الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
71 - باب الرُّخْصة في ذَلِك
182 -
حَدَّثَنا مسَدَّدٌ، حَدَّثَنا ملازِم بْن عَمْرٍو الحَنَفِيُّ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ قالَ: قَدِمْنا عَلَى نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجاءَ رَجُلٌ كَأَنَّهُ بَدَوِيٌّ، فَقالَ: يا نَبِي اللهِ ما تَرى فِي مَسِّ الرَّجُلِ ذَكَرَهُ بَعْدَ ما يَتَوَضَّأُ؟ فَقالَ: "هَلْ هُوَ إلَّا مُضْغَةٌ مِنْهُ" أَوْ قالَ: "بَضْعَةٌ مِنْهُ"(1).
قالَ أَبُو داودَ: رَواهُ هِشام بْنُ حَسّانَ وَسُفْيان الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَة وابْن عُيَيْنَةَ وَجَرِيرٌ الرّازِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ.
183 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا محَمَّدُ بْنُ جابِرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، بإسْنادِهِ وَمَعْناهُ، وقالَ: فِي الصَّلاةِ (2).
* * *
باب الرخصة في ذلك
[182]
(ثَنا مُسَدَّدٌ، قال: ثَنا مُلَازِمُ) بضم الميم (بْنُ عَمْرِو) بن عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ (الحَنَفِيّ) اليمامي، وثقهُ أحَمد، وابن معين، والنسَائي (3). وكان أحَد الفصحاء، قال (ثَنا عَبْدُ الله بْنُ بَدْرٍ) بن عميرة اليمامي (4) وثقه ابن
(1) رواه الترمذي (85)، والنسائي 1/ 101، وابن ماجه (483)، وأحمد 4/ 22، 23، وابن أبي شيبة 2/ 203 (1756)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 76 (461)، وابن حبان (1120)، والطبراني في "الكبير" 8/ 332 (8243). وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(176).
(2)
انظر السابق. وقال الألباني في "صحيح أبي داود"(177)، قال: هذا إسناد لا بأس به في المتابعات.
(3)
"العلل ومعرفة الرجال" 1/ 380، "تهذيب الكمال" 29/ 190.
(4)
في (د): اليماني.
معين، وأبُو زرعة وغيرهما (1)(عَنْ قَيسِ بْنِ طَلْقٍ) بن علي الحنفي، روى عنهُ أهل اليَمامة، وثقهُ أبُو حاتم (عَنْ أَبِيه) طلق بن علي بن المنذر بن قيس بن عمرو بن عبد الله [بن عمرو](2) بن عَبد العُزى بن سحيم بن مرة بن الدؤل (3) بن حنيفة اليَمامي، أحَد الوَفد الذين وفدُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمل في بناء المسجد يعني: مسجد المدينة في أول الهجرة.
(قَالَ: قَدِمْنا عَلَى رسُول الله صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ رَجُلٌ كَأَنَّهُ بَدَوِيٌّ) نسبة إلى البَادية على غير قياس، والبَدَوي خلاف الحَضَري.
(فَقَالَ: يا نَبِيَّ اللِه، ما تَرى فِي مَسِّ الرَّجُلِ ذَكَرَهُ بَعْدَ ما يَتَوَضَّأُ؟ قال) رَوَاية الخطيب: فَقَالَ (هَلْ هُوَ) ورواية غَيره: "وهَلْ هُوَ"(إلَاّ مُضْغَةٌ) بضم الميم، وفتح الغَين المُعجمة [(منه أَوْ قال: بَضعَة) بفتح البَاء هي القطعَة مِنَ اللحم.
قال في "النهَاية"(4): وقد تُكسر (5) أي: أنها جُزء مني كما أن القطعة مِنَ اللحم جُزء منهُ (مِنْهُ) ورواية الترمذي: "هَل هو إلا مُضغَة منه (6) أو بَضْعَةٌ مِنْهُ"(7) والمضغة أيضًا القطعة مِن اللحم قدر ما يمضغ (8).
(1)"الجرح والتعديل" 5/ 11 - 12 (56)، "تهذيب الكمال" 14/ 324.
(2)
سقطت من (ص، س، ل).
(3)
في (ص): الدوا.
(4)
"النهاية"(بضع).
(5)
زاد هنا بعدها في (ص، س، ل). أي: تكسر.
(6)
سقطت من (م).
(7)
"سنن الترمذي"(85).
(8)
جاء هنا في (ص، س، ل): (أو مضغة) بضم الميم، وفتح الغين المعجمة (منه). وهي مكررة مقحمة.
