الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
66 - باب الرَّجُل يُصلِّي الصَّلَواتِ بِوضوءٍ واحِدٍ
171 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن عِيسَى، حَدَّثَنا شَرِيك، عَنْ عَمْرِو بْنِ عامِرٍ البَجَلِيِّ -قالَ محَمَّدٌ: هوَ أَبو أَسَدِ بْنِ عَمْرٍو- قالَ: سَألت أَنَسَ بْنَ مالِكٍ عَنِ الوضوءِ، فَقالَ: كانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يتَوَضَّأ لِكلِّ صَلاةٍ، وَكُنّا نُصَلِّي الصَّلَواتِ بِوضُوءٍ واحِدٍ (1).
172 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، أَخْبَرَنا يَحْيَى، عَنْ سفْيانَ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَة بْن مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قالَ: صَلَّى رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم الفَتْحِ خمسَ صَلَواتٍ بِوضوءٍ واحِدٍ، وَمَسَحَ عَلَى خفَّيْهِ، فَقالَ لَه عُمَز: إِنِّي رَأَيْتُكَ صَنَعْتَ اليَوْمَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ. قالَ: "عَمْدًا صَنَعْتُهُ "(2).
* * *
باب الرجل يصلي الصلوات بوضوء واحد
[171]
(ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى) بن الطباع، علق لهُ البخاري، قال:(ثَنا شَرِيكٌ) بن عَبد الله بن أبي شريك (3) النخعي الكوفي القَاضي، استشهدَ به البُخاري في "الجامع" وروى له في رَفع اليَدين في الصلاة، "عَنْ عَمْرِو (4) ابْنِ عَامِر) الأنصاري (الْبَجَلِي قَالَ مُحَمَّد) بن عيسى (هُوَ أَبُو أَسَدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَاَلْتُ أنسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنِ الوضُوءِ فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ لِكُلّ
(1) رواه البخاري (214).
(2)
رواه مسلم (277).
(3)
في (ص): مرثد. وفي (ل): مزيد. وفي (ر): يزيد. والمثبت هو الصواب.
(4)
كتب فوقها في (د): ع. وقد ترجم المزي في "تهذيب الكمال"(4393) لعمرو بن عامر البجلي الكوفي، وفرق بينه وبين عمرو بن عامر الأنصاري الكوفي الذي يروي عن أنس بن مالك، وقال: وزعم أبو داود أنه (أي: عمرو بن عامر البجلي) الذي يروي عن أنس. ووهم هذا القول.
صَلَاةٍ) رواية البخاري: عندَ كل صَلاة. أي: مَفروضة. زاد الترمذي من طريق حميد عن أنس: طَاهِرًا أو غَير طاهر (1). وظاهره أن تلك كانت عادته، لكن حَديث البخاري من رواية سويد بن النعمان: خَرجنا مَعَ رسُول الله صلى الله عليه وسلم عَام خَيبر. وفيه: ثم صَلى بنا (2) المغرب ولم يتَوضأ (3).
هذا يدُل على أنَّ المراد على أن قوله: "يتَوضأ لكل صَلاة" أي: غالبا. قال الطحاوي: يحتمل أنَّ ذلك كان واجبًا عليه خَاصة، ثم نسخ يوم الفتح لحَدِيث بريدة الآتي بَعد هذا (4)، ورواهُ مُسْلم. قالَ: ويحتمل أنهُ كان يفعله استحبابًا، ثم خشي أن يظن وجوبهُ فتركه؛ لبَيان الجَوَاز (5) وهذا أقرب، وإذا قلنا بالنسخ فهو كانَ قبل الفتح، فإن حَديث سُويد الآتي كانَ بخَيبر وهي قَبل الفتح بزَمَان.
(وَكنَّا) يَعني: مَعْشَر الصَّحَابة (نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ) الخمس (بِوضُوءٍ وَاحِدٍ)(6). وفي البُخَاري: حَدَّثني عَمرو بن عَامر، عن أنس قال: قلتُ: كيف كنتمُ تصنعون؟ قال: يجزئ أحَدُنا الوضوء ما لم يُحدث. فَبَيَّن أنس أن الوضوء من غير حَدَث ليس بواجب.
قالَ ابن بَطال: وعليه الفُقهاء والناس. وقالَ بعض العُلماء: الوضوء من غَير حَدث نور على نور، فمن أرَادَ الاقتداء به فليفعَل. وكان ابن عُمر يلتزم اتباعه في جَميع أفعَاله ويتحرى المواضع التي صَلى فيها حتى إنهُ
(1)"السنن"(58).
(2)
في (د، س، ل، م): لنا.
(3)
"صحيح البخاري"(209).
(4)
"شرح معاني الآثار" 1/ 42 - 43.
(5)
"فتح الباري" 1/ 378.
(6)
رواه البخاري (214)، والترمذي (65)، والنسائي 1/ 85، وابن ماجه (509) كلهم من طريق عمرو بن عامر.
كانَ يُدير ناقته في الموَاضع التي كانَ رسُول الله صلى الله عليه وسلم يدير ناقته فيهَا (1).
[172]
(ثَنا مُسَدَّدٌ قال: ثنا يَحْيَى)(2) القطان (عَنْ سُفْيَانَ قال: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ (3)، عَنْ سُلَيمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ) بريدة بن الحصيب رضي الله عنه (قَالَ: صَلَّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الفَتْحِ فتح مكة خَمْسَ صَلَوَاتٍ) مفرُوضَات (بِوضُوءٍ وَاحِدٍ) قيل: فعل ذلك لبيَان الجَوَاز وإلا فَالمندُوب الوضوء لكُل صَلاة مفروضَة، وأما قوله تعالى:{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} (4) الآية فمعنَاها: إذا قمتم مُحدثين.
(وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ) يعني: على أعلاهُما وأسْفلهما كما تقدم.
(فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: إِنِّي رَأَيْتُكَ اليَوْمَ صَنَعْتَ (5) شَيئا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ (6) قبلَ اليَوْم. قَالَ: (عَمْدًا صَنَعْتُهُ)(7) هذا يدُل على أن ما تقدم من وضُوئه لكل صَلاة كانَ استحبابًا، ثم لما خشي أن يظن وجُوبه تركه لبَيَان الجَوَاز، وعلى هذا أجمع أهل الفتوى بعدَ ذلك [خلافًا لمن خالف في ذلك](8).
* * *
(1)"شرح البخاري" لابن بطال 1/ 321، 322.
(2)
من (م).
(3)
في (ص): مزيد. وفي (س): يزيد.
(4)
المائدة: 6.
(5)
زاد في (ص، س، ل، م): اليوم.
(6)
في (ص، س، ل): صنعته.
(7)
الحديث رواه مسلم (277)، والترمذي (61)، والنسائي 1/ 86، وابن ماجه (510)، والدارمي (659)، وأحمد 5/ 350 جميعًا من طريق سفيان.
(8)
من (د)، وفي (ل، م) خلافًا لمن.