الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كأني أنقف حنظلة بظفري لأستخرج منها حبها، وإنما شبه نفسه بناقف الحنظل، لأنه تدمع عيناه لحرارة الحنظل ومرارته، فيجد أثر ذلك في حلقه وأنفه وعينيه، فيكون في أسوأ حال.
الإعراب: كأني: حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسمها. غداة: ظرف زمان متعلق بناقف الآتي، وإن علقته بكأن لما فيها من معنى التشبيه، فلست مفندًا، وتعليق الظرف والجار والمجرور بالحرف جائز إذا تضمن معنى الفعل كما هو مذكور في محاله، ومن لم يجز التعليق بالحرف يقدر فعلًا دل عليه الحرف، والتقدير: أشبه نفسي، والأول أقوى عندي، انظر الشاهد 809 من كتابنا فتح القريب المجيب تجد ما يسرك ويثلج صدرك. وغداة مضاف والبين مضاف إليه، يوم: ظرف زمان بدل من غداة بدل كل من بعض. تحملوا: فعل وفاعل وألف الفارقة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة يوم إليها. لدى: ظرف مكان متعلق بما تعلق به غداة منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، ولدى مضاف وسمرات مضاف إليه، وسمرات مضاف والحي مضاف إليه. ناقف: خير كأن، وهو مضاف وحنظل مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا، والجملة الاسمية (كأني ناقف حنظل) مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
6 - وقوفًا بها صحبي علي مطيهم
…
يقولون: لا تهلك أسى وتجمل
المفردات: وقوفًا: جمع واقف، مثل الشهود والركوع في جميع شاهد وراكع. الصحب: جمع صاحب، ويجمع الصاحب أيضًا على الأصحاب والصحاب والصحابة والصحبة والصحبان، ثم يجمع الأصحاب على الأصاحيب والصحابة والصحبة والصحبان، ثم يجمع الأصحاب على الأصاحيب أيضًا، ثم يخفف، فيقال: الأصاحب والصاحب الصديق،
ويطلق على المخالط والمعاشر لك في هذه الدنيا، هذا وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم من اجتمع به مؤمنًا ولو مرة واحدة في حياته، ويطلق الصاحب على مالك الشيء، يقال: صاحب الدار وصاحب الجمل ونحو ذلك. المطي: جمع مطية، وتجمع أيضًا على مطايا ومطيات، والمطية الناقة أو البعير، سميت مطية لأنها يرتكب مطاها، أي ظهرها، وقيل: سميت مطية لأنها يمطى بها في السير، أي يمد بها، ووزن مية من الفعل فعيلة، أصلها مطيوة، فلما أجتمعت الواو والياء في كلمة واحدة، والسابق ساكن، قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، هذا وقد يطلق اسم المطيعة على الحمار يقع للمذكر والمؤنث، وأنشد في تصداق ذلك:
إن الحمار مع الحمار مطية
…
فإذا حكوت بها فبئس الصاحب
يقولون: أصله يقولون، فيقال في إعلاله اجتمع معنا حرف صحيح ساكن وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت الضمة إلى القاف بعد سلب سكونها، فصار يقولون، هذا والقول يطلق على خمسة معان: أحدها اللفظ الدال على معنى، الثاني حديث النفس، ومنه قوله تعالى:{ويقولون في أنفسهم} الثالث الحركة والإمالة، يقال: قالت النخلة، أي مالت: الرابع ما يشهد به الحال كما في قوله تعالى: {قالتا: أتينا طائعين} الخامس الاعتقاد، كما تقول: هذا قوله المعتزلة، وهذه مقالة الأشاعرة: أي ما يعتقدونه، وانظر شرح الكلام في البيت 62 من معلقة زهير.
أسى: أسفًا وحزنًا، يقال: قد أسيت على الشيء أسى شديدًا، إذا حزنت عليه، وأصله أسيًا بفتح الهمزة والسين، وتحريك الياء منونة، فقلت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فاجتمع ساكنان: الألف والتنوين الذي يرسم ألفًا في حالة النصب بحسب الأصل، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين،
فصار أسى، وإنما أتوا بياء أخرى لتدل على الياء الأصلية المحذوفة، بخلاف ما إذا لم يأتوا بها، وقالوا: أسًا فلا يوجد ما يدل عليها. تجمل: أي أظهر الجمال، وأراد لا تظهر الجزع، ولكن تصبر، وأظهر للناس خلاف ما في قلبك من الحزن، لئلا تشمت بك العواذل والعداة، ولا يكتئب لك الأخلاء، ويروى تحمل بالحاء المهملة، ومعناه قريب من الأول، والتجمل التكلف، وكذلك كل مصدر يأتي على وزن تفعل، يدل على أن الفاعل يتكلف الفعل ليصبح من عاداته وسجاياه مثل تسل وتكرم، قال الشاعر:
تكرم لتعتاد الجميل، فلن ترى
…
أخا كرمٍ إلا بأن يتكرما
وتعز وتحلم كقول الأحنف بن قيس، وقيل: هو لحاتم الطائي:
تحلم عن الأدنين، واستبق ودهم
…
ولن تستطيع الحلم حتى تحلما
المعنى يقول: بعد أن بين في البيت السابق حاله لقد وقف علي أصحابي، وأنا قاعد عند رواحلهم، قائلين لي لا تهلك من فرط الحزن وشدة الجزع، وتجمل بالصبر، وأظهر للناس خلاف ما في قلبك من الحزن والجزع.
الإعراب: وقوفًا: حال عامله (قفا) في أول القصيدة، أو الفعل (نبك) وقيل: هو مفعول مطلق عامله قفا، وهذا الاختلاف يعود إلى الاختلاف في تفسيره، فإن كان جمع واقف، فهو حال، وإن كان مصدرًا فهو مفعول مطلق. بها: جار ومجرور متعلقان بوقوفًا. صحبي: فاعل بوقوفًا مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. علي: جار ومجرور متعلقان بوقوفًا. مطيهم: مفعول به لوقوفًا، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم علامة جمع الذكور. يقولون: فعل