الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتح اللام لغة أصلية فيه، وتوقفه من عدم الإطلاع، ونقل من "شرح مقامات الزمخشري" له ما يؤكد كونه بالفتح، وهذا كله ناشئ من عدم المراجعة، والمشهور: نحن بنو ضبة
…
وهو من تغيير النساخ، والذي فيه ضبة قافيته لامية، وهو:
نحن بنو ضبّة أصحابُ الجمل
وآخره:
ردُّوا علينا شيخنا ثم بجل
وهو من أبيات المفصل: وهو مما قيل في يوم الجمل، وهو مذكور في "الحماسة" وغيرها، وقائله معلوم مذكور، وقوله "نحن منعنا سبله" هو جمع سبيل، وهو الطريق، واعتلجت الأرض: طال نباتها، وهذا الرجز لم أقف على قائله، والله تعالي أعلم.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد المائة:
(155)
سود المحاجر لا يقرأن بالسور
وصدره:
هُنَّ الحرائر لا ربَّبات أحمرةٍ
على أن الباء زائدة في المفعول به، وقال اب السيد في "شرح أدب الكاتب" وأبو حيان في "شرح التسهيل" خرجه الأستاذ أبو علي على أن الباء للإلصاق، أي: ألزقت قراءتي بالسورة، ونقل المصنف هنا عنا لسهيلي: أن "يقرأن" مضمن معني يرقين، ويتبركن، وفي الباب الثامن: أنه مضمن معني يتقربن، ولا يخفي أن معني الشعر ليس على ما ذكره السهيلي، وإنما معناه: لا يقرأن القرآن، كما في قول جرير:
إنَّ البعيث وعبد آل مقاعسٍ
…
لا يقرآن بسورة الأحبار
وأراد بعبد آل مقاعس: الفرزدق، وبسورة الأحبار: سورة "المائدة" فالتضمين والتبرك غير مناسب فيه، وإنما المعني على الإلصاق، وكذا الحال فيما رواه البخاري في "باب القراءة في المغرب" عن أثم الفضل أنها قالت: لآخر ما سمعت من رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، يقرأ بها في المغرب. وقول زيد: مالك تقرأ بقصار المفصل؟
والبيت جاء في شعرين أحدهما للراعي النميري، والثاني للقتال الكلاني؛ أما الأول، فهو من قصيدة أوردها ابن ميمون في "منتهي الطلب من أشعار العرب" أولها:
يا أهل ما بال هذا الليل في صفر
…
يزداد طولاً وما يزداد في قصر
في إثر من قطعت عنه قرينته
…
يوم الحدالي بأسبابٍ من القدر
كأنما شقَّ قلبي يوم فارقهم
…
قسمين بين أخي نجد ومنحدر
هم الأحبَّة أبكي اليوم إثرهم
…
قد كنت أطرب إثر الجيرة الشُّطر
فقلت والحرَّة الرَّجلاء دونهم
…
وبطن لجَّان لمَّا لمَّا اعتادني ذكري
صلَّي على عزَّة الرّحمن وابنتها
…
ليلي وصلّي على جارتها الآخر
هنّ الحرائز لا ربَّات أحمرة البيت
…
وهي طويلة تزيد على الخمسين بيتًا. قوله: في صفر، هو اسم الشهر، قالوا: خصة لأن الهم فيه أصابه، وقيل: كان صفر صيفًا، وليل الصيف قصير، فقال: كيف طال عليّ الليل في الصيف؟ وإنما ذلك لما هو فيه من الغم فلذلك طال عليه الليل. كذا قال ابن المستوفي، وقوله: في إثر متعلق بيزداد، وأراد بالقرينة: الحبيبة، وأضافها إلى ضمير الليل لأنها تشبه القمر، والحدالي، بفتح المهملة، والقصر: موضع؛ قال ياقوت في "معجم البلدان": هو موضع بين الشام وبادية بني كلب المعروف بالسماوة، وهي لكلب، وأنشد هذا البيت. والجيرة: جمع جار بالجيم، والشطر: جمع شطير، وهو البعيد، والحرة الرجلاء: بتح الحاء المهملة وشتديد الراء، والحرة: أرض ذات حجارة سود، والرجلاء بالجيم، قال ياقوت: قال ابن الأعرابي: الرجلاء: الصلبة الشديدة، وقال غيره: هي التي أعلاها أسود وأسفلها أبيض، وهي علملحرة في ديار بن القيم ابن جسر، بين المدينة والشام، وأنشد هذه الأبيات جميعها، وقال في موضع آخر: الرجلاء: ما إلى جنب جبل، يقال له: الردة لبني سعيد بن قرط، يسمي: صلب العلم، قال أبو منصور: حرة رجلاء: مستوية الأرض كثيرة الحجارة، وقال أبو الهيثم في قولهم: حرة رجلاء، الحرة: أرض حجارتها سود، والرجلاء: الصلبة الخشنة لا تعمل فيها خيل ولا إبل، ولا يسلكها إلاراجل يمشي. انتهي.
