الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جيشا إذا هاجب أمواجه، وجاشت النفس جيشا وجيشانا، ارتفعت إليه من الخوف، ولم تستقر كما تجيش القدر إذا ارتفع غليانها واضطرب. قال عمرو بن الإطنابة:
وقولي كلما جشأت وجاشت
…
مكانك تحمدي أو تستريحي
حمية: حرارته. المرجل: بزنة المنبر القدر سواء أكان من حديد أو صفر، أو خرف، أو نحاس، أو غير ذلك.
المعني يقول: إن الفرس المذكور في الأبيات السابقة تزيد حرارة نشاطه على ذبول خلقه وضمور بطنه، كلما حركته عدا عدوا لا ينقطع، ثم شبه تكسر صهيله في صدره بغليان القدر.
الإعراب: على الذبل: جار ومجرور متعلقان بجياش بعدهما لأنه مبالغة اسم الفاعل. جياش: يروى بالجر والرفع، فالجر على أنه صفة للفرس المذكور في الأبيات السابقة، والرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، تقديره هو جياش. كأن: حرف مشبه بالفعل. اهتزامه: اسم كأن، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. إذا: ظرف متعلق بكأن لما فيها من معني الفعل، ويجوز تعلقيه بالمصدر (غلي) الآتي. جاش: فعل ماض. فيه: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. حمية: فاعل جاش، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها. غلي: خبر كأن، وهو مضاف ومرجل مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، وجملة الاسمية (كأن اهتزامه
…
الخ) صالحة للحالية والوصفية على نحو ما رأيت في البيت السابق، أو هي مستأنفة فلا محل لها.
67 - مسح إذا ما السابحات على الونى
…
أثرن الغبار بالكديد المركل
المفردات: مسح: بكسر الميم وفتح السين العداء السريع الركض الذي
كأنه يصب الجري صبا. السابحات: الخيل التي تجري، وكأنها تسبح لسهولة سيرها ولينه، وفي القرآن الكريم {والسابحات سبحا} الوني: الفتور والإعياء، يقال: ونى الرجل يني، إذا فتر وضعف، وفي القرآن الكريم:{ولا تنيا في ذكري} أثرن الغبار: هيجنه، وفي القرآن الكريم:{فأثرن به نقعا} والنقع الغبار. الكديد: الأرض الصلبة. المركل: من الركل، وهو الدفع بالرجل، وأراد به هنا الذي أكثرت الخيل من ركله بحوافرها.
المعني يقول: إن الفرس الموصوف بالأبيات السابقة يشتد في جريه، إذا تعبت الخيل، وكلت عن الركض حينما تثير الغبار في الأرض الصلبة بحوافرها جيئة وذهوبا.
الإعراب: مسح: بالجر صفة الفرس الموصوف بما تقدم، ويجوز فيه الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف كما رأيت في الأبيات السابقة. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجواربه، صالح لغير ذلك مبني على السكون في محل نصب. ما: زائدة. السابحات: فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده، وهو شرط إذا، والفعل المحذوف وفاعله المذكور جملة فعلية في محل جر بإضافة إذا إليها. على الوني: متعلقان بالسابحات. أثرن: فعل وفاعل، والجملة الفعلية مفسرة لا محل لها عند الجمهور، وقال الشلوبين بحسب ما تفسيره، والإعراب المتقدم إنما هو على طريقة البصريين، وانظر إعراب الكوفيين في البيت رقم -33 - وجواب إذا محذوف لدلالة سياق الكلام عليه، وإن اعترت الغبار: مفعول به. بالكديد: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الغبار. المركل: صفة الكديد، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه.
68 -
يزل الغلام الخف عن صهواته
…
ويلوي بأثواب العنيف المثقل
المفردات: يزل: يروي بضم ياء المضارعة على أنه من (أزل) الرباعي، فيكون متعديا، وهو الموافق للشطر الثاني، ويروي بفتح ياء المضارعة على أنه من (زل) الثلاثي، فيكون لازما، ومعناه يلق ولا يكاد يثبت. الغلام: أراد به راكب الفرس، وهو لا يكون إلا رجلا، وبروي (يطير الغلام) بفتح الياء وضمها أيضا. الخف: أراد به الشاب الخفيف الحاذق بالركوب. صهواته: جمع صهوة، وهي مقعد الفارس من ظهر الفرس. انظر مثل هذا الجمع في البيت رقم -4 - وإنما عبر بصيغة الجمع، ولا يكون للفرس إلا صهوة واحدة، لأنه لا لبس فيه، فجرى الجمع والإفراد مجري واحدا عند الاتساع، لأن إضافته إلى ضمير الواحد تزيل اللبس، كما يقول: رجل عظيم المناكب، وغليظ المشافر، ولا يكون له إلا منكبان وشفتان، ورجل شديد مجامع الكتفين، ولا يكون له إلا مجمع واحد أو جمع باعتبار ما حوله. يلوي: يذهب ويميل، وقيل: يرمي. العنيف: الذي لا يرفق في قياده. المثقل: الثقيل البدن والركوب، هذا والغلام يطلق على الصبي دون البلوغ، وجمعه غلمان وغلمة وأغلمة كما يطلق على العبد والأجير، وإن كانا كبيرين، ويقال للأنثى: غلامة بالمعني المذكور، قال الشاعر:
فلم أر عامًا أكثر هالكًا
…
ووجه غلامٍ يشترى وغلامه
المعني يقول: إن الفرس المذكور في بيت سابق، إذا ركبه خفيف غير عالم بالفروسية وأحوالها رمي به وأسقطه على الأرض، وإذا ركبه الثقيل الشديد الماهر في الفروسية رمي بثيابه لشدة عدوه، وفرط مرحه في جريه ولم يستطيع راكبه أن يصلح من شأنه.
الإعراب: يزل: فعل مضارع. والغلام بالرفع فاعل على رواية فتح الياء في (يزل) وبالنصب مفعول به على رواية ضم الياء، فيكون الفاعل ضميرا مستترا تقديره هو يعود إلى الفرس المذكور. الخف: صفه الغلام. عن صهواته: جار