(ورَوَاهُ) أيضًا (هِشَامُ بْنُ (1) حَسَّانَ) (2) الأزدي مولاهُم الحَافظ (وَسُفْيَانُ الثَّوْرِي (3)، وَشعْبَةُ (4)، و) سُفيان (ابْنُ عُيَينَةَ (5)، وَجَرِيرٌ) بفتح الجيم، ابن عبد الحَميد (الرازي) الضبي القَاضِي، عَالم أهل الري، صَاحب التصَانيف، ثقة (6). قالَ البَغَوي (7): حَديث قيس بن طلق عَن أبيه مَنسوخ؛ لأن طلقًا أتَى النَّبي صلى الله عليه وسلم حين بنى مَسْجد المدينَة في السَّنَة الأولى من الهجرة، وأما أبُو هُريرة فأسلم عَام خَيبر في السَّنَة السَّابعة مِنَ الهجرة وحديثه يُناقض (8) حَديث طَلْقٍ.
(عَنْ مُحَمَدِ بْنِ جَابِرٍ) بن سيار بن طَلق السَّحيمي الحنَفي الضَرِير كان كوفيًّا وانتقل إلى اليَمامَة. قال الفلاس (9): صَدوق، متروك الحدَيث.
قالَ أبُو حَاتم: أما أصُوله فصحاح، ثم ذَهَبت كتبه وساء حفظه (10) ليس له عند أبي داود وابن مَاجَه غَير هذا الحَديث (عَنْ قَيسِ بْنِ طَلْقٍ) عن أبيه.
[183]
(ثَنا مُسَدَّدٌ، ثَنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ قَيسِ بْنِ طَلْقٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ وَقَالَ) فِيه (في الصَّلَاةِ) يَعني: من مسّ الرجُل ذكره في الصلاة.
(1) وضع فوقها في (د): ع.
(2)
رواه عبد الرزاق 1/ 117 (446).
(3)
رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 75 (455).
(4)
رواه أو نعيم في "الحلية" 7/ 166.
(5)
رواه ابن الجارود في "المنتقى" 1/ 28 (20).
(6)
"تاريخ الثقات" للعجلي ترجمة (205).
(7)
"شرح السنة" 1/ 343.
(8)
في (م): مُحناقض.
(9)
"الجرح والتعديل" 7/ 219 (1215)، "تهذيب الكمال" 24/ 567 (5110).
(10)
"الجرح والتعديل" 7/ 219 - 220 (1215).
روى الطبراني في "الكَبير" بإسناد رجاله مُوثقون عن أرقم بن شرحبيل قالَ: حكَّيت جَسَدي وأنا في الصلاة فأفضيت (1) إلى ذكري. فقلت لعَبْد الله بن مسعود فقال لي: اقطعهُ. وهو يَضحك، أين تعزلهُ منك؟ إنما هو بَضعة منك (2). وعن عبد الرحمنَ عن (3) علقمة قال: سُئل ابن مسعود وأنا أسمع عن مسّ الذكر فقال: هل هو إلا طرف أنفك (4)؟ ! ورجَاله مُوثقون (5). وحَديث طَلق هذا صحَّحهُ عمرو بن علي الفلاس. وقال: هو عندَنا أثبت من حَديث بُسرة (6)، ورواه أحمد والدارقطني (7)، وعن ابن المديني (8): هو عندنا أحسَن من حَديث بُسرة. والطحاوي قالَ: إسنادُه مُستقيم غَير مضطرب بخلاف حَديث بُسْرة (9) لكن قال البيهقي: يكفي في ترجيح حَديث بُسرة، على حديث طَلق أنَّ حَديث طَلق لم يخرجه الشيخان، ولم يحتجا بأحد من رواته، وحَديث بُسْرَة قد احتجا بجميع رواته إلا أنهما لم يُخرجَاه للاختلاف فيه على عُروة (10).
* * *
(1) في الأصول: فأفضت. والمثبت من "المعجم الكبير".
(2)
"المعجم الكبير" 9/ 247 (9214).
(3)
في النسخ الخطية: بن. والتصويب من "المعجم الكبير".
(4)
"المعجم الكبير" 9/ 247 (9215).
(5)
انظر "مجمع الزوائد" 1/ 244.
(6)
انظر: "تلخيص الحبير" 1/ 125.
(7)
"المسند" 4/ 22، و"سنن الدارقطني" 1/ 149.
(8)
انظر: "تلخيص الحبير" 1/ 125.
(9)
"شرح معاني الآثار" 1/ 76.
(10)
انظر: "تلخيص الحبير" 1/ 125.