الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه، وأما أبو غطفان: فقد قال صاحب " التنقيح ": هو ابن طريف،
ويُقال: ابن مالك المري. قال عباس الدوري؛ سمعتُ ابن معين يقولُ
فيه: ثقة. وقال النسائي في " الكُنَى ": أبو غطفان ثقة، قيل: اسمه:
سَعْدٌ. وذكره ابن حبان في " الثقات "، وأخرج له مسلم في " صحيحه "
وأما تعليل ابن الجوزي بابن إسحاق فليس بشيء؛ لأن ابن إسحاق من
الثقات الكبار عند الجمهور- على ما ذكرنا في ترجمته- ولو كان الحديث
لهم لجعلوا إسناده من أصح الأسانيد، ولكانوا شنعوا على مَنْ تكلم في
ابن إسحاق أو في أبي غطفان، فهذا دأب غالبهم في هذا الفن.
* * *
[2/42 - أ]
166- بَابُ: مَسْح الحَصَى في الصلاة
أي: هذا باب في بيان مسح الحصى في الصلاة، وفي بعض النسخ:
"باب مَس الحَصَى في الصلاة ".
921-
ص- نا مسدد: نا سفيان، عن الزهري، عن أبي الأحوص
- شيخ من أهل المدينة- أنه سمع أبا ذَر يَرْويه عن النبي- عليه السلام قال:
" إذا قامَ أحدُكم إلى، الصَّلاةِ فإن الرَّحْمَةَ تُوَاجهُهُ، فلا يَمسح الحَصَى"(1) .
ش- به استدل أصحابنا أن المصلي لا يُقلَب الحَصى لأنه نوع عبث،
ولأنه- عليه السلام علل بقوله: "فإن الرحمة تواجهُه " فتقليًبُ
الحصَى ومَسْحُه اشتغالٌ عن ذلك.
وقولُه:" فلا يَمسح الحصَى" جواب لقوله: "إذا قام ".
وقوله: " فإن الرحمة" تعليل لذلك؛ ولكنه قدمه للاهتمام بتقديم
الرحمة، وتقدير الكلام: إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصَى
فإن الرحمة تُواجهُه. والحديث: رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه،
وَقال الترمذي: حديث حسنٌ.
(1) الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في كراهية مسح الحصى (379)، النسائي: كتاب السهو، باب: عن مسح الحصى في الصلاة (1190)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: مسح الحصى في الصلاة (1027) .
922-
ص- نا مسلم بن إبراهيم: نا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن مُعيقيب أن النبيَّ- عليه السلام قال:"لا تَمْسَحْ وأنْتَ تُصَلِّي؛ فإن كُنتَ لا بدَّ فاعِلاً فواحدةً تسْويةَ الحَصَى"(1) .
ش- هشام: ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: ابن أبي كثير. ومُعيقيب: ابن أبي فاطمة الدَّوْسي حليف بني عبد شمس، وقال موسى بن عقبة: مولى سعيد بن العاص، أسلم قديما بمكة وهاجر منها إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدراً، وكان على خاتم رسول الله، واستعمله أبو بكر، وعمر على بيْت المال، روي له عن رسول الله سبْعة أحاديث؛ اتفقا على حديث واحد، ولمسلم آخر، وبقي إلى زمن عثمان بن عفان، وتوفي في آخر خلافته، وقيل: سنة أربعين في خلافة عليّ. روى عنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن. روى له: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي (2) .
قوله: "لا تَمْسحْ وأنت تصلي " أي: لا تمسح الأرض والحال أنك تصلي. وفي بعض نسخ ابن داسةَ: "لا تَمْسح الأرضَ ".
قوله: "لابد فاعلاً " انتصاب " فاعلاً " على أنه خبر كان، وأما "لابُدّ" فمعناه: لا فراقَ ولا مفارقة من هذا؛ وأصله: من البدّ؛ وهو التفريق، و"بُدّ " اسْم "لا "، مبني على الفتح، وخبره محذوف أي: لا بد منه أو من ذلك ونحوهما. وفي معنى " لا بُدّ": لا محالة، ولا حيلة، ولا وَعَى، ولا حُمَّ، ولا عُنْدد، ولا مُعلَنْددَ، فمعنى الجميع معنى " لابُد".
(1) البخاري: كتاب العمل في الصلاة، باب: مسح الحصى في الصلاة (1207)، مسلم: كتاب المساجد، باب: كراهة مسح الحصى وتسوية التراب في الصلاة (546)، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في كراهية مسح الحصى (380)، النسائي: كتاب السهو، باب: الرخصة في مسح الحصى في الصلاة مرة واحدة، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة والسنَة فيها، باب: مسح الحصى في الصلاة (1026) .
(2)
انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (3/ 476) ، وأسد الغابة (5/ 240) ، والإصابة (3/ 450) .