الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا الصراع خطاب لنفسه، قال السكري: الهكر: من أشد العجب.
وأبو كبير: شاعر صحابي اشتهر بكنيته، واسمه عامر بن الحليس أحد بني سعد بن هذيل، والحليس: بضم الحاء المهملة وفتح اللام وآخره سين مهملة، وأبو كبير: على وزن خلاف الصغير.
قال ابن حجر في "الإصابة" أبو كبير - بالموحدة - الهذلي، ذكره أبو موسى وقال: ذكر عن أبي اليقظان أنه أسلم، ثم أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال له: أحلّ لي الزناّ فقال: "أتحب أن يؤتى إليك مثل ذلك؟ " قال: لا! قال: "فارض لأخيك ما ترضى لنفسك" قال: فادع الله أن يذهب عني. انتهى.
[أي]
وأنشد في "أي" بالفتح والسكون، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد المائة:
(112)
ألم تسمعي أي عبد في رونق الضُّحى
…
بكاء حمامات لهنَّ هدير
على أن "أي" فيه حرف نداء، قال الشراح: ليس فيه ما يدل على حال المنادى من قرب أو بعد أو توسط، وقال ابن الملا: وظاهر النداء في البيت أنه للقريب، كما يشهد به الذوق السليم، لا كما قال الشارح: إنه ليس في البيت ما يعيّن حال المنادى من قرب أو بعد أو توسط، لأن مخاطبات أرباب الهوى للحبائب، إن لم يستدع تمام القرب؛ فلا أقل من تخيّل البعيد قريبًا. هذا كلامه.
والبيت من شواهد "الجمل الزجاجية" وبعده:
بكين فهيَّجن اشتياقي ولوعتي
…
وقد مرَّ من عهد اللِّقاء دهور
قال ابن السيد في "شرح أبيات الجمل": هذا الشعر لا أعلم قائله، وزعم قوم أنه لكثير عزة. وقال ابن هشام اللخمي: هو لكثير عزة فيما ذكره بعض الرواة، ولم أجده في ديوان شعره.
وعبد: مرخم عبدة: اسم امرأة، ويسمى به أيضًا الرجل، قالوا عبدة بن الطبيب، وهو شاعر مخضرم أدرك الإسلام وأسلم، وأما علقمة بن عبدة؛ فهو بفتح الباء، لأنه منقول من العبدة، وهي صلاية الطيب، وهو شاعر جاهلي.
ورونق الضحى: إشراقه وضياؤه، وقيل: اعتداله وانبساطه وحسنه وروي أيضًا: "في ريق الضحى" بتشديد المثناة التحتية، وهو أوله، و"في" متعلقة بتسمعي، ولا يجوز أن يتعلق بالبكاء، لأنك لا تقدم الصلة على الموصول. وقال اللخمي: وقيل: ظرف للبكاء، وهو الأشبه. والحمامة تطلق على الذكر والأنثى من ذوات الأطواق، كالفواخت والقماري ونحوهما. وجملة "لهن هدير": صفة لحمامات. قال ابن السيد: والهدير بالراء واللام: صوت الحمام يقال: هدر يهدر هديرًا، وهدل يهدل هديلًا، وكذا في "تهذيب الأزهري" و"القاموس" وليس مستعارًا من هدير الجمل، كما زعمه بعضهم، فإنه مشترك بينهما. واللوعة: حرقة القلب، والعهد: الزمن والعصر.
قال ابن السيد: والعرب تختلف في صوت الحمام، فمنهم من يجعله بكاء، ويزعم أنها تبكي على فرخ لها هلك في عهد نوح، عليه السلام، ويسمونه الهديل، ولذلك قال الكميت:
وما من تهتفين به لنصر
…
بأسرع جابةً لك من هديل