الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا شدَّةً ما شددنا غير كاذبةٍ
…
على سخينة لولا اللَّيل والحرم
ثم أسلم خداش بعد ذلك بزمان، ووفد ولده سعساع على عبد الملك يتنازعون في العرافة، فنظر إليه عبد الملك فقال: قد وليتك العرافة! فقام قومه وهم يقولون: فلج ابن خداش؛ فسمعهم عبد الملك فقال: كلا والله، لا يهجونا أبوك في الجاهلية، ونسوِّدك في الإسلام! وذكر البيت المتقدم. والمراد بسخينة: قريش. وذكر المرزباني أنه جاهلي، وأن البيت الذي قاله في قريش كان في حرب الفجار، وهذا أصوب. انتهى كلام ابن حجر ..
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الموفي مائة:
(100)
ألا ارعواء لمن ولَّت شبيبته
…
وآذنت بمشيب بعده هرم
على أن ألا فيه أيضًا للتوبيخ والإنكار. قال الأزهري في "التهذيب": قال الليث: يقال: ارعوى فلان عن الجهل ارعواءً حسنًا، ورعوى حسنةً، وهو نزوعه وحسن رجوعه. وقوله: لمن: خبر ألا، وولت: ذهبت وأدبرت، والشبيبة: الشباب، وآذنت بمد الهمزة: أعلمت. قال الأصمعي: المشيب: دخول الإنسان في حد الشيب، والشيب: بياض الشعر، والهرم: أقصى الكبر، وجملة "بعده هرم": صفة المشيب.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد المائة:
(101)
ألا عمر ولَّى مستطاع رجوعه
…
فيرأب ما أثات يد الغفلات
على أن "ألا" للتمني. قال المصنف في "شرح أبيات ابن الناظم": وقول قوم منهم الشارح: أن المفيد للتمني "الهمزة" سهو، ويلزم منه كون المتمنى جملة النفي، فيكون معنى قولك "ألا ماء": أتمنى عدم الماء، وهو عكس المراد. وعمر: اسم ألا، ووّلى: صفته، ومستطاع رجوعه: اسمية قدم خبرها، والاسمية كالفعلية في الوصفية، وموضعهما النصب. فإن قلت: أيجوز أن تكون الفعلية محلها الرفع على الخبرية لـ"ألا" أو كون الاسمية خبرًا، أو كون مستطاع صفةً لاسمها على الموضع، أو خبرًا، ورجوعه [مرفوع] به على الوجهين؟ قلت: أما عند سيبويه فلا، لأنه لا يجيز مراعاة محل اسمها، إجراءً لها مجرى ليت، وليس لها عنده [خبر] لا لفظًا ولا تقديرًا، وأن نحو "ألا ماء" كلام تام محمول على معناه، وهو: أتمنى ماءً، وعلى هذا فهو كلام مركب من اسم وحرف، كما في: يا زيد، عند أبي علي، وأما عند المازني والمبرد؛ فيجوز لأنهما يجريانها مجرى التي للإنكار والتوبيخ سواء.
وقوله: فيرأب: منصوب في جواب التمني، يقال: رأبه يرأبه، بالفتح فيهما والهمز: إذا أصلحه، وأصله من رأبت الإناء: إذا شعبته، والمحفوص في البيت:"يرأب" مبنيًا للفاعل، ويحسن بناؤه للمفعول. وأثأت بالمثلثة والهمز: أفسدت، منقول بالهمز من ثئي - بالكسر - يثأى - بالفتح: فسد. واستعار للغفلات يدأ كما استعارها زهير:
إذ أصبحت بيد الشَّمال زمامها
هذا آخر كلام المصنف، والصواب لبيد بدل زهير.
وأنشد بعده:
ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد
…
إذا ألاقي الّذي لاقاه أمثالي