الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على الجملة الفعلية السابقة لا محل لها مثلها، والنصب على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده، وتكون الجملة فعلية معطوفة على مثلها، وظهر مضاف والبحر مضاف إليه. نملؤه: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره نحن، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية خبر المبتدأ على رفع ظهر، ولا محل لها على نصبه لأنها مفسرة. سفينا: تمييز، وقال ابن الأنباري مفعول به ثان، ولا وجه له. تأمل وتدبر، وربك أعلم، وأجل وأكرم.
114 - ألا لا يجهلن أحد علينا
…
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
المفردات. الجهل: انظر البيت رقم -111 - من معلقة طرفة، وأراد بالجهل هنا الاعتداء. أحد: أصله وحد لأنه من الوحدة، فأبدلت الواو همزة، وهذا قليل في المفتوحة، إنما يحسن في المضمومة والمكسورة مثل قولهم: وجوه وأجوه ووسادة وإسادة، قال تعالى:{وإذا الرسل أقتت} أصله وقتت، وهو مرادف للواحد في موضعين: أحدهما وصف الباري جل علاه، فيقال: هو الواحد، وهو الأحد، والثاني أسماء العدد، فيقال: أحد وعشرون، وواحد وعشرون، وفي غير هذين الموضعين يفرق بينهما في الاستعمال، فلا يستعمل أحد إلا في النفي أو شبهه وهو النهي كما هنا، أو في الإثبات مضافًا، نحو قام أحد الثلاثة بخلاف الواحد، وقولهم: ما في الدار أحد هو اسم لمن يعقل، يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، قال تعالى:{يا نساء النبي لستن كأحد من النساء} وقال: {فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} وانظر (عريب) و (ديار) في البيت رقم -3 - من معلقة عبيد.
المعنى يقول: ألا لا يسفهن أحد علينا فنجازيه بسفهه جزاء يزيد عليه، فسمي جزاء الجهل جهلًا لازدواج الكلام، وحسن تجانس اللفظ، فتكون
الجملة الثانية على مثل لفظ الأولى، وهي تخالفها في المعنى، لأن ذلك أخف على اللسان، وأخصر من اختلافهما، وهذا كثير شائع في القرآن الكريم، فمن ذلك قوله تعالى:{فمن اعتدى عليكم، فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} معناه فعاقبوه على اعتدائه، والثاني ليس اعتداء في الحقيقة، بل هو عدل فسمي اعتداء للازدواج والتوفيق بين اللفظين، وقوله تعالى:{وجزاء سيئة سيئة مثلها} والسيئة الثانية ليست بسيئة في الحقيقة، لأن المجازي بمثل ما فعل به ليس بمسيء ومن ذلك قوله تعالى:{قالوا: إنما نحن مستهزئون، الله يستهزيء بهم} وقوله تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله، وهو خادعهم} وقوله تعالى: {ومكروا ومكر الله، والله خير الماكرين} سمي جزاء الاستهزاء والخداع والمكر استهزاءً وخداعًا ومكرًا لما ذكرنا -وقوله تعالى: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} -. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (فإن الله لا يمل حتى تملوا) فمعناه فإن الله تعالى لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا من مسألته، وتزهدوا فيها، لأن الله لا يمل في الحقيقة، وإنما نسب الملل إليه لازدواج اللفظين، وهذا يسمى في علم البديع مشاكلة.
الإعراب. ألا: حرف تنبيه واستفتاح يسترعي انتباه المخاطب لما يأتي بعده من كلام. لا: ناهية جازمة. يجهلن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، وهو في محل جزم بلا الناهية. أحد: فاعل. علينا: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. الفاء: الفاء السببية. نجهل: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء السببية، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره نحن، وأن المضمرة والفعل نجهل في تأويل مصدر معطوف بفاء السببية على مصدر متصيد من الفعل السابق، والمعنى لا يكن جهل من أحد فجهل منا. فوق: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، وفوق مضاف وجهل مضاف إليه، وجهل مضاف والجاهلينا مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن