الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتشبيهها بأنياب الأغوال بناء على توهمهم في أنيابها غاية الحدة، والغرض من هذا التشبيه التهويل، وهذا أمر وهمي، ويطعنني: بضم العين، لأنه يقال: طعنه بالرمح طعنًا، من باب قتل، وأما طعنت فيه بالقول، وطعنت عليه، فقد جاء من باب قتل ومن باب نفع، وأجاز الفراء بطعن في الكل بالفتح، لمكان حرف الحلق، كذا في "المصباح". وترجمة امرئ القيس تقدمت في الإنشاد الرابع من أول الكتاب.
وأنشد بعده:
شربن بماء البحر
…
وتقدم شرحه في السادس والأربعين بعد المائة.
بجل
أنشد فيها، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد المائة:
(164)
ألا بجلي من الشَّراب ألا بجل
على أنه يقال: يجلي، بمعنى حسبي بدون نون وقاية.
قال المرادي في "الجنى الداني": بجل: لفظ مشترك، يكون اسمًا وحرفًا، فأما "بجل" الحرفية فحرف جواب بمعنى نعم، ويكون في الخبر والطلب، ذكرها صاحب "رصف المباني" وأما بجل الاسمية، فلها قسمان، أحدهما: أن تكون اسم فعل بمعنى يكفي، فيلحقها نون الوقاية مع ياء المتكلم، فيقال:
بجلني. والثاني: أن تكون اسمًا بمعنى حسب، فتكون الياء المتصلة بها مجرورة الموضع، ولا يلحقها نون الوقاية، وذكروا أنها تلحقها قليلاً. وكذا قال في باب اسم الفعل من شرح "التسهيل" أخذًا من كلام ابن مالك. وقال الأزهري في "التهذيب" قال أبو عبيد: يقال: بجلك درهم، وقد أبجلني ذاك، أي: كفاني. قال الكميت:
ومن عنده الصَّدر المبجل
وقال لبيد:
بجلي الآن من العيش بجل
وقال الليث: هو مجزوم لاعتماده على حركة الجيم، ولأنه لا يتمكن في التصرف. انتهى. فجعله قسمًا واحدًا، ولم يذكر أنه أتى بمعنى نعم، وكذا صنع الصاغاني في "العباب" قال: بجل بمعنى حسب. قال الأخفش: هي ساكنة أبدًا، يقولون: بجلك، كما يقولون: قطك، إلا أنهم لا يقولون: بجلني كما يقولون: قطني؛ ولكن يقولون: بجلي وبجلي، أي: حسبي. قال لبيد:
بجلي الآن من العيش بجل
وفي حديث بعض الصحابة: فألقى تمرات كن في يده وقال: بجلي من الدنيا. وقال طرفة:
ألا بجلي من الشراب ألا بجل
وفي حديث علي أنه لما التقى الجمعان يوم الجمل صاح أهل البصرة:
ردُّوا علينا شيخنا ثمّ بجل
انتهى.
