المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا نفساء أو مريضة، وما جاء في النهى عن ذلك - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ١

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌نبذة في مصطلح الحديث وفن أصوله

- ‌بيان أقسام طرق تحمل الحديث ومجامعها

- ‌الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله تعالى عنه

- ‌الإمام مالك رضي الله عنه

- ‌الإمام الشافعي رضي الله عنه

- ‌الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

- ‌الإمام البخاري رضي الله عنه

- ‌الإمام مسلم رضي الله عنه

- ‌الإمام أبو داود

- ‌الإمام الترمذي

- ‌الإمام النسائي

- ‌الإمام ابن ماجه

- ‌الإمام الطبراني

- ‌الإمام أبو يعلى

- ‌الإمام البزار

- ‌الإمام النيسابوري

- ‌الإمام ابن خزيمة

- ‌الإمام ابن أبي الدنيا

- ‌الإمام البيهقي

- ‌الإمام الأصبهاني

- ‌الحافظ المنذري

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌تقاريظ الطبعة الثانية

- ‌مصادر الفتح الجديد في الترغيب والترهيب

- ‌الترغيب في الإخلاص والصدق والنية الصالحة

- ‌الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئاً منه

- ‌الترغيب في اتباع الكتاب والسنة

- ‌الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء

- ‌الترغيب في البداءة بالخير ليستن بهوالترهيب من البداءة بالشرّ خوف أن يستن به

- ‌كتاب العلم

- ‌الترغيب في العلم وطلبه وتعلمه وتعليمهوما جاء في فضل العلماء والمتعلمين

- ‌الترغيب في الرحلة في طلب العلم

- ‌الترغيب في سماع الحديث وتبليغه ونسخهوالترهيب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الترغيب في مجالسة العلماء

- ‌الترغيب في إكرام العلماء وإجلالهم وتوقيرهموالترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم

- ‌الترهيب من تعلم العلم لغير وجه الله تعالى

- ‌الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير

- ‌الترهيب من كتم العلم

- ‌الترهيب من أن يعلم ولا يعمل بعلمه ويقول ولا يفعله

- ‌الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن

- ‌الترهيب من المراء والجدال والمخاصمة والمحاججة والقهر والغلبةوالترغيب في تركه للمحق والمبطل

- ‌كتاب الطهارة

- ‌الترهيب من التخلي على طرق الناس أو ظلهم أو مواردهموالترغيب في الانحراف عن استقبال القبلة واستدبارها

- ‌الترهيب من البول في الماء والمغتسل والجحر

- ‌الترهيب من الكلام على الخلاء

- ‌الترهيب من إصابة البول الثوب وغيره، وعدم الاستبراء منه

- ‌الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا نفساء أو مريضة، وما جاء في النهى عن ذلك

- ‌الترهيب من تأخير الغسل لغير عذر

- ‌الترغيب في الوضوء وإسباغه

- ‌الترغيب في المحافظة على الوضوء وتجديده

- ‌الترهيب من ترك التسمية على الوضوء عامدا

- ‌الترغيب في السواك وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في تخليل الأصابع، والترهيب من تركه وترك الإسباغ إذا أخل بشيء من القدر الواجب

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن بعد الوضوء

- ‌الترغيب في ركعتين بعد الوضوء

- ‌كتاب الصلاة

- ‌الترغيب في الأذان وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في إجابة المؤذن، وبماذا يجيبه؟ وما يقول بعد الأذان

- ‌الترغيب في الإقامة

- ‌الترهيب من الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر

- ‌الترغيب في الدعاء بين الأذان والإقامة

- ‌الترغيب في بناء المساجد في الأمكنة المحتاجة إليها

- ‌الترغيب في تنظيف المساجد وتطهيرها وما جاء في تجميرها

- ‌الترهيب من البصاق في المسجد، وإلى القبلة، ومن إنشاد الضالةفيه، وغير ذلك

- ‌الترغيب في المشى إلى المساجد سيما في الظلم وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في لزوم المساجد والجلوس فيها

- ‌الترهيب من إتيان المسجد لمن أكل بصلا أو ثوما أو كراثا أو فجلا ونحو ذلك مما له رائحة كريهة

- ‌ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومهاوترهيبهن من الخروج منها

- ‌الترغيب في الصلوات الخمس والمحافظة عليها والإيمان بوجوبها

- ‌الترغيب في الصلاة مطلقاً، وفضل الركوع والسجود والخشوع

- ‌الترغيب في الصلاة في أول وقتها

- ‌الترغيب في صلاة الجماعة وما جاء فيمن خرج يريد الجماعةفوجد الناس قد صلوا

- ‌الترغيب في كثرة الجماعة

- ‌الترغيب في الصلاة في الفلاة

- ‌الترغيب في صلاة العشاء والصبح خاصة في جماعةوالترهيب من التأخر عنهما

- ‌الترهيب من ترك حضور الجماعة لغير عذر

- ‌الترغيب في صلاة النافلة في البيوت

- ‌الترغيب في انتظار الصلاة بعد الصلاة

- ‌الترغيب في المحافظة على الصبح والعصر

- ‌الترغيب في جلوس المرء في مصلاه بعد صلاة الصبح وصلاة العصر

- ‌الترغيب في أذكار يقولها بعد الصبح والعصر والمغرب

- ‌الترهيب من فوات العصر بغير عذر

- ‌الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسانوالترهيب منها عند عدمهما

- ‌الترهيب من إمامة الرجل القوم وهم له كارهون

- ‌الترغيب في الصف الأول، وما جاء في تسوية الصفوف والتراص فيها وفضل ميامنها ومن صلى في الصف المؤخر مخافة إيذاء غيره لو تقدم

- ‌الترغيب في وصل الصفوف وسد الفرج

- ‌الترهيب من تأخر الرجال إلى أواخر صفوفهم وتقدم النساء إلى أوائل صفوفهن ومن اعوجاج الصفوف

- ‌الترغيب في التأمين خلف الإمام وفى الدعاءوما يقوله في الاعتدال والاستفتاح

- ‌الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإمام في الركوع والسجود

- ‌الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجودوإقامة الصلب بينهما وما جاء في الخشوع

- ‌الترهيب من رفع البصر إلى السماء في الصلاة

- ‌الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكر

- ‌الترهيب من مسح الحصى وغيره في موضع السجودوالنفخ فيه لغير ضرورة

- ‌الترهيب من وضع اليد على الخاصرة في الصلاة

- ‌الترهيب من المرور بين يدى المصلى

- ‌الترهيب من ترك الصلاة تعمدا وإخراجها عن وقتها تهاونا

- ‌كتاب النوافل

- ‌الترغيب في المحافظة على ثنتى عشرة ركعة من السنة في اليوم والليلة

- ‌الترغيب في المحافظة على ركعتين قبل الصبح

- ‌الترغيب في الصلاة قبل الظهر وبعدها

- ‌الترغيب في الصلاة قبل العصر

- ‌الترغيب في الصلاة بين المغرب والعشاء

- ‌الترغيب في الصلاة بعد العشاء

- ‌الترغيب في صلاة الوتر وما جاء فيمن لم يوتر

- ‌الترغيب في أن ينام الإنسان طاهراً ناوياً للقيام

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن حين يأوى إلى فراشهوما جاء فيمن نام ولم يذكر الله تعالى

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن إذا استيقظ من الليل

- ‌الترغيب في قيام الليل

- ‌الترهيب من صلاة الإنسان وقراءته حال النعاس

- ‌الترهيب من نوم الإنسان إلى الصباح وترك قيام شئ من الليل

- ‌الترغيب في آيات وأذكار يقولها إذا أصبح وإذا أمسى

- ‌الترغيب في قضاء الإنسان ورده إذا فاته من الليل

- ‌الترغيب في صلاة الضحى

- ‌الترغيب في صلاة التسبيح

- ‌الترغيب في صلاة التوبة

- ‌الترغيب في صلاة الحاجة ودعائها

- ‌الترغيب في صلاة الاستخارة وما جاء في تركها

- ‌كتاب الجمعة

- ‌الترغيب في صلاة الجمعة والسعى إليهاوما جاء في فضل يومها وساعتها

- ‌الترغيب في الغسل يوم الجمعة

- ‌الترغيب في التبكير إلى الجمعة وما جاء فيمن يتأخر عن التبكير من غير عذر

- ‌الترهيب من تخطى الرقاب يوم الجمعة

- ‌الترهيب من الكلام والإمام يخطب، والترغيب في الإنصات

- ‌الترهيب من ترك الجمعة لغير عذر

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف وما يذكر معهاليلة الجمعة ويوم الجمعة

- ‌كتاب الصدقات

- ‌الترغيب في أداء الزكاة وتأكيد وجوبها

- ‌الترهيب من منع الزكاة، وما جاء في زكاة الحلى

- ‌الترغيب في العمل على الصدقة بالتقوىوالترهيب من التعدي فيها والخيانة، واستحباب ترك العمل لمن لا يثق بنفسهوما جاء في المكاسين والعشارين والعرفاء

- ‌الترهيب من المسألة وتحريمها مع الغنى وما جاء في ذم الطمعوالترغيب في التعفف والقناعة والأكل من كسب يده

- ‌ترغيب من نزلت به فاقة أو حاجة أن ينزلها بالله تعالى

- ‌الترهيب من أخذ ما دفع من غير طيب نفس المعطي

- ‌ترغيب من جاءه شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس في قبولهسيما إن كان محتاجاً، والنهي عن رده وإن كان غنيا عنه

- ‌ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنةوترهيب المسئول بوجه الله أن يمنع

الفصل: ‌الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا نفساء أو مريضة، وما جاء في النهى عن ذلك

ورجل يسيل فُوهُ قيحاً ودماً، ورجلٌ يأكل لحمهُ، قال فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى، فيقول إن الأبعد مات وفي عنقه أموال الناس ما يجد لها قضاء أو وفاء، ثم يقال للذى يجُرُّ أمعاءَهُ ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى، فيقول: إن الأبعد كان لا يبالى أن أصاب البول منه لا يغسله. وذكر بقية الحديث. رواه ابن أبى الدنيا في كتاب الصمت، وكتاب ذمّ الغيبة، والطبراني في الكبير باسناد لِّين وأبو نعيم وقال: شفىّ بن ماتع مختلف فيه، فقيل له صحبة: ويأتى الحديث بتمامه في الغيبة إن شاء الله تعالى.

11 -

وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا (1) البول فإنه أول ما يُحاسب به العبد في القبر. رواه الطبراني في الكبير أيضاً بإسناد لا بأس به.

‌الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا نفساء أو مريضة، وما جاء في النهى عن ذلك

1 -

عن جابر رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر (2) ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته (3) الحمِّامَ. رواه النسائي وحسنه، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.

2 -

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله قال: ستفتح عليكم أرض العجم (4)، وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات فلا يدخلنَّها الرجالُ

(1) الأبعد: كناية عن حقارته وذلته.

- احذروا نجاسة البول.

خلاصة معنى الباب

إن كشف العورة معصية كبيرة تسبب عذاب القبر، فلا بد من التستر عند قضاء الحاجة مع التحرز من النجاسة والانقاء والاستبراء، وفيه زيارة القبور سنة، ووضع شئ أخضر عليها، وفي هذا الباب لفت نظر أهل المدنية الحديثة أن يعتنوا بالنظافة من البول، وإلا تمرض العيون، وينسخ اللباس في الدنيا، وبعد موته يعذب في القبر عذابا أليما، وهذا خبر الصادق المصدق صلى الله عليه وسلم، وفيه أن الطهارة مرضاة للرب مجلبة للبر مكسبة للخير سبب النعيم؛ نسأله الله التوفيق.

(2)

إزار يستر عورته وركبتيه إلى سرته.

(3)

زوجته.

(4)

غير المسلمين، وفيه إشارة إلى كثرة فتوح المسلمين، وإقداق الخير عليهم واتساع رقعة الاسلام.

ص: 142

إلا بالأُزُرِ، وامنعوها النساء إلا مريضةً أو نُفساء (1). رواه ابن ماجه وأبو داود، وفي إسناده. عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.

3 -

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن دخول الحمامات، ثم رخص للرجال أن يدخلوها في المآزر (2). رواه أبو داود ولم يضعّفه واللفظ له والترمذي وابن ماجه، وزاد: نهى الرجال والنساء، وزاد ابن ماجه: ولم يرخّص للنساء.

(قال الحافظ) رحمه الله: رووه كلهم من حديث أبى عذرة عن عائشة. وقد سئل أبو زرعة الرازى عن أبي عذرة هل يسمى؟ فقال لا أعلم أحداً سماه، وقال أبو بكر بن حازم لا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه، وأبو عذرة غير مشهور، وقال الترمذي: إسناده ليس بذاك القائم.

الترهيب من عدم إكرام الجار والضيف الخ

4 -

وعنها رضى الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحمام حرامٌ على نساء أُمتى. رواه الحاكم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.

5 -

وعن أبي أيوب الأنصارى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره (3) ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت (4) ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر من نسائكم فلا يدخل الحمام. قال فنهيت بذلك إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في خلافته، فكتب إلى أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزام أن سل محمد بن ثابت عن حديثه فإنه رضى فسأله، ثم كتب إلى عمر: فمنع النساء عن الحمام. رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد ورواه الطبراني في الكبير والأوسط من رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث، وليس عنده ذكر عمر ابن عبد العزيز.

(1) استثنى النبى صلى الله عليه وسلم المريضة التي أثر فيها البرد فأجاز أن تدخل على شريطة عدم كشف العورة، وأخذ الحيطة بالعمل بالشرع، والنفساء: الوالدة.

(2)

جمع مئزر: الوقاية التي تستر العورة.

(3)

يحسن معاملته، ويقدم له صنوف الخير، ويحفظ حرمته ويدافع عنه ويحمى حماه ويزيل عنه الأذى.

(4)

ليسكت لأن اللسان سبب المصائب، فلا بد من ضبط قوله، يقول ما يرضى الله جل وعلا حتى يؤجر، ويسكت.

ص: 143

ترهيب المرأة أن تضع ثيابها في غير بيتها

6 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احذروا بيتاً يقال له الحمام. قالوا يا رسول الله إنه يُنقى (1) الوسخ؟ قال فاستتروا (2) رواه البزار، وقال رواه الناس عن طاوس مرسَلاً.

(قال الحافظ) ورواته كلهم محتج بهم في الصحيح، ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه: اتقوُا (3) بيتاً يقال له الحمَّام. قالوا يا رسول الله يُذْهِب الدَّرَنَ، وينفعُ المريض قال فمن دخله فليستتر. ورواه الطبراني في الكبير بنحو الحاكم، وقال في أوله: شرُّ البيوت الحَمَّام تُرْفَعُ فيه الأصوات وتكشف فيه العورات (الدرن) بفتح الدال والراء هو الوسخ.

7 -

وعن قاص الأجناد بالقسطنطينية أنَّهُ حدَّث أن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا أيها الناس إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على مائدةٍ (4) يُدارُ عليها الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بإزار، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام. رواه أحمد. وقاص الأجناد لا أعرفه، وروى آخره أيضا عن أبي هريرة، وفيه أبو خيرة لا أعرفه أيضاً.

(الحليلة) بفتح الحاء المهملة هي الزوجة.

8 -

وعن أبي المليح الهُذلي رضي الله عنه أن نساء من أهل حمص، أو من أهل الشام دخلن على عائشة رضي الله عنها فقالت: أنتُنَّ اللاتى تُدخلن نساءكُن الحمَّامات سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تضع ثيابها (5) في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر (6) بينها وبين ربها. رواه الترمذي واللفظ له، وقال: حديث حسن، وأبو داود وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرطهما.

(1) من نقى نقاوة: من باب تعب، وأنقى ينقى يطهر ويزيل.

(2)

أمر صلى الله عليه وسلم بستر العورة.

(3)

اجتنبوا.

(4)

خوان عليه طعام فان لم يكن عليه طعام فهو خوان لا مائدة قال أبو عبيدة هي فاعلة بمعنى مفعولة كعيشة راضية بمعنى مرضية: والفعل مادة لغة في ماد بمعنى قدم له الغذاء.

(5)

تخلع أو ترى أي جزء من جسمها.

(6)

أزالت الستر والوقاية والعطف: فيه أن المرأة يصح أن تغير شيئا من ثيابها في غير بيت زوجها، ولاتخلع شيئا منها؛ ولا تهتك أو تظهر الخلاعة والمجون والدعارة مثل ما يفعلن المتبرجات الآن نسأل الله السلامة.

ص: 144

وروى أحمد وأبو يعلى والطبراني والحاكم أيضاً من طريق درّاج أبى السمح عن السائب: أن نساءَ دخلن على أُم سلمة رضي الله عنها فسألتهن من أنتُنَّ؟ قُلن من أهل حمص. قالت من أصحاب الحمَّامات؟ قُلن وبها بأسٌ؟ (1). قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أُيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق (2) الله عنها ستره.

9 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُدخل حليلته الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليسع (3) إلى الجُمعة، ومن استغنى (4) عنها بلهوٍ أو تجارةٍ استغنى الله عنه (5)، والله غنيٌ حميدٌ.

الترهيب من ترك الجمعة والجلوس على مائدة عليها الخمر الخ

10 -

وعن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمَّام؟ فقال: إنه سيكون بعدى حمامات، ولا خير في الحمامات للنساء، فقالت يا رسول الله: إنها تدخُلُهُ بإزار؟ فقال لا، وإن دخلته بإزار ودرعٍ (6) وخمارٍ (7)، ومامن امرأةٍ تنزع خمارها (8) في غير بيت زوجها إلا كشفت الستر فيها بينها وبين ربها. رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبد الله بن لهيعة.

11 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمَّام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُدخل حليلته الحمَّام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشرب الخمر، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُشربُ عليها الخمر، ومن كان يؤمن بالله

(1) عذاب. وهو أيضا الشدة في الحرب والإثم.

(2)

شق وبان. من الخرق، ما تخرق من الشئ - خرق الثوب فانخرق.

(3)

فلينهض لأداء فريضة الجمعة.

(4)

شغله اللهو واللعب عن تأديتها.

(5)

لم يرحمه ولم يكرمه، وهو تعالى الغنى عن جميع خلقه المتصف بالمحامد والثناء.

(6)

درع المرأة قميصها - والدرع: الحديد مؤنثة.

(7)

اختمرت المرأة. لبست الخمار: أي الذي يوضع على رأسها.

(8)

غطاء الرأس والوجه.

ص: 145

واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة بينه وبينها محرم (1).

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن أبى سليمان المدنى.

الترهيب من دخول الحمامات

12 -

وروى عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم ستفتحون أُفقاً فيها بيوت يقال لها الحمامات حرامٌ على أُمتى دخولها

(1) المحرم: الحرام؛ ويقال: هو ذو محرم منها إذا لم يحل له نكاحها: أي الذي ثبت إيمانه بالله واليوم الآخر، وصدق بثواب الله وعقابه يجتنب أن يخلو بامرأة يصح أن يخطبها له زوجة - قال الإمام النووي: الحمو أقارب الزوج (غير آبائه وأبنائه لأنهم محارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها، مثل الأخ وابن الأخر، والعم وابن العم ونحوهم).

خلاصة معنى الباب

ينهى النبى صلى الله عليه وسلم الرجال أن يدخلوا هذا الحمام الذى فيه تظهر العورات، وتقل الآداب، وتنتهك المحارم، ويحصل الاختلاط، وعدم التحرز من إظهار العورة، وفيها لعن الله وغضبه وسخطه - وإن كان ولا بد فليتحر الستر. أما النساء: فحرام وإثم كبير دخولهن عرضة لإظهار العورة وجسمهن كله عورة ودعا صلى الله عليه وسلم إلى إكرام الجار وإلى النطق في الخير أو السكوت:

الصمت زين والسكوت سلامة

فإذا نطقت فلا تكن مكثاراً

ما إن ندمت على سكوتى مرة

ولقد ندمت على الكلام مراراً

وفى حديث - 7 - ينهى صلى الله عليه وسلم المؤمن أن يجلس في مجلس الخمر، أو يتحادث، او يتسامر، أو يأكل؛ خشية أن يعمه العذاب، ويحيق به الأذى ويصيبه السوء، وينال إثماً، وطلب من الرجال أن يمنعوا زوجاتهم من بؤرة الفساد، ومظنة الأخطاء، وميدان كشف العورة، ولا يخفى عدم حذر النساء وتهاونهن في كشف أجسامهن، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن السيدة التي تترك أي شيء كان على رأسها أو جسمها في غير بيت زوجها فضحها الله، وأزال عطفه عليها، ولحقها الشك وهتك سترها تعالى، وكثرت ذنوبها، وباء بالخيبة ورجعت آثمة.

وفي حديث - 10 - حذر المسلمين أن يتركوا الجمعة، وإلا لم يرحم ربهم، وغضب عليهم، وأحبط أعمالهم، وأصابهم الخسران والضلال.

وفي حديث - 12 - نهى النبى صلى الله عليه وسلم السيدة أن تدخل الحمام مطلقا ولو متقنعة متسترة درءاً للفساد ومنعا للأذى، وسداً لباب الشبه والقيل والقال.

ثم حذر المؤمن أن يختلط بامرأة أجنبية، ليست أخته، أو عمته، أو خالته، أو أمه، أو جدته، وهكذا. من المحرمة عليه أن يتزوجها إلى الأبد.

أدلة الباب من القرآن الكريم

قال الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.

31 -

وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت إيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من =

ص: 146