الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عمر جانب المسجد الأيسر لقلة أهله فله أجران. رواه الطبراني في الكبير من رواية بقية بن الوليد.
الترهيب من تأخر الرجال إلى أواخر صفوفهم وتقدم النساء إلى أوائل صفوفهن ومن اعوجاج الصفوف
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيرُ صفوف الرجال: أولها، وشرها: آخرها، وخير صفوف النساء: آخرها، وشرها: أولها (1). رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وتقدم.
2 -
وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخراً، فقال لهم: تقدموا فائتموا بى، وليأتمَّ بكم من بعدكم (2) لا يزال قومٌ يتأخرون حتى يؤخرهم الله. رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
3 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لايزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار (3). رواه أبو داود،
= فتذهب لإتمام الصف لله، وحب الله، وبذا يشير صلى الله عليه وسلم (فله أجران) قال تعالى:(قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم. يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) 75 من سورة آل عمران إن شاهدنا (يختص برحمته من يشاء) رجاء تفويض المسلم إلى ربه جميع حركاته وسكناته وتنقلاته، ومراعاته المصلحة لله، فسواء أكان في الصف الأول أم سبق، ولكن تأخر: إن ثوابه يضاعف.
(1)
قال النووي: المراد صفوف النساء اللواتى يصلين مع الرجال، وأما إذا صلين متميزات لامع الرجال فهن كالرجال. خير صفوفهن أولها، وشرها آخرها، والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها ثوابا وفضلا وأبعدها من مطلوب الشرع، وخيرها بعكسه، وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم، وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم، وسماع كلامهم، ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك والله أعلم. واعلم أن الصف الأول الممدوح هو الصف الذى يلى الإمام سواء جاء صاحبه متقدما أو متأخرا، وسواء تخلله مقصورة ونحوها أم لا. هذا هو الصحيح الذي يقتضيه ظواهر الأحاديث، وصرح به المحققون أهـ ص 160 جـ 4.
(2)
أي يأتموا ويقتدوا بى مستدلين على أفعالى بأفعالكم.
(3)
يحضرون مبكرين ويتعمدون ألا يملأوا الصف الأول. ويخلون بنظامه، ويوجدون الثغرة فيه، ثم يتأخرون عنه، فيعاقبهم الله بعذابه الأليم. وفيه أن السنة أن يملأ الصف الأول أولا فأول وهكذا، ولا يتركه، فيذهب إلى غيره بلا عذر.
وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان إلا أنهما قالا: حتى يُخلفهم الله في النار.
4 -
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح منا كبنا (1) في الصلاة ويقول: استوُوا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلنى منكم أُولُوا الأحلامِ والنُّهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. رواه مسلم وغيره.
5 -
وعن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لتسؤُّن صفوفكم، أو ليخالفن (2) الله بين وجوهكم. رواه مالك والبخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وفي رواية لهم خلا البخاري: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يُسَوِّى صفوفنا حتى كأنما يُسوى بها القِدَاحَ (3) حتى رآنا أنا قد عقلنا (4) عنه، ثم خرج يوماً فقام حتى كاد يُكبِّرُ (5) فرأى رجلا بادياً صدره (6) من الصف، فقال: عباد الله لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم.
(1) قال النووي: أي يسوى مناكبنا في الصفوف، ويعدلنا فيها. في هذا الحديث تقديم الأفضل فالأفضل إلى الإمام لأنه أولى بالإكرام، ولأنه ربما أحتاج إلى استخلاف فيكون هو أولى، ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يتفطن له غيره وليضبطوا صفة الصلاة ويحفظوها وينقلوها ويعلموها الناس وليقتدى بأفعالهم من وراءهم. ولا يختص هذا التقديم بالصلاة. بل السنة أن يقدم أهل الفضل في كل مجمع إلى الإمام وكبير المجلس كمجالس العلم والقضاء والذكر والمشاورة ومواقف القتال وإمامه الصلاة والتدريس والإفتاء وسماع الحديث ونحوها، واعتناء الإمام بها، والحث عليها أهـ ص 155 جـ 4.
ومعنى ليلنى: ليتبعنى ويقرب منى. وأولو الاحلام البالغون. والنهى: العاقلون. قال أهل اللغة: النهى الواحدة نهية، وهى العقل، ورجل نه ونهى من قوم نهين، وسمى العقل نهية لأنه ينتهى إلى ما أمر به، ولا يتجاوزه، وقيل: لأنه ينهى عن القبائح، ومعنى الذين يلونهم: الذين يقربون منهم. أهـ نووى.
(2)
قال النووي: قيل معناه يمسخها ويحولها عن صورها لقوله صلى الله عليه وسلم: (يجعل الله تعالى صورته صورة حمار) وقيل: يغير صفاتها، والاظهر - والله أعلم - أن معناه يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب. كما يقال: تغير وجه فلان على: أي ظهر لى من وجهه كراهة لى، وتغير قلبه على لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم، واختلاف الظواهر سبب لاختلاف الباطن أهـ ص 157 جـ 4.
(3)
خشب السهام حين تنحت وتبرى، واحدها قدح، معناه يبالغ في تسويتها حتى تصير كأنما يقوم بها السهام لشدة استوائها واعتدالها. وفيه الحث على تسويتها، وجواز الكلام بين الإقامة، والدخول في الصلاة. وهذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء، ومنعه بعض العلماء، والصواب الجواز. سواء كان الكلام لمصلحة الصلاة أو لغيرها، أو لا لمصلحة. أهـ نووى.
(4)
فهمنا عنه حسن إقامة الصفوف.
(5)
قرب أن يدخل في الصلاة بنية التكبير.
(6)
ظاهراً بارزاً صدره خارجا عن الصف.
وفي رواية لأبى داود وابن حبان في صحيحه: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم (1). قال فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه بكعبه (2).
(القداح): بكسر القاف، جمع قدح، وهو: خشب السهم إذا برى قبل أن يجعل فيه النصل والريش.
6 -
وعن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل (3) الصف من ناحيةٍ إلى ناحيةٍ يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وكان يقول: إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأُول.
رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه، ولفظه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتينا فيمسح عواتقنا (4) وصدورنا ويقول: لا تختلف صفوفكم فتختلف قلوبكم، إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول.
وفي رواية لابن خزيمة: لا تختلف صدوركم فتختلف قلوبكم.
7 -
وعن أبي أُمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتسوُّن (5) الصفوف، أو لتطمسن الوجوه، أو لتغمضن (6)
أبصاركم، أو لتحفظن
(1) أمر بإقامة الصفوف متساوية؛ وإلا حول الله القلوب، فتتقد عداوة واختلافا وتزداد إبعاداً عن الله.
(2)
يروى ذلك الصحابى العمل بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشاهد تلاصق المناكب، ولزوق الركب، وتساوى الكعاب كالبنيان المرصوص.
(3)
يمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على المأمومين، ويتعهد صفوفهم ويراعى حركة وقوفهم، ويمد يده الشريفه، فينظم الوقوف، ويمسح الصدور والمناكب، وينهاهم عن الاختلاف والتفرق، ويعبث فيهم النشاط وروح النظام وحسن الوقوف أمام رب العالمين.
(4)
جمع عاتق: المسافة بين المنكب العنق وهو موضع الرداء.
(5)
والله إن لم تسو الصفوف كما يحب الله ورسوله لتغيرن الوجوه فيصيبها الاضمحلال والخزى، ويلحقها الهوان والصفرة والضعف ولتضعفن أبصاركم ويقل نظركم، وترمد أعينكم، وأو تخطف خطفاً وتزول زوالا، فيأخذ سبحانه وتعالى هذه النعمة منكم ولا يردها. نسأل الله السلامة، وفيه الإلزام بتسوية الصفوف رجاء التمتع بنعم الله من صحة تامة، وحفظ الأبصار والأمر بالسكون في الصلاة، والتراص فيها، وإتمام الصفوف الأول. وفيه النهى الأكيد، والوعيد الشديد في ذلك.
(6)
والله إن لم تغمضوا أبصاركم حتى لا تنظر إلى زخارف الدنيا لتؤخذ ولا ترجع عقابا لعدم خشوعكم، وعذابا لنفوسكم إذ لم تراع وقوفها أمام ربها ذليلة. أغمضت العين إغماضاً، وغمضتها تغميضاً: أطبقت الأجفان، ومنه قيل: أغمضت عنه: إذا تجاوزت. =