وقال ابن دريد قبلهما في "الجمهرة": بجل في معنى حسب، قال الراجز:
نحن بني ضبَّة أصحاب الجمل
…
ردّوا علينا شيخنا ثّم بجل
انتهى. وقد حقق الرضي في شرح "الكافية" هذه الكلمة، وجعلها اسم فعل فقط. قال: ومنها، أي: من أسماء الأفعال: قدك، وقطك، وبجلك، وكان الأصل قدَّك وقطَّك، أي: اقطع هذا الأمر قطعًا، فهو في الأصل مصدر
مضاف إلى فاعل، فأقيم مقام الفعل، فبني وحذف المدغم فيه تخفيفًا، كما قلنا إن وضع الأسماء على التخفيف، وكذا بجلك، أي: اكتفاءك. يقال: أبجلني، أي: كفاني، إلا أن الضمير قد يحذف من بجل، بخلاف قد وقط، فمعنى قدك: اكتف، ومعنى قدني: لأكتف، ولم يصر حسب، وإن كان قريبًا منها في المعنى اسم فعل، بل هو معرب متصرف يقع مبتدأ وحالاً، ويجب نون الوقاية في قد وقط دون بجل. في الأعراف، لكونهما على حرفين دونه. انتهى كلامه. وهو غاية في الحسن، ومحصله: أن بجل إن اتصل به الكاف كان معناه: اكتف، أمر مخاطب، وإن لحقه الياء كان معناه: لأكتف؛ أمر متكلم نفسه، وكونها دالة على ما ذكره هو المتبادر الظاهر من موارد استعمالها والمطرد في كل موضع أتت فيه، وزعم بعضهم كالمصنف أنها بمعنى يكفي؛ فعلاً مضارعًا غائبًا، وهذا يحتاج إلى فاعل ظاهر، ولا يتيسر في بجلي، ولما رأوه كذلك اضطروا إلى جعله بمعنى حسب، وأثبتوا معنى ثانيًا لها، ولا ضرورة تدعو إليه مع أن حسبًا قريبة لمعنى يكفي، ولهذا لم يذكره الرضي حسمًا للانتشار من غير فائدة.
فإن قلت: إن علماء اللغة المتقدمين كابن دريد والأزهري والجوهري وغيرهم، إنما قالوا بجل بمعنى حسب، ولم يتعرضوا لمجيئها اسم فعل، فما وجهه؟
قلت: هو راجع إليه، وإنما عبروا بحسب لقرب المعنى تيسيرًا للفهم، وهم يتساهلون في تفسير بعض الألفاظ، ولما كان غرض النحويين متعلقًا بأحكام الكلمات دققوا النظر، فبينوا حقيقتها وفسروها بمعنى الفعل، وسموها اسم فعل، ولا يصح أن تكون موضوعة بمعنى حسب، لأن كلاً منهما لا يستعمل استعمال الآخر، أما حسب فإنها اسم معرب متصرف، يقع مبتدأ وخبرًا وحالاً ومجرورًا، وتدخل
عليها العوامل اللفظية، وبجل على خلاف هذا، وإثبات هذه الأمور لها دونه خرط القتاد. وأما بجل فإن نون الوقاية تلحقها، وحسب لا تلحقها ولا في الندرة، ولا يجب لحاق نون الوقاية لبجل مع الياء، بل يجوز بمرجوحية، كما قال الرضي والمصنف؛ قال الرضي في "باب المضمر": يجوز إلحاق نون الوقاية في أسماء الأفعال لأدائها معنى الفعل، ويجوز تركها أيضًا لأنها ليست أفعالاً في الأصل، حكى يونس: عليكني، وحكى الفراء: مكانكني. انتهى. وقال الشاطبي في "شرح الألفية": حكى سيبويه في أسماء الأفعال: عليكني، وعليكي. وقد نص ابن مالك في "شرح التسهيل" على جواز إلحاق النون في اسم الفعل مطلقًا. انتهى.
وبما نقلناه يتعجب من قول الدماميني هنا: هذا مشكل، لأنها حيث تكون اسم فعل بمعنى يكفي فالنون واجبة لا نادرة، نعم إذا كانت بمعنى حسب جاز الأمران، إلا أن ترك النون أعرف من إثباتها، فندور: يجلني - بالنون - إنما هو إذا كانت بمعنى حسب لا بمعنى يكفي. هذا كلامه. وقول الرضي: إلا أن الضمير قد يحذف من بجل بخلاف قد وقط؛ يعني: قد تستعمل مجردة من إلحاق ضمير المتكلم والمخاطب كما في البيتين، فإن بجل الثانية تأكيد للأولى، وليس معها الياء، وكقول الآخر.
ردّوا علينا شيخنا ثمّ بجل
يريد: بجلكم، أي: كفوا وانتهوا، وقوله: بخلاف قد قط؛ يرد عليه قول النابغة في الأول:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا
…
إلى حمامتنا أو نصفه فقد
إلا أن يدعى أن الرواية: فقدي. ويرد عليه في الثاني قولهم: فقط، إلا أن يقول: تصرِّف فيها بزيادة الفاء.
