الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا صلاة لمن لا وضوء له (1): ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد.
(قال الحافظ عبد العظيم): وليس كما قال، فإنهم رووه عن يعقوب بن سلمة الليثى عن أبيه عن أبي هريرة، وقد قال البخاري وغيره: لا يعرف لسلمة سماع من أبى هريرة، ولا ليعقوب سماع من أبيه انتهى، وأبوه سلمة أيضا لا يعرف ما روى عنه غير ابنه يعقوب، فأين شرط الصحة؟
3 -
وعن رباح بن عبد الرحمن بن أبى سُفيان بن حُويطبٍ عن جدته عن أبيها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه والبيهقى، وقال الترمذي: قال محمد بن إسماعيل يعنى البخاري: أحسن شئ في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها، قال الترمذي: وأبوها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
(قال الحافظ): وفي الباب أحاديث كثيرة لا يسلم منها عن مقال. وقد ذهب الحسن وإسحاق بن راهويه، وأهل الظاهر إلى وجوب التسمية في الوضوء، حتى إنه إذا تعمد تركها أعاد الوضوء، وهو رواية عن الإمام أحمد، ولا شك أن الأحاديث التى وردت فيها، وإن كان لا يسلم شئ منها عن مقال، فإنها تتعاضد بكثرة طرقها، وتكتسب قوة، والله أعلم.
الترغيب في السواك وما جاء في فضله
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لولا أن أَشُقَّ (2) على أُمتى لأمرتهم بالسواك مع كل صلاةٍ. رواه البخاري واللفظ له، ومسلم إلا أنه قال: عند كل صلاة. والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، إلا أنه قال: مع
(1) تبطل الصلاة بدون وضوء كما أن الوضوء الكامل بذكر اسم الله عليه، والتسمية سنة.
(2)
لولا أن أصعب وأشدد، والسواك يطلق على العمل، وعلى العود الذى يتسوك به، وفي اصطلاح العلماء: استعمال عود أو نحوه في الأسنان لتذهب الصفرة وغيرها عنها، والسواك مستحب في جميع الأوقات، ويزيد استحبابه في خمس أوقات: عند الوضوء، والقيام إلى الصلاة، وقراءة القرآن، وعند الاستيقاظ من النوم، وعند تغير الفم. وعند الشافعي يكره للصائم بعد زوال الشمس، ويستحب أن يمر السواك على طرف أسنانه، وكراسى أضراسه، وسقف حلقه إمرارا لطيفا، ويبدأ بالجانب الأيمن.
الوضوء عند كل صلاة ورواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه، وعندهما: لأمرتهم بالسواك كل وضوء.
2 -
وعن علي بن أبي طالب: رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق على أُمتى لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء. رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
3 -
وعن زينب بنت جحشٍ رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لولا أن أشق على أُمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاةٍ كما يتوضئون. رواه أحمد بإسناد جيد، ورواه البزار والطبراني في الكبير من حديث العباس بن عبد المطلب ولفظه: لولا أن أشق (1) على أُمتى لفرضت عليهم السواك عند كل صلاةٍ كما فرضت عليهم الوضوء. ورواه أبى يعلى بنحوه وزاد فيه: وقال عائشة رضي الله عنها:
وما زال النبى صلى الله عليه وسلم يذكر السواك حتى خشيت أن يُنزل فيه قُرآن.
4 -
وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: السواك مطهرةٌ (2) للفم، مرضاةٌ (3) للرب. رواه النسائي وابن خزيمة وابن خزيمة في صحيحهما، ورواه البخاري معلقا مجزوما، وتعليقاته المجزومة صحيحة، ورواه الطبراني في الأوسط والكبير من حديث ابن عباس، وزاد فيه: ومجلاةٌ للبصر.
5 -
وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع
(1) قال الشافعي رحمه الله تعالى: لو كان واجباً لأمرهم، شق أو لم يشق. قال النووي رحمه الله: إنه مسنون، وفيه دليل على جواز الاجتهاد للنبى صلى الله عليه وسلم فيما لم يرد فيه نص من الله سبحانه وتعالى.
(2)
آله نظافة وطهارة.
(3)
يجلب رضا الرب سبحانه ويستحب عند قراءة الحديث، ودرس العلم والذكر وعند العطس والجوع، وعند الاحتضار، ويقال إنه يسهل خروج الروح، وفي السحر، وإرادة الأكل، وبعد الوتر، وإرادة السفر، وعند القدوم منه، على أنه مسخطة للشيطان. مطيب للنكهة. مصف للخلقة. مزك للفطنة والفصاحة. قاطع للرطوبة. محد للنصر. مبطئ للشيب مسو للظهر. مضاعف للأجر. مرهب للعدو هاشم للطعام، مذكر للشهادة عند الموت:
من سنن المرسلين: الختان (1)، والتعطر (2)، والسواك، والنكاح (3). رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب.
ما جاء في السواك وفضائله
6 -
وعن أبي عمر رضي الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالسواك، فإنه طيبة للفم، مرضاة للرب تبارك وتعالى. رواه أحمد من رواية ابن لهيعه.
7 -
وعن شُريح بن هانئٍ قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: بأى شيء كان يبدأُ النبى صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قلت: بالسواك (4). رواه مسلم وغيره.
8 -
وعن زيدِ بن خالدٍ الجهنى رضي الله عنه قال: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من بيته لشئٍ من الصلاة (5) حتى يستاك. رواه الطبراني بإسناد لا بأس به.
9 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي بالليل ركعتين ركعتين، ثم ينصرف فيستاك، رواه ابن ماجه والنسائي، ورواته ثقات.
10 -
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تسوَّكوا (6)، فإن السواك مطهرة للفم، مرضاةٌ للرب، ما جاءنى جبريل إلا أوصانى بالسواك حتى لقد خشيت أن يُفرض علىَّ وعلى أُمتى، ولولا أني أخاف أن أشُقَّ على أثمتى لفرضته عليهم، وإنى لأستاك حتى خشيت أن أُحفى مقادم فمى. رواه ابن ماجه من طريق علىّ بن يزيد عن القاسم عنه.
11 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لقد أُمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل (7) عليَّ فيه قُرآن، أو وحىٌ. رواه أبو يعلى وأحمد، ولفظه: قال: لقد أُمِرتُ بالسواك حتى خشيت أن يُوحَى إلىَّ فيه شئٌ. ورواته ثقات.
12 -
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) في نسخة: الحناء، والختان للرجل أن يقطع جميع الجلدة: التى تغطى الحشفة حتى ينكشف جميعها، وفي المرأة يجب قطع أدنى جزء من الجلدة التي في أعلى الفرج، والختان واجب عند الشافعي، وكثير من العلماء وسنة عند مالك - قال النووي: والصحيح من مذهبنا أنه جائز في حال الصغر.
(2)
استعمال الرائحة الذكية والطيب.
(3)
الزواج.
(4)
كتب النووي رحمه الله على هذا: فيه بيان فضيلة السواك في جميع الأوقات، وشدة الاهتمام به وتكراره. والله أعلم.
(5)
في نسخة: من الصلوات.
(6)
استعملوا السواك.
(7)
أن الله تعالى يرسل إلى آية في بيان اتخاذه.
أُمِرتُ بالسواك حتى خشيت أن يُكتَبَ علىَّ (1). رواه أحمد والطبراني، وفيه ليث ابن أبى سليم.
ما جاء في السواك وفضائله
13 -
وعن أُم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مازال جبريل يُوصيني بالسواك حتى خفت على أضراسى. رواه الطبراني بإسناد لِّين.
14 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لزمت السواك حتى خشيتُ أن يدُردِ فيَّ (2). رواه الطبراني في الأوسط، ورواته رواة الصحيح، ورواه البزار من حديث أنس، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن أُدرد (3)(الدَّرَد): سقوط الاسنان.
15 -
وعن علي رضي الله عنه أنه أُمر بالسواك، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا تسوك (4)، ثم قام يُصلى قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنوا منه - أو كلمةً نحوها - حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شئ من القرآن إلا صار في جوف (5) الملك، فطهروا (6) أفواهكم للقرآن. رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به. وروى ابن ماجه بعضه موقوفا، ولعله أشبه.
16 -
وعن عائشة رضي الله عنه زوج النبى صلى الله عليه وسلم النبى صلى الله عليه وسلم قال: فضل الصلاة (7)
بالسواك على الصلاة بغير سواكٍ سبعون ضعفاً.
(1) يفرض على.
(2)
يؤثر على فمى، والدرد: سقوط الأسنان، وفي النهاية حديث (لزمت السواك) حتى خشيت أن يدردنى) أي يذهب بأسنانى أهـ. ورجل أدرد: ليس في فمه سن، والأنثى درداء، وبابه طرب، ودريد: تصغير أدرد.
(3)
في نسخة: يدردنى.
(4)
يخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن يحافظوا على السواك، رجاء أن الحفظة، وملائكة الرحمة يتقربون منه، ويتلذدون بسماع قراءته، ويدعون له بالغفران والرضوان، ويشمون فاه، فإذا شموا رائحة كريهة نفروا منه، وبعدوا عنه، وحرم نفسه من جوار الملائكة البررة.
(5)
بطنه ليبقى أثرها، ويدوم نفعها، ويتجلى فضلها إلى يوم القيامة.
(6)
أمر النبى صلى الله عليه وسلم بتطهير الفم، استعدادا للعبادة، واحتراماً لذكر الله وقرآنه.
(7)
أي إن الصلاة مع استعمال سنة السواك يضاعف ثواب حسناتها بسبعين ضعفا عن صلاة بلا سواك. فعليك أيها المسلم به لفائدته الجليلة العصرية، وقد استعمله الأجانب في نظافة الأسنان، وأوصى الأطباء الأفرنج بعمل مسحوق منه يباع في الصيليات، قال عنه الحافظ بن حجر: =