المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌174- باب: الصلاة على النبي- عليه السلام بعد التشهد - شرح سنن أبي داود للعيني - جـ ٤

[بدر الدين العيني]

فهرس الكتاب

- ‌130- باب: من رأى القراءة إذا لم يجهر

- ‌131- باب: ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة

- ‌132- باب: تمام التكبير

- ‌133- باب: كيف يضع ركبتيه قبل يديه

- ‌134- باب: النهوض في الفرد

- ‌135- باب: الإقعاء بين السجدتين

- ‌136- باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع

- ‌137- باب: الدعاء بين السجدتين

- ‌138- باب: رفع النساء إذا كُن مع الرجال رءوسهن من السجدة

- ‌139- باب: طول القيام من الركوع وبين السجدتين

- ‌140- باب: صلاة مَن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود

- ‌142- باب: تفريع أبواب الركوع والسجود

- ‌143- باب: ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده

- ‌144- باب: في الدعاء في الركوع والسجود

- ‌145- باب: الدعاء في الصلاة

- ‌146- باب: مقدار الركوع والسجود

- ‌147-باب: الرجل يدرك الإمام ساجدا كيف يصنع

- ‌148- بَاب: أعْضَاء السجُود

- ‌149- بَاب: السجُود على الأنف والجبهَةِ

- ‌150- بَاب: صِفَة السُّجُودِ

- ‌151- بَابُ: الرخصَة في ذلك

- ‌152- بَابُ: التَخصُّر والإِقعاء

- ‌153- بَابُ: البُكاء في الصَّلاةِ

- ‌155- بَابُ: الفتح على الإمَام فِي الصَّلاة

- ‌156-بَابُ: النهي عَن التَّلقين

- ‌157- بَابُ: الالتِفات فِي الصَّلاةِ

- ‌158-بَابُ: النَّظَر في الصلاة

- ‌159- بَابُ: الرخصَةِ في ذلك

- ‌160- بَابُ: العَمَل فِي الصَّلاة

- ‌ 161- بَابُ: رَد السَّلام فِي الصلاة

- ‌162- بَاب: تشميت العاطس في الصلاة

- ‌163- بَابُ: التَأمين وَرَاء الإمام

- ‌164- بَابُ: التصْفيق في الصلاة

- ‌165- بَابُ: الإِشارَةِ في الصلاة

- ‌ 166- بَابُ: مَسْح الحَصَى في الصلاة

- ‌ 167-بَابُ: الاخْتِصَارِ فِي الصَّلاةِ

- ‌168- بَابُ: الرّجُل يَعتمدُ في الصَّلاةِ على عَصى

- ‌169- بَابُ: النَّهْى عن الكلام في الصَّلاةِ

- ‌170- بَابٌ: في صَلاةِ القَاعِدِ

- ‌171- بَاب: كيفَ الجُلوُس في التَشَهُّد

- ‌172- بَاب: مَنْ ذكرَ التَّورك في الرابعة

- ‌173- بَابُ: التَّشهُّدِ

- ‌174- بَابُ: الصَّلاة عَلى النَبِي- عليه السلام بَعْد التَّشَهُّدِ

- ‌175- بَابُ: إِخْفاء التَّشهُّدِ

- ‌176- بَابُ: الإشارة في التَّشهُّدِ

- ‌177- بَابُ: كراَهِية الاعْتمادِ على اليَدِ في الصَّلاةِ

- ‌178- باب: في تخفيف القُعُود

- ‌179- بَاب: في السَّلام

- ‌180- بَابُ: الرد على الإِمام

- ‌181- بَابٌ: إذا أحْدَث في صَلاِته يستقبل

- ‌182- بَاب: في الرجل الذي يتطوَعُ فِيمَكانِهِ الذِي صَلى فيه المكتوبة

- ‌183- بَابُ: السهْوِ في السَجْدَتَيْن

- ‌184- بَاب: إذا صَلى خمساً

- ‌185- بَاب: إذا شَكّ في الثنتين والثلاث مَنْ قال: يُلقى الشَكَّ

- ‌186- بَاب: مَنْ قال: يُتمّ عَلَى أكبَر ظنّه

- ‌187- بَاب: مَن قال بَعْد السلام

- ‌188- بَاب: مَنْ قامَ مِن ثنتين ولم يَتَشهد

- ‌189- بَاب: مَنْ نَسِي أنْ يَتَشَهّدَ وَهْوَ جَالِس

- ‌190- بَابُ: سَجْدتي السهو فيهما تَشهد وَتَسْليم

- ‌191- بَابُ: انصرَافِ النِسَاءِ قَبلَ الرجالِ منذ الصلاة

- ‌192- بَابٌ: كيفَ الانصرافُ مِن الصلاة

- ‌193- بَابُ صَلاة الرجل التطوّعَ في بيتِهِ

- ‌194- بَاب: مَنْ صَلى لغيْر القِبْلةِ ثم عَلِمَ

- ‌195- بَابُ: تفْريع أبْواب الجُمعةِ

- ‌196- بَابُ: الإجَابة أية سَاعَةٍ هي في يوْم الجمعة

- ‌197- بابُ: فَضْلِ الجُمْعة

- ‌198- بَابُ: التشْدِيدِ في تَرْك الجُمعةِ

- ‌199- بَابُ: كفّارة مَنْ تركهَا

- ‌200- بَابُ: مَنْ تجبُ عليه الجمعة

- ‌201- بَابُ: الجُمعة في اليَوْم المَطيرِ

- ‌202- بَابُ: التخلفِ عن الجماعةِ في الليْلةِ البَارِدةِ

- ‌203- بَابُ: الجُمعة للمَمْلُوك وَالمرأةِ

- ‌204- بَابُ: الجُمعَةِ في القُرَى

- ‌205- بَابٌ: إذا وَافق يومُ الجُمعةِ يَوْمَ العِيدِ

- ‌206- بَابُ ما يَقْرأ فِي صَلاةِ الصُّبْح يَوْمَ الجُمْعَةِ

- ‌207- بَابُ: اللُّبْس يَوْمَ الجُمعة

- ‌208- بَابُ: التَحلُّقِ يَوْمَ الجُمعَة قبل الصلاة

- ‌209- باب: اتخاذ المنبر

- ‌210- باب: موضع المنبر

- ‌211- باب: الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال

- ‌212- باب: وقت الجمعة

- ‌213- بَاب: النداء في يوم الجمعة

- ‌214- باب: الإمام يكلم الرجل في خطبته

- ‌215- باب: الجلوس إذا صعد المنبر

- ‌216- باب: الخطبة قائماً

- ‌217- باب: الرجل يخطب على قوس

- ‌218- باب: رفع اليدين على المنبر

- ‌219- باب: اقتصار الخطب

- ‌220- بَابُ: الدنو من الإمام عند الخطبة

- ‌221- باب: الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث

- ‌222- باب: الاحتباء والإمام يخطب

- ‌223- باب: الكلام والإمام يخطب

- ‌224- بابُ: استئذانِ المُحْدثِ الإمامَ

- ‌225- باب: إذا دخل الرجل والإمام يخطب

- ‌226- باب: تخطي رقاب الناس يوم الجمعة

- ‌228- باب: الإمام يتكلم بعد ما ينزل من المنبر

- ‌229- باب: من أدرك من الجمعة ركعة

- ‌231- باب: الرجل يأتم بالإمام وبينهما جدار

- ‌232- باب: الصلاة بعد الجمعة

- ‌233- باب: صلاة العيدين

- ‌234- باب: وقت الخروج إلى العيد

- ‌235- باب: خروج النساء في العيد

- ‌236- باب: الخطبة في يوم العيد

- ‌237- باب: ترك الأذان في العيد

- ‌238- باب: التكبير في العيدين

- ‌239- باب: ما يُقرأ في الأضحى والفطر

- ‌240- باب: الجلوس للخطبة

- ‌241- باب: الخروج إلى العيد في طريق

- ‌242- باب: إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه يخرج من الغد

- ‌243- باب: الصلاة بعد صلاة العيد

- ‌244- باب: يصلي الناس العيد في المسجد إذا كان يوم مطر

الفصل: ‌174- باب: الصلاة على النبي- عليه السلام بعد التشهد

الزهري الخراساني، وخُبيب هذا بضم الخاء المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وقد ذكرناه. وهذا الحديث: إسناده صحيح على شرط ابن حبّان.

قوله: " ثم سلموا عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقولوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.

قوله: " ثم سلّموا على قارئكم " المراد منه: الإمام، " وعلى أنفسكم " بأن تقولوا: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

ص- قال أبو داودَ: سليمانُ بن مُوسى كوفيُ الأصلِ كان بدمشق.

قال أبو داودَ: ودلَّت هذه الصحيفةُ على أن الحسَنَ سمِعَ من سَمُرةَ.

ش- قد ذكرنا أن سليمان بن موسى أبا داود كان خراساني الأصل، سكن الكوفة ثم تحول إلى دمشق. وقول أبي داود:"كوفي الأصل " باعتبار سكناه العام في الكوفة؛ ولكن أصله من خراسان.

قوله: " ودلت هذه الصحيفة " أراد بالصحيفة: الجزء الذي (1) كان فيه هذا الحديث 000 (2) .

* * *

‌174- بَابُ: الصَّلاة عَلى النَبِي- عليه السلام بَعْد التَّشَهُّدِ

أي: هذا باب في بيانَ الصلاة عدى النبي- عديه السلام- بعد الفراغ من التشهد.

947-

ص- نا حفص بن عمر: نا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال: قلنا: يا رسولَ الله" أمَرْتَنَا أن نُصلي عَليكَ، وأن نُسلمَ عليكَ، فأما السلامُ فقد عرَفْنا، فكيفَ نُصلي؟ قال: " قُولُوا: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد كما صليتَ على إبراهيمَ، وباركْ على محمد واَلِ محمدِ كما بَاركتً علي آلِ إبراهيمَ، إنك حَميد مجيد " (3) .

(1) في الأصل: "ألذ ".

(2)

بيض له المصنف قدر سطر وثلث.

(3)

البخاري: كتاب الأنبياء، باب: حدثنا موسى بن إسماعيل (3370) ،=

ص: 258

ش- "اللهم " يعني: يا الله؛ وقد مر البحث فيه مستوفى. ومعنى "صلَّ على محمد": عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته، وإبقاء شريعته وفيً الآخرة: بِتشفيعه في أمته، وتضعيف أجره ومثوبته. قوله:" واَل محمد " آل الرجل: أهله. واختلف في آله- عليه السلام؛ فقيل: أهله: الأدنون، وعشيرته الأقربون، وقيل: الحسن والحسين، وقيل: آله: كل مؤمن تقي إلى يوم القيامة. واختار الشافعي أنهم بنو هاشم وبنو المطلب، والآل أصله: الأوَلُ؛ كذا في "الصحاح". وقال غيره: أصله: أهل؛ ولهذا يقال في تصغيره: أهيل، والفرق بينهما: أن الآل قد خص بالأشراف؛ فلا يُقال: آل الحائك ولا آل الحجام.

فإن قيل: قيل: آل فرعون. قلت: لتصوره بصورة الأشراف. وقد ذكرتُ في شرحي "المستجمع في شرح المجمع " أن آل الرسول من جهة النسب: أولاد علي، وعباسٍ، وجعفر، وعقيلٍ، ومن جهة السبب: كل مؤمن تقي إلى يَوْم القيامة.

قوله: "كما صليت على إبراهيم " هذا تَشْبيه بأداة الكاف.

فإن قيل: المشبه دون المشبه به فكيف وجه هذا التشبيه؟ قلت: التشبيه لأصل الصلاة بأصل الصلاة؛ لا القدر بالقدر، كما في قوله تعالى "كُتبَ علَيكُمُ الصيامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الذينَ مِن قَبْلكُمْ " (1) فإن المراد: أصلَ الصيام، لا عَيْنه ووقته. ويقال: اَلتشبيه فيه الصلاة على الآل، لا على النبي، فكان قوله:"اللهم صل على محمد " منقطع عن التشبيه.

= مسلم: كتاب الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (406)، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (483)، النسائي: كتاب السهر، باب: نوع آخر (3/ 5 4)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (904) .

(1)

سورة البقرة: (183) .

ص: 259

وقوله: " وعلى آل محمد " متصل بقوله: " كما صليتَ على إبراهيم

واَل إبراهيم " ويقال: إنه تشبيه المجموع بالمجموع بمعنى: تشبه الصلاة

على النبي وآله بالصلاة على إبراهيم وآله؛ ومُعظم الأنبياء- عليهم

السلام- هم آل إبراهيم- عليه السلام فإذا تقابلت الجملة بالجملة وتعذر

أن يكون لآل الرسول ما لآل إبراهيم الذين هم الأنبياء، كان ما توفر من

ذلك حاصلا للرسول- عليه السلام، فيكون رائدا على الحاصل لإبراهيم- عليه السلام، والذي يحصل من ذلك هو آثار الرحمة والرضوان، ومن كان في حقه كثر كان أفضل. ويقال: كان ذلك قبل أن [2/51 - ب] يعلم أنه أفضل من (1) / إبراهيم- عليه السلام.

فإن قيل: لم خص إبراهيم- عليه السلام من بين سائر الأنبياء

عليهم السلام بذكرنا [إياه] في الصلاة؟ قلت: لأن النبي- عليه

السلام- رأى ليلة المعراج جميع الأنبياء والمرسلين، وسلم على كل نبي

ولم يسلم أحد منهم على أمته غير إبراهيم- عليه السلام، فأمرنا النبي

عليه السلام أن نصلي عليه في آخر كل صلاة إلى يوم القيامة مجازاة

على إحسانه. ويقال: إن إبراهيم- عليه السلام لما فرغ من بناء الكعبة

دعى لأمة محمد- عليه السلام وقال: اللهم من حج هذا البيت من

أمة محمد فهَبْه مني السلام، وكذلك دعى أهله وأولاده بهذه الدعوة

فأمرنا بذكَرهم في الصلاة مُجازاة على حُسْن صنيعهم.

فإن قيل: الله تعالى أمرنا أن نصلي على النبي- عليه السلام بقوله:

"يا أيهَا الَّذينَ آمَنُوا صلوا عَلَيْه وَسلّموا تَسْليماً"(2) ثم نحن نقول:

اللهم صل عَلى محمد إلى آخره، فنسأل الله أن يُصلي عليه ولا نُصلي

نحنُ عليه بأنفسنا. قلت: لأن النبي- عليه السلام طاهر لا عيب فيه،

ونحنُ فينا العيوبُ والنقائصُ، فكيف يُثْنِي مَن فيه عيب على طاهر؟ "

فنسألُ الله أن يُصلي عليه لتكون الصلوات من رَب طاهر على نَبي طاهرٍ.

(1) مكررة في الأصل.

(2)

سورة الأحزاب: (56) .

ص: 260

قوله: " وبارك على محمد " معنى البركة: الزيادة من الخير والكرامة، وقيل: هي بمعنى التطهير والتزكية، وقيل: الثبات على الخير والكرامة؛ من قولهم: بركت الإبل أي: ثبتت على الأرض، ومنه: بركة الماء؛ لثبات الماء فيها.

قوله: " إنك حميد مجيد " كلاهما صيغة المبالغة، فحمد بمعنى محمود أي: مستحق لأنواع المحامد، ومجيد بمعنى ماجد من المجْد وهو الشرف، وهذا كالتعليل للصلاة المطلوبة؛ فإن الحمد والشكر متقاربان من معنى شكور، وذلك مناسب لزيادة الأفضال والأعطاء لما يراد من الأمور العظام، وكذلك للمجد والشرف مناسبة لهذا المعنى ظاهرة. وقال القاضي عياض: ولم يجئ في هذه الأحاديث ذكر الرحمة على النبي- عليه السلام، وقد وقع في بعض الأحاديث الغريبة، قال: واختلف بعض شيوخنا في جواز الدعاء للنبي- عليه السلام بالرحمة، فذهب بعضهم - وهو اختيار ابن عبد البر- إلى أنه لا يقال، وأجازه غيره وهو مذهب محمد بن أبي زيد. وقال الشيخ محيي الدين: والمختار: أنه لا يذكر الرحمة.

قلت: وكذلك اختلف أصحابنا؛ والأصح مثل ما قال ابن عبد البر، ويقال: الأصح: أن يذكر الرحمة؛ لأن كل أحد لا يستغني عن رحمة الله تعالى.

ثم اختلف العلماء في جواز الصلاة على غير الأنبياء؛ فقال أصحابنا

- وهو قول مالك والشافعي والأكثرين-: إنه لا يصلى على غير الأنبياء استقلاله، فلا يقال: اللهم صل على أبي بكر، أو على عمر، أو غيرهما؟ ولكن يصلي عليهم تبعا. وقال أحمد وجماعة: يصلي على كل واحد من المؤمنين مستقلا.

ثم اختلفوا- أيضا- في وجوب الصلاة على النبي- عليه السلام في التشهد الأخير، فقال أبو حنيفة، ومالك، والجماهير: إنها سُنَّة حتى لو تركها صحت صلاته. وقال الشافعي، وأحمد: واجبة، لو تركها لم

ص: 261

تصح الصلاة. وقال في "شرح المهذب": ونقله أصحابنا عن عمر بن

الخطاب وابنه، ونقله الشيخ أبو حامد عن ابن مسعود، وأبي مسعود البدري، وهو إحدى الروايتين عن أحمد. وقال إسحاق: إن تركها

عمدا لم تصح صلاته، وان تركها سهوا رجوت أن يُجزئه، وقد استوفينا

الكلام فيه في "باب التشهد ". والحديث: أخرجه الجماعة.

948-

ص- نا مسدد: نا يزيد بن زريع: نا شعبة بهذا الحديث قال:

"صَلِّ على محمدِ وعلى آلِ محمد كما صليتَ على إبراهيمَ "(1)(2) .

ش- أي: حدّث شعبة عن الَحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن

عجرة قال: " صل على محمد " إلى آخره.

و949- ص- نا محمد بن العلاء: نا ابْن بشر، عن مسعر، عن الحكم

بإسناده بهذا قال: " اللهم صَلِّ [على] محمد وعلى آلِ محمد كما صليتَ

على إبراهيمَ، إنك حميدٌ مجيد " (3)(4)

وش- ابن بشر: محمد بن بشر، ومسعر: ابن كدام، والحكم؛ ابن

عُتيبة.

قوله: " عن الحكم بإسناده " أي: بإسناده المذكور، وهو عن ابن

[2/ 52 - أ] ، أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال:" اللهم " إلى آخره/ وهذه الرواية لم تثبت في النسخ إلا من رواية ابن دَاسَةَ.

(1) في سنن أبي داود: "على آل إبراهيم ".

(2)

البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب: حدثنا موسى بن إسماعيل (3370)، مسلم: كتاب الصلاة، باب: الصلاة على النبيء صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (406)، الترمذي: كتاب الصلاة، باب: ما جاء في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (483)، النسائي: كتاب السهو، باب: نوع آخر (3/ 47)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (904) .

(3)

جاء في سنن أبي داود بعد الحديث: "اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ".

(4)

انظر التخريج المتقدم.

ص: 262

ص- قال أبو داود: رواه الزُّبيرُ بن عدي، عن ابن أبي ليلى كما رواه مسْعر؟ إلا أنه قال:" كما صلَّيتَ على إبراهيم (1) إنك حميدٌ مجيد وبَاركْ عَلى محمد " وسَاقَ مثلَه.

ش- أي: روى الحديث المذكور: الزُبير بن عدي أبو عدي الكوفي اليامي الهمداني قاضي الري. سمع: أنس بن مالك، وأبا وائل الأسدي، وأبا رزين وغيرهم. روى عنه: إسماعيل بن أبي خالد، ومسعر، والثوري وغيرهم، قال أحمد: هو من أصحاب إبراهيم، ثقة ثبت. مات بالري سنة إحدى وثلاثين ومائة. روى له: الجماعة إلا أبا داود (2) .

950-

ص- نا القعنبي، عن مالك ح ونا ابن السَرحْ: أنا ابن وهب قال: أخبرني مالك، عن عَبْد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم، عن أبيه، عن عَمرو بن سُليم الزُّرقي أنه قال: أخبرني أبو حُميد الساعديُّ أنهم قالوا: يا رسولَ اللهِ" كيفَ نصلِّي عليكَ؟ قال: " قُولُوا: اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صَلَّيتَ على إبراهيمَ (3) ، وبَاركْ على محمد وأزواجهِ وذريتًِه كما بَاَرَكتَ على اَلِ إبراهيمَ، إنك حميد مجيد " (4) .

ش- عبد اللهَ بن أبي بكر بن محمد: يروي عن: عروة، وأبيه:

أبي بكر، وأهل المدينة. روى عنه: الزهري، وهو يروي عن الزهري، كنيته: أبو محمد. مات سنة خمس وثلاثين ومائة، وله يومَ مات سبعون سنةً (5) .

(1) في سنن أبي داود: "على آل إبراهيم ".

(2)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (9/ 1969) .

(3)

في سنن أبي داود: " على آل إبراهيم ".

(4)

البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب: حدثنا موسى بن إسماعيل (3369)، مسلم: كتاب الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد 69- (407)، النسائي: كتاب السهو، باب: نوع آخر (3/ 49)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (905)، (تحفة الأشراف: 9/ 11896) .

(5)

نظر ترجمته في: تهذيب الكمال (14/ 3190) .

ص: 263

وأبو بكر بن محمد بن عَمرو بن حَزْم: الأنصاري المدني. يَرْوي عن: عمرة بنت عبد الرحمن، وعمر بن عبد العزيز، وعَمرو بن سليم. يروي عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، والزهري، وابنه: عبد الله. توفي بالمدينة سنة عشرين ومائة، وكان قاضيا بالمدينة ولا يعرف له اسم غير كنيته. وعن مالك: كان أبو بكر بن محمد بن عَمرو بن حَزْم قاضيا، وكان فقيها، وأقره عمر بن عبد العزيز على المدينة بعد أن كان قاضيا. قال مالك: ولم يكن على المدينة أمير أنصاري غير أبي بكر بن محمد. روى عنه: الليث، وأبو حميد: اسمه: منذر، وقيل: عبد الرحمن، وقد ذكرناه.

قوله: "وذريته "- بتشديد الياء- أفصح، ويجوز فيه التخفيف، والذرية: اسم يجمع نَسْل الأب من ذكر وأنثى، وقيل: الذرية: نسل الثقلين. والحديث: أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.

951-

ص- نا القعنبي، عن مالك، عن نُعَيم بن عبد الله المُجْمر، أن محمد بن عبد الله بن زَيْد- وعبد الله بن زيد هو الذي أري النداءَ بالصَلاة- أخبرَه عَنْ أبي مسعود الأنصاري أنه قال: أتَانَا رسولُ الله- عليه السلام في مَجلس سَعْد بن عُباده فقال له: بشيرُ بن سَعْدِ: أمَرنَا الله أن نُصليَ عليكَ يا رسولَ الله، فَكيفً نُصلي عليك؟ فسًكَتَ رسولُ الله حتى تَمنيْنَا أنه لم يَسْألهُ، ثم قال رَسُولُ الله- عليه السلام:"قُولوا" فذكَر معنى حَد يثق كعبِ بنِ عُجرةَ، زاد في آخره:"في العالمين، إنك حميدٌ مجيدٌ "(1) .

ش- أبو مسعود: عقبة بن عمرو البدري. وبشير بن سَعْد: هو والد نعمان بن بَشير.

وسَعْد بن عبادة: ابن سليم بن حادثة ابن أبي حَزِيمَة- بفتح الحاء

(1) مسلم: كتاب الصلاة، باب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (405)، الترمذي: كتاب التفسير، باب: ومن سورة الأحزاب (3220)، النسائي: كتاب السهو، باب: الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (3/ 45) .

ص: 264

المهملة، وكسر الزاي- ابن ثعلبة الخزرجي الأنصاري سيد الخزرج،

شهد العقبة وبدرا، وقيل: لم يشهد بدرا. روى عنه: قيس بن سعد (1) ،

وإسحاق، وابن عباس، وابن المسيب، والحسن البصري، وغيرهم.

مات سنة ست عشرة بحوران من أرض الشام، وبالمنيحة قرية بالقرب من

دمشق قبر يقال: إنه قبر سَعْد بن عبادة، ويحتمل أنه حمل من حوران

إليها. روى له: أبو داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه (2) .

قوله: " أمرنا الله أن نُصلي عليك " معناه: أمرنا الله بقوله "صَلُّوا عَلَيْه

وَسَلمُوا تَسْلِيمَا".

قوله: " فسكت رسول الله حتى تمنينا أنه لم يسأله " معناه: كرهنا سؤاله

مخافة من أن يكون النبي- عليه السلام كره سؤاله وشق عليه.

قوله: " في العالمين " الإنس والجن، وقيل: الإنس/ والجن والملائكة [2/ 52 - ب] والشياطين، وقيل لكلّ وهي عالم، وقد حققنا هذا البحث مرة.

والحديث: أخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي. وأخرجه ابن

خزيمة، وابن حبان في "صحيحهما " عن أبي مسعود قال: أقبل رجل

حتى جلس بين يدي النبي- عليه السلام فقال: يا رسول الله! أما

السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في

صلاتنا؟ قال: فصمت حتى أحَببنا أن الرجل لم يسأله ثم قال: "إذا أنتم

إذا صليتم عليَّ فقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد" الحديث.

وقال الدارقطني: إسناده حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط

مسلم. وقال البيهقي: إسناد صحيح. وقال الشيخ محيي الدين:

وأصحابنا يحتجون بحديث أبي مسعود- يعني: هذا الحديث- لقوله:

"قولوا " والأمر للوجوب، وهذا القدر لا يظهر الاستدلال به إلا إذا ضم

إليه الرواية الأخرى: "كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في

(1) في الأصل: " قيس بن سعيد " خطأ.

(2)

انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (2/ 35) ، أسد الغابة (2/ 356) ، الإصابة (2/ 30) .

ص: 265

صلاتنا؟ فقال: قولوا " الحديث، وهذه الزيادة صحيحة رواها الإمامان الحافظان أبو حاتم بن حبان- بكسر الحاء- البستي، والحاكم أبو عبد الله في " صحيحيهما " قال الحاكم: هي زيادة صحيحةٌ.

والجواب عن هذا: أن هذه الزيادة تفرد بها: ابن إسحاق. وقد ذكر البيهقي في " باب تحريم قتل ماله روح " أن الحُفاظ يتوقون ما ينفرد به ابن إسحاق، والعجب من البيهقي كيف يقولُ في هذه الزيادة: وإسناده صحيح، وقوله ذلك يُنافي هذا الكلام. وقد عرفت من هذا وأمثاله أنه دائرٌ مع غرضه فإن قيل:" (1) قد روى الدارقطني من حديث جابر، عن أبي جعفر، عن أبي مسعود الأنصاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلّى صلاةً لم يُصل علي فيها ولا على أهل بَيتي لم تُقبَلْ منه) . وروى ابن ماجه، عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سَعْد السعدي، عن أبيه، عن جدّه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لا وضوءَ له، ولا وضوء لمنْ لم يذكر اسم الله عليه، ولا صلاةَ لمن لا يُصلي على النبيّ، ولا صلاةَ لمن لم يحب الأنصار" ورواه الحاكم في "المستدرك". وروى البيهقي، عن يحيي بن السباق، عن رجل من بني الحارث، عن ابن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، وارحم محمداً وآل محمد، كما صليتَ وباركتَ وترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد". ورواه الحاكم في " المستدرك" وقال: إسناده صحيح.

قلت: أما حديث جابر الجُعفي: فهو ضعيفٌ؛ وقال الدارقطني: جابر الجُعفي ضعيف، وقد اختلف عليه فيه؛ فوقفه تارةَ ورفعه أخْرى؛ ولئن سلمنا؛ فالمراد: نفي الكمال. وأما حديث عبد المهيمن: فضعيف - أيضا-؛ لأن الدارقطني رواه في "سننه " وقال: عبد المهيمن

(1) انظر: نصب الراية (1/ 426- 427) .

ص: 266

ليس بالقوي، وقال ابن حبان: لا يحتج به. وبعضهم أخرجه عن أبي ابن عباس بن سهل بن سَعْد، عن أبيه، عن جده مرفوعا بنحوه سواء؛ ولكن تكلموا في أبي بن عباس؛ منهم: الإمام أحمد، والنسائي، وابن معين، والعقيلي، والدولابي.

وأما حديث يحيى بن السباق: ففيه رجل مجهول وقال القاضي عياض: فهذا تشهد ابن مسعود الذي علمه النبي- عليه السلام إياه؛ ليس فيه الصلاة على النبي- عليه السلام وكذلك كل من روى التشهد عن النبي عليه السلام كأبي هريرة، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير؛ لم يذكروا فيه ذلك. وقد قال ابن عباس وجابر:" كان النبي- عليه السلام يُعلمنا التشهد كما يُعلمنا السورة من القرآن" ونحوه عن أبي سعيد. وقال ابن عمر: كان أبو بكر يعلمنا التشهد على المنبر كما تعلمون الصبيان في الكتاب، وعلمه- أيضا- على المنبر عمر بن الخطاب. انتهى. وفي " المصنف ": نا هشيم: نا عبد الرحمن بن إسحاق، عن محارب، عن ابن عمر قال: كان رسول الله يُعلمنا التشهد في الصلاة كما يُعلم المكتب الولدان.

/ 952- ص- نا أحمد بن يونس: نا زهير: نا ابن إسحاق- يعني: محمد-: نا محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن عقبة بن عَمرو بهذا الخبر قال:"قولوا: اللهم صَلِّ على محمّد النبيِّ الأمِّيِّ وعلى آلِ محمدٍ "(1) .

ش- عقبة بن عمرو: هو أبو مسعود البدري. والأمي: الذي هو على صفة أمة العَرب "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" وكثر العرب لا تكتب ولا تقرأ. وكونه- عليه السلام أميا من جملة المعجزة، وقيل: منسوب إلى أم القرى، وقيل: إلى الضفة؛ وهي العادة، وأكثرهم لا يكتبون أو إلى أمه كأنه على أصل الولادة.

(1) انظر التخريج السابق.

ص: 267

- 953- ص- نا موسى بن إسماعيل: نا حبّان بن يَسار الكلابي قال: حدثني أبو مطرف: عُبيد الله بن طلحة بن عُبيدَ الله بن كَرِيز قال: حدثني محمد بن علي الهاشمي، عن المُجْمر، عن أبي هريرةَ، عنً النبي- عليه السلام قال:" مَنْ سَرةُ أن يَكتَالَ بالمكْيال الأوْفَى إذا صلي عَليْنَا أهْلَ البَيْت فَليَقُلْ: اللهم صَل على محمد النبي وأزوَاجه أمهات المؤمنين وذريته وأهلَ بَيْتِه، كما صَليتَ على آلِ إبراهيَمَ، إنك حميد مجيد "(1) .

ش- حبان- بكسر الحاء- بن يَسار: أبو رَوْح الكلابي. سمع: محمد بنَ واسع، وثابتا البناني، وهشام بن عروة، وأبا مطرف وغيرهم. روى عنه: موسى بن إسماعيل، وعمرو بن عاصم الكلابي، وعلي بن عثمان اللاحقي وغيرهم، وقال ابن عدي: وحديثه فيه ما فيه لأجل الاختلاط الذي ذكر عنه، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ولا بالمتروك. روى له: أبو داود (2) .

وأبو مطرف: عُبَيد الله بن طلحة بن عُبيد الله بن كَرِيز- بفتح الكاف، وكسر الراء- الخُزاعي. سمع: الحسن، والزهري، ومحمد بن علي الهاشمي. روى عنه: حبان بن يسار، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وحماد بن زيد، وعمران القطان. روى له: أبو داود (3) .

ومحمد بن علي الهاشمي: روى عن: نعَيْم بن عبد الله المجمر. روى عنه: عبيد الله بن طلحة. روى له: أبو داود (4) .

قوله: " أن يكتال " في محل الرفع على الفاعلية؛ لأن "أن " مصدرية؛ والتقدير: من سره الاكتيال؛ والمكيال- بكسر الميم- آلة الكيْل كالمفتاح ألف الفتح، و "الأوفى": أفعل منذ الوافي بمعنى الكامل؛ والاحتيال هاهنا مجاز عن تحصيل الثواب الكثير، أوْ حقيقة، إذا قدّر الثوابُ الذي يحصل من الصلاة على النبي- عليه السلام أجْسامًا.

(1) تفرد به أبو داود.

(2)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (5/ 1074) .

(3)

المصدر السابق (19/ 3645) .

(4)

المصدر السابق (26/ 5490) .

ص: 268

قوله: " أهلَ البيت " نَصْب على الاختصاص أي: مُتخصصين من بين

الناس.

954-

ص- نا أحمد بن حنبل: نا الوليد بن مسلم: نا الأوزاعي قال: حدثنا حَسّان بن عَطية قال: حدثني محمد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرةَ يقولُ: قال رسولُ الله- عليه السلام: "إذا فرِغ أحدُكُم من التشهد الأخيرِ (1) فليتعوذ بالله من أرْبع: من عَنَاب جَهَنم، ومن عَذاب القبرِ، ومن فِتْنةِ المحيا والمَمَاتِ، ومن شَر المسيح الدجّاَلِ"(2) .

ش- محمد بن أبي عائشة: ويقال: ابن عبد الرحمن بن أبي عائشة القرشي مولى بني أمية المدني، سكن دمشق، خرج مع بني أمية حين أخرجهم ابن الزبير. سمع: أبا هريرة، وجابر بن عبد الله. روى عنه: حسان بن عطيّة، وأبو قلابة الجرمي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس به بأس. روى له: مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه (3) .

وقد فسرنا ألفاظ هذا الحديث في "باب ما جاء من الدعاء في الصلاة". وأخرجه مسلم، والنسائي، وابن ماجه. وفي بعض النسخ على رأس هذا الحديث:"باب ما يقول بعد التشهد"(4) .

955-

ص- نا وَهْبُ بن بقية: أنا عُمر بن يونس اليمامي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي- عليه السلام أنه كان يقولُ بعدَ التشهدِ: "اللهم إِني أعُوذُ بك

(1) في سنن أبي داود: " الآخر".

(2)

مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: ما يستفاد منه في الصلاة (128/558)، النسائي: كتاب السهو، باب: نوع آخر (3/ 57)، ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة، باب: ما يقال في التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (909) .

(3)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (5318/25) .

(4)

كما في سنن أبي داود.

ص: 269

من عَذاب جَهنمَ، وأعوذُ بك من عَذاب القبرِ، وأعوذُ بك من فتنة الدجال، وأَعوذُ بكَ من فِتنةِ المحْيا والمَمَاتِ" (1) .

ش- محمد بن عبد الله بن طاوس: ابن كيْسان اليماني. سمع: أباه. روى عنه: عمر بن يونس اليمامي (2)، ونعيم بن حماد الخزاعي. روى له: أبو داود (3) .

ثم الأدعية بعد التشهد كلها مستحبة عند الجمهور إلا ما قال ابن حزم من فرضية/ التعوّذ الذي في حديث عائشة؛ وقد مر الكلام فيه مستوفى. 956- ص- نا عَبْد الله بن عَمرو أبو مَعْمر: نا عبد الوارث: نا الحُسين المعلم، عن عَبْد الله بن بُريدة، عن حنظلة بن علي أن محْجن بن الأدرع حدثه قال: دَخلَ رسولُ الله المسجد، فإذا هو برجل قد قَضى صلاته وهو يَتشهدُ وبقولُ (4) : اللهمّ إنيَ أَسألُكَ يا أللهُ الأحدُ الصًمدُ، الذي لم يلدْ ولم يُولدْ، ولم يكنْ له كُفُوا أحد أن تَغفر لي ذُنُوبي، إنك أنتَ الغفورُ الرحيمُ. قال: فقال: "قد غُفِرَ له، قد غُفِر لًه " ثلاثا (5) .

ش- عبد الوارث: ابن سعيد.

وحنظلة بن علي: ابن الأسقع السُلَمي، وقيل: الأسْلمي المديني. روى عن: أبي هريرة. روى عنه: الزهري، وعمران بن أبى أنس، عداده في أهل المدينة، ذكره ابن حبان في "الثقات ". روى له: مسلم، وأبو داود والنسائي، وابن ماجه (6) .

ومِحْجن بن الأدرع: الأسْلمي، من ولد أسْلم بن أفْصَى بن حارثة، كان قديم الإسلام، وهو الذي قال فيه النبي- عليه السلام: "ارمُوا

(1) تفرد به أبو داود.

(2)

في الأصل: "اليماني".

(3)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (25/ 5350) .

(4)

في سنن أبي داود: "وهو يقول".

(5)

النسائي: كتاب السهو، باب: الدعاء بعد الذكر (3/ 52) .

(6)

انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (1563/7) .

ص: 270