وزعم العيني في قول طرفة أن بجل الثانية حرف بمعنى نعم، ومع هذا هي تأكيد لبجل الأولى. وفيه: إن بينهما تغاير نوعية، فكيف يؤكد أحدهما الآخر! وشذ ابن جني في إعرابه بجعل "بجل" هذه حرفًا. قال أبو حيان في "تذكرته": بجل بمعنى حسب، وهي اسم، وقال ابن جني في بعض كتبه: إنها حرف، وجرأه على ذلك تعريها من علامات الأسماء قاطبة، وليس في بجلي حجة، لأنك تقول: مني وعني، ويؤيد أنها حرف كونها في معنى حسب، ويليها الضمير مثلها وإن لم تتصرف تصرفها، وأما قول الشاعر:
لمَّا رأت معشرًا قلَّت حمولتهم
…
قالت سعاد أهذا ما لكم بجلا
فيحتمل أن يكون منصوبًا على الحال، كأنه قال: أهذا ما لكم جميعًا، وقطعها عن الإضافة، ويجوز أن يكون حرفًا على رأي ابن جني، وحرك اللام للضرورة. انتهى كلام أبي حيان.
تتمة: قال أبو حيان بعد هذا: حسبك درهمان، الصحيح أنهما مبتدأ وخبر بدليل دخول الناسخ، قال تعالى:{فإنَّ حسبك الله} [الأنفال/ 62] وقال الشاعر:
إني وجدت من المكارم حسبكم
…
أن تلبسوا خزَّ الثِّياب وتشبعوا
وقال قوم: حسبك، مبتدأ، ودرهمان: مرتفع به سد مسد الخبر، كأنه قال: ليكفك درهمان. ومن قال هذا لم يقل: كان حسبك درهمين، لأن
كان لا تعمل في درهمين مع ارتفاعهما بحسبك، وتقول: هذا زيد حسبك من رجل، تنصبه على الحال. ورأيت رجلاً حسب، كأنك قلت: حسبي أو حسبك، كما تقول: جاءني زيد لا غير. انتهى.
والبيت آخر قصيدة عدتها في رواية ابن السكيت أربعة عشر بيتًا، وفي رواية أبي عمرو الشيباني اثنا عشر بيتًا، مطلعها:
لخولة بالأجزاع من إضمٍ طلل
…
وبالسَّفح من قوِّ مقام ومحتمل
ثم ذكر زمن إقامتها به ودعا له بالأمطار، إلى أن قال:
متى تر يومًا عرصًة من ديارها
…
ولو فرط حين تسجم العين أو تهل
وما زادك الشَّكوى إلى متنكِّرٍ
…
تظلُّ به تبكي وليس به مظل
ألا إنَّما أبكي غداة ليقتها
…
بجر ثم صادٍ إنَّ ما بعدها جلل
فقل لخيال الحنظلَّية ينقلب
…
إليها فإنِّي واصل حبل من يصل
وإن جاء ما لابدَّ منه فمرحبا
…
به حين يأتي لا كذاب ولا علل
فلا أعرفنِّي ما نشدتك ذمَّة
…
كداعي هديلٍ لا يجاب ولا يمل
ألا إنَّني شربت أسود حالكًا
…
........... البيت
قوله: لخولة بالأجزاع .... الخ. خوله: اسم امرأة، قال يعقوب: إضم: واد لأشجع وجهينة، وقو: واد يناوح البيضة، أي: يقابلها في دار نمير، والبيضة: قف غيظ أبيض. انتهى. وقال أبو عمرو الشيباني: الأجزاع: موضع والأجزاع في غير هذا المكان: الجوانب، وجزع كل شيء جانبه، وأما الجزع
بفتح الجيم، فهو خرز أبيض. والطلل: ما أشرف من آثار الديار، وكل ما رأيت شخصه فهو طلل، وما لم تر شخصه، ورأيت أثره فهو رسم. والأطلال أعلاه. والسفح: يريد سفح الجبل، وقو: موضع، ويقال: أقوت الدار، إذا أقفرت. والمقام هاهنا في البلدة والموضع، والمقامة: المجلس يقيم المقيم فيه، والموضع الذي يقومون فيه فيتكلمون، وإنما يريد الرجال، يقال: هذا مقامة قومه؛ للرجل إذا كان متكلم قومه. انتهى.
وقوله: متى تر يومًا
…
الخ، هذا خطاب لنفسه، قال ابن السكيت: أي يقطر قطرًا لوقعه صوت، أي: ولو تقدم حول مضى. انتهى. وقال الشيباني: فرطه: حين بعد حين، تسجم: تسبق، يقال: سجمت عينه، إذا سألت بمائها، وأهلت عينه: إذا سألت بالماء. انتهى. والعرصة: مثل الساحة والفناء والناحية. وفرط: اسم من الإفراط، نصب على الظرف وأضيف إلى حين، وإنما قال: ولو فرط جين، لأنه إذا امتد الفراق دب السلو في الغالب.
وقوله: فما زادك الشكوى
…
الخ. قال ابن السكيت: أي: أي شيء زادك؟ رسم متنكر، أو طلل متنكر؟ ومظل: موضع مقام. انتهى. وقال الشيباني: تظل به، أي: بالطلل، ومظل: ليس به مقام، أي: ليس بالمقام الذي يقام فيتكلم فيه. انتهى.
وقوله: ألا إنما أبكي
…
الخ، قال يعقوب: ويروى "ليوم لقيته بجرثم قاسٍ" وقاس: من نعت اليوم، أي: صلب، يقول: كل ما بعد اليوم جلل، أي: هين لشدة ما لقيت فيه، وجرثم: موضع. انتهى. وقال الشيباني: يقول: كل ما لقيت بعد تلك الغداة فهو عندي صغير، وصاد: موضع. انتهى.
وقوله: فقل لخيال الحنظلية
…
الخ. الحنظلية: هي خولة المذكورة، يشكرها على بقائها على العهد والوفاء بإرسال خيالها إليه في النوم للتفقد، وبهذا
القدر من الوصال قانع، يقول: أنا باق على العهد كما هي باقية. وروى الشيباني: "انقلب" بدل: "ينقلب" وقال: الخيال هنا: ما يرى في النوم، والخيال أيضا: ما رأيته من مكان بعيد مثل الشخص. والحبل: المودة، يقول: من وصلني وصلته. انتهى. ولم يكتب ابن السكيت هنا شيئًا، وقوله: وإن جاء ما لابد منه
…
الخ. قال ابن السكيت: روى الطوسي: "إذا جاء" ويروى: "به واعترافًا لا كذابًا" أي: مما لابد منه، يعني الموت. انتهى وقال الشيباني: ويروى: "فمرحبًا به حين يأتي لا كذاب ولا علل" والاعتراف ههنا: الإقرار بالأمر، والتسليم للأمر، من قوله تعالى {فاعترفوا بذنبهم} [الملك/ 11]، أي: أقروا، ويكون الاعتراف أيضًا من الضر. انتهى.
وكذاب: مصدر، وعلل: جمع علة.
وقوله: فلا أعرفني
…
البيت، كذا روياه مقدمًا على البيت الشاهد، وكتب ابن السكيت: الهديل: الفرخ الذي كان على عهد نوح عليه السلام، وهلك. انتهى. وقال الشيباني: يقول: لا تكلفني إن نشدتك بالذمة ثم لا تجبيني، فيكون مثلي ومثلك كمثل الحمام التي تدعو فلا تجاب، والهديل والهدير واحد، وهو صوت الحمامة، ويقال: الهديل: فرخ الحمامة. انتهى.
