الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله:" أن يجلسَ الإمام " أي: على المنبر- كما فسره أبو داود. وقوله: " إلى أن نقضى الصلاة " أي: صلاة الجمعة. والحديث: أخرجه مسلم.
* * *
197- بابُ: فَضْلِ الجُمْعة
أي: هذا باب في بيان فضل الجمعةُ.
1021-
ص- نا مسدد: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله- عليه السلام: " منْ توضأ فأحسنَ الوضوءَ ثم أتى الجمعةَ فاستمعْ وأنْصَتْ غُفرَ له ما بَيْن الجمعة إلى الجمعة "زيادةَ ثلاثة أيام، ومن مَس الحصَا فقَدْ لغى " (1) .
ش- إحسانُ الوضوء: الإتيانُ به ثلاثا ثلاثا، وإسباغه، والإتيان بآدابه ومستحباته، والإتيان بسُننه المشهورة.
قوله: " وأنصتَ " وفي بعض رواية مسلم: " وانتصت" يُقال: أنصت، وانتصت ونصَت، والإنصات: السكوت والاستماع والإِصْغاء. قوله: " وزيادة ثلاثة أيام " لأن الحسنة بعَشْر أمثالها. وأيام الجمعة سبعة أيام، فإذا زيدت عليها ثلاثة تصير عشرةً. وقوله:" وزيادة" منصوب إما عطفا على قوله: " بَيْن " وهو منصوب على الظرفية أو بمعنى: "مع " أي: مع زيادة ثلاثة أيام.
قوله: " ومن ميسر الحصَى فقد لغة " إشارة إلى ترك أنقول العبث في حال الخطبة، والإقبال بقلبه وجوارحه إليها ولدى من اللَّغْو؛ وهو الباطل
(1) مسلم: كتاب الجمعة، باب: فضل من أنصت واستمع في الخطبة 27- (857)، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في الوضوء يوم الجمعة (498)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في الرخصة في ذلك (1090) .
المذموم المردود؛ فإذا كان بمس الحَصَى لاغيا فبالكلام ونحوه بالطريق
الأولى. والحديث: أخرجه مسلم، والترمذي، وابن ماجه.
1022-
ص- نا إبراهيم بن موسى: أنا عِيسَى: نا عبد الرحمن بن يزيد
ابن جابر قال: حدثني عطاء الخراساني، عن مولى امرأته أم عثمان قال (1) :
سَمعتُ عليا- رضي الله عنه على منبر الكوفة يقولُ: إذا كان يوم الجمعة
غدَت الشياطينُ براياتها إلى الأسواق فيَرْمون الناسَ بالترابيث أو الرِبائث ويُثَبطونهم عن الجمعة، وتَغدُو الملائكةُ فيجلسون على باَب (2) المسجد
فيكتبون الرجل من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الإمامُ، فإذا جلسَ
الرجل مجلساً يَسْتمكن فيه من الاستماع والنظر فأنصْتَ ولم يَلغُ كان له
/ كفلان من أجْر، فإن ناء حيث لا يَسْتمعُ (3) فأنصت ولم يَلغُ كان له كفل [2/ 72 - ب] من أجْر، وإن جًلس مجلساً يَسْتمكن فيه من الاستماع والنظر فلغى وَلم
ينصت كان له كفل من وزر، ومن قال يوم الجُمعة لصاحبه: صهْ فقد لغى،
ومَنْ لغى فليس له في جمعته تلك شي. ثم يقولُ في آخر ذلك: سمعتُ
رسولَ الله يَقولُ ذلك (4) .
ش- عيسى بن يونس، وعَطاء بن مُسلم الخراساني.
قوله: " غدت الشياطين براياتها " أي: ذهبت؛ والرايات: جمع راية
وهي العَلَم.
قوله: " فيَرْمون الناسَ بالترابيث " وقال الخطابي (5) : الترابِيث ليس
بشيء؛ وإنما هو الربَائث؛ وأصله من رَبثْتُ الرجلَ عن حاجته أي:
حبسته عنها، واحدتها: رَبِيثة، وهي تجري مجرى العلة والتسبيب الذي
يَعُوقك عن وجْهك الذي تتوجه إليه؛ وقوله: " فيرمون الناسَ " إنما هو
"يُربثون الناسَ "، هكذا روي لنا في غير هذا الحديث.
(1) في الأصل: " قالت ".
(2)
في سنن أبي داود: " أبواب ".
(3)
في سنن أبي داود: " يسمعه.
(4)
تفرد به أبو داود.
(5)
معالم السنن (1/ 210) .
524 شرح سنن أبي داوود 4
وقال ابن الأثير (1) : يجوز "الترابيث " إن صحت الرواية، وتكون جمع " تَربِيثةٍ " وهي المرة الواحدة من التَرْبِيث؛ تقولُ: رَبَّثْتُه تَرْبيثا وتَرْبِيثةً واحدةً مثل: قدمته تقديماً وتقديمه واحدةً.
قوله: " فيكتبون الرجل من ساعة " يعني: ممن حضر من ساعة قبل خروج الإمام، وكذلك التقدير في قوله:" من ساعتين ".
قوله: " كفْلان " الكفْل- بكسر الكاف وسكون الفاء- هو الحظ والنصيب.
قوله: " فإن ناء " أي: بَعُد من ناء يَنُوء نأيا.
قوله: " من وزْر " الوزر- بكسر الواو وسكون الزاي-: الإثم والخطيئة.
قوله: " صَهْ " هي كلمة من أسماء الأفعال بنيت على السكون، ومعناه: اسكُتْ، فإن وصلتَ نوّنت قلت صَهٍ صَهْ.
قوله: " فقد لغة " يعني: تكلم، وقيل: لغى عن الصواب أي: مال، وقيل: صارت جمعته ظهراً وقيل: خاب من الأجر، ويقال منه: لغى يلغُو، ولغوي- بالكسر- يَلْغى مثله. والحديث معلول؛ لأن فيه مجهولاً وعطاء- أيضا- فيه كلام.
ص- قال أبو داود: رواه الوليد بن مسلم، عن ابن جابر قال: بالربائث، وقال: مولى امرأته أم عثمان بن عَطاء.
ش- أي: روى الحديث المذكور: الوليد بن مسلم الدمشقي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال:" بالرَّبائث "- بفتح الراء والباء الموحدة
* * *
(1) النهاية (2/ 182) .