الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عالمٍ بأمر الدنيا جاهلٍ بأمر الآخرةِ. رواه ابن حبان في صحيحه والأصبهاني، وقال أهل اللغة: الجعظرى: الشديد الغليظ، والجوَّاظ: الأكول، والصخاب: الصياح، انتهى.
الترغيب في آيات وأذكار يقولها إذا أصبح وإذا أمسى
1 -
عن معاذ بن عبد الله بن خبيبٍ عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: خرجنا في ليلة مطرٍ وظُلمةٍ شديدةٍ. نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى بنا فأدركناه، فقال قُل، فلم أقل شيئاً، ثم قال قل، فلم أقل شيئاً، ثم قال قل: قلت يا رسول الله: ما أقول؟ قال: هو الله أحد (1) والمعوذتين (2) حين تصبح وحين تمسى ثلاث مراتٍ تكفيك (3) من كل شئ. رواه أبو داود، واللفظ والترمذي، وقال: حسن صحيح غريب، ورواه النسائي مسنداً ومرسلاً.
2 -
وعن معقل بن يسارٍ رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح ثلاث مراتٍ: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،
= قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) (ما أريد منهم من رزق) أي ما أريد أن أصرفكم في تحصيل رزقى فاشتغلوا بما أنتم كالمخلوقين له أو المأجورين به، والمراد أن يبين أن شأنه من عباده ليس شأن السادة من عبيدهم فإنهم إنما يملكونهم ليستعينوا بهم في تحصيل معايشهم، والله تعالى يرزق كل من يفتقر إلى الرزق، وفيه إيماء باستغتائه عنه سبحانه غنى شديد القوة، وإذا عرفت معنى هذه الآية علمت أن الذى خلق ليأكل مذموم وتراه معتنيا بملذاته ويرفه فيغلظ جسمه ويتضخم ثم يتفنن في الطعام والشراب، وينسى حقوق الله ويترك الصدقة ثم يكثر اللغط والسباب والفسوق والصياح، ولا يذكر الله تعالى، فالله ينتقم منه ويعذبه يوم القيامة، ويمنع عنه سبحانه وتعالى رحمته ويحمل عليه سخطه.
(حمار بالنهار) أي شغال لجمع الدنيا، ولا يفقه في الدين، وعالم بظاهر الحياة بلا عمل صالح، قال تعالى (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون).
(1)
(قل هوالله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد).
(2)
(قل أعوذ برب الفلق من شر ماخلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إلا حسد)(قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس).
(3)
تمنع عنك الأذى وتحصنك بالله، وتطرد عنك السوء، وحسبك أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ثوابا وحسنات القارئ، وفي المعوذتين طلب الاستعاذة برب فالق الصبح: أي منوره، ومزيل ظلمة العدم بنور الإيجاد يقيه شر خلقه، وظلام ليله والنفوس والسواحر والحساد، والاستعاذة برب الناس تبعد الأضرار التى تعرض النفوس البشرية، ووسواس الشيطان.
وقرأ ثلاث آياتٍ (1) من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملكٍ يصلون عليه (2) حتى يمسى، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً (3)، ومن قالها حين يمسى كان بتلك المنزلة. رواه الترمذي من رواية خالد بن طهمان، وقال: حديث غريب، وفي بعض النسخ حسن غريب.
3 -
وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: من قال حين يصبح: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون) أدرك مافاته (4) في يومه ذلك، ومن قالهن حين يمسى أدرك ما فاته في ليلته. رواه أبو داود ولم يضعفه، وتكلم فيه البخاري في تاريخه.
4 -
وعن شداد بن أوسٍ رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: سيد (5) الاستغفار: اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك (6) وأنا على عهدك (7) ووعدك مااستطعت (8)، أعوذ بك (9) من شر ما صنعت
(1) هى قوله تعالى: (هو الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم 23 هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون 24 هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) 25 من سورة الحشر.
(2)
يدعون ويستغفرون له.
(3)
كثير الأجر.
(4)
من تحصيل الحسنات.
