الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإعراب: بثغر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من جناة القرنفل في البيت السابق على اعتبار (أل) للتعريف، أو في محل نصب صفة له على اعتبار (أل) للجنس، ويكون في البيتين تضمين (كمثل) الكاف: زائدة. مثل: صفة ثغر، ومثل مضاف والأقحوان مضاف إليه، وهذه الإضافة لم تفد مثل تعريفًا لشدة إبهامها. منور: صفة ثانية لتغر. نقي: صفة رابعة. غير: صفة خامسة، وغير مضاف وأثعل مضاف إليه مجرور، وصرف أشنب وأثعل لضرورة الشعر، إذ حقهما أن يمنعا من الصرف للصفة ووزن أفعل، فيحجران بالفتحة نيابة عن الكسرة.
23 - فمثلك حبلى قد طرقت ومرضعٍ
…
فألهيتها عن ذي تمائم محول
المفردات: مثلك: الخطاب لعنيزة. طرقت: ليلًا، والطروق الإتيان في الليل، ومنه تسمية النجم بالطارق في قوله تعالى:{والسماء والطارق، وما أدراك ما الطارق؟ النجم الثاقب} لأنه يطلع ليلًا. مرضع: هي التي لها طفل ترضعه، ولم تؤنث لأن المراد النسبة، أي ذات إرضاع، أو ذات رضيع، ومثلها حائض وطالق وحامل، والاسم إذا كان من هذا القبيل عرته العرب من علامة التأنيث، كما قالوا: امرأة لابن تامر، أي ذات لبن، وذات تمر، ورجل لابن تامر، أي ذو لبن وذو تمر، ومنه قوله تعالى:{السماء منفطر به} نص الخليل على أن المعنى: السماء ذات انفطار به، لذلك تجرد لفظ منفطر من علامة التأنيث، وقوله تعالى:{قال يقول: إنها بقرة لا فارض، ولا بكر عوان بين ذلك} أي لا ذات فرض، بخلاف ما إذا بني الوصف على الفعل أنت، فتقول: أرضعت، فهي مرضعة
…
إلخ. قال تعالى: {يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت} .
وفي مختار الصحاح، ويقال: امرأة حامل وحاملة، إذا كانت حبلى، فمن قال: حامل قال: هذا نعت لا يكون إلا للإناث، ومن قال: حاملة بناه على حملت، فهي حاملة، وأنشد:
تمخضت المنون له بيومٍ
…
أتى، ولكل حاملة تمام
فإذا حملت المرأة شيئًا على ظهرها أو على رأسها، فهي حاملة لا غير، لأن الهاء إنما تلحق للفرق، فما لا يكون للمذكر لا حاجة فيه إلى علامة التأنيث، فإن أتي بها فإنما هو على الأصل، هذا قول أهل الكوفة. وقال أهل البصرة: هذا غير مستمر لأن العرب تقول: رجل أيم وامرأة أيم، ورجل عانس وامرأة عانس مع الاشتراك، وقالوا: امرأة مصيبة وكلبة مجرية مع الاختصاص، قالوا: والصواب أن يقال: إن قولهم: حامل وطالق وحائض ونحوها أوصاف مذكرة وصفت بها الإناث كما أن الربعة والراوية والخجأة أوصاف مؤنثة وصف به الذكور، وانظر ما ذكرته في عاقر في البيت رقم -74 - من معلقة لبيد رضي الله عنه.
ألهيتها: شغلتها وصرفتها، تمائم: جمع تميمة، وهي المعاذة التي تعلق على جبهة الصبي، وقاية من العين أو السحر، محول: اسم فاعل من أحول الصبي، إذا تم له حول من عمره، ويروى مكانه (مغيل) وهو الذي تؤتى أمه، وهي ترضعه، أو هو الذي يرضع على حمل، وإنما خص الحبلى والمرضع بالذكر لأنهما أزهد النساء في الرجال، ولا تنس أن كل حامل تمنع الذكر إلا المرأة.
المعنى يقول: فرب امرأة مثلك يا عنيزة حبلى قد أتيتها ليلًا، ورب مرأة مثلك يا عنيزة مرضع قد طرقتها ليلًا أيضًا، فشغلتها عن ولدها الصغير صاحب التعاويذ والتمائم المعلقة عليه وقاية من العين، والذي تم له حول،
ومع كونهما أزهد النساء في الرجال تعلقتا بي، ومالتا إلي لحسني وجمالي، فكيف تتخلصين أنت مني؟
الإعراب: الفاء: حرف استئناف. مثل: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد، وهو (رب) المقدرة بعد الفاء، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. حبلى: بدل من مثل بدل كل من كل، فإن كان من اللفظ فهو مجرور، وعلامة حره الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وهذه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لألف التأنيث المقصورة، وإن كان بدلًا من المحل، فهو مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. قد: حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. طرقت: فعل وفاعل، ومفعول، ومفعوله محذوف، تقديره: طرقتها، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، وقال ابن الأنباري: قد طرقت صلة حبلى، أي صفة لها، ولا وجه له، وعليه يكون الخبر محذوفًا، هذا ويجوز أن يكون (مثل) مفعولًا به مقدمًا للفعل طرقت، فيكون منصوبًا، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزاد، ويكون (حبلى) منصوبًا أيضًا. الواو: حرف عطف. مرضع: يروى بالرفع والجر، فهو معطوف على حبلى على الوجهين المعتبرين فيه، ويجوز فيه أيضًا النصب على اعتبار (مثل) مفعولًا به مقدمًا كما رأيت في الإعراب، فيكون معطوفًا على حبلى، أي في حالة نصبه، كما جوز أن يكون معطوفًا على مفعول طرقت المحذوف، أي في حالة رفع مثل، ويكون التقدير: طرقتها، وطرقت مرضعًا، ومع ذلك لم يرو أحد النصب. فألهيتها: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة بالفاء العاطفة على جملة (طرقت) عن: حرف جر. ذي: اسم مجرور بعن، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الخمسة، وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف، إذ التقدير عن صبي ذي