الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(قوله): أكلأ من هذا. أي أكثر كلأ. والكلأ: بفتح الكاف واللام، وفى آخره: همزة غير ممدودة: هو العشب الرطب واليابس.
12 -
وعن محمدِ بن عبد الرحمن بن زرارة رضي الله عنه قال: سمعت عمر ولم أر رجلاً منَّا به شبيهاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع النداء يوم الجمعة فلم يأتها، ثم سمعه فلم يأتها، ثم سمعه ولم يأتها طبع الله على قلبه، وجعل قلبه قلب منافقٍ (1). رواه البيهقى.
وروى الترمذي عن ابن عباس: أنه سُئل عن رجلٍ يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يشهد الجماعة، ولا الجمعة. قال (2): هو في النار.
الترغيب في قراءة سورة الكهف وما يذكر معها
ليلة الجمعة ويوم الجمعة
1 -
عن أبي سعيدٍ الخدرى رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين (3). رواه النسائي والبيهقى مرفوعا والحاكم مرفوعاً وموقوفاً أيضاً، وقال صحيح الإسناد، ورواه الدرامى في مسنده موقوفاً على أبى سعيد، ولفظه قال:
من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت (4) العتيق
(1) مخادع غير ثابت على الإيمان. يقال: نافق ونفق، ومنه النفاق، وهو الدخول في الشرع من باب والخروج عنه من باب آخر، وعلى ذلك نبه بقوله تعالى:(إن المنافقين هم الفاسقون): أي الخارجون من الشرع.
(2)
كذا ع ص 251، وفى ن د: فقال، والمعنى صومه لا ثواب له؛ وكذا تهجده، ودخل جهنم لعدم مشاهدة الجماعة، والله أعلم.
(3)
المعنى الذى يحافظ على قراءة سورة الكهف يحفظ الله إيمانه ويزيد إسلامه ويضئ قلبه بالطاعات فيبسم في الصالحات، ويستبشر بالخيرات، ويستقبل العبادات بصدر منشرح. وفي الجامع الصغير: فيندب قراءتها يوم الجمعة، وكذا ليلتها نص عليه الشافعي أهـ.
(4)
البيت الحرام بمكة، والمعنى أن الله تعالى يتكرم فيجعل ضوء إسلامه وهاجا مشرقا، وإذا مات استع قبره. وزاد بهاء ونوراً، وهذا كناية في زيادة التنعيم والترغيب. قال المناوى: على هذا الحديث؛ وفي رواية يبدل يوم الجمعة ليلة الجمعة، وجمع بأن المراد بليلته والليلة بيومها.
وفى أسناديهم كلها إلا الحاكم أبو هاشمٍ يحيى بن دينارٍ الرومانى، والأكثرون على توثيقه، وبقية الإسناد ثقات، وفي إسناد الحاكم الذى صححه نعيم بن حماد، ويأتى الكلام عليه وعلى أبى هاشم.
2 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه (1) إلى عنان (2) السماء يُضئُ له يوم القيامة وغُفر له ما بين الجمعتين. رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد لا بأس به.
3 -
وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة غفر له (3).
وفي رواية: من قرأ حم الدخان في ليلةٍ أصبح يستغفر له سبعون ألف ملكٍ. رواه الترمذي والأصبهاني، ولفظه:
من صلى بسورة الدخان في ليلة بات يستغفر له سبعون ألف ملكٍ. ورواه الطبراني والأصبهاني أيضاً من حديث أبى أمامة، ولفظهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بها (4) بيتاً في الجنة.
4 -
وروى عنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
(1) كذا ع ص 252، وفى ن ط: قدميه.
(2)
سحاب الواحدة عنانة وفيه لو بلغت خطيئته عنان السماء أهـ نهاية، والمعنى أن الله تعالى يتفضل فيحيطه بنور الرحمة، ويشمله بضوء السعادة مبتدئاً من قدمه إلى أعلى جهة في ملكوته وبركاته، ثم يتكرم جل جلاله فيعفو عنه صغائره إكراما لمشاهدة الجمعة وكثرة استغفاره والصلاة على مختاره ومصطفاه وتجديد توبته، وعقد العزيمة على طاعته. لماذا؟ لأنه قرأ كلامه وتبرك بتلاوة آياته وأخلص لربه وقد ورد (من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال) وكذا:(من قرأ آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال) وفي الجامع الصغير: (فمن قرأها وأدرك زمنه أمن من فتنته).
وأقول: إن الذى يداوم على قراءتها يوفقه ربه إلى جنى ثمرات الطاعات ويوجه دفه سفينته إلى شواطئ لمحامد والمكارم والبركات ويقيه السوء ويصد عنه الشيطان ويبعد عنه كيد الأشرار.
(3)
يزيل الله صغائره، وزاد في الجامع الصغير قوله صلى الله عليه وسلم:(من قرأ الدخان في ليلة غفر له ما تقدم من ذنبه) ظاهره يشمل الكبائر. رواية ابن الضريس عن الحسن البصرى مرسلا أهـ.
(4)
فى ن د: حذف (بها) والمعنى من اتخذها ورداً يوم الجمعة شيد الله له قصرا يدعى باسمها ويتمتع بنعيمه.