(5)
أفضله وأحسنه، صيغة تجلب الثواب الوفير، وتؤثر في العبد التائب، قال الشرقاوى: والسيد: اسم الرئيس المقدم الذى يعتمد عليه في الحوائج، ويرجع إليه في الأمور استعير لهذا الدعاء الذى هو جامع لمعانى التوبة كلها، والاستغفار: استفعال من الغفر، وهو إلباس بما يصونه من الدنس، ومنه قيل: اغفر ثوبك في الوعاء، فإنه أغفر للوسخ والغفران، والمغفرة من الله هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب، والأفضل الأكثر ثوابا عند الله، فالمراد أن المستغفر بهذا النوع من الاستغفار أكثر ثوابا من المستغفر بغيره أهـ ص 361 جـ 3.
(6)
وأنا خاضع لك عابد لجلالك.
(7)
إنى موقن بالإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك ماش على ما عاهدتك عليه وواعدتك به من السير على ضوء القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(8)
جهد الطاقة، قال الشرقاوى: فيه إشارة إلى الاعتراف بالعجز والقصور عما يجب لحقه تعالى، وقد يراد بالعهد كما قال ابن بطال: العهد الذى أخذه الله تعالى على عباده حيث أرجهم أمثال الذر وأشهدهم على أنفسهم (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) فأقروا له بالربوبية، وأذعنوا له بالوحدانية، وبالوعد ما قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: إن مات لا يشرك بالله شيئا وأدى ما افترض عليه أن يدخله الجنة أهـ.
(9)
أستجير بك يارب من شى نفسى، وأتحصن بك من الوقوع في الهاوية، وألجأ إليك بطلب التوفيق إنك تهدى من أحببت، وتحفظ من أردت، وتبعد يارب عنى سلطان الشيطان.
أبوءُ (1) لك بنعمتك علىَّ، وأبوءُ بذنبى (2)
فاغفر لى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (3) من قالها (4) موقناً بها (5) حين يمسى، فمات من ليلته دخل الجنة (6)، ومن قالها موقناً بها حتى يصبح فمات من يومه دخل الجنة. رواه البخاري والنسائي والترمذي. وعنده: لا يقولها أحدٌ حين يمسى فيأتى عليه قدرٌ قبل أن يصبح إلا وجبت له الجنة، ولا يقولها حين يصبح فيأتى عليه قدرٌ قبل أن يسمى إلا وجبت له الجنة، وليس لشدادٍ في البخاري غير هذا الحديث، ورواه أبو داود، وابن حبان والحاكم من حديث بريدة رضي الله عنه.
(أبوء): بباء موحدة مضمومة، وهمزة بعد الواو ممدواً معناه: أقرّ وأعترف.
5 -
وروى عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس منَّا (7) من حلف بالأمانة، وليس منا من خان أمرأً مسلماً في أهله وخادمه ومن قال حين يمسى، وحين يصبح: اللهم إنى اشهدك بأنك أنت الله الذى لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمد عبدك ورسولك، أبوء بنعمتك (8) علىَّ وأبوء بذنبى فاغفر لى إنه لا يغفر الذنوب غيرك، فإن قالها من يومه ذلك حين يصبح
(1) أعترف أنك أنت المنعم المتفضل على، أياديك جمة، وإحسانك يترى، لا أحصى ثناء عليك.
(2)
أعترف أو أرجع بذنبى فلا أستطيع صرفه عنى ..
(3)
قال في شرح المشكاة: اعترف أولا بأنه أنعم عليه ولم يقيده ليشمل كل الإنعام، ثم اعترف بالتقصير، وأنه لم يقم بأداء شكرها، وعده ذنباً مبالغة في التقصير وهضم النفس أهـ، قال في الفتح: ويحتمل أن يكون قوله (أبوء لك بذنبى) اعترافا بوقوع الذنب مطلقا ليصح الاستغفار منه، لا أنه عد ما قصر فيه من أداء شكر النعم ذنباً.
(4)
أتى بهذه الصيغة.
(5)
مخلصا من قلبه مصدقا بثوابها من الله عز وجل.
(6)
على ملتنا السمحاء، وعلى ديننا القويم.
