الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترهيب من رفع البصر إلى السماء في الصلاة
1 -
عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال (1) أقوامٍ يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله (2) في ذلك حتىقال لينتهنَّ عن ذلك، أو لتخطفنَّ أبصارهم. رواه البخاري وأبو داود والنسائي. وابن ماجه.
2 -
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاترفعوا (3) أبصاركم إلى السماء فتلتمع، يعنى في الصلاة. رواه ابن ماجه والطبراني في الكبير، ورواتهما رواة الصحيح، وابن حبان في صحيحه.
3 -
وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لينتهينَّ أقوامٌ عن رفعهم أبصارهم إلى السماء عند الدعاء في الصلاة أو لَتُخْطَفنَّ أبصارهم (4).
رواه مسلم والنسائي.
= جـ - (قل إننى هدانى ربى إلى صراط مستقيم 162 دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين 163 قل إن صلاتى ونكسى ومحياى ومماتى لله رب العالمين) 164 من سورة الأنعام. بالوحى والإرشاد يا محمد هداك الله إلى دين الحق القيم فقل: عبادتى كلها أو قربائى أو حجى وما أنا عليه في حياتى، وأموت عليه من الإيمان والطاعة. كل أولئك لله.
د - (قد أفلح من تزكى 15 وذكر اسم ربه فصلى 16 بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى) 17 سورة الأعلى: أي فاز من تطهر من الكفر والمعصية أو تكثر من التقوى أو تطهر للصلاة فصلى أو أدى الزكاة أو أراد بالذكر تكبيرة التحريم، وقيل تزكى: تصدق للفطر، وذكر اسم ربه: كبره يوم العيد فصلى صلاته. قال ابن الوردى:
واتق الله فتوى الله ما
…
جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طرقا بطلا
…
إنما من يتقى الله البطل
من يتق الله يحمد في عواقبه
…
ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
من استعان بغير الله في طلب
…
فإن ناصره عجز وخذلان
(1)
أي ما حال وما شأن وفيه (كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر) وأمر ذو بال: أي شريف يحتفل له ويهتم به، والبال في غير هذا: القلب.
(2)
حذر صلى الله عليه وسلم من رفع الأبصار إلى السماء ثم أنذر من لم يتجنب ذلك خطف بصره وعماه.
(3)
يأمر النبى صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يخشعوا لله ويتئدوا في صلاتهم لله، ولا ينظرون إلى شئ في صلاتهم، ولا يرفعون أبصارهم جهة السماء في صلاتهم.
(4)
قال النووي: فيه النهى الأكيد، والوعد الشديد في ذلك. وقد نقل الإجماع في النهى عن ذلك. قال القاضى عياض: واختلفوا في كراهة رفع البصر إلى السماء في الدعاء في غير الصلاة؛ فكرهه =
4 -
وعن أبي سعيدٍ الخدرى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء لا يُلتمع. رواه الطبراني في الأوسط. من رواية ابن لهيعة، ورواه النسائي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن رجلاً من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم حدثه ولم يسمعه.
(يلتمع بصره): بضم الياء المثناة تحت: أي يُذهبُ به.
5 -
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: لينتهين أقوامٌ يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة، أو لا ترجع إليهم (1). رواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه ولأبى داود:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى في ناساً يُصلون رافعى أيديهم إلى السماء فقال: لينتهين رجال يشخصون (2)
أبصارهم في الصلاة، أو لا ترجع
= شريح وآخرون، وجوزه الأكثرون. وقالوا: لأن السماء قبلة الدعاء، كما أن الكعبة قبلة الصلاة ولا يكره رفع الأبصار إليها كما لا يكره رفع اليد. قال الله تعالى (وفي السماء رزقكم وماتوعدون) أهـ ص 152 جـ 4.
(1)
بمعنى أن نور الأبصار يذهب عقابا.
(2)
أي يفتحون أعينهم. من شخص بصره فهو شاخص إذا فتح عينيه، وجعل لا يطرف، وشخص من بلد إلى بلد: ذهب، وفي نسخة: فشخص أبصارهم، وفي النهاية (في حديث ذكر الميت) إذا شخص بصره. شخوص البصر: ارتفاع الأجفان إلى فوق وتحديد النظر وانزعاجه. أهـ.
الصلاة مطلب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
إن الصلاة قربان إلى الله تعالى، وتجلب رضاه وسبب زيادة الرزق، ووضع البركة في النسل، وزيادة عمران الأرض، وقد رأيت سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام أخذ زوجه السيدة هاجر وابنها سيدنا إسماعيل وأسكنهما في صحراء لا نبات فيها ولا ماء. وتضرع إلى الله أن يرعاهما، وقد حكى جل جلاله عنه (ربنا إنى أسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع عندك بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) 28 من سور إبراهيم: أي يارب ما أسكنتهم بهذا الوادى البلقع من كل مرتفق ومرتزق إلا لإقامة الصلاة عند بيتك المحرم. وتكرير النداء وتوسيطه للإشعار بأنها المقصودة بالذات من إسكانهم ثمة، والمقصود من الدعاء توفيقهم لها، وقيل: اللام لام الأمر، والمراد هو الدعاء لهم بإقامة الصلاة كأنه طلب منهم الإقامة، وسأل من الله تعالى أن يوفقهم لها أهـ بيضاوى.
وقد أجاب الله دعوته فجعله حرما آمنا يهرع إليه المسلمون من كل صوب ويجبى إليه ثمرات كل شئ حتى توجد فيه الفواكهة الربيعية والخريفية والصيفية في يوم واحد وكثر رواده وزاد سكانه، وعم خيره، وفاضت بركاته، وعاش القاطنون بجواره في سرور وحبور وصلوا (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم) قيل: لو قال أفئدة الناس لازدحمت عليهم فارس والروم، ولحجت اليهود والنصارى، ولكن أتى بمن للتبعيض لحكمة =
إليهم أبصارهم.
= يعلمها الله في عمران أرضه. قال تعالى: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً): أي يشرع إليهم شوقا وودادا. وَاقْتَدِ رعاك الله بسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام دعا ربه وسأل منه الولد فأجابه جل جلاله، ووهب له سؤله حين ما وقع اليأس منه ليكون من أجل النعم وأجلاها. ولما تفضل سبحانه بالولد توسل إبراهيم بالتوفيق له ولذريته:(الحمد لله الذى وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربى لسميع الدعاء. رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء. ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب). 42 من سورة إبراهيم. إن شاهدنا (ليقيموا الصلاة)(رب اجعلنى مقيم الصلاة) فهذا أسمى رجاء واقرب إجابة في طلب زيادة الرزق وكثرة النعم، ووفرة الخيرات. قال تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم) وقد ترى الصحابة لفرط مطاوعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة إيمانهم بربهم بحيث لا ينفك فعلهم عن أمره يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:(قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلال) 32 من سورة إبراهيم. (لعبادى) خصهم بالإضافة إليه ليدل علىمكانتهم العالية، وطهارة نفوسهم، وسموا آدابهم، وصلاح حالهم.
قال البيضاوى: تنويهاً لشرفهم، وتنبيها على أنهم المقيمون لحقوق العبودية، ومفعول قل محذوف يدل عليه جوابه: أي قل لعبادى الذين آمنوا أقيموا الصلاة وأنفقوا. أهـ.
عبادى. ياأخى: خادم الأمير وخادم الكبير يحترم ويجل ويهاب، ويرعى جانبه، فما بالك بعبد الخالق وعبد الجبار المنسوب إليه ملك الملوك. إنه فوق كل شئ أود أن تحافظ على الصلاة وتؤديها كما أمر الله عسى أن تدخل برحمته في عباده الصالحين، وقلب نظرك في العالم وتفكر في خلق من تعبد رجاء أن يخشع قلبك لله ولذكر الله، وهل الأمير أو المدير إلا إنسان مثلك يأكل ويشرب ولا يدفع عن نفسه ضراً ولا نفعا، ومع ذلك ترى خادمه مكرما، وتابعه محترما، وهذا قل من كثر إكرام الله وغيض من فيض نعم الله للمحسنين. ومن الإحسان أداء الصلاة، والمحافظة عليها. قال تعالى: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحتمنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين 57 ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون 58 من سورة يوسف.
استوزر الملك يوسف، فأقام العدل واجتهد في تكثير الزراعات، وضبط الغلات حتى دخلت السنون المجدبة وعم القحط مصر والشام ونواحيهما، وتوجه إليه الناس، فباعها أولا بالدراهم والدنانير حتى لم يبق معهم شئ منها، ثم بالحلى والجواهر، ثم بالدواب، ثم بالضياع والعقار، ثم برقابهم حتى استرقهم جميعاً، ثم عرض الأمر على الملك، فقال: الرأى رأيك، فاعتقهم ورد عليهم أموالهم، وكان قد أصاب كنعان ما أصاب سائر البلاد، فأرسل يعقوب بنيه غير بنيامين إليه للميرة: أخذ القوت أهـ بيضاوى.
إن رحمة الله تنال في الدنيا بالراحة والسعة والصحة، وهناءة الضمير، والعيش الرغد والوظيفة السامية ونجابة الأولاد والبركة فيهم، وهذا من التقوى، ودعامتها الصلاة، ياأخى والله تعالى يوفى أجور الصالحين عاجلا وآجلا. إن شاهدنا عز يوسف بعد آلامه وسلطانه بعد أسره. لماذا؟ لأنه أتقى الله وكان من عباد الله فاحتاج إليه إخوته واعترفوا بذنبهم، وفيه يقول الله تعالى:(ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزى المحسنين) 23 من سورة يوسف: أي وصل منتهى اشتداد جسمه وقوته سن 30 - 40، وقيل: سن الشباب ومبدؤه بلوغ الحلم، أعطاه الله حكمة، وهو العلم المؤيد بالعمل، أو حكماً بين الناس، وعلما يعنى تأويل الأحاديث جزاء على إحسانه في عمله، وإتقانه في عنفوان أمره. وهذا حق، والله جدير بذلك. فأسرع ياأخى أن تكون من الذين يعينهم بقوله:(لعبادى) وإنى أتحفك بقطعة أدب للإمام على كرم الله وجهه المتوفى سنة 40 هجرية يبين لك شيئاً من أثر قدرة الخالق المعبود بحق. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= انظروا إلى النملة في صغر جثتها، ولطافة هيئتها، لا تكاد تنال بلحظ البصر، ولا بمستدرك (1) الفكر كيف دبت على أرضها، وصبت (2) على رزقها، تنقل الحبة إلى جحرها، وتعدها في مستقرها، تجمع فى حرها لبردها، وفي ورودها لصدورها. مكفولة برزقها. مرزوقة بوفقها (3) لا يغفلها المنان، ولا يحرمها الديان، ولو في الصفا. (3) اليابس، والحجر الجامس. (5) ولو فكرت في مجارى أكلها، وفى علوها وسفلها، وما في الجوف من شرسيف. (6) بطنها وما في الرأس من عينها وأذنها لقضيت من خلقها عجباً، ولقيت من وصفها تعبا، فتعالى الذى أقامها على قوائمها، وبناها على دعائمها. لم يشركه في فطرتها فاطر، ولم يعنه في خلقتها قادر.
قال الله تعالى:
أ - (وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون) 13 من سورة النحل سبحانه وتعالى سخر لنا من حيوان ونبات أصنافهما تتخالف باللون. قال البيضاوى: إن اختلافها في الطباع والهيئات والمناظر، ليس إلا بصنع صانع حكيم. أهـ، قال تعالى:
ب - (وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وألقى في الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهاراً وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات وبالنجم هم يهتدون أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون وإن تعدوانعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم والله يعلم ما تسرون وما تعلنون والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين) 23 من سورة النحل.
وتارك الصلاة مستكبر على خالقه جل وعلا.
وإن لكل نبى صلاة لله مخصوصة، وقد أنطق الله تعالى عيسى عليه السلام بالكلام وهو في المهد:(قال إنى عبد الله آتانى الكتاب وجعلنى نبياً 30 وجعلنى مباركا أينما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وبرا بوالدتى ولم يجعلنى جباراً شقياً) 32 من سورة مريم. هذا أول المقامات للرد على من يزعم ربوبيته، أمده بتعاليم الإنجيل فصار نفاعا معلماً للخير. قيل: أكمل الله عقله واستنبأه طفلا، وأمره بالصلاة، وزكاة المال وتطهير النفس عن الرذائل. إن شاهدنا (وأوصانى بالصلاة) لتعلم يا أخى جزيل فائدتها وقرب مؤديها عند العظيم المنعم سبحانه. وقد قال تعالى يخاطب آدم وحواء أو يخاطب آدم وإبليس لأنهما أصلا الذرية (قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى 124 ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لما حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزى من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) 128 من سورة طه. من عمل بتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم لا يضل في الدنيا ولا يتعب في الآخرة ومن حاد عن الهدى الذاكر لى والداعى إلى عبادتى والمرشد إلى رضاى نال العذاب في القبر وذاق الضريع والزقوم لأن مجامع همه ومطامح نظره تكون إلى أعراض الدنيا متهالكا على ازديادها خائفاً على انتقاصها بخلاف المؤمن الطالب للآخرة مع أنه تعالى قد يضيق بشؤم الكفر ويوسع ببركة الإيمان كما قال:(وضربت عليهم الذلة والمسكنة - ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل - ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا) الآيات. هذه دروس الأنبياء تدعو إلى طاعة الله ليسلك المطيع سبل السعادة، وقد =
_________
(1)
استدرك الشئ بالشئ: حاول إدراكه به، فمستدرك الفكر محاولة الإدراك به؛ فهو مصدر ميمى.
(2)
انصبت إليه وانحدرت في طلبه.
(3)
قدر كفايتها.
(4)
جمع صفاة: وهى الحجر الأملس.
(5)
الحامد.
(6)
أطراف الأعضاء التى تشرف على البطن، واحدها شرسوف.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حكى تعالى عن سيدنا زكريا الذى أعطاه سيدنا يحيى (فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا) أي أوماً الله إليهم أن صلوا أو نزهوا ربكم طرفى النهار. قال البيضاوى: ولعله كان مأموراً أن يسبح ويأمر قومه بأن يوافقوه وفى ذلك يقول المولى عز شأنه: (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا) 24 من سورة مريم. أي خذ التوراة وأعطاه الله الحكمة وأحكم عقله في صباه واستنبأه (وحنانا من لدنا) ورحمة منا عليه، وتعطفاً في قلبه على أبويه (وزكاة) وطهارة من الذنوب أو صدقة: أي تصدق الله به على أبويه، أو مكنه ووفقه للتصدق على الناس (وكان تقيا) أي مطيعاً متجنباً عن المعاصى، وبارا بوالديه، ولم يكن عاقا أو عاصياً ربه (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) سلمه ربه أن يناله الشيطان بما ينال به بنى آدم، وأمن عذاب القبر (ويوم يبعث حيا) أي أمن عذاب النار، وهول القيامة.
العقم يصلون ويضرعون إلى الله فيلدون
سيدنا زكريا عليه السلام يتراوح عمره من 70 - 99 سنة قال الله عنه (ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا) 2 من سورة مريم. قال البيضاوى: لأن الجهر والإخفاء عند الله سيان والإخفاء أشد إخباتا وأكثر إخلاصاً، أو لئلا يلام على طلب الولد في إبان الكبر، أو لئلا يطلع عليه مواليه الذين خافهم، أو لأن ضعف الهرم أخفى صوته (قال رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقيا وإنى خفت الموالى من ورائى وكانت امرأتى عاقراً فهب لى من لدنك ولياً يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً) 6 دعاء مستحاب سبقه إخلاص لله وتضرع إليه وصلاة وتسبيح وتحميد وتكبير. فهل للمسلمين الذين أصابتهم أزمة أو عقم أن يصلوا لله، ويعبدوا بحق كسيدنا زكريا عليه السلام.
وأخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز عن السيدة مريم رضي الله عنها (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسناً وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) روى أن حنة لما ولدتها لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتها عند الأحبار، وقالت: دونكم هذه النذيرة، فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت إمامهم، وصاحب قربانهم، وفاز بكفالتها سيدنا زكريا، وبنيت لها غرفة للعبادة (المحراب) أو المسجد تجلس في أشرف مواضعه (المحراب) وسمى بذلك لأنه محل محاربة الشيطان كأنها وضعت في أشرف موضع من بيت المقدس. وروى أن زكريا كان لا يدخل عليها غيره، وإذا خرج أغلق عليها سبعة أبواب وكان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وبالعكس. وفيه دليل على جواز كرامات الأولياء. قيل: تكلمت وهى صغيرة كعيسى عليه السلام، ولم ترضع ثديا قط وكان رزقها ينزل عليها من الجنة، سبحانه رزقه بغير تقدير لكثرته، أو بغير استحقاق تفضلا به.
وبهذه المناسبة نتشرف بذكر نبذة من كرامة السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أعدت لمولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رغيفين وبضعة لحم، فرجع بها إليها، وقال: هلمى يا بنية، فكشفت عن الطبق، فإذا هو مملوء خبزاً ولحما، فقال لها: أنى لك هذا؟ قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فقال: الحمد لله الذى جعلك شبيهة سيدة نساء بنى اسرائيل، ثم جمع علياً والحسن والحسين، وجمع أهل بيته عليه حتى شبعوا، وبقى الطعام كما هو، فأوسعت على جيرانها. وفي ذلك المكان، وفى هذا الوقت وقت رؤية كرامة مريم، ومنزلتها عند الله (هنا لك دعا زكريا ربه قال رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) 39 من سورة آل عمران.
يا أخى: إن هذا النبى عليه السلام يلجأ إلى ربه بالدعاء والعبادة، ويثق به، ويعتقد أن الله تعالى حى قادر
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قاهر، فيطلب له ولياً يرثه وابناً يدير دفة عقاره ويسوس آله ويقر عينه، فناده جبريل عليه السلام، وهو يصلى:(فنادته الملائكة وهو قائم يصلى في المحراب أن الله يبشرك بيحي مصدقا بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبيا من الصالحين) يصدق أن عيسى عليه السلام وجد بأمره تعالى دون أب ويسود قومه ويفوقهم فماهم بمعصية قط (وحصوراً) أي مبالغاً في حبس النفس عن الشهوات والملاهى. روى أنه مر في صباه بصبيان فدعوه إلى اللعب فقال: ما للعب خلقت، وقد استبعد زكريا من حيث العادة، أو استعظم وتعجب، إذ أدركه كبر سنة 99 سنة ولا تلد امرأته من العقر. فأجيب لا غرابة من حيث الولد من شيخ فان وعجوز عاقر (قال كذلك الله يفعل ما يشاء) وطلب سيدنا زكريا علامة يعرف بها الحبل لاستقباله بالبشاشة والشكر، وتزيح مشقة الانتظار (قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث أيام إلا رمزا. واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشى والإبكار) 42 من سورة آل عمران. حبس لسانه عن مكالمتهم خاصة ليخلص لذكر الله تعالى وشكره قضاء لحق النعمة، ولا مانع من إشارة يد أو رأس وسبح ربك من الزوال إلى الغرب إلى صدر الليل. والإبكار: من طلوع الفجر إلى الضحى، إن هذا هو الدواء الناجح مطهر القلوب الملتجئة إلى ربها في السراء والضراء، فهل لبنى قومى أن يصلوا ويخلصوا إلى ربهم (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه) ثم إن السيدة مريم رضي الله عنها شافهتها الملائكة إكراما لها، وطهرها الله من الأقذار، وتقبلها من أمها، ولم يقبل قبلها أنثى، ورزقها من الجنة. قال تعالى:(وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. يا مريم اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين) أي أديمى الطاعة وصلى واخشعى.
سيدنا إسماعيل عليه السلام، وأخوه سيدنا إسحاق عليه السلام
قد أجاب الله دعاء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، وجاء بعده ابنه إسماعيل عليه السلام، فعكف على عبادة ربه وجاهد في طاعته، وحافظ على الصلاة هو وأهله. قال تعالى:
أ - (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً. وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا) 55 من سورة مريم. إن شاهدنا (يأمر أهله بالصلاة) قال البيضاوى: اشتغالا بالأهم، وهو أن يقبل الرجل على نفسه، ومن هو أقرب الناس إليه بالتكميل أهـ.
ب - وقال تعالى: في ابن سيدنا إبراهيم سيدنا إسحاق وذريته: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين 73 وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين) 74 من سورة الأنبياء.
نافلة: أىعطية، أو ولد ولد، أو زيادة على ما سأل، وهو إسحاق، والأربعة: أي إبراهيم، ولوط وإسحاق ويعقوب، وفقناهم للصلاح، وحملناهم عليه، فصاروا كاملين. يقتدى بهم الناس إلى الحق يحثون الناس على عمل الخير موحدين مخلصين في العبادة.
وإن سيدنا داود، وابنه سليمان عليهما السلام يعبدان الله، ويخلصان في طاعته سبحانه، وقد حكى الله عنهما:
أ - (واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب) والمعنى أنه ذو قوة في الدين، يصوم يوما، ويفطر يوما كما أخبر صلى الله عليه وسلم، وكان يقوم نصف الليل (أواب) أي كثير الرجوع إلى مرضاة الله تعالى. وقد جزأ زمانه، للعبادة يوما، ويوما للقضاء، ويوما للوعظ، ويوما للاشتغال بخاصته، فتسور عليه ملائكة على صورة الإنسان في يوم الخلو:(إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق) وقت الإشراق حين تشرق الشمس، ويصفو شعاعها، وهو وقت الضحى؛ (والطير محشورة كل له أواب وشددنا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) 21 من سورة ص.
ثم سيدنا سليمان عليه السلام كان يحارب أعداء الدين، ويغزو دمشق ونصيبين، واصاب ألف فرس، وقيل: أصابها أبوه من العمالقة. فورثها منه، فاستعرضها ليخبر صحتها، ويعرف مكامن ضعفها، ويبحث عن قوتها ونظافتها وخدمتها لأنها عدته في الحرب وأخر صلاة العصر. قال تعالى:
ب - (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذا عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد. قال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب) ترك فضيلة أول الوقت فقط، واستمر يحارب الأعداء حتى هزمهم وطلب من ربه تعالى تقدم الشمس حتى يصلى العصر في وقته، وقد أجاب الله دعاءه:(ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق) 24 من سورة ص. ومعنى بالعشى: بعد الظهر، والصافن من الخيل: الذى يقوم على طرف سنبك يد أو رجل، وهو من الصفات المحمودة في الخيل الذى لا يكاد يكون إلا في العرب الخلص، والجياد: جمع جواد الذى يسرع في جريه، قال صلى الله عليه وسلم:(الخيل معقود في نواصيها الخير) فسماها خيرا لأنها سبب النصر والفوز، فأخر صلاة العصر عن أولها، وكان يتفقدها فأخذ يمسح سوقها وأعناقها بيده الشريفة اعترافا بفضل الله ومدده والله أعلم.
فانت ترى الصلاة جوهرة مكنونة، ودرة مسنونة، وتاج الصالحين، وعنوان الإيمان برب العالمين، ومطلب الأنبياء والمرسلين وركن الإسلام وعماد الاستقامة ونور الحق ومنهج الكمال، وسنة متبعة في إرضاء الخالق جل وعلا. قال تعالى:(ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) 42 من سورة النور.
قال البيضاوى: ألم تعلم علماً يشبه المشاهدة في اليقين، والوثاقة بالوحى أو الاستدلال (أن الله يسبح له من في السموات والأرض) ينزه ذاته عن كل نقص وآفة أهل السموات والأرض (والطير) لما فيها من الصنع الظاهر، والدليل الباهر، ولذا قيدها (صافات) فإن إعطاء الأجرام الثقيلة ما به تقوى على الوقوف في الجو صافة باسطة أجنحتها بما فيها من القبض والبسط حجة قاطعة على كلمال قدرة الصانع تعالى، ولطف تدبيره. قد علم الله دعاءه، وتنزيهه اختياراً أو طبعاً. وعلم كل على تشبيه حاله في الدلالة على الحق، والميل إلى النفع على وجه يخصه بحال من علم ذلك مع أنه لا يبعد أن يلهم الله تعالى الطير دعاء وتسبيحاً كما ألهمها علوما دقيقة في أسباب تعيشها لا تكاد تهتدى إليها العقلاء أهـ. (والله عليم بما يفعلون) سبحانه خبير بأحوال خلقه. إن شاهدنا:(كل قد علم صلاته وتسبيحه) فالشجر والمدر، وكل شئ يدعو الله، ويسبح بحمده، وقد جمعت الصلاة جميع أنواع الدعاء والتسبيح والتحميد والتكبير.
وذكر الرافعى في مسند الشافعي رضي الله عنه أن الصبح كانت لآدم، والظهر لداود، والعصر لسليمان والمغرب ليعقوب، والعشاء ليونس. قال. قال الباجورى: وتخصيص كل بالصلاة في هذا الوقت لعله لكونه قبلت فيه توبته أو حصلت له فيه نعمة، وظاهر هذا أنها كانت على الكيفية المعروفة في هذه الأوقات مع أنهم ذكروا أن الكيفية المخصوصة من خصوصيات امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلعلها لم تكن على هذه الكيفية وعن بعضهم ما فيه مخالفة لذلك، فقيل: كانت الظهر لإبراهيم وكانت العصر ليونس، وقيل: للعزير، وكانت المغرب لداود، وقيل: لعيسى، فصلى ركعتين كفارة لما نسب إليه وركعة كفارة لما نسب لأمه، وكانت العشاء لموسى؛ وقيل من خصوصيات نبينا صلى الله عليه وسلم، وهو الأصح. ويجاب عما ورد من أنها كانت ليونس أو لموسى، بأن المراد بالصلاة الواقعة منه حينئذ الدعاء، وعلى هذا فيكون الله جمع لنبينا صلى الله عليه وسلم ولأمته ما تفرق في الأنبياء وأممهم، وميز صلى الله عليه وسلم بزيادة عليهم تشريفا له، وتعظيما لأجره. زاده الله تشريفاً وتعظيماً وتكريماً أهـ ص 303. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فمبلغ العلم فيه أنه بشر
…
وأنه خير خلق الله كلهم
بشرى لك يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم فأعطاك الله ثمرات أديان الأنبياء صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وجعل سبحانه الصلاة مفتاح العبادة والطاعة والرضا، وأنها سبب رفع الدرجات، وزيادة الحسنات والأرزاق. قال تعالى:(إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) 69 من سورة المائدة. اليهود أتباع سيدنا موسى، والصابئون الذين صبوا إلى اتباع الشهوات ولم يتبعوا شرعا ولا عقلا، والنصارى: أتباع سيدنا عيسى عليهما السلام: أي إن صح من هؤلاء الإيمان والعمل الصالح يتب الله عليهم ويرحمهم، وقد نهى سبحانه وتعالى عن موالاة الكفرة والفسقة، وطلب من المسلمين أن يوالوا المصلين، والآن المطلوب من المؤمنين الصلاة عسى أن يدركوا مغفرة الله تعالى.
فقال جل شأنه:
أ - (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) 55 من سورة المائدة، