الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بإضافة إذا إليها، وجواب إذا محذوف كما رأيت تقديره في المعنى، وعماية مضاف ومحزون مضاف إليه وهو صفة لموصوف محذوف. بشوق: جار ومجرور متعلقان بموكل بعدهما. موكل: صفة ثانية للموصوف المحذوف.
9 - وإن شفائي عبرة إن سفحتها
…
وهل عند رسم دارس من معول
؟
المفردات: شفائي: برئي مما أعانيه من تباريح الشوق. العبرة: الدمعة تسقط من العين عند البكاء. مهراقة: مصبوبة، مثل مراقة، يقال: أرقت الماء، وهرقته، وأهرقته لغات، والكل بمعنى صببته، والهمزة في أرقت مبدلة من الهاء في هرقت، وانظر البيت 26 من معلقة زهير، وهذا الإبدال كثير مستعمل في لغة العرب، مثل (آل) فإن أصله أهل، وكما في هيهات، فيقال: أيهات، وكما قيل: إن أصل إياك هياك، وقد جيء به على الأصل في قول طفيل الغنوي، وقيل: هو لمضرس بن ربعي:
فهياك والأمر الذي إن تراحبت
…
موارده ضاقت عليك مصادره
ويورى صدر البيت (وإن شفائي عبرة إن سفحتها) ومعنى سفحتها صببتها، قال تعالى:{أو دمًا مسفوحًا} أي مصبوبًا. رسم: انظر البيت رقم 2 دارس: اسم فاعل من درس الرسم إذا عفا وانمحى. معول: يحتمل معنيين: الأول أن يكون موضع عويل، أي بكاء، كأنه قال: هل عند رسم دارس من مبكى، والثاني أن يكون بمعنى الملجأ والمستغاث والمعتمد، فإن قال قائل: كيف قال في البيت الثاني (لم يعف رسمها)؟ فأخبر أن الرسم لم يدرس، وقال في هذا البيت (فهل عند رسم دارس من معول) قيل له في هذا: غير قولٍ. قال الأصمعي: معناه قد درس بعضه، ولم يدرس كله كما تقول: درس كتابك، أي ذهب بعضه وبقي بعضه. وقال أبو عبيدة: رجع فأكذب نفسه بقوله (فهل عند رسم دارس من معول؟ ) كما قال زهير:
قف بالديار التي لم يعفها القدم
…
بلى وغيرها الأرواح والديم
وقال آخرون: ليس قوله في هذا البيت مناقضًا لقوله في البيت الثاني، لأن معناه: لم يدرس رسمها من قلبي، وهو في نفسه دارس، وقالوا: أردا زهير في بيته: قف بالديار التي لم يعفها القدم من قلبي، ثم رجع إلى معنى الدروس، فقال:(بلى وغيرها الأرواح والديم) وقال آخرون معنى (فهل عند رسم دارس) الاستقبال كأنه قال: فهل عند رسم سيدرس بمرور الدهر عليه، وهو الساعة باق، كما تقول: زيد قائم غدًا، معناه زيدٌ يقوم غدًا.
المعنى يقول: إن مخلصي مما بي، وأقاسيه من الآلام دمعة تراق وتصب في ديار الأحبة، ثم استدرك، وقال: لا يوجد ملجأ ومعتمد، أو لا فائدة من البكاء في ديار الأحبة الذاهبة الآثار، والمنمحية الرسوم، ولا طائل في البكاء في هذا الموضع، لأنه لا يرد حبيبًان ولا يشفي قلبًا من وجده.
الإعراب: الواو: حوف استئناف. إن: حرف مشبه بالفعل. شفائي: اسم إن منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، ومتعلقه محذوف، تقديره، مما بي. عبرة: خبر إن. مهراقة: صفة عبرة، وجملة (إن شفائي عبرة) جملة اسمية مستأنفة لا محل لها (فهل) الفاء، ويورى بالواو، وكلاهما حرف عطف. هل: حرف استفهام بمعنى النفي هنا. عند: ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، وعند مضاف ورسم مضاف إليه. دارس: صفة رسمن وفاعله ضمير مستتر فيه. من: حرف جر زائد. معول: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الاسمية السابقة لا محل لها مثلها.