المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في الصلاة في أول وقتها - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ١

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌نبذة في مصطلح الحديث وفن أصوله

- ‌بيان أقسام طرق تحمل الحديث ومجامعها

- ‌الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله تعالى عنه

- ‌الإمام مالك رضي الله عنه

- ‌الإمام الشافعي رضي الله عنه

- ‌الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

- ‌الإمام البخاري رضي الله عنه

- ‌الإمام مسلم رضي الله عنه

- ‌الإمام أبو داود

- ‌الإمام الترمذي

- ‌الإمام النسائي

- ‌الإمام ابن ماجه

- ‌الإمام الطبراني

- ‌الإمام أبو يعلى

- ‌الإمام البزار

- ‌الإمام النيسابوري

- ‌الإمام ابن خزيمة

- ‌الإمام ابن أبي الدنيا

- ‌الإمام البيهقي

- ‌الإمام الأصبهاني

- ‌الحافظ المنذري

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌تقاريظ الطبعة الثانية

- ‌مصادر الفتح الجديد في الترغيب والترهيب

- ‌الترغيب في الإخلاص والصدق والنية الصالحة

- ‌الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئاً منه

- ‌الترغيب في اتباع الكتاب والسنة

- ‌الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء

- ‌الترغيب في البداءة بالخير ليستن بهوالترهيب من البداءة بالشرّ خوف أن يستن به

- ‌كتاب العلم

- ‌الترغيب في العلم وطلبه وتعلمه وتعليمهوما جاء في فضل العلماء والمتعلمين

- ‌الترغيب في الرحلة في طلب العلم

- ‌الترغيب في سماع الحديث وتبليغه ونسخهوالترهيب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الترغيب في مجالسة العلماء

- ‌الترغيب في إكرام العلماء وإجلالهم وتوقيرهموالترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم

- ‌الترهيب من تعلم العلم لغير وجه الله تعالى

- ‌الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير

- ‌الترهيب من كتم العلم

- ‌الترهيب من أن يعلم ولا يعمل بعلمه ويقول ولا يفعله

- ‌الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن

- ‌الترهيب من المراء والجدال والمخاصمة والمحاججة والقهر والغلبةوالترغيب في تركه للمحق والمبطل

- ‌كتاب الطهارة

- ‌الترهيب من التخلي على طرق الناس أو ظلهم أو مواردهموالترغيب في الانحراف عن استقبال القبلة واستدبارها

- ‌الترهيب من البول في الماء والمغتسل والجحر

- ‌الترهيب من الكلام على الخلاء

- ‌الترهيب من إصابة البول الثوب وغيره، وعدم الاستبراء منه

- ‌الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا نفساء أو مريضة، وما جاء في النهى عن ذلك

- ‌الترهيب من تأخير الغسل لغير عذر

- ‌الترغيب في الوضوء وإسباغه

- ‌الترغيب في المحافظة على الوضوء وتجديده

- ‌الترهيب من ترك التسمية على الوضوء عامدا

- ‌الترغيب في السواك وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في تخليل الأصابع، والترهيب من تركه وترك الإسباغ إذا أخل بشيء من القدر الواجب

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن بعد الوضوء

- ‌الترغيب في ركعتين بعد الوضوء

- ‌كتاب الصلاة

- ‌الترغيب في الأذان وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في إجابة المؤذن، وبماذا يجيبه؟ وما يقول بعد الأذان

- ‌الترغيب في الإقامة

- ‌الترهيب من الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر

- ‌الترغيب في الدعاء بين الأذان والإقامة

- ‌الترغيب في بناء المساجد في الأمكنة المحتاجة إليها

- ‌الترغيب في تنظيف المساجد وتطهيرها وما جاء في تجميرها

- ‌الترهيب من البصاق في المسجد، وإلى القبلة، ومن إنشاد الضالةفيه، وغير ذلك

- ‌الترغيب في المشى إلى المساجد سيما في الظلم وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في لزوم المساجد والجلوس فيها

- ‌الترهيب من إتيان المسجد لمن أكل بصلا أو ثوما أو كراثا أو فجلا ونحو ذلك مما له رائحة كريهة

- ‌ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومهاوترهيبهن من الخروج منها

- ‌الترغيب في الصلوات الخمس والمحافظة عليها والإيمان بوجوبها

- ‌الترغيب في الصلاة مطلقاً، وفضل الركوع والسجود والخشوع

- ‌الترغيب في الصلاة في أول وقتها

- ‌الترغيب في صلاة الجماعة وما جاء فيمن خرج يريد الجماعةفوجد الناس قد صلوا

- ‌الترغيب في كثرة الجماعة

- ‌الترغيب في الصلاة في الفلاة

- ‌الترغيب في صلاة العشاء والصبح خاصة في جماعةوالترهيب من التأخر عنهما

- ‌الترهيب من ترك حضور الجماعة لغير عذر

- ‌الترغيب في صلاة النافلة في البيوت

- ‌الترغيب في انتظار الصلاة بعد الصلاة

- ‌الترغيب في المحافظة على الصبح والعصر

- ‌الترغيب في جلوس المرء في مصلاه بعد صلاة الصبح وصلاة العصر

- ‌الترغيب في أذكار يقولها بعد الصبح والعصر والمغرب

- ‌الترهيب من فوات العصر بغير عذر

- ‌الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسانوالترهيب منها عند عدمهما

- ‌الترهيب من إمامة الرجل القوم وهم له كارهون

- ‌الترغيب في الصف الأول، وما جاء في تسوية الصفوف والتراص فيها وفضل ميامنها ومن صلى في الصف المؤخر مخافة إيذاء غيره لو تقدم

- ‌الترغيب في وصل الصفوف وسد الفرج

- ‌الترهيب من تأخر الرجال إلى أواخر صفوفهم وتقدم النساء إلى أوائل صفوفهن ومن اعوجاج الصفوف

- ‌الترغيب في التأمين خلف الإمام وفى الدعاءوما يقوله في الاعتدال والاستفتاح

- ‌الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإمام في الركوع والسجود

- ‌الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجودوإقامة الصلب بينهما وما جاء في الخشوع

- ‌الترهيب من رفع البصر إلى السماء في الصلاة

- ‌الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكر

- ‌الترهيب من مسح الحصى وغيره في موضع السجودوالنفخ فيه لغير ضرورة

- ‌الترهيب من وضع اليد على الخاصرة في الصلاة

- ‌الترهيب من المرور بين يدى المصلى

- ‌الترهيب من ترك الصلاة تعمدا وإخراجها عن وقتها تهاونا

- ‌كتاب النوافل

- ‌الترغيب في المحافظة على ثنتى عشرة ركعة من السنة في اليوم والليلة

- ‌الترغيب في المحافظة على ركعتين قبل الصبح

- ‌الترغيب في الصلاة قبل الظهر وبعدها

- ‌الترغيب في الصلاة قبل العصر

- ‌الترغيب في الصلاة بين المغرب والعشاء

- ‌الترغيب في الصلاة بعد العشاء

- ‌الترغيب في صلاة الوتر وما جاء فيمن لم يوتر

- ‌الترغيب في أن ينام الإنسان طاهراً ناوياً للقيام

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن حين يأوى إلى فراشهوما جاء فيمن نام ولم يذكر الله تعالى

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن إذا استيقظ من الليل

- ‌الترغيب في قيام الليل

- ‌الترهيب من صلاة الإنسان وقراءته حال النعاس

- ‌الترهيب من نوم الإنسان إلى الصباح وترك قيام شئ من الليل

- ‌الترغيب في آيات وأذكار يقولها إذا أصبح وإذا أمسى

- ‌الترغيب في قضاء الإنسان ورده إذا فاته من الليل

- ‌الترغيب في صلاة الضحى

- ‌الترغيب في صلاة التسبيح

- ‌الترغيب في صلاة التوبة

- ‌الترغيب في صلاة الحاجة ودعائها

- ‌الترغيب في صلاة الاستخارة وما جاء في تركها

- ‌كتاب الجمعة

- ‌الترغيب في صلاة الجمعة والسعى إليهاوما جاء في فضل يومها وساعتها

- ‌الترغيب في الغسل يوم الجمعة

- ‌الترغيب في التبكير إلى الجمعة وما جاء فيمن يتأخر عن التبكير من غير عذر

- ‌الترهيب من تخطى الرقاب يوم الجمعة

- ‌الترهيب من الكلام والإمام يخطب، والترغيب في الإنصات

- ‌الترهيب من ترك الجمعة لغير عذر

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف وما يذكر معهاليلة الجمعة ويوم الجمعة

- ‌كتاب الصدقات

- ‌الترغيب في أداء الزكاة وتأكيد وجوبها

- ‌الترهيب من منع الزكاة، وما جاء في زكاة الحلى

- ‌الترغيب في العمل على الصدقة بالتقوىوالترهيب من التعدي فيها والخيانة، واستحباب ترك العمل لمن لا يثق بنفسهوما جاء في المكاسين والعشارين والعرفاء

- ‌الترهيب من المسألة وتحريمها مع الغنى وما جاء في ذم الطمعوالترغيب في التعفف والقناعة والأكل من كسب يده

- ‌ترغيب من نزلت به فاقة أو حاجة أن ينزلها بالله تعالى

- ‌الترهيب من أخذ ما دفع من غير طيب نفس المعطي

- ‌ترغيب من جاءه شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس في قبولهسيما إن كان محتاجاً، والنهي عن رده وإن كان غنيا عنه

- ‌ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنةوترهيب المسئول بوجه الله أن يمنع

الفصل: ‌الترغيب في الصلاة في أول وقتها

‌الترغيب في الصلاة في أول وقتها

1 -

عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله

= ولا نبتدئه لعظمته يعظم أهل الدين ويحب المساكين لا يطمع القوى في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا غرى غيرى، إلى تعرضت أم إلى تشوقت؟ هيهات هيهات. قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرك قصير وخطرك حقير. آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق، فبكى معاوية رحمه الله وقال: رحم الله أبا الحسن، فلقد كان كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح واحدها في حجرها ص 150 جـ 2 الأمالى.

الخشوع في الصلاة

وفي إحياء الغزالي: كان على بن أبى طالب كرم الله وجهه إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل، ويتلون وجهه فقيل له: مالك يا أمير المؤمنين؟ فيقول: جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملها وأشفقن منها وحملها. ويروى عن على بن الحسين أنه كان إذا توضأ اصفر لونه فيقول له أهله: ما هذا الذى يعتريك عند الوضوء؟ فيقول: أتدرون بين يدى من أريد أن أقوم. ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال داود صلى الله عليه وسلم في مناجاته: إلهى من يسكن بيتك، وممن تتقبل الصلاة؟ فأوحى الله إليه: يا داود إنما يسكن بيتى، وأقبل الصلاة منه - من تواضع لعظمتى وقطع نهاره بذكرى وكف نفسه عن الشهوات من أجلى: يطعم الجائع ويؤوى الغريب ويرحم المصاب فذلك الذى يضوء نوره في السموات كالشمس إن دعانى لبيته وإن سألنى أعطيته، أجعل له في الجهل حلما وفي الغفلة ذكرى وفي الظلمة نوراً وإنما مثله في الناس كالفردوس في أعلى الجنان لا تيبس أنهارها، ولا تتغير ثمارها وروى عن حاتم الأصم رضي الله عنه أنه سئل عن صلاته، فقال: إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذى أريد الصلاة فيه، فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحى، ثم أقوم إلى صلاتى وأجعل الكعبة بين حاجبى والصراط تحت قدمى والجنة عن يمنى والنار عن شمالى وملك الموت ورائى. أظنها آخر صلاتى، ثم أقوم بين الرجاء والخوف. وأكبر تكبيرا بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعا بتواضع وأسجد سجودا بتخشيع وأقعد على الورك الأيسر وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام وأتبعها الإخلاص ثم لا أرى أقبلت منى أم لا؟.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ركعتان مقتصدتان في تفكر أي تأمل خير من قيام ليلة والقلب ساه أهـ ص 135 جـ 1.

اشتراط الخشوع وحضور القلب

قال صلى الله عليه وسلم: إنما الصلاة تمسكن وتواضع، وحضور القلب روح الصلاة. قال الغزالي: ونعنى به أن يفرغ القلب عن غير ما هو ملابس له، ومتكلم به فيكون العلم بالفعل، والقول مقرونا بهما، ولا يكون الفكر جائلا في غيرهما أهـ، ويتبع ذلك التعظيم والهيبة والرجاء والحياء والخوف بمعنى أن المؤمن يكون معظما لله جل وعلا، وخائفا منه وراجيا له ومستحيياً من تقصيره ولا يلهى عن الصلاة إلا الخواطر الواردة الشاغلة، فالدواء في إحضار القلب هو دفع تلك الخواطر من كل ما يقرع السمع، أو يظهر للبصر، وترك الأمر الباطن من تشعب الهموم في أودية الدنيا فيرد النفس قهرا إلى فهم ما يقرؤه في الصلاة ويشغلها به عن غيره ويتذكر الآخرة وموقف المناجاة، وخطر المقام بين يدي الله سبحانه وتعالى.

ص: 255

عليه وسلم: أىُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة (1) على وقتها، ثم أىُّ؟ قال بر الوالدين (2). قلت، ثم أي، قال: الجهاد (3) في سبيل الله قال: حدثنى بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو استزدته لزدانى. رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.

2 -

وروى عن رجلٍ من بنى عبد القيس يقال له عياضق: أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم: يقول عليكم بذكر (4) ربكم، وصلوا صلاتكم في أول وقتكم فإن الله يضاعف (5) لكم. رواه الطبراني في الكبير.

3 -

وروى عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوقت الأول من الصلاة رضوان (6) الله، والآخر عفو الله (7). رواه الترمذي والدارقطني.

4 -

وروى الدراقطنى من حديث إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبى محذورة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول الوقت رضوان الله، ووسط الوقت رحمة الله وآخر الوقت عفو الله عز وجل.

5 -

وروى عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: فضل (8) أول الوقت على آخره كفضل الآخرة على الدنيا، رواه أبو منصور الديلمىّ في مسند الفردوس.

6 -

وعن رجلٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال شعبة: قال: أفضل العمل الصلاة لوقتها، وبرُّ الوالدين، والجهاد. رواه أحمد، ورواته محتجّ بهم في الصحيح.

7 -

وعن أم فروةَ رضي الله عنها، وكانت ممن بايع النبى صلى الله عليه وسلم

(1) المحافظة على أداء الصلوات بتؤدة وجماعة.

(2)

إكرام الوالدينّ وطاعتهما والإحسان إليهما، وعدم إزعاجهما؛ أو إساءتهما، أو تكديرهما.

(3)

بذل الهمة لنصر دين الله والدفاع عن الحق والنصيحة ومجاهدة النفس في الطاعات والإغضاء عن الهفوات وأعلاه الحرب مع المسلمين لرد الأعداء عن صدمات الدين والذب عن حياضهم، وإزالة الكيد عنهم.

(4)

الإكثار من قراءة القرآن، وتلاوة الأذكار والاستغفار والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل.

(5)

يزيد أجوركم.

(6)

سبب إحسانه ورحماته.

(7)

مسامحته وغفرانه.

(8)

معناه: أن الثواب الكثير في تأدية الفرض في أول وقته، وزيادة الحسنات تترى. أما الصلاة في آخر الوقت فلا ثواب بل يؤدى الفرض فقط، والدنيا لا فائدة فيها. هى جسر الأعمال الصالحة.

ص: 256

قالت: سُئل النبى صلى الله عليه وسلم أىُّ الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة لأول وقتها. رواه أبو داود، والترمذي، وقال لا يرون إلا من حديث عبد الله بن عمر العمرى. وليس بالقوىّ عند أهل الحديث. واضطربوا في هذا الحديث.

(قال الحافظ) رضي الله عنه: عبد الله هذا صدوق حسن الحديث فيه لين. قال أحمد صالح الحديث لا بأس به، وقال ابن معين: يكتب حديثه، وقال ابن عدى: صدوق لا بأس به، وضعّفه أبو حاتم، وابن المدينىّ. وأمّ فروة هذه: هى أخت أبى بكر الصديق لأبيه، ومن قال فيها: أم فروة الأنصارية فقد وَهِم.

الترغيب في انتظار الصلاة، والصلاة في أول الوقت

8 -

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: أشهد أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خمس صلواتٍ افترضهن الله عز وجل، ومن أحسن وُضوءَهن وصلاهن لوقتهن وأتم رُكوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد (1) أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه رواه مالك وأبو داود والنسائي، وابن حبان في صحيحه.

9 -

وروى عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة نفرٍ: أربعةٌ من موالينا (2)، وثلاثة من غُرُبنا (3) مُسندى ظُهورنا إلى مسجده، فقال: ما أجلسكم؟ قلنا: جلسناننتظر الصلاة، قال: فأرمَّ (4) قليلاً: ثم أقبل علينا، فقال: هل تدرون ما يقول ربكم؟ قلنا لا، قال: فإن ربكم يقول: من صلى الصلاة لوقتها، وحافظ عليها، ولم يُضيعها استخفافاً بحقها، فله

(1) ميثاق، معناه أخذ من الله جل وعلا ضمانه ووعداً صادقا أن يعفو عنه ويزيل سيئاته، وتارك الصلاة مقصر في حقوق الله وليست عنده كفالة، ورعاية الرضوان من المنتقم الجبار الذى يحاسب على الصغيرة والكبيرة.

(2)

جمع مولى اسم يقع على جماعة كثيرة أي عبيدنا أو أصهارنا أو المعتقين أو أبناء العم أو الجيران أو الناصرين، أو المحبين - والمولى الرب والمالك واليد والمنعم وهكذا، قال تعالى:(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم).

(3)

تغرب واغترب هو غريب جمع غرب بضمتين، والجمع الغرباء: أي الأباعد، واغترب فلان: إذا تزوج لغير أقاربه، وفي الحديث (اغتربوا ولا تضووا) قال في مختار الصحاح: أي تزوجوا في الأجنبيات ولا تتزوجوا في العمومة، وذلك أن العرب تزعم أن ولد الرجل من قرابته يجئ ضاويا نحيفاً غير أنه يجئ كريما على طبع قومه. الضوى: الهزال. أهـ في نسخة عرينا 134 ع.

(4)

في نسخة (فأزم) كما ترى قال في النهاية في حديث الصلاة أنه قال: (أيكم المتكلم فأزم القوم) أي أمسكوا عن الكلام كما يمسك الصائم عن الطعام، ومنه سميت الحمية أزما أهـ.

ص: 257

على عهدٌ أن أُدخله الجنة، ومن لم يصلها لوقتها، ولم يُحافظ عليها، وضيعها استخفافاً بحقها، فلا عهد له على، إن شئت عذبته، وإن شئت غفرت له (1). رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وأحمد بنحوه.

(أرَمَّ) هو بفتح الراء وتشديد الميم: أي سكت.

10 -

وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه: أن النبى صلى الله عليه وسلم مَرَّ على أصحابه يوماً، فقال لهم: هل تدرون (2) ما يقول ربكم تبارك وتعالى؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قالها ثلاثا، قال: وعزتى وجلال لا يُصليها أحدٌ لوقتها، إلا أدخلته الجنة، ومن صلاها بغير وقتها، إن شئت رحمته، وإن شئت عذبته. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن إن شاء الله تعالى.

11 -

وروى عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الصلوات لوقتها، وأسبغ لها وضوءها، وأتم لها قيامها وخشوعها وركوعها وسجودها، خرجت وهي بيضاء مسفرةٌ (3) تقول حفظك الله كما حفظتنى، ومن صلاها لغير وقتها، ولم يُسبغ لها وضوءها، ولم يُتم لها خشوعها، ولا رُكوعها، ولا سجودها، خرجت وهى سواء مُظلمة، تقول: ضيعك الله كما ضيعتنى، حتى إذا كانت حيث شاء الله لُفَّتْ كما يُلفُّ الثوب الخلق (4)، ثم ضُرب (5)

بها وجهه. رواه الطبراني في الأوسط، وتقدم في باب الصلوات الخمس حديث أبى الدرداء وغيره.

(1) عفوت عنه. ويل لك يا تارك الصلاة تعيش في الدنيا وتكد وتتعب لتنال رغد الحياة وتسعى إلى مرضاة مخلوق مثلك وتتذبذب إلى قربه وتجيب طلبه والله تعالى يأمرك بالصلاة وجعلها ضمانة ونجاة لك من النار وأنت تهمل وتكسل وتتهاون فلا حول ولا قوة إلا بالله.

(2)

هل تعلمون؟ يقص رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض أصحابه حديثا قدسياً عن الرب تبارك وتعالى، ويقسم الرب جل وعلا بعظمته وجبروته إن الصلاة الكاملة وصلة للجنة ومفتاح للرحمة ودليل القبول ومجلب الرضا والخيرات (من أصدق من الله قيلا؟) أي عذر لك أيها الملحد الزنديق الذى يتبجح في ترك الصلاة ويقول. (الدين معاملة - وحسبى عدم إضرار أحد) نعم الدين المعاملة، وهل تجد سعادة أكثر من حسن المعاملة مع الخالق جل وعلا، وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم الصلاة ضمانة من غضب القهار الجبار الرقيب المجيب: تب إلى الله يا أخى، وحافظ على الصلاة وقو العزيمة في طاعة الله عسى أن تنجح وتربح.

(3)

أي بينه مضيئة، ومنه حديث عمر: صلوا المغرب والفجاج مسفرة.

(4)

ملحفة خلق، وثوب خلق: أي بال.

(5)

في نسخة: يضرب؛ أي ردت عليه أعمال فصفع بها وآلمته. وأريد أن أنقل إليك شعر أبى العتاهية وتجاربه في الحياة، ولعل الصلاة تقلل من متاعب الدنيا، وتؤنس =

ص: 258