ولجان، بفتح اللام وتشديد الجيم، قال أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم": لجان: موضع، وهو واد قبل حرة بني سليم، وأنشد هذا البيت، وقيل: بكسر القاف وفتح الموحدة، أي: جهة، والصلاة: الرحمة، وعزة، بفتح العين المهملة وتديد الزاي: اسم امرأة.
وقوله: هن الحرائر: القصر إضافي بالنسبة إلى ربات الأحمرة، وقد صرح
بمفهوم القصر للتأكيد، وهو من قصر الصفة على الموصوف، وروي:"تلك الحرائر" وهو كما قلنا فيما قبله، وهو في الروايتين مبتدأ وخبر، ولا: عاطفة، عطفت ربات على المبتدأ، والحرة: الكريمة الأصيلة، ضد الأمة، وربات: صاحبات. قال الجواليقي في "شرح أدب الكاتب" الأحمرة: جمع حمار، بالحاء المهملة، جمع قلة، والكثير: حمر، وخص الحمير لأنها رذال المال وشره، يقال: شر المال ما لا يزكىّ ولا يذكى. انتهى. وكذا ضبط هذه الكلمة السكري في "شرح أشعار اللصوص" وصحفها الدماميني، بالخاء المعجمة، وقال: والأخمرة: جمع خمار، وهو ما تستر به المرأة رأسها. هذا كلامه. وتبعه من بعده. وسود المحاجر: صفة ربات، لأن إضافة ما بمعنى اسم الفاعل المستمر تخفيفية لا تفيد تعريفًا، كقولهم: ناقة عبر الهواجر، أي: عابرة فيها، وكذلك سود المحاجر، أي: مسودة محاجرها، وهو جمع محجر، كمجلس ومنبر، قال الجواليقي: هو من الوجه حيث يقع عليه النقاب، وما بدا من النقاب محجر أيضًا. انتهى. وأراد بهذا الوصف: الإماء السود، قال السكري: سود المحاجر، من سواد الوجه، وخص المحاجر دون الوجه والبدن كله لأنه أول ما يرى، ومن هذا قول النابغة:
ليست من السود أعقابًا إذا انصرفت
وإنما أراد سواد الجسد كله. وجملة "لا يقرأن": صفة ثانية لربات، قال
الجواليقي: يقول: هن خيرات كريمات يتلون القرآن، ولسن بإماء سود ذوات حمر يسقينها. انتهى. ولم يشرح ابن السيد في "شرح أدب الكاتب"
…
وكأنه غفل عنه.
وأما الشعر الثاني فهو للقتال الكلابي قال السكري، جامع "أشعار اللصوص" وشارحها: أخبرنا أبو سعيد، حدثني أبو زيد، حدثني حميد بن مالك، أنشدني شداد بن عقبة للقتال في ابنه عبد السلام:
عبد السَّلام تأمَّل هل ترى ظعنا
…
إنَّي كبرت وأنت اليوم ذو بصر
لا يبعد الله فتيانًا أقول لهم
…
بالأبلق الفرد لمّا فاتني نظري
يا هل ترون بأعلى عاسمٍ ظعنًا
…
نكَّبن فحلين واستقبلن ذا بقر
صلّى على عمرة الرحمن وابنتها
…
ليلى وصلَّى على جاراتها الأخر
هن الحرائر
…
البيت. وعبد السلام: منادى، وظعن: جمع ظعينة، وهي المرأة في الهودج، والأبلق الفرد: موضع، وكذلك عاصم، بالمهملتين. وفحلين، بإعراب المثنى، وذو بقر: أسماء مواضع، وأراد بهذه الظعن: نساءه وحريمه.
والقتال الكلابي، بفتح القاف وتشديد المثناة الفوقية: اسمه عبد الله بن مجيب بن المضرجيّ بن عامر بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب، وقيل: اسمه عبادة بن المجيب. وقيل: عبيد بن المجيب، وكنيته: أبو المسيّب، كذا في "كتاب اللصوص". وهو شاعر إسلامي كان في الدولة المروانية في عصر الراعي، والفرزدق، وجرير. ولقب بالقتال لتمرده وفتكه، وكان شجاعًا فارسًا شاعرًا. وكان في دناءة النفس كالحطيئة، وكانت عشيرته تبغضه لكثرة