الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي
نسبه
هو
عمرو بن كلثوم بن مالك، بن عتاب بن صعد بن زهير؛ بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وأم عمرو بن كلثوم هي ليلى بنت مهلهل أخي كليب
، وكان عمرو من أعز العرب، ساد قومه، وهو في الخامسة عشرة من عمره.
سبب إنشاء المعلقة
أنشأ قسمًا منها في حضرة الملك عمرو بن المنذر بن ماء السماء أخي النعمان بن المنذر اللخمي، وقد اشتهر بأمه هند، وكان عند الملك وقت إنشائها وفود من فبيلتي تغلب وبكر، وكان يرأس التغلبيين عمرو بن كلثوم، ويرأس البكريين النعمان بن هرم اليكشري، وسبب هذا الاجتماع بين يدي عمرو بن هند أن الملك المنذر والد عمرو كان قد أصلح بين قبيلتي بكر وتغلب بعد حرب البسوس التي دامت أربعين سنة، ولكنه خشي أن تعود إلى الحرب، فأخذ منهما غلام رهائن، حتى إذا اعتدت إحداهما على الأخرى أقاد من الرهائن.
وقد سار عمرو على خطة أبيه في هذا الارتهان، وذات يوم سير الملك ركبًا من تغلب وبكر إلى جبال طيء، فأجلى البكريون التغلبيين عن الماء، ودفعوهم إلى مفازة، فتاهوا فيها، وماتوا عطشًا، هذا ما رواه الزوزني.
ويقال: جاء ناس من بني تغلب إلى بني بكر يستسقونهم، فطردتهم بكر للحقد الذي كان بينهم، فرجعوا فمات منهم سبعون رجلًا عطشًا، ثم إن بني تغلب اجتمعوا لحرب بني بكر، واستعدت لهم بكرٌ أيضًا، حتى إذا كره كل صاحبه، وخافوا أن تعود الحرب بينهم كما كانت، دعا بعضهم بعضًا إلى الصلح، فتحاكموا في ذلك إلى الملك عمرو بن هند، فقال عمرو: ما كنت لأحكم بينكم حتى تأتوني بسبعين رجلًا من بني بكر، فأجعلهم في وثاق عندي، فإن كان الحق لبني تغلب دفعتم إليهم، وإن لم يكن لهم حق خليت سبيلهم، ففعلوا وتواعدوا اليوم يجتمعون فيه، هذه رواية لابن الأنباري ذكرها في الكلام عن حياة عمرو بن كلثوم.
وله رواية أخرى ذكرها في الكلام عن حياة الحارث بن حلزة تتلخص فيما يلي، كان عمرو بن هند جبارًا عظيم الشأن جمع بني بكر وبني تغلب، فأصلح بينهم وأخذ من الحيين رهنًا، من كل حي مائة غلام، وكف بعضهم عن بعض، فكان أولئك الرهن معه في أسفاره، فأصابتهم سموم في بعض أسفارهم، فهلك عامة التغلبيين، وسلم البكريون، فقالت تغلب لبكر: أعطونا ديات أبنائنا، فإن ذلك يلزمكم، فأبت بكر عليهم ذلك، وتخالفوا، ثم اتفقوا على أن يتحاكموا إلى الملك عمرو بن هند المذكور.
ولما كان يوم التقاضي انتدبت تغلب شاعرها وسيدها عمرو بن كلثوم للدفاع عنها، فأنشد عمرو قسمًا من معلقته، أما القسم الآخر، فقد زاده عليها بعد قتله عمرو بن هند على أثر محاولة أم الملك أن تستخدم ليلى أم عمرو بن كلثوم، وانظر الكلام عن حياة الحارث بن حلزة اليشكري، فإنه
وثيق الصلة بالكلام عن حياة عمرو بن كلثوم، وهاك حرب البسوس: وحاصلها كما في تاريخ أبي الفداء أنه كان من ملوك العرب ملك، يقال له: وائل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب، ابن عمرو بن غنم، بن تغلب بن وائل بن قاسط. بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد، بن ربيعة بن نزار، بن معد بن عدنان، وكان يلقب بكليب، وكان قد تملك على بني معد، وقاتل جموع اليمن، وهزمهم، وعظم شأنه، وبقي زمانًا من الدهر، ثم داخله زهو شديد. وبقي على قومه، فصار يحمي عليهم مواقع السحائب، فلا يرعى حماه، ويقول: وحش أرض كذا في جواري فلا يصاد، ولا ترد إبل مع إبله. ولا توقد نار من ناره، فاتفق ذات يوم أن رجلًا من جرم نزل على امرأة، يقال لها: البسوس بنت منقذ التميمية، وهي خالة جساس بن مرة بن ذهل، بن شيبان، وشيبان من بني بكر بن وائل، وكان للجرمي المذكور ناقة، يقال لها سراب كقاطام، فوجدها كليب ترعى في حماه، فضربها بالنشاب، فأصاب ضرعها، فجاءت إلى صاحبها الجرمي مجروحة، فصرخ بالذل، فلما سمعته البسوس، وضعت يدها على رأسها، وصاحت وأذلاه لكونه نزيلها.
وفي الصحاح أن الناقة كانت لها، وأن كليبًا رأى تلك الناقة في حماه، وقد كسرت بيض طير كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فلما رأى جساس ما نزل بخالته قصد كان كليبًا، وهو منفرد في حماه، فوثب عليه، وطعنه بالرمح، فقتله، فهاجمت الحرب بين بني بكر وبني تغلب أربعين عامًا، وذلك أنه لما قتل كليب، قام أخوه مهلهل بن ربيعة، وجمع قبائل تغلب، واقتتل مع بني بكر، وجرت بين الفريقين عدة وقائع، أولها يوم عنيزة، وكانوا في القتال على السواء.
وكان رئيس بني تغلب مهلهلًا، بني بكر الحارث بن مرة أخا