الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذه الأبيات من قصيدة قالها في صباه، يمدح نفسه فيها ويفتخر. وترجمته تقدمت في الإنشاد التاسع.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع عشر بعد المائة:
(117)
أرأيت أيُّ سوالف وخدود
…
برزت لنا بين اللِّوى فزرود
على أن أبا علي قال: ليست "أيّ" فيه موصولة، لإضافتها إلى نكرة وإنما هي للاستفهام، ولذا علقت فعل الرؤية، وارتفعت بالابتداء، والخبر جملة برزت.
والبيت مطلع قصيدة لأبي تمام الطائي، مدح بها أحمد بن أبي دؤاد، واستشفع بخالد بن يزيد الشيباني، قال شارح ديوانه الإمام أبو بكر محمد بن يحيى الصولي: أي: للتعجب، يتعجب من جوارٍ عرضت له ذوات سوالف وخدود، يقول: أعلمت أي جوار عرضت لنا بين هذين المكانين، فبدت لنا خدودها وأعناقها؟ انتهى. وفي الديوان: وفي الشرح: عنت: بمعنى عرضت بدل برزت. والظاهر أن أيًا فيه دالة على معنى الكمال. والهمزة في أرأيت للاستهام، والتاء خطاب، إما لنفسه على جهة التجريد. وإما لصاحبه. والسوالف: جمع سالفة، قال صاحب "القاموس": هي ناحية مقدم العنق، من لدن معلق القرط إلى قلت الترقوة. انتهى. والقلت بفتح القاف وسكون اللام بعدها مثناة فوقية: النقرة، بضم النون، والترقوة: وزنها فعلوة، بفتح الفاء وضم اللام، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين، والجمع التراقي. قال بعضهم: ولا تكون الترقوة لشيء من الحيوان إلا للإنسان خاصة، كذا في "المصباح". وفسر السالفة بعضهم بقوله: هي صفحة العنق، وهذا أوضح وأخصر من تفسير صاحب "القاموس". والخدود: جمع خد، وهو صفحة الوجه. وقوله: بين
اللوى فزرود، أراد: بين أماكن اللوى فأماكن زرود، كما قيل في قول امرئ القيس: "
…
بين الدخول فحومل" لأن بينًا لا تضاف إلا لمتعدد، واللوى هنا موضع، قال التوَّزي: اللوى: من أرض بني تميم، موضع معروف. انتهى. وهو في اللغة: الرمل الملتوي، وزرود بفتح الزاي: موضع ذو رمل بطريق الحاج من الكوفة، قال ياقوت في "معجم البلدان": وفي زرود بركة وقصر وحوض. وروي أن الرشيد حج في بعض الأعوام، فلما أشرف على الحجاز تمثل بقول القائل:
اقول وقد جزنا زرود عشية
…
وراحت مطايانا تؤمُّ بنا نجدا
على أهل بغداد السلام فإنَّني
…
أريد بسيري عن بلادهم بعدا
وأبو تمام: هو حبيب بن أوس الطائي، ولد في جاسم – بالجيم والسين المهملة، وهي قرية من قرى الجيدور بفتح الجيم – وهو إقليم من دمشق – في آخر خلافة الرشيد سنة تسعين ومائة، ونشأ بمصر، واشتغل إلى أن صار واحد عصره، وكان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب، غير القصائد والمقاطيع، وله كتاب "الحماسة" وكتاب "مختار أشعار القبائل" وهو مقدار نصف "الحماسة" وكتاب "فحول الشعراء" ومات سنة اثنتين وثلاثين بعد المائتين بالموصل وكان