الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيجوز بعدَ الأذان وفي أثنائه لثبوت السُنَّة فيهما، لكن قوله بعدَه أحسن
ليَبقى نظمُ الأذان على وَضْعه.
قال الشيخ محيي الدين (1) : ومن أصحابنا من قال: لا يقوله إلا بعد
الفراغ؛ وهذا ضعيف مخالف لصريح حديث ابن عباس، ولا منافاة بينه
وبين حديث ابن عمر؛ لأن هذا جرى في وقت وذاك في وقت؛ وكلاهما
صحيح.
قوله: "أن أحرجكم "- بالحاء المهملة- أي: أشق عليكم بإلزامكم
السعي إلى الجماعة في الطين والمطر، وفي رواية:" كرهتُ أن أوثمكم"
أي: كون سبب اكتسابكم الإثم عند ضيق صدُوركم، فربما يتسخط
ويتكلم به. وروي بالخاء المعجمة، من الخروج. والحديث: أخرجه البخاريّ، ومسلم، وابن ماجه.
* * *
203- بَابُ: الجُمعة للمَمْلُوك وَالمرأةِ
أي: هذا باب في بيان الجمعة للمملوك والمرأة.
1038-
ص- نا عباس بن عبد العظيم: حدثني إسحاق بن منصور: نا
هُريم، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن
شهاب، عن/ النبي- عليه السلام قال:" الجمعة حق واجب على كل [2/75 - ب] مسلمٍ في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك أو امرأة أو صبيّ أو مريض "(2) .
ش- إسحاق بن منصور: السلمي، روى عن: هُرَيم، روى عنه:
عباس بن عبد العظيم، روى له: أبو داود (3) .
وهريم: ابن سفيان البجلي الكوفي، روى عن: عبيد الله بن عُمر،
ومنصور بن المعتمر، وليث بن أبي سليم، والأعمش، وغيرهم. روى
(1) شرح صحيح مسلم (207/5) .
(2)
تفرد به أبو داود.
(3)
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (2/ 480 هامش 3) .
25* شرح سنن أبي داوود 4
عنه: الأسود بن عامر، وعبد الحميد بن صالح، وإسحاق بن منصور، وغيرهم. قال ابن معين: ثقة. روى له: الجماعة إلا النسائي (1) . وهريم: بضم الهاء وفتح الراء.
وإبراهيم بن محمد بن المنتشر: ابن الأجدع، ابن أخي مسروق بن الأجْدع الهمداني الكوفي، يَرْوي عن: أبيه. روى عنه: شعبة وأهل العراق، ذكره ابن حبان في " الثقات "، واحتج به الشيخان في "صحيحيهما"(2) .
وقيس بن مُسلم: الجدلي العَدْواني، أبو عمرو الكوفي. روى عن: طارق بن شهاب، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعبد الرحمن بن أبي ليلى. روى عنه: الأعمش، ومسعر، والثوري، وشعبة، وغير هم. قال ابن معين وأبو حاتم: ثقة. مات سنة عشرين ومائة. روى له الجماعة (3) .
وطارق بن شهاب: ابن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جُشم البجلي الأحْمسي، أبو عبد الله، رأى النبي- عليه السلام، وأدرك الجاهلية وغزا في خلافة أبي بكر وعمر ثلاثاً وثلاثين أو ثلاثاً وأربعين من غزوة إلى غزية. روى عن: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، وسلمان الفارسي، وخالد بن الوليد، وحذيفة بن اليمان، وأبي موسى الأشعري، وأبي سعيد الخدري، أخرج له البخاري، عن أبي بكر الصِّدِّيق وعبد الله بن مسعود، وأخرج له مسلم، عن أبي سعيد الخدري، وأخرج له أبو داود، والنسائي، عن النبي- عليه السلام. روى عنه: قيس بن مسلم، ومخارج بن عبد الله، وعلقمة بن مرثد، وغيرهم. توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة (4) .
(1) المصدر السابق (0 3/ 6562) .
(2)
المصدر السابق (2/ 235) .
(3)
المصدر السابق (24/ 4921) .
(4)
انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (2/ 237) ، وأسد الغابة (3/ 70) ، والإصابة (2/ 0 22) .
قوله: " الجمعة سنن واجب" أي: فرض عين لا يجور التخلف عنها. قوله: " في جماعة" لأنه إذا لم تكن جماعة لا تجب الجمعة؛ وأقلها: ثلاثة سوى الإمام عند أبي حنيفة. وبهذا الحديث استدل أصحابنا، وقال صاحب " الهداية": ولا تجب- أي: الجمعة- على مسافرِ ولا امرأةِ ولا مريض ولا عبد ولا أعْمى.
وقال الخطابي (1) : أجمع الفقهاء على أن النساء لا جمعة عليهن، فأما العبيد: فقد اختلفوا فيهم، فكان الحسن وقتادة يوجبان على العبد الجمعة إذا كان مُخارَجاً، وكذلك قال الأوزاعي، وأحسب أن مذهب داود: إيجاب الجمعة عليه. وقد روي عن الزهري أنه قال: إذا سمع المسافر الأذان فليحضر الجمعة. وعن إبراهيم النخعي نحو منْ ذلك. ص- قال أبو داود: طارق بن شهاب قد رأى النبي- عليه السلام ولم يَسْمع منه شيئاً.
ش- هذا غير قادح في صحة الحديث؛ فإنه يكون مرسل صحابي وهو حجة، وكذا قال النووي في "الخلاصة "، وقال: والحديث على شرط الشيخين. انتهى. ورواه الحاكم في "المستدرك " عن هريم بن سفيان به، عن طارق بن شهاب، عن أبى موسى مرفوعاً وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد احتجا بهريم بن سفيان. ورواه ابن عيينة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، فلم يذكر فيه أبا موسى، وطارق بن شهاب يُعد في الصحابة. وقال البيهقي في " سننه ": هذا الحديث وإن كان فيه إرسال فهو مُرسل جيد، وطارق من كبار التابعين، وممن رأى النبي- عليه السلام وإن لم يسمع منه، ولحديثه شواهد. وقد صرح ابن الأثير في "جامع الأصول " بسماعه من النبي- عليه السلام حيث قال: رأى النبي- عليه السلام وليس له سماع منه إلا شاذا، ويؤيدُ هذا قول الزهري في "التهذيب ": صحابي
(1) معالم السنن (1/ 210) .