الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال النسائي: هذا خطأ، ولعله أراد عنبسة بن أبى سفيان فصحف، ثم رواه النسائي عن ابن جريج عن عطاء عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة، وقال: عطاء بن أبى رباح لم يسمعه من عنبسة، انتهى.
(ثابر): بالثاء المثلثة وبعد الألف باء موحدة ثم راء: أي لازم وواظب.
الترغيب في المحافظة على ركعتين قبل الصبح
1 -
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا (1) وما فيها. رواه مسلم والترمذي.
وفي روايةلُمسلمٍ: لهما أحبُّ إلىَّ من الدنيا جميعاً (2).
2 -
وعنها رضي الله عنها قالت: لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم على شئ من النوافل أشدّ تعاهدًا (3) منه على ركعتى الفجر. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه.
وفي رواية لابن خزيمة قالت: مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شئ من الخير أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر، ولا إلى غنيمة.
3 -
وروى عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجلٌ: يا رسول الله: دُلنى على عملٍ ينفعنى الله به؟ قال: عليك بركعتى الفجر فإن فيها فضيلة (4). رواه الطبراني في الكبير.
(1) من متاعها وزهرتها لأن ثوابها باق، والاضطجاع سنة بعد الفجر، لقوله صلى الله عله وسلم:(إذا صلى أحدكم ركعتى الفجر فليضطجع على يمينه).
(2)
عن ابن عمر عن حفصة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر لا يصلى إلا ركعتين خفيفتين. قال النووي في شرح مسلم: فيه أنه يسن تخفيف الصبح وأنهما ركعتان، وفيه الرأى الصحيح: لا تدخل الكراهة حتى يصلى فريضة الصبح، وأن سنة الصبح لا يدخل وقتها إلا بطلوع الفجر، واستحباب تقديمها في أول طلوع الفجر.
(3)
قال النووي: فيه دليل على عظم فضلهما وأنهما سنة ليستا واجبتين أهـ: أي أنه صلى الله عليه وسلم يحافظ على أدائها، ويحرص على إتمامها، ويحث المسلمين على فعلهما في أول الوقت.
(4)
ثواباً جليلا وتشهدهما ملائكة الرحمة، وفيهما تجلى الله ورضوانه، وإدرار رزقه، وتفتح أبواب القبول، وإجابة الدعوات.
وفي روايةٍ له أيضاً قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تدعوا الركعتين قبل صلاة الفجر، فإن فيهما الرغائب (1). وروى أحمد منه:
وركعتى الفجر حافظوا عليهما، فإن فيهما الرغائب.
4 -
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصانى خليلى صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: بصوم ثلاثة أيامٍ كل شهرٍ (2)، والوتر قبل النوم، وركعتى الفجر. رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد، وهو عند أبى داود وغيره خلا قوله:
وركعتى الفجر، وذكر مكانهما: ركعتى الضحى، ويأتى إن شاء الله تعالى.
5 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحدٌ: تعدل (3) ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون: تعدل ربع القرآن، وكان يقرؤهما في ركعتى الفجر، وقال: هاتان الركعتان فيهما رُغَبُ الدُّرِّ (4). رواه أبو يعلى بإسناد حسن والطبراني في الكبير، واللفظ له.
(1) أي ما يرغب فيه من الثوب العظيم، وبه سميت صلاة الرغائب، واحدتها رغيبة أهـ نهاية.
(2)
يصوم تطوعا، ويصلى الوتر قبل نومه خشية أن ينام فلا يصلى والمحافظة على ركعتى الفجر.
(3)
يقرأ فيهما صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتى الفجر في الأولى منهما: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا. الآية التى في البقرة، وفي الآخرة منهما: آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون). وعنه أيضا قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتى الفجر: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا، والتى في آل عمران: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) أهـ صج 6.
(4)
رغب الدرفى النسختين المطبوعتين اللتين بأيدينا، والمعنى والله أعلم أن هاتين الركعتين يرغب الإنسان فيهما كما يرغب في جمع الدرر ويود منه شيئاً كثيراً، ويطمع في وفرته، ويميل إلى كثرته، وإن ركعتى الفجر أول من الحرص عليه لأن ثوابهما أبقى وأجل فائدة، فالدر فان، ومتاع الدنيا قليل ومتاع الآخر نعيم مقيم. وفي ع النسخة المخطوطة ص 188: رغب الدهر: أي إن المصلى يحرص على ركعتى الفجر حرصه على طول عمره وإجابة طلبه وسعة رزقه مدى دهره قال في النهاية: وفيه الرغب شؤم: أي الشره والحرص على الدنيا وقيل سعة الأمل وطلب الكثير، ففهمت المعنى الأول:(رغب الدر) طالب زهرة الدنيا والدر والمال، وفهمت الثانية:(رغب الدهر) من سعة الأمل، وطلب الكثير. قال صلى الله عليه وسلم:(يشب ابن آدم ويشب معه اثنتان: حب المال، وطول العمر)، وقال صلى الله عليه وسلم:(لو ان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً)، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
فاحرص أخى على التكبير، وأداء ركعتى الفجر عسى أن تنجح.