وقد نهى طرفة نفسه، والمراد نهي مخاطبه، أي: فلا تجعلني كداعي هديل، فأقام المسبب وهو المعرفة مقام السبب وهو الجعل، وما: مصدرية ظرفية، ونشدتك: سألتك، والذمة هنا العهد، والداعي هنا: الحمامة تدعو هديلاً. زعمت العرب أن الهديل فرخ كان على عهد نوح عليه السلام، فصاده جارح من جوارح الطير، قالوا: فليس من حمامة إلا وهي تبكي عليه، قال الكميت في هذا المعنى:
وما من تهتفين به لنصرٍ
…
بأقرب جابًة لك من هديل
وقوله: ولا يمل، أي: ولا يمل الداعي من الدعاء.
وقوله: ألا إنني شربت أسود
…
البيت، قال أبو زيد في "النوادر": يقال: ما سقاني فلان من سويد قطرة، وهو الماء يدعى الأسود، قال الشاعر:
ألا إنّني سقيت أسود حالكًا
…
ألا بجلي من الشراب ألا بجل
يعني بالأسود: الماء، وبجلي: حسبي، ويقال: ما عنده طعام ولا شراب إلا الأسودان، وهما: الماء والتمر. انتهى. وسقيت بالبناء للمفعول. وقال ابن السكيت: ضربه مثلاً لفساد ما بينه وبينها، قال ابن الأعرابي: يعني كأس المنية، وقيل: يقول: كأني سقيت سمًا. وروى أبو عمرو: "ألا بجلي من النبيط ألا بجل" قال: وهي الحياة. انتهى. وروى الشيباني: "ألا بجلي من الحياة ألا بجل" وقال: روى خالد بن كلثوم: "ألا إنني سقيت أسود حالكًا" يعني: السم، وإنما أراد: شربت سمًا أسود حالكًا، ويروى:"ألا بجلي من الشراب ألا بجل" وبجلي: حسبي، قال الشاعر:
ألا ليت شعري هل لك الدّهر أوبة
…
فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل
أي: حسبي. انتهى. ولا يخفى أن معنى البيت ليس على ما ذكره أبو زيد، وإنما معناه: إذا جاءني الموت استقبلته بانشراح قلب وطيب نفس، فإنه سهل بالنسبة إلى ما قاسيته في حبها، وجرّعته من سموم هجرها، فلا حاجة لي إلى حياة مع هذه المقاساة.
و"ألا" في الموضعين للاستفتاح، يستفتح بها الكلام الذي له شأن وغرابة، وينبه به السامع حتى يصغي له، ويعرف أن مضمون الجملة بعد "ألا" محقق. وقول العيني إن ألا هنا للتوبيخ والإنكار، كما في:
ألا ارعواء لمن ولَّت شبيبته
كلام من لم تصل يده إلى العنقود.
وطرفة بن العبد: شاعر جاهلي، وطرفة بفتح الطاء والراء، وهو طرفة ابن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل الوائلي، قال ابن قتيبة في كتاب "الشعراء": هو أجودهم طويلة، وله شعر حسن، وليس عند الرواة من شعره وشعر عبيد إلا القليل، وكان في حسب من قومه، جرئيًا على هجائهم وهجاء غيرهم، وهجا ملك الحيرة عمرو بن هند، فقتله شابًا، وذكرنا وجه قتله في ترجمة المتلمس في الإنشاد السابع والثلاثين بعد المائة، وقالت أخته ترثيه:
عددنا له خمسًا وعشرين حجَّة
…
فلَّما توّفاها استوى سيِّدًا ضخما
فجعنا به لمّا انتظرنا إيابه
…
على خير حالٍ لا وليدًا ولا قحما
والحجة، بكسر الحاء: السنة، وتوفاها: أكملها، والقحم: الهرم.
* * *
تم الجزء الثاني من الكتاب
ويليه - إن شاء الله تعالى - الجزء الثالث
ويبدأ بالإنشاد 165 من شواهد (بل)