(7)
قال الشرقاوى: أي مع الداخلين لها ابتداء من غير دخول نار لأن الغالب أن المؤمن بحقيقتها الموقن بمضمونها لا يعصى الله متعمداً عصيانه، أو أن لله تعالى يعفو عنه ببركة هذا الاستغفار أهـ. قال الشرقاوى: ويحتمل أن يكون هذا فيمن قالها ومات قبل أن يفعل ما يغفر له به ذنوبه، قال بعضهم: ولا يكون هذا سيد الاستغفار إلا إذا جمع شروط الاستغفار، وهى صحة النية والتوجه والأدب. وقد جمع هذا الحديث من بديع المعانى وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى سيد الاستغفار؛ ففيه الإقرار لله وحده بالألوهية والعبودية، والاعتراف بأنه الخالق، والإقرار بالعهد الذى أخذه عليه، والرجاء بما وعد به، والاستعاذة من شر ما جنى العبد على نفسه، وإضافة النعماء إلى موجدها، وإضافة الذنب إلى نفسه، ورغبته في المغفرة، واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا هو، وفي كل ذلك الإشارة إلى الجمع بين الشريعة والحقيقة، وأن تكاليف الشريعة لا تحصل إلا بمعونة الله تعالى أهـ.
(8)
كذا ن ع ص 2103، وفى ن ط: أبوء لك.
فمات من يومه ذلك قبل أن يُمسى مات شهيداً، وإن قالها حين يمسى فمات من ليلته مات شهيداً. رواه أبو القاسم الأصبهاني وغيره.
6 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقربٍ لدغتنى البارحة؟ قال: أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات (1) من شر ما خلق لم تضرك. رواه مالك ومسلم، وأبو داود والنسائي، وابن ماجه والترمذي وحسنه، ولفظه:
من قال حين يمسى ثلاث مراتٍ: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره حمةٌ تلك الليلة. قال سهيل: فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولنها كل ليلةٍ فلدغت جاريةٌ منهم فلم تجد لها وجعاً. رواه ابن حبان في صحيحه بنحو الترمذي.
(الحمة): بضم الحاء المهملة، وتخفيف الميم: هو السمّ، وقيل: لدغة كل ذى سمّ، وقيل: غير ذلك.
7 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين يصبح، وحين يمسى: سبحانه وبحمده مائة مرةٍ، لم يأت أحدٌ يوم القيامة بأفضل مما جاء إلا أحدٌ قال مثل ما قال، أو زاد عليه (2). رواه مسلم واللفظ له والترمذي والنسائي، وأبو داود، وعنده:
سبحان الله العظيم وبحمده، ورواه ابن أبى الدنيا والحاكم، وقال صحيح على شرط مسلم، ولفظه:
من قال إذا أصبح (3) مائة مرةٍ، وإذا أمسى مائة مرةٍ: سبحان الله وبحمده غفرت ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر (4).
(1) تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه، وحسبك من كان الله مجيره وواقيه، إنه في أمان وسلام (فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين).
(2)
من حافظ على هذا الوردضاعف الله ثوابه وأكثر حسناته يوم القيامة، ويساويه في الثواب من قال مثله إلا إذا زاد عن المائة، فيحوز ثواباً، وأجراً أوفر، وفيه تنزيه الله والثناء عليه وتسبيحه.
(3)
في الصباح وفي المساء.
(4)
غفرت ذنوبه الصغائر وإن كثرت.
8 -
وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئٍ قدير في يومٍ مائة مرة كانت له عدل (1) عشر رقابٍ، وكتب له مائة حسنةٍ، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً (2) من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسى ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه. رواه البخاري ومسلم.
9 -
وعن أبان بن عثمان قال: سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبدٍ يقول في صباح كل يومٍ ومساء كلِّ ليلةٍ: بسم الله الذى لا يضرُّ مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شئ، وكان أباه قد أصابه طرف فالج فجعل ينظر إليه، فقال أبان: ما تنظر؟ أما إن الحديث كما حدثتك، ولكنى لم أقله يومئذٍ ليمضى الله قدره (3). رواه أبو داود والنسائي، وابن ماجه والترمذي، وقال: حديث حسن غريب صحيح، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
10 -
وعن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: من قال إذا أصبح وإذا أمسى: حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مراتٍ كفاه الله (4) ما أهمه صادقاً كان أو كاذباً. رواه أبو داود هكذا موقوفاً، ورفعه ابن السنىّ وغيره، وقد يقال: إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأى والاجتهاد فسبيله المرفوع.
11 -
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح أو يمسى: اللهم إنى أصبحت أُشهدك، وأشهد حملة عرشك،
(1) بفتح العين وكسرها قدر: أي يساوى ثواب من فك أغلال عشرة أشخاص كانوا أذلاء.
(2)
حصناً حصيناً يبعد مكايد الشيطان ووساوسه.
(3)
المعنى أن الذى يحافظ على هذا الورد يقيه الله شر الأمراض ويبعد عنه الأخطار، وسيدنا أبان كان محافظاً على قراءة هذا الورد، ولكن سها يوما لينفذ قدر الله فيه.
(4)
يهدئ الله روعه، ويزيل آلامه ويحفظه من الأعداء، ويمنع عنه الأدواء، سواء أقال هذا الورد معتقدا صدقه مؤمناً بفائدته أو هازلا كاذبا في اعتقاده، يحقق الله رعايته ويكفيه الشرور تفضلا وجزاء تلاوة اسمه سبحانه.
وملائكتك، وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمداً عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار، فمن (1) قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثاً، أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، فإن قالها أربعا: أعتقه الله من النار. رواه أبو داود واللفظ له، والترمذي بنحوه وقال: حديث حسن، والنسائي، وزاد فيه بعد: إلا أنت وحدك لا شريك لك. رواه الطبراني في الأوسط.
ولم يقل: أعتق الله إلى آخره، وقال: إلا غفر الله له ما أصاب من ذنب في يومه ذلك، فإن قالها إذا أمسى غفر الله له ما أصاب في ليلته تلك، وهو كذلك عند الترمذي.
12 -
وعن أبي عياشٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شئ قديرٌ. كان له عدل رقبةٍ من ولد إسماعيل، وكان في حرزٍ من الشيطان حتى يُمسى، فإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يُصبح. قال حماد: فرأى رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم، فقال: يا رسول الله، إن أبا عياشٍ يحدث عنك بكذا وكذا. قال: صدق أبو عياشٍ. رواه أبو داود، وهذا لفظه، والنسائي وابن ماجه وابن السنى، وزاد:
يُحيى ويميت وهو حيٌّ لا يموت وهو على كل شئٍ قديرٌ. واتفقوا كلهم على المنام.
(أبو عياش): بالياء المثناة تحت والشين المعجمة، ويقال ابن أبى عياش: ذكره الخطيب، ويقال ابن عياش الزرقى الأنصارى: ذكره أبو أحمد والحاكم، واسمه زيد ابن الصامت، وقيل زيد بن النعمان، وقيل غير ذلك، وليس له في الأصول الستة غير هذا الحديث فيما أعلم، وحديث آخر في قصر الصلاة، رواه أبو داود.
(العدل) بالكسر وفتحه لغة: هو المثل، وقيل: بالكسر: ما عادل الشئ من جنسه. وبالفتح: ما عادله من غير جنسه.
(1) ع: ومن قالها ص 264.
13 -
وعن أبي سلامٍ رضي الله عنه وهو ممطور الحبشىُّ أنه كان في مسجد حمص فمرَّ به رجلٌ، فقالوا: هذا خادم (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقام إليه، فقال: حدثنى بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتداوله بينك وبينه الدَّجَّالُ (2)، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولا إلا كان حقَّا على الله أن يرضيه. رواه أبو داود واللفظ له والترمذي من رواية أبى سعد سعيد بن المرزبان عن أبي سلمة عن ثوبان، وقال: حديث حسن غريب، وفي بعض النسخ: حسن صحيح، وهو بعيد وعنده: وبمحمدٍ نبياً فينبغى أن يُجمع بينهما فيقال: وبمحمدٍ نبياًّ ورسولاً. ورواه ابن ماجه عن سابق عن أبي سلَاّمٍ رضي الله عنه خادم النبى صلى الله عليه وسلم، ورواه أحمد والحاكم فقالا: عن أبي سلام سابق بن ناجية، وعند أحمد أنه يقول: ذلك ثلاث مرات حين يمسى وحين يصبح، وهو في مسلم من حديث ابى سعيد: من غير ذكر الصباح والمساء، وقال في آخره: وجبت له الجنة، صحح ابن عبد البر النمرى في الاستيعاب رواية ابن ماجه، وقال رواه وكيعٌ عن مسعرٍ عن أبي عقيل عن أبي سلامة عن سابق، فأخطأ فيه، وكذا في سلام أبى سلامة فأخطأ فيه. قال: ولا يصح سابق في الصحابة.
14 -
وعن المنيذر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكون بإفريقية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباًّ، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ نبياًّ، فأنا الزعيم (3) لآخذن بيده حتى أُدخله الجنة. رواه الطبراني بإسناد حسن.
15 -
وعن عبد الله بن غنام البياضى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بى من نعمةٍ، أو بأحدٍ من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل
(1) كذا ع ص 216، وفى ن ط: خدم.
(2)
الكذاب.
(3)
قائده الذى أتولى أموره ورئيسه.
ذلك حين يمسى فقد أدى شكرَ ليلته. رواه أبو داود والنسائي واللفظ له، ورواه ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس بلفظ دون ذكر المساء، ولعله سقط من أصلى.
16 -
وعن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سبح الله مائةً بالغداة (1) ومائة بالعشىِّ (2) كان كمن حج مائة حجةٍ، ومن حمد الله مائةً بالغداةِ، ومائةً بالعشى كان كمن حمل (3) على مائة فرسٍ في سبيل الله، أو قال: غزا مائة غزوةٍ في سبيل الله، ومن هلل الله (4) مائة بالغداة، ومائة بالعشى، كان كمن أعتق مائة رقبةٍ من ولد إسماعيل عليه السلام، ومن كبر الله مائة بالغداة، ومائة بالعشى لم يأْتِ في ذلك اليوم أحدٌ بأكثر مما أتى به إلا من قال مثل ما قال، أو زاد على ما قال. رواه الترمذي من رواية أبى سفيان الحميرى، واسمه سعيد ابن يحيى عن الضحاك بن حمرة عن عمرو بن شعيب، وقال: حديث حسن غريب.
(قال الحافظ): وأبو سفيان والضحاك وعمرو بن شعيب يأتى الكلام عليهم، ورواه النسائي، ولفظه:
من قال سبحان الله مائة مرةٍ قبل طوع الشمس، وقبل غروبها كان أفضل من مائة بدنةٍ (5)، ومن قال: الحمد لله مائة مرةٍ قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها كان أفضل من مائة فرسٍ يحمل عليها (في سبيل الله) ومن قال: الله أكبر مائة مرةٍ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كان أفضل (6) من عتق مائة رقبةٍ، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شئٍ قدير مائة مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لم يجئ يوم القيامة أحدٌ بعملٍ أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله، أو زاد عليه.
(1) صباحا.
(2)
مساء.
(3)
جاهد. وليس فى ن ع في سبيل الله.
(4)
ذكره سبحانه وتعالى وأكثر من ذكر لا إله إلا الله محمد رسول الله.
(5)
ثوابها عند الله تعالى أكثر من رجل نحر مائة ناقة ووزع لحومها للفقراء والمساكين وقبل الغروب أكثر ثوابا من الغزو على مائة حصان في سبيل نصر الله، وهذا ترغيب في المداومة على قراءة هذه الصيغة.
(6)
المعنى أن ثوابها عند الله جزيل أكثر من ثواب عتق مائة شخص كتب عليه الأسر والذل.
17 -
وعن عبد الحميد مولى بنى هاشمٍ رضي الله عنه أن أُمهُ حدثته، وكانت تخدم بعض بنات النبى صلى الله عليه وسلم: أن ابنة النبى صلى الله عليه وسلم حدثتها أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يُعلمها فيقول: قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله، ماشاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شئٍ قديرٌ، وأن الله قد أحاط بكل شئٍ علماً، فإنه من قالهن حين يصبح حُفظ (1) حتى يُمسى،
18 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسى وحين يُصبح: اللهم إنى أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة. اللهم إني أسألك العفو والعافية في دينى ودنياي وأهلى ومالى. اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتى. اللهم احفظنى من بين يدىَّ، ومن خلفي، وعن يمينى، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال (2) من تحتى. قال وكيعٌ: وهو ابن الجراح: يعنى الخسف. رواه أبو داود واللفظ له، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم، وقال صحيح الإسناد.
