الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفردات: لا يرهب: لا يخاف، قال تعالى:{إنهم كانوا يسارعون في الخيرات، ويدعوننا رغبًا وهبًا} الصولة: السطوة والحملة في الحرب، وهي أيضًا الاعتداء على الغير. أختني: أخاف وأذل. المتهدد: المخوف والمتوعد.
المعنى: يقول: إن ابن العم لا يخاف من سطوتي واعتدائي عليه مدة حياتي، وأنا لا أخاف من سطوة وقهر من يتهددني ويتوعدني.
الإعراب: لا: نافية. يرهب: فعل مضارع. ابن: فاعل، وهو مضاف والعم مضاف إليه. ما: مصدرية ظرفية. عشت: فعل وفاعل، وما المصدرية والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل قبله. صولتي: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله وجملة (لا يرهب
…
إلخ) مستأنفة لا محل لها من الإعراب. الواو: حرف عطف. لا: نافية. أختني: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. من صولة: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وصولة مضاف والمتهدد مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله.
120 - وإني وإن أوعدته، أو وعدته
…
لمخلف إيعادي، ومنجز موعدي
المفردات: إذا قلت: وعدت فلانًا من غير أن تتعرض لذكر الموعود به كان ذلك خيرًا، وإذا قلت: أوعدت فلانًا من غير أن تذكر الموعد به كان ذلك شرًا، وهو ما في البيت، وهذا قول الجوهري وقول كثير من أئمة اللغة، وأما عند ذكر الموعود به، أو الموعد به، فيجوز أن يستعمل (وعد) في الخير
والشر، فمن الأول قوله تعالى:{وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرًا عظيمًا} ومثله كثير، ومن الثاني قوله تعالى:{قل: أفأنبئكم بشر من ذلكم؟ النار وعدها الله الذين كفروا، وبئس المصير} وأنشدوا:
إذا وعدت شرًا أتى قبل وقته
…
وإن وعدت خيرًا راث وعتما
كما يستعمل (أوعد) فيهما أيضًا، كقولك: أوعدت الرجل خيرًا وأوعدته شرًا، هذا والمركز في الطبائع أن من مكارم الأخلاق وجميل العادات أنك إذا وعدت غيرك أن تنزل به شرًا كان الخلف محمدة، وإذا وعدته خيرًا كان الخلف نقيصة، وهذا ما أراده الشاعر في البيت متمدحًا، هذا والثابت عند الأشاعرة أنه يجوز إخلاف الوعيد في حقه تعالى كرمًا، وعند الماتريدية لا يجوز، وأما الوعد فلا يجوز الخلف في حقه تعالى اتفاقًا لأنه نقص، دليل الأشاعرة قول النبي صلى الله عليه وسلم:(من وعده الله على عملٍ ثوابًا فهو منجز له، ومن أوعده على عمل عقابًا فهو بالخيار، إن شاء عذبه، وغن شاء غفر له) وينبغي أن تعلم أن الوفاء بالوعد من علامات الإيمان، وأن الخلف فيه من علامات النفاق فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) رواه البخاري ومسلم، وزاد مسلم في رواية له (وإن صلى وصام وحج واعتمر وقال: إني مسلم).
المعنى: يقول: إن وعدت ابن العم بخير، أو توعدته بشر أخلف الوعيد، وأنجز الوعد، وذلك من مكارم الأخلاق كما رأيت فيما سبق.
الإعراب: الواو: حرف استئناف. إني: حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسمها. الواو: واو الاعتراض. إن: حرف شرط جازم. أوعدته: فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب،
ويقال لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة المقام عليه، وإن ومدخولها كلام معترض بين اسم إن وخبرها. أو: حرف عطف. وعدته: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على سابقتها لا محل لها مثلها (لمخلف) اللام: هي المزحلقة. مخلف: خبر إن، وهو مضاف وإبعادي مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهوره اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهذه الإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله. الواو: حرف عطف. منجز: معطوف على مخلف، وهو مضاف وموعدي مضاف إليه مجرور، وعلامة جره
…
إلخ. وهذه الإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر الميمي لفاعله، ويجوز في العربية تنوين (مخلف ومنجز) ونصب ما بعدهما صراحة، وإن كان هنا لا يجوز لأنه يختل الوزن اختلالًا بينًا تأمل وتدبر والله أعلم وأجل وأكرم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.