الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحياء وأمواتاً، ثم يسألُ الله حاجاته. رواه الحاكم من رواية عقير بن معدان وهو واه، وقال صحيح الإسناد.
(قوله فليتحين المنادى): أي ينتظر بدعوته حين يؤذن المؤذن فيجيبه، ثم يسأل الله تعالى حاجته.
5 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا (1)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قُل كما يقولون: فإذا انتهيت فسل تُعطَهْ. رواه أبو داود والنسائي، وابن حبان في صحيحه، وقالا: تعط بغير هاء.
الترغيب في بناء المساجد في الأمكنة المحتاجة إليها
1 -
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم أكثرتم علىَّ، وإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى مسجداً يبتغى (2) به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة، وفي رواية: بنى الله مثله في الجنة. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
2 -
وعن أبي ذَرً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بنى لله مسجداً قدرَمفحصِ قطاةٍ بنى الله له بيتاً في الجنة. رواه البزار واللفظ له، والطبراني في الصغير، وابن حبان في صحيحه.
= على أربد صاعقة فقتلته، ورمى عامر بغدة فمات في بيت سلوليه، وكان يقول: غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية، قال تعالى:(وهُمْ يجادلون في الله وهو شديد المحال. له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ إلا كابسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) 15 من سورة الرعد: أي هو شديد المماحلة والمكايدة لأعدائه، وله الدعاء الحق فإنه الذى يحق أن يعبد ويدعى إلى عبادته دون غيره، أو له الدعوة المجابة، فإن من دعاه أجابه، والحق ما يناقض الباطل، وقيل: الحق هو الله تعالى، وكل دعاء إليه دعوة الحق.
وشبه الكفار في قلة دعائهم للأصنام بمن أراد بمن أن يغترف الماء ليشربه، فبسط كفيه ليشربه، وما هو ببالغه لأنه جماد لا يشعر بدعائه، ولا يقدر على إجابته، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال، أي في ضياع وخسارة وباطل. نسأل الله السلامة.
(1)
يحصل لهم فضل ومزية علينا في الثواب بسبب الأذان.
(2)
يرجو من إقامته ثواب الله، ولا يريد الرياء والظهور، وثناء الناس.
3 -
وعن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى لله مسجداً يُذكر فيه (1) بنى الله له بيتاً في الجنة. رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه.
4 -
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حفر بئر ماءٍ لم يشرب منه كبدٌ حَرِّى (2) من جِنً، ولا إنس، ولا طائرٍ إلا آجرهُ الله يوم القيامة، ومن بنى لله مسجداً كمفحص قطاةٍ أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة. رواه ابن خزيمة في صحيحه، وروى ابن ماجه منه ذكر المسجد فقط بإسناد صحيح، ورواه أحمد والبزار عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم إلا أنهما قالا: كمفحص (3)
قطاةٍ لبيضها
(1) تقام فيه الصلوات. وتفتح أبوابه للفقراء لذكرالله، وتلاوة كلامه، وتدريس العلم.
(2)
سقى كل ذى روح شديد العطش في حاجة إلى الظمأ.
(3)
قدر عشها ومأواها. دلائل كتاب الله، قال الله تعالى:
أ - (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين. لهم في الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظيم) 115 من سورة البقرة.
قال البيضاوى: عام لكل من خرب مسجداً، أو سعى في تعطيل مكانه مرشح للصلاة وإن نزل في الروم لما غزوا بيت المقدس وخربوه وقتلوا أهله، وفي المشركين لما منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل المسجد الحرام عام الحديبية.
إن هؤلاء المانعين المخربين ما كان لهم أن يدخلوها إلا بخشية وخشوع فضلا عن أن يجترئوا على تخريبها، أو ما كان الحق أن يدخلوها إلا خائفين من المؤمنين أن يبطشوا بهم، فضلا عن أن يمنعوهم منها، أو ما كان لهم في علم الله وقضائه، فيكون وعدا للمؤمنين بالنصرة، واستخلاص المساجد منهم، وقد أنجز وعده سبحانه، وأصاب الكفار خزى الدنيا بالقتل، والسبى، والذلة بضرب الجزية إلى عذاب الآخرة بكفرهم وظلمهم.
ب -
…
(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا). 19 من سورة الجن. أي إنها مختصة بالله عزّ شأنه، فلا تعبدوا فيها غيره:(ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون. إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) 17، 18 من سورة التوبة. أي شيئاً من المساجد فضلا عن المسجد الحرام.
قال البيضاوى: إنما تستقيم عمارتها لهؤلاء الجامعين للكمالات العلمية والعملية، ومن عمارتها تزيينها بالفرش وتنويرها بالسرج وإدامة العبادة والذكر ودرس العلم فيها، وصيانتها مما لم تبن له كحديث الدنيا، وعن النبى صلى الله عليه وسلم (قال الله تعالى: إن بيوتى في أرضى المساجد، وإن زوارى فيها عمارةا، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارنى في بيتي، فحق على المزور أن يكرم زائره، وإنما لم يذكر الإيمان بالرسول لما علم أن الإيمان بالله قرينه، وتمامه الإيمان به، ولدلالة قوله: وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله في أبواب الدين، وقوله (فعسى أولئك) ذكره بصيغة التوقع قطعا لأطماع المشركين في اهتداء والانتفاع بأعمالهم، وتوبيخاً لهم بالقطع بأنهم مهتدون أهـ ص 277.
(مفحص القطاة) بفتح الميم والحاء المهملة: هو مُجَثّمُهَا.
5 -
وروى عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من بنى لله مسجدا صغيراً كان أو كبيراً، بنى الله له بيتاً في الجنةِ. رواه الترمذي.
6 -
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً أوسع منه. رواه أحمد بإسناد لين.
7 -
وروى عن بشر بن حيان قال: جاء واثلة بن الأسقع، ونحن نبنى مسجداً قال: فوقف علينا فسلم، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بنى مسجداً يُصَلى فيه بنى الله عز وجل له في الجنة أفضل منه. رواه أحمد والطبراني.
8 -
وروى عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بنى بيتاً يعبد الله فيه من مالٍ (1) حلال بنى الله له بيتاً في الجنة من دُرٍّ وياقوتٍ. رواه الطبراني في الأوسط، والبزار دون قوله: من دُرٍّ وياقوتٍ.
9 -
وروى عن عائشة رضي الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من بنى مسجداً لا يُريدُ به رياءً (2) ولاسمعة (3) بنى الله (4)
له بيتاً في الجنة. رواه
(1) اكتسب من بنى مسجداً مالا طيبا جمعه من طرق الحل التى ترضى الله جل وعلا بأن نمى ماله في التجارة أو الزراعة أو الصناعة، أو سلك عملا من عرق جبينه، أو ورثه من أبيه بلا ظلم ولا جور، واجتنب الغش والربا، وتجنب موارد الكسب الخسيسة الخبيثة.
(2)
قصد الظهور والخيلاء.
(3)
تحدث الناس بحسن أعماله وإقدامه على مشروعات الخير، وقال العلامة ابن الجوزى: من كتب اسمه على المسجد الذى بناه كان بعيداً عن الإخلاص أهـ. وفي البلاد يبنى للتفاخر والتنافس لا لله.
(4)
أي أمر ملائكته ببنائه، والله تعالى أسند البناء إليه مجازاً، هذا إلى نضارة مثله في الجنة. وبهجة روائه وحسن منظره، وزيادة توقيره.
شروط نيل الثواب في تشييد مسجد جامع
ذكر صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشياء عند إقامة المسجد سبب وجود قصر مثله في الجنة.
أولا: الإنفاق من مال حلال. ثانيا: إخلاص العمل لله تعالى فقط، ثالثاً: عدم انتظار المدح، وإلا فمال ضائع، وعذاب أليم، وضرب لذلك صلى الله عليه وسلم مثلا في هدم مسجد بنى في زمنه صلى الله عليه وسلم، وفي أصحابه يقول الله تعالى:(والذين اتخذوا مسجداً ضررا وكفراً وتفريقا بين المؤمنين وإرصاد لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون). 108 من سورة التوبة: لا تقم فيه أبدا
…
الآية ضرارا أي مضارة للمؤمنين، روى أن بنى عمرو بن عوف لما بنوا مسجد قباء سألوا =