الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 -
وعن علىٍ رضي الله عنه في قول تعالى: (قُوا أنفسكم وأهليكم ناراً) قال عَلَّمُوا أهليكم الخيرَ. رواه الحاكم موقوفاً وقال صحيح على شرطهما.
الترهيب من كتم العلم
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سئل عن علمٍ فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نارٍ. رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي، ورواه الحاكم بنحوه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجَاه. وفي رواية لابن ماجه قال: ما من رجلٍ يحفظ علماً فيكتُمهُ إلا أتى يوم القيامة ملجوما بلجامٍ من نارٍ.
2 -
وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كتم علماً (1) ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نارٍ. رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم، وقاف صحيح لا غبار عليه.
3 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سُئل عن علمٍ فكتمه جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نارٍ، ومن قال في القرآن بغير (2) ما يعلم جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نارٍ رواه أبو يعلى، ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح، ورواه الطبراني في الكبير والأوسط بسند جيد بالشطر الأول فقط.
4 -
وروى عن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كتم علماً مما ينفع الله به (3) الناس في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار رواه ابن ماجه.
(قال الحافظ) وقد روى هذا الحديث دون قوله مما ينفع الله به عن جماعة من الصحابة غير من ذكر: منهم جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن مسعود، وعمرو بن عبسة، وعلى بن طلق وغيرهم.
(1) لم ينشره للناس عذب بوضع لجام من نار فى فمه.
(2)
أوله بغير علم، وتجرأ على تفسيره، وهو جاهل لا يفقه.
(3)
من كل علم ينفع الناس في دينهم ودنياهم. كمسائل الفقه، وأمور الشرع والمعاملة.
ذم كاتم العلم وتشديد العقوبة على من لم يتعلم
5 -
وروى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لعن (1) آخرُ هذه الأمة أوَّلها فمن كتم حديثاً فقد كتم ما أنزل الله (2). رواه ابن ماجه وفيه انقطاع، والله أعلم.
6 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثل الذى يتعلم العلم ثم لا يُحدثُ به كمثل الذي يكنز الكنز ثم لا ينفق منه (3)، رواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده ابن لهيعة.
7 -
وعن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جدِّهِ قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأثنى على طوائف من المسلمين خيراً، ثمَّ قال: ما بال (4) أقوامٍ لا يفقهون جيرانهم، ولا يُعلمونهم، ولا يعظونهم، ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون، ولا يتعظون. والله ليُعلِّمَنَّ قوم جيرانهم، ويفقهونهم، ويعظونهم، ويأمرونهم، وينهونهم وليتعلمن قومٌ من جيرانهم، ويتفقهون، ويتعظون أو لأُعاجلنهم العقوبة، ثم نزل فقال: قوم من ترونه عني (5) بهؤلاء؟ قال: الأشعريين هم قوم فقهاء، ولهم جيران جفاةٌ من أهل المياه (6) والأعراب (7) فبلغ ذلك الأشعريين، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله: ذكرت قوماً بخيرٍ، وذكرتنا بشرٍّ فما بالُنا؟ فقال لَيُعَلَّمَنَّ قومٌ جيرانهم، وليعظنهم، وليأمرونهم، ولينهونهم، وليتعلمن قومٌ من جيرانهم ويتعظون ويتفقهون أوْ لأُعاجِلَّنُهمُ العقوبة في الدنيا، فقالوا يا رسول الله: أَنُفَطِّنُ (8) غيرنا فأعاد قوله عليهم فأعادوا قولهم: أَنُفَطِّنُ غيرنا. فقال ذلك أيضاً، فقالوا أَمهِلنا (9)
سنة فأمهلهم
(1) إذا أساء وذم آخر هذه الأمة بأن عصوا الله، وزاد فسقهم وطغيانهم. وبلغت الجرأة بذم السلف الصالح.
(2)
من الحق، وهنا يجب إرشاد العلماء ورد السفهاء؛ وبذلك العلم الصحيح لترجع الغواة المنافقون، والكتمان هنا كبيرة.
(3)
يشبه النبى صلى الله عليه وسلم العالم الذى لا يعلم الناس كالكنز الذي لا يتمتع بالإنفاق منه. وفيه الدعوة إلى التعليم.
(4)
ماشأن.
(5)
قصد وأراد.
(6)
رواد الأرض الخصبة.
(7)
سكان البادية.
(8)
أنفهم ونوقظ.
(9)
أعطنا مهلة: سبب الإمهال أن يفقهوهم: أي والله إن أمهلوا سنة لقاموا بالإفهام، وأجابوا داعى الرسول صلى الله عليه وسلم فالام هنا للقسم.
ينذر صلى الله عليه وسلم الأشعريين، ويوعدهم بالعذاب إن لم يفقهوا جيرانهم كما أنه أوعد هؤلاء الجيران أن يذهبوا إلى العلماء ليتعلموا، وإلا وقع عليهم العذاب الأليم. =
سنة لِيُفَقِّهُوهُم، ويعَلِّمُوهُمْ، وَيعظُوهمْ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: لَعِنَ الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) الآية. رواه الطبراني في الكبير عن بكير بن معروف عن علقمة.
ما جاء في ذم كاتم العلم وعدم النصيحة خيانة
8 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: تناصحُوا (1) في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله، وإن الله مُسائلُكُم. رواه الطبراني في الكبير أيضاً، ورواته ثقات إلا أن أبا سعيد البقال، واسمه سعيد بن المرزبان فيه خلاف يأتى.
= ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى (لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) أي لعنهم الله في الزبور والإنجيل على لسانهما؛ وقيل إن أهل أيلة لما اعتدوا في السبت لعنهم الله تعالى على لسان داود، فمسخهم الله تعالى قردة. وأصحاب المائدة لما كفروا دعا عيسى عليه السلام عليهم ولعنهم فأصبحوا خنازير، وكانوا خمسة آلاف رجل، قال تعالى يبين سبب هذا العقاب:(ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون). أي لا ينهى بعضهم بعضا عن معادوة منكر فعلوه - فالله الله أيها العلماء إن عليكم حقوق الجار أن تعلموا جيرانكم، وتعهدوا عملهم رجاء أن يوافق الشرع عسى الله أن يرحمنا، ويزيل وعنا الأذى، وقال تعالى في سورة البقرة في الترهيب من كتمان العلم. (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم ولعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) وإن الله يرشد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين، وكذا من اتبعه في سورة يوسف:(قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين) ويهدد سبحانه العلماء المقصرين في الوعظ في سورة البقرة بقوله تبارك وتعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفى شقاق بعيد) وقال تعالى في سورة آل عمران (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) وقال تعالى في سورة النحل: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين الناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون).
فهذا تصريح بمعاقبة العلماء إن لم يقوموا بواجب النصح والإرشاد، بل أمر جل شأنه السيدات المهذبات العالمات أن يقمن بالتذكير. (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة وإن الحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا) من سورة الأحزاب. إن أكثر المصائب التى أحاطت بالمسلمين من جراء المعاصى، وضياع حقوق الله، من زكاة من صلاة، من صيام، من حج، من أوامر أهملت، وبدع نشرت - فمتى يرجع المسلمون إلى ربهم ويعلمون عملا صالحا - إن أمامهم القرآن والسنة، وقد تبين الرشد من الغى، فلا عذر لجاهل، أو مقصر - كل شاة برجلها معلقة.
(1)
بذلوا النصيحة فيرشد العالم الجاهل ويهديه إلى الحق، وإن إنكار الإرشاد خيانة أشد من العقاب من سرقة المال. نسأل الله السلامة، وفيه حث الزراع، والصانع، والتاجر، والسيدة على بذلك النصيحة، وذكر ما يعلم من طرق الخير لأخيه المسلم والمسلمة. قال تعالى. (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).