19 -
وعن أبي أيوب الأنصارى رضي الله عنه أنه قال، وهو في أرض الروم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال غُدوةً (3): لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شئٍ قديرٌ. عشر مراتٍ كتب الله له عشر حسناتٍ، ومحا عنه عشر سيئاتٍ، وكن له قدر عشر رقابٍ، وأجاره الله من الشيطان، ومن قالها عشية مثل ذلك. رواه أحمد والنسائي واللفظ له، وابن حبان في صحيحه، وتقدم لفظه فيما يقول بعد الصبح والعصر والمغرب. وزاد أحمد في روايته بعد قوله: وله الحمد يُحي ويُميت، وقال: كتب الله له بكل واحدةٍ قالها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئاتٍ، ورفعه الله بها عشر درجات، وكن له كعشر رقاب،
(1) وقاه الله السوء، وأبعد عنه الشيطان ومنع عنه الأخطار.
(2)
تفتح له الأرض فيصير في باطنها.
(3)
صباحا.
وكن له مسلحةً (1) من أول النهار إلى آخره. ولم يعمل يومئذٍ عملاً يقهرهنَّ، فإن قالها (2) حين يمسى فمثل ذلك. ورواه الطبراني بنحو أحمد، وإسنادها جيد.
(المسلحة): بفتح الميم واللام، وبالسين والحاء المهملتين: القوم إذا كانوا ذوى سلاح.
20 -
وروى عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدع رجلٌ منكم أن يعمل لله كل يومٍ ألفى حسنةٍ حين يصبح يقول: سبحان الله وبحمده مائة مرةٍ فإنها ألفا حسنةٍ، والله إن شاء الله لن يعمل في يومه من الذنوب مثل ذلك، ويكون ما عمل من خيرٍ سوى ذلك وافراً. رواه الطبراني، واللفظ له وأحمد، وألفُ حسنةٍ.
21 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ الدخان كلها، وأول حم غافر إلى وإليه المصير، وآية الكرسى حين يمسى حُفظ بها حتى يصبح، ومن قرأها حين يصبح حفظ بها حتى يمسى. رواه الترمذي، وقال حديث غريب، وقد تكلم بعضهم في عبد الرحمن ابن أبى بكر بن أبى مليكة من قبل حفظه.
22 -
وعن عبد الله بن بُسرٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استفتح أول نهاره بخيرٍ، وختمه بخير. قال الله عز وجل لملائكته: لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب. رواه الطبراني، وإسناده حسن إن شاء الله.
23 -
وروى عن أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين يصبح ثلاث مراتٍ، اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت، انت ربى وأنا عبدك آمنت بك مخلصاً لك دينى إنى أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من شر عملى، وأستغفرك لذنوبى التى لا يغفرها إلا أنت، فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة، وإن قال حين يمسى: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت، أنت ربى وأنا عبدك آمنت بك مخلصاً لك ديني، إنى أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك من شر عملى، واستغفرك لذنوبى التى لا يغفرها إلا أنت، فمات في تلك
(1) سلاحا حادا يصد عنه الأذى.
(2)
كذا ع ن ط: من قال.
الليلة دخل الجنة، ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف مالا يحلف على غيره، يقول: والله ما قالها عبدٌ في يومٍ فيموت في ذلك اليوم إلا دخل الجنة، وإن قالها حين يمسى فتوفى في تلك الليلة دخل الجنة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط واللفظ له.
24 -
ورواه أبن أبى عاصمٍ من حديث معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يحلف ثلاث مراتٍ لا يستثنى إنه ما من عبدٍ يقول هؤلاء الكلمات بعد صلاة الصبح فيموت من يومه إلا دخل الجنة، وإن قالها حين يمسى فمات من ليلته دخل الجنة، فذكره باختصارٍ إلا أنه قال: أتوب إليك من سيء عملي، وهو أقرب من قوله شر عملى، ولعله تصحيفٌ، والله سبحانه أعلم.
25 -
وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال إذا أصبح: سبحان الله وبحمده ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله، وكان آخر يومه عتيق الله. رواه الطبراني في الأوسط والخرائطى والأصبهاني وغيرهم.
26 -
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: ما يمنعك أن تسمعى ما أوصيك به أن تقولى إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حىُّ يا قيوم برحمتك أستغيث أصلحْ لى شأنى كله ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين. رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح، والحاكم، وقال صحيح على شرطهما.
27 -
وعن أُبى بن كعب رضي الله عنه أنه كان له جرن من تمرٍ فكان ينقص فحرسه ذات ليلةٍ، فإذا هو بدابةٍ شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال: ما أنت جنىُّ أم إنسىٌّ؟ قال: جنىٌّ. قال: فناولنى يدك فناوله يده، فإذا يده يد كلبٍ، وشعره شعر كلبٍ. قال: هذا خلق الجنِّ؟ قال: قد علمت الجن أن ما فيهم رجلٌ أشدُ منى، قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحب الصدقة، فجئنا نُصيبُ من طعامك. قال: فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التى في سورة البقرة. (الله لا إله إلا هو الحق القيوم) من قالها حين يمسى أُجير منا حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح أُجير منا حتى يمس، فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
ذلك له، فقال: صدق الخبيث. رواه النسائي والطبراني بإسناد جيد، واللفظ له.
(الجرن): بضم الجيم وسكون الراء: وهو البيدر، وكذلك الجرين.
28 -
وعن الحسن رضي الله عنه قال: قال سمرةُ بن جندبٍ: ألا أُحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مراراً، ومن أبى بكرٍ مراراً؟ ومن عمر مراراً؟ قلت: بلى. قال: من قال إذا أصبح وإذا أمسى اللهم أنت خلقتنى، وأنت تهدينى، وأنت تطعمنى، وأنت تسقيني، وأنت تميتنى، وأنت تحيينى لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه. قال: فلقيت عبد الله بن سليم، فقلت: ألا أُحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا، ومن أبى بكرٍ مراراً، ومن عمر مراراً؟ قال: بلى، فحدثته بهذا الحديث فقال: بأبى وأُمى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات كان الله عز وجل قد أعطاهن موسى عليه السلام، فكان يدعو بهن في كل يومٍ سبع مراتٍ، فلايسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه. رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
29 -
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى على حين يصبح وحين يمسى عشراً، أدركته شفاعتى يوم القيامة. رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد.
30 -
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء، وأمره أن يتعاهد به أهله في كل يومٍ. قال: قل حين تصبح: لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، ومنك وإليك اللهم ما قلت من قولٍ، أو حلفت من حلفٍ، أو نذرت من نذرٍ فمشيئتك بين يديه، ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شئ قديرٌ. اللهم ما صليت من صلاةٍ فعلى من صليت، وما لعنت من لعنٍ فعلى من لعنت إنك ولِّي في الدنيا والآخرة توفنى مسلماً، وألحقنى بالصالحين. اللهم إنى أسألك الرضا بعد القضا، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، وشوقاً إلى لقائك في غير ضرَّاءَ مُضرَّةٍ، ولا فتنةٍ مُضِلةٍ. وأعوذ بك اللهم أن أظلم، أو أُظلم، أو أعتدى، أو يُعتدى علىَّ، أو أكسبَ
خطيئة، أو ذنباً لاتغفره. اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلالِ والإكرام، فإنى أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأُشهدك، وكفى بالله شهيداً، أنى أشهد لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، لك الملك، ولك الحمد، وأنت على كل شئ قديرٌ، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ والجنة حقٌّ، والساعة آتيةٌ لا ريب فيها،، وأنك تبعث من في القبور، وأنك إن تكلنى إلى نفسى تكلنى إلى ضعيفٍ، وعورةٍ، وذنبٍ، وخطيئةٍ، وإنى لا أثقُ إلا برحمتك، فاغفر لي ذنوبى كلها إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب علىَّ إنك التواب الرحيم. رواه أحمد والطبراني والحاكم، وقال: صحيح الإسناد، وروى ابن أبى عاصم: منه إلى قوله بعد القضاء.
31 -
وروى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مقاليد السموات والأرض، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ما سألنى عنها أحدٌ. تفسيرها: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، أستغفر الله لا حول ولا قوة إلا بالله، الأول والآخر، الظاهر الباطن، بيده الخير، يحيي ويُميت وهو على كل شيءٍ قديرٌ، يا عثمان من قالها إذا أصبح عشر مراتٍ أعطاه الله بها ست خصالٍ. أما واحدةٌ: فيحرس من إبليس وجنوده، وأما الثانية: فيعطى قنطاراً في الجنة، وأما الثالثة: فترفع له درجة في الجنة، وأما الرابعة: فيزوج من الحور العين، وأما الخامسة: فله فيها من الأجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل، وأما السادسة ياعثمان: له كمن حج واعتمر فقبل الله حجة وعُمرتهُ، وإن مات من يومه ختم له بطابع الشهداء. رواه ابن أبى عاصم، وأبو يعلى، وابن السنى، وهو أصلحهم إسنادا وغيرهم وفيه نكارة، وقد قيل فيه موضوع، وليس ببعيد، والله أعلم.
32 -
وروى عن أبان المحاربى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من عبدٍ مسلمٍ يقول إذا أصبح وإذا أمسى: ربى الله لا أُشرك به شيئاً، وأشهد أن لا إله إلا الله إلاغفر له ذنوبه حتى يُمسى، وكذلك إن قالها إذا أصبح. رواه البزار وغيره.
33 -
وعن وُهيب بن الوردِ رضي الله عنه قال: خرج رجلٌ إلى الجبانة بعد ساعةٍ من الليل قال: فسمعت حساًّ وأصواتاً شديدةً وجئَ بسريرٍ حتى وُضِعَ، وجاء شيء حتى جلس عليه. قال: واجتمعت إليه جنوده، ثم صرخ فقال: من لى بعروة بن الزبير، فلم يجبه أحدٌ حتى قال: ما شاء الله من الأصوات؟ فقال واحدٌ أنا أكفيكه قال فتوجه نحو المدينة، وأنا أنظر إليه، فمكث ما شاء الله، ثم أوشك الرجعة فقال: لا سبيل لى إلى عُروة: ويلك لم؟ قال: وجدته يقول كلماتٍ إذا أصبح وإذا أمسى فلا يخلص إليه معهن. قال الرجل: فلما أصبحت قلت لأهلى جهزونى، فأتيت المدينة فسألت عنه حتى دُلِلْتُ عليه، فإذا هو شيخٌ كبيرٌ، فقلت شيئاً تقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، فأبى أن يُخبرنى، فأخبرته بما رأيت وما سمعت، فقال: ما أدرى غير أنى أقول: إذا أصبحت وإذا أمسيت: آمنت بالله العظيم، وكفرْت بالجبت (1) والطاغوت (2)، واستمسكت (3) بالعورة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم، إذا أصبحت ثلاث مراتٍ، وإذا أمسيت ثلاث مراتٍ. رواه ابن أبى الدنيا في مكايد الشيطان.
(أوشك): أي أسرع بوزنه ومعناه.
34 -
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من حافظين (4) يرفعان إلى الله عز وجل ما حفظا من ليلٍ أو نهارٍ فيجد الله في أول الصحيفة وفي آخرها (5): خيراً إلا قال للملائكة: أُشهدكم أنى قد غفرت لعبدى ما بين طرفى الصحيفة. رواه الترمذي والبيهقى من رواية تمام بن نجيح عن الحسن عنه.
(1) بكل ما عبد من دون الله وبالساحر والكاهن.
(2)
المارد من الجن والصارف عن طريق الخير وكل معتد أثيم.
(3)
طلبت الإمساك بحبل الله الوثيق، وهى مستعارة للمتمسك المحق من النظر الصحيح، والرأى القويم، قال الله تعالى:(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغى، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم 256 اللهولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) من سورة البقرة:
(4)
ملكان موكلان بالعبد.
(5)
مفتتحة بالتسبيح والتحميد والتكبير، ومختتمة أيضا بذلك إلا كان غافرا لذنوبه التى اقترفها في وسط النهار وقيدت في وسط سجله وفيه الحث على كثرة الذكر والاستغفار والعبادة وإن لكل إنسان صحيفة بيضاء يقيد فيها كاتب الحسنات الحسنات وكاتب السيئات السيئات، قال تعالى (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (16) إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد (17) ما يلفظ من قول إلا =