الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والبزار، وقال إسناده حسن، وهو كما قال رحمه الله تعالى، وفي الباب أحاديث غير ماذكرنا في انتظار إن شاء الله تعالى.
الترهيب من إتيان المسجد لمن أكل بصلا أو ثوما أو كراثا أو فجلا ونحو ذلك مما له رائحة كريهة
1 -
عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من أكل من هذه الشجرة، يعنى الثوم فلا يقربن مسجدنا. رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: فلا يقربنَّ مساجدنا، وفي رواية لهما: فلا يأتين المساجد، وفى رواية لأبى داود: من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن المساجد.
2 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلين معنا. رواه البخاري ومسلم ورواه الطبراني ولفظه قال:
= وأدوا زكاتها ثم استثمروها في المشروعات الحيوية ونموها في تجارة أو صناعة أو زراعة وكونوا سبب عمل لمواطنيكم فالله تعالى يأمركم باثنين ويطلب منكم شيئين وإلا فهو غضبان عليكم وأنتم آثمون.
قال الله تعالى: (له ملك السموات والأرض وإلى الله ترجع الأمور. يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور. آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير) 8 من سورة الحديد.
الله أكبر. إله يسبح له ما في السموات وما في الأرض وهو الموجد لهما المتصرف فيهما ويأمر عباده الأغنياء بالإنفاق في البر لأنه تعالى جعلهم خلفاء في هذا المال يتصرفون فيه وهو وديعة وهو القادر على أخذه من يد أولئك الفسقة الفجرة الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله؛ ومن سبيل الله المساجد المساعدة على مشروعات العمل كمد سكك حديد أو ترام أو إنشاء خطوط سيارات أو طيارات أو إنشاء مدارس ومعاهد أو فتح حوانيت لإيجاد أعمال للعاطلين لله. لعلك فهمت حكمة اجتماع المسلمين في المساجد ليرى غنيهم فقيرهم فيعطف عليه أو طبيبهم مريضهم فيعالجه أو تاجرهم خالى عمل فيوجد له عملا.
اذهب إلى الجمعية الشرعية بالقاهرة التى أنشأها المرحوم أستاذنا الشيخ محمود خطاب. تجد مصانع للغزل والنسيج يعمل فيها مئات الصالحين ويجتمع في درسه الحلاق والبناء والتاجر والزارع والحداد والموظف والنجار والخضرى والقصاب؛ فيقف عاطل ويطلب من فضيلة الأستاذ عملا والشيخ ينصحهم ويعلمهم وحينئذ يطلبه التاجر إن رأى فيه كفاءة القيام بالتجارة أو الصناعة، وهكذا يحن إليه ابن حرفته ويميل إليه ابن مهنته. صلى الله عليك يا رسول الله تعلم أمتك الاجتماع على البر والاتحاد على الخير واتباع رأى الجمهور وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (الإنابة إلى دار الخلود).
إياكم وهاتين البقلتين المنتنتين أن تأكلوها وتدخلوا مساجدنا، فإن (1) كنتم لا بد آكلوها اقتلوهما بالنار قتلاً.
3 -
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: من أكل بصلاً، أو ثوماً، فليعتزلنا، أو فليعتزل (2) مساجدنا، وليقعد في بيته. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
وفي روايةٍ لمسلم: من أكل البصل، والثوم، والكراث فلا يقربن مسجدنا (3)؛ فإن الملائكة (4) تنأذى (5) مما يتأذى منه بنو آدم.
وفي روايةٍ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث فغلبتنا (6) الحاجة فأكلنا منها، فقال: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة (7) فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس. رواه الطبراني في الأوسط والصغير ولفظه قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أكل من هذه الخضراوات (8) الثوم
(1) في نسخة: وإن.
(2)
في نسخة: ليعتزل مسجدنا قرب من بابى كرم وسمع.
(3)
لا يحضر مكان الصلاة لأن البصل والثوم والكراث توجد رائحة كريهة في الفم، وملائكة الرحمة تحضر صلاة الجماعة؛ فتتألم من هذه القذارة والله تعالى أمرنا بالنظافة والطهارة والاستعداد للعبادة. قال تعالى:(يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) أي البسوا ثياباً نظيفة لمواراة عورتكم لطواف أوصلاة. قال البيضاوى: وسن السنة أن يأخذ الرجل أحسن هيئة للصلاة، وفيه دليل على وجوب سترة العورة في الصلاة أهـ. ومن الزينة التعطر واجتناب كل ما فيه رائحة تنفر المصلين.
(4)
للإنسان ملائكة حفظة موكلون به ولو صغيراً وكافرا من الجن والعاهات والآفات ترافق بنى آدم تكريمة له وتصاحبه تفضلا منه جل وعلا. قال تعالى: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) وللإنسان أيضا كتبة موكلون بكتابة ما يصدر عن المكلف قولا أو فعلا أو اعتقادا أو هما أو جزما أو عزما أو تقريرا، خيرا أو شرا. لا يفارقونه إلا في حالة الجماع والغسل والخلاء، والمشهور (رقيب) كاتب الحسنات. و (عتيد) كاتب السيئات (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) وقال تعالى (عن اليمين وعن الشمال قعيد. ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقال تعالى:(وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة) أهـ ص 140 التهج السعيد في علم التوحيد.
(5)
تنفر وتكره وتتألم.
(6)
اشتاقت نفسها إليها.
(7)
ذات الرائحة الكريهة، وفي النهاية خبثها من جهة كراهة طعمها وريحها لأنها طاهرة وليس أكلها من الأعذار المذكورة في الانقطاع عن المساجد، وإنما أمرهم بالاعتزال عقوبة ونكالا لأنه كان يتأذى يريحها أهـ ص 278.
(8)
الخضر: النبات.
والبصل والكراث والفجل فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم. ورواته ثقات إلا يحيى بن راشد البصرى.
4 -
وعن أبي سعيدٍ الخدرى رضي الله عنه أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: الثوم، والبصل، والكراث. وقيل يا رسول الله: وأشدُّ ذلك كله الثوم افتحرمه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوه، من أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه منه. رواه ابن خزيمة في صحيحه.
5 -
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خطب يوم الجمعة فقال في خطبته: ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: البصل والثوم، لقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما (1) من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع (2) فمن أكلهما فليمتهما طبخاً. رواه مسلم والنسائي وابن ماجه.
6 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه الشجرة الثوم فلا يؤذينا بها في مسجدنا هذا رواه مسلم والنسائي وابن ماجه واللفظ له.
7 -
وعن أبي ثعلبة رضي الله عنه أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فوجدوا في جنانها بصلاً وثوماً فأكلوا منه وهم (3) جياعٌ، فلما راح (4) الناس إلى المسجد إذا ريح المسجد بصلٌ وثومٌ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنا فذكر الحديث بطوله رواه الطبراني بإسناد حسن وهو في مسلم من حديث أبى سعيد الخدرى بنحوه ليس فيه ذكر البصل.
8 -
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تفل (5) تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله (6) بين عينيه، ومن أكل من هذه البقلة (7)
(1) في نسخة: ريحيهما.
(2)
يخرج بعيدا عن المسجد في هذا المكان بظاهر المدينة.
(3)
عندهم الجوع والحاجة إلى الطعام.
(4)
ذهب.
(5)
نفخ ببراق وهو أكثر من النفث.
(6)
في نسخة: وتفلته.
(7)
في نسخة: الشجرة. والمعنى: أن الذى أكل من هذه الشجرة يمتنع عن دخول المسجد حتى يتطهر فمه وينقى من الرائحة الكريهة وفيه يحافظ المرء على نظافة فمه لحضور صلاة الجماعة؛ فيستاك ويغسل فمه وأسنانه، وفيه يحرم شرب الدخان =