الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
51 - باب الوضُوء ثَلاثًا ثَلاثًا
135 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا أَبُو عَوانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ الطُّهُورُ؟ فَدَعا بِماءٍ فِي إِناءٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَة ثَلاثًا، ثمَّ غَسَلَ ذِراعَيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ السَّبّاحَتَيْنِ فِي أذنَيْهِ وَمَسَحَ بإبْهامَيْهِ عَلَى ظاهِرِ أُذُنَيْهِ وَبِالسَّبّاحَتَيْنِ باطِنَ أُذنَيْهِ، ثمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثمَّ قالَ:"هَكَذا الوضُوءُ، فَمَنْ زادَ عَلَى هذا أَوْ نَقَصَ فَقَدْ أَساءَ وَظَلَمَ" أَوْ: "ظَلَمَ وَأَساءَ"(1).
* * *
باب الوضوء ثلاثًا
[135]
(ثَنا مُسَدَّدٌ، قال: ثَنا أَبُو عَوَانَةَ) الوضاح، مَولى يزيد بن عَطَاء اليشكري (2)(عَنْ مُوسَى (3) بْنِ أَبِي عَائِشَةَ) الهمداني الكوفي، قال جرير: كنت إذا رَأيته ذكرت الله لرُؤيته، وكان لا يخضب.
(عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ) فشعيب هو ابن محمد بن عَبد الله بن عَمرو بن العَاص، والصحَابي هو عَبد الله بن عَمرو وهو جدّ شعَيب.
قال ابن الصَّلاح: احتج أكثر أهل الحَديث بحَديثه حَملًا لمُطلق الجدّ على الصحَابي عبد الله بن عَمرو دُون أبيه محمد والد شعيب لما ظهرَ لهُ
(1) رواه النسائي 1/ 88، وابن ماجه (422)، وأحمد 2/ 180، وابن خزيمة (174).
وقال الألباني في "صحيح أبي داود"(124): إسناده حسن صحيح.
(2)
في (د، م): السكري.
(3)
كتب فوقها في (د، م): ع.
من إطلاقه ذلك (1). وروى أبُو عُبيد الآجري، عَن أبي داود، قيل لهُ: عمرو بن شَعيب، عن أبيه، عن جَده حجة عندك؟ قال: لا، ولا نصف حجة (2). وقد صح سَماع شعيب من عبد الله بن عَمرو، كما صَرح به البخاري في "التاريخ"(3) وأحمد، وكما رواهُ الدارقطني (4) والبيهقي في "السُنن"(5)(6) بإسنَاد صَحيح.
(أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يا رَسُولَ الله) لفظ النسَائي: جَاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألهُ (7) عن الوضُوء (8)(كَيْفَ الطُّهُورُ؟ ) بضم الطاء، أي: كيفَ فِعْل الطهور؟ (فَدَعا بِمَاء فِي إِنَاءٍ فَغَسَلَ كَفَّيهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيهِ) إلى المرفقين (ثَلَاثًا ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ) ثلاثًا (9)(فَأَدْخَلَ) هَكذا رواية أبي عَلي التستري، ورواية الخَطيب: وأدخل. بالواو (إِصْبَعَيهِ السَّبَّاحَتَينِ) قال ابن يُونس في "شرح التعجيز": المسبحة هِي الإصبَع التي تَلي الإبهَام، سميت بذلك؛ لأن المصَلي يشيرُ بها إلى التوحيد والتنزيه لله تعالى مِنَ الشريك، وتُسمى أيضًا سَباحة ومهَللة ودَعّاة، وكانت تسمى السّبابة؛ لأنهم كانوا يُشيرُون
(1)"مقدمة ابن الصلاح" 1/ 188.
(2)
"شرح ابن ماجه" لمغلطاي 1/ 299، "تهذيب الكمال" 22/ 71 - 72.
(3)
"التاريخ الكبير"(2578).
(4)
"سنن الدارقطني" 2/ 109.
(5)
في (د، م): السير.
(6)
"السنن الكبرى" 5/ 343.
(7)
في (م): فسأله.
(8)
"سنن النسائي" 1/ 88.
(9)
من (د).
بها عند السَّبّ والمخاصَمة (فِي أُذُنَيْهِ) فَعند الشَافعي (1): يَمسْح الأذُن بماءٍ جَديد لا بالماء الذي يمسَح به الرأس، وعند أبي حنيفة (2) وأحمد (3): يمسَح الأذن معَ الرأس بماء واحد.
(وَمَسَحَ بِإِبْهَامَيهِ) قال ابن خروف في "شَرح الجمل (4) ": تذكيرها قليل (5).
قال الصغاني: سُمَيتْ بِذَلك؛ [لأنه أبهم اشتقاقها](6)(عَلَى ظَاهِرِ أُذُنَيْهِ) ظاهر الأذن (7): الطرف الذي يَلي الرأس.
(وَبِالسَّبَّاحَتَينِ بَاطِنَ أُذُنَيْهِ) بَاطن الأذن الطرف الذي يَلي ثقب الأذن والوَجه، وقد حكى الإمَام عن شيخه أنه [يلصق كفيه](8) مَبلولتين بالأذن بَعد ذلك استظهَارًا.
(ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيهِ ثَلانا ثَلَاثًا) وفي الحَديث دَليل على استكمال الطَّهارة ثلاثًا ثلاثًا في المغسُول والممسُوح عند الشافعي (9).
(ثُمَّ قَالَ: هَكَذا الوضُوءُ) الألف واللام في الوضُوء للعَهد، أي:
(1)"الأم" 1/ 80.
(2)
انظر: "المبسوط" للسرخسي 1/ 181.
(3)
"مسائل أحمد وإسحاق" رواية الكوسج (13).
(4)
في (ر): المجمل.
(5)
انظر: "المجموع" للنووي 1/ 404.
(6)
في (ص): لأنهم أنه استعافها.
(7)
من (د، م).
(8)
في (م): يلطق كتفيه.
(9)
"الأم" 1/ 89، وانظر:"روضة الطالبين" 1/ 59.
الوضوء المعهُود مِن وضوء رسُول الله صلى الله عليه وسلم (فَمَنْ زَادَ عَلَى هذا) أي: على الثلاث، وفي وجه ثالث في "الروضة" (1) أن الزيَادة على الثلاث محرمَة (أَوْ نَقَصَ) قال ابن الرفعَة: يَعني: عَن الواحِدة. فإنه سَيأتي الوضوء مرتين، والوضُوء مَرة. ولم يتفق الروَاة على ذكر النقص، بَل أكثرهُم اقتصر على قوله:"فمن زاد" فقط، كذا روَاهُ ابن خزيمة في "صحيحه" (2) وغيره (فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ) رواية النسَائي:"أسَاء وتعدى وظلم"(3). يجوز أن يكون الإساءة والظلم، وما ألحق بهما مجموعًا لمن نقص أو زاد، ويجوز أن يكون عَلى التوزيع فإسَاءته بالنقصَان (4) وظلمه بالزيَادة؛ لأنهُ وضَعَها في غير مَحلهَا، وقيل: عكسه، ويشهد له قوله تعالى:{آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} (5) يعني: ولم تنقص (أَوْ ظَلَمَ وَأَسَاءَ) شك مِنَ الراوي.
* * *
(1)"روضة الطالبين" 1/ 59.
(2)
"صحيح ابن خزيمة"(174).
(3)
"سنن النسائي" 1/ 88.
(4)
في (ص، س، ل): على النقصان.
(5)
الكهف: 33.