، ومتى اجتمع شيئان في أمر لا يفترقان، اجتزئ بذكر أحدهما عن الآخر. وقوله: كأن حداقها، إنما جمع لأنه لما كان المراد بالعين العينين، ولكل واحدة حدقة، حصل اثنتان، فأجرى على عادتهم في استعارة الجمع له. وقيل: جمع على حد قولهم: رجل ضخم المناكب، كأنهم أرادوا الشيء بما حوله. وقوله: سملت، قال أبو عبيدة: سمرت عينه وسملتها؛ إذا فقأتها بحديدة محماة، أو غيرها، وإن فقأتها بيدك لم يكن سملًا. وقوله: فهي عور، مردود على الحداق، أي: كأنها مسمولة، فهي عور دامعة، ومعنى عور: فاسدة ذاهبة. انتهى.
واستشهد بهذا البيت أبو علي في "الإيضاح" على أن المعرف بلام الجنس قد يعامل معاملة الجمع، فلذا قال: كأن حداقها، وقال: عور. وقال الزجاج: جعل كل قطعة منها حدقة، كما يقال: بعير ذو عثانين، وإنما له عثنون. وقوله: عور، مردود على الحداق، ورده أبو علي بأن كل خصلة تكون عثنونًا، وليس كل جزء من الحدقة حدقة.
وقوله: سبقوا هوي
…
البيت. قال المرزوقي: هويّ: لغتهم في هواي، كأنهم لما كان ياء الإضافة ينكسر له الحرف الذي قبله، وكانت الألف لا تتحرك فتكسر؛ أبدلوا منها الياء، وأدغموها في ياء الإضافة، والمعنى: ماتوا قبلي،
فلم يلبثوا لهواي، وكنت أحب أن أسبقهم بالموت فيبقوا بعدي، وإنما كنى عن موتهم بهواهم، لما كان في مقابلة قوله: هوي، فرام المطابقة بين اللفظين، كما قال تعالى:(فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)[البقرة/ 194] فسمي جزاء الاعتداء اعتداء.
وأعنقوا: أسرعوا، ويجوز أن يكون المعنى: كنت أهوى أن أتقدمهم، لئلا أرى سوءًا فيهم، وهووا لبرِّهم بي ومحبتهم لي، أن لا يقاسوا فقدي، فتركوا هواي في بقائهم، وسارعوا لهواهم في التفادي من يوم موتي. ومعنى: تخرِّموا: أخذوا واحدًا بعد واحد.
وقال بعضهم: إنما قال: أعنقوا لهواهم، لأنهم أرادوا الهجرة والجهاد، فهاجروا إلى مصر وكان هواه أن يقيموا معه. وعلى هذا التفسير يكون معنى قوله: ولكل جنب مصرع، أي: موضع يصرع فيه فيموت، كما يقال: لكل إنسان تربة. وعلى ما تقدم؛ يجوز هذا، ويجوز أن يكون المصرع مصدرًا والمعنى: كل إنسان يموت، ويكون هذا الكلام بعد قوله: فتخرموا، تأسيًا وتسلّيًا. انتهى.
واستشهد النحويون بهذا البيت على قلب ألف المقصور ياء عند الإضافة إلى ياء المتكلم في لغة هذيل.
وقوله: فغبرت بعدهم
…
البيت. أي: بقيت بعدهم بعيش ذي نصب، وأظن أن الغم قد تناهى، وقد استتبعت في اللحوق بهم. وأول البيت تألم، وآخره إظهار يأس. ويأتي شرحه إن شاء الله تعالى مستوفى في بحث "اللام".
وقوله: ولقد حرصت: البيت. قال المرزوقي: يقول على طريق التفجع: ولقد كان مني حرص بسبب المدافعة عنهم، ففاجأت المنية مقبلة غير مدفوعة، فإذا للمفاجأة،
وجملة "لا تدفع": حال، ويجوز أن يكون المعنى: حرصت على مدافعة كل شيء، دونهم، فإذا أقبل القدر المحتوم، فإنه لا يغالب. فإذا: شرطية، والمنية: فاعل فعل مضمر يفسره أقبلت، ولا يدفع: جواب إذا، كأنه أراد: ولقد حرصت للمدافعة، فاستسلمت للموت. انتهى.
وقوله: وإذا المنية، قال المرزوقي: هذا البيت على ما بدأنا به في تفسير البيت الأول يترتب، وبهما يتم الكلام، ويكمل، ألا ترى أنه يكون المعنى: لقد انتصبت للدفاع عنهم بحرص شديد، ففاجأت المنية غير مدفوعة، وإذا علق الموت مخلبه في شيء، لم تغن معاذة دونه، ولا نفعت حيلة في الخلاص منه. وهذا كلام من التكرير سالم، وللمعنى على حده مستوف، وعلى الوجه الثاني، يصير المعنى الواحد مكررًا في البيتين جميعًا، لأن فائدة قوله: إذا أقبلت المنية لا تدفع، مثل فائدة قوله: إذا أنشبت المنية ظفرها لم يتخلص منه. وهذا بأدنى تأمل يبين للناظر فيه. انتهى.
والبيت من شواهد علماء البيان. يوردونه للاستعارة المكنية والتخيلية. وقوله: حتى كأني للحوادث
…
البيت، قال المرزوقي: إلى هذا الموضع دخل في جواب المرأة، لأنه ابتدأ فقال: غيرني تتابع المحن، فأصابني كذا وكذا، إلى أن صرت كأني للحوادث بمنزلة هذا.
وقد اختلف في رواية البيت وتفسيره، وأنا ذاكر جميع ما قيل فيه:
حكي عن أبي عمرو الشيباني أنه أنشد: "بصفا المشقّر" فأنكر وقال: المشقر بالبحرين، فما لأبي ذؤيب والبحرين؟ ! إنما هو المشرَّق. وقال الأصمعي: المشرق: المصلَّى، ومسجد الخيف: هو المشرَّق.
وقال شعبة بن الحجاج: خرجت أقود سماك بن حرب في يوم عيد، فقال:
امض بنا إلى المشرّق، يعني: المصلّى، وقيل: يعني مسجد العيدين. وقال أبو عبيدة: المشرَّق: سوق الطائف، والمعنى: كأنما أنا للمصائب التي تنزل بي مروة في مجتمع الناس، السوق أو المصلى، لا يزال يقرعها مرور الناس ووطء الأقدام. وحكي: قرعت مروة فلان؛ إذا أصابته مصيبة شاقة، وهذا تشبيه لجلده وصبره إذا أثرت الفجائع فيه، كما قيل: نحت أثلته، وقد قيل: قرعت صفاته أيضًا. وأنشد لابن الرقيات:
إنّ الحوادث بالمدينة قد
…
أوجعنني وقرعن مروتيه
وقال أبو نصر: كان الرجل يأتي سوق عكاظ، فيقصد مروة ضخمة، فيقرعها بعصاه يعدّد أيامه وفعاله ليشهرها، فيقول: كأني تلك المروة أقرع كل حين.
وحكى بعضهم قال: سمعت أعرابيًا قال: حدثني جنبة بن عكابة، وكان شيخًا من علماء غنيّ، قال: كنت بالمشرق، ومعي شيخ من أهل مكة فأخذ بيدي حتى أقامني على مروة بيضاء مثل الشاة الضخمة، فقال لي: هل تعلم أي مكان ذا؟ قال: قلت: لا والله ما أدريّ قال: هذه والله المروة التي ذكرها أبو ذؤيب في شعره، وكان عندها ثلاثة أصنام، وكانت نساء مكة إذا مرض لهن مريض أخذن قدومًا أو معولًا، فنحتن منها، ثم صبت عليه الماء فسقت المريض، فيجد راحة، وإن نساء مكة ليتبركن بها حتى اليوم. انتهى.
وقال ابن الأنباري: المروة: حجارة بيض يقدح منها النار. وقوله: وتجلدي للشامتين
…
البيت، قال المرزوقي: عاد من هنا إلى ما يريد إنكاره الذي صدر القصيدة به، فاحتفل بما بقي من الجلد والصبر، وتأسى ما شاء، وتسلى ما شاهد