الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاحتجاج من الطرفين وقال ابن قطان في كتابه: هذا حديث لا يصح؛ فإن مسلم بن سلام الحنفي أبا عبد الملك مجهول الحال.
* * *
182- بَاب: في الرجل الذي يتطوَعُ فِي
مَكانِهِ الذِي صَلى فيه المكتوبة
أي: هذا باب في بيان حكم الرجل الذي يتطوع في مكانه الذي صلى
فيه الفرض.
977-
ص- نا مسدد: نا حماد، وعبد الوارث، عن ليث، عن الحجاج ابن عُبيد، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيعجزُ أحدُكم". قال: عن عبد الوارث:" أن يَتقدم أو يتأخرَ أو عَن يمينه أو عن شماله"- زاد حماد (1) :" في الصلاةِ "- يعني: في السبْحة (2) .
ش- حماد: ابن زيد، وعبد الوارث: ابن سعيد.
والحجاج بن عُبيد: روى عن: إبراهيم بن إسماعيل. روى عنه: ليث بن أبي سليم، قال أبو حاتم: مجهول. روى له: أبو داود (3) . وإبراهيم بن إسماعيل: روى عن: أبي هريرة. روى عنه: الحجاج ابن عبيد. روى له: أبو داود، وابن ماجه (4) .
(1) في سنن أبي داود: "زاد في حديث حماد"
(2)
ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في صلاة النافلة حيث تصلى المكتوبة (1427) .
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (5/ْ 1122) .
(4)
المصدر السابق (2/ 152) .
قوله: (قال: عن عبد الوارث) أي قال مسدد: عن عَبد الوارث بن سعيد:" أيعجز أحدكم أن يتقدم " الحديث.
قوله: "زاد حماد" أي: قال مسدد: راد حماد في روايته: "في الصلاة" يعني في السبحة أي: التطوع. وبهذا الحديث استدل أصحابنا أن الرجل لا يتطوع في مكان الفرض، وإليه ذهب ابن عباس، وابن الزبير، وابن عمر، وأبو سعيد، وعطاء، وعامر الشعبي. وقال صاحب "المحيط": ولا يتطوعُ في مكان الفرض؛ لقوله- عليه السلام: "اعجز أحدكم إذا فرغ من صلاته أن يتقدم أو يتأخر بسُبحته " ولأنه ربما يشتبه حاله على الداخل فيحسبُ أنه في الفرض فيقتدي به في الفرض وأنه لا يجوز. والحديث: أخرجه ابن ماجه؛ ولكنه معلول بإبراهيم بن إسماعيل.
978-
ص- نا عبد الوهاب بن نَجدة: نا أشعثُ بن شعبة، عن المنهال ابن خليفة، عن الأزْرق بن قيس قال: صلى بنا إمام لنا يُكنَى أبا رِمْثَة فقال: صليتُ هذه الصلاة أو مثل هذه الصلاة مع النبي- عليه السلام قال: وكان أبو بكر وعمر يَقومان في الصَف المقدم عن يمينه وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة فصلى النبي- عليه السلام ثم سلم عن يمينه وعَن يساره حتى رأينا بياض خَديه ثم انفتل كانفتال أبي رمثة- يعني: نفسه- فقامَ الرجلُ الذي أدرك معه التكبيرة الأولى من الصلاة يشفعُ فَوثَب إليه عمرُ فأخذ بمنكبه فهَزة ثم قال: اجلس؛ فإنه لم يَهلك أهلُ الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصل، فرفعَ النبي- عليه السلام بصره فقال:" أصابَ الله بك يا ابنَ الخطاب "(1)(2) .
ش- أشعَثُ بن شُعبة: المِصيصي، عن أرطأة بن المنذر وغيره، وعنه:
(1) تفرد به أبو داود.
(2)
جاء في سنن أبي داود بعد الحديث: "وقد قيل أبو أمية مكان أبي رِمثة".
عبد الوهاب بن نجدة، قال أبو زرعة: لين، وقال الأزدي: ضعيف.
روى له: أبو داود (1) .
والمنهال بن خليفة: أبو قدامة العجلي، روى عن: الحجاج بن أرطأة،
وسِماك بن حَرْب، وعلي بن زيد بن جدعان، روى عنه: أبو معاوية الضرير، وأبو أحمد الزبيري، وعبيد بن هشام وغيرهم، قال ابن معين: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر. روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (2) .
والأزرق بن قيس: الحارثي، روى عن: ابن عمر، وأنس بن مالك،
وعسعس بن سلامة وغيرهم، روى عنه: سليمان التيمي، والحمادان،
روى له: البخاري، وأبو داود، والنسائي (3) .
وأبو رِمْثة- بكسر الراء وسكون الميم، وبعدها ثاء مثلثة، وتاء تأنيث-
اسمُه: رفاعة بن يثربي، وقيل غير ذلك، التيمي تيم الرباب وقيل:
التميمي الكوفي. وفي "الكمال": ويقال: حبيب بن حيان، روى
عنه: إياد بن لقيط، روى له: أبو داود، والترمذي، والنسائي (4) .
قوله: "ثم انفتَل " أي: انصرف من الصلاة.
قوله: "يَعْني نفسَه " يعني: أرادَ بقوله كانفتال أبِي رِمْثة نفسَه، وكان
القياس أن يقول: كانفتالي.
قوله: " يَشفع " أي: يَضم إلى صلاته التي صلاها مع النبي- عليه [2/57 - ب] السلام- صلاةً أخرى/ من غير أن يفصل بينهما بمكانِ، فدل هذا أن الصلاة النافلة في المكان الذي صلى فيه الفرض يكره، فينبغي إذا فرغ من
المكتوبة [أن] يتأخر عن موضعه أو يتقدم لأجل صلاة النفل. وقال
(1) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (3/ 525) .
(2)
المصدر السابق (28/ 9 0 62) .
(3)
المصدر السابق (2/ 2 30) .
(4)
انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (4/ 70) ، أسد الغابة (6/ 111)، الإصابة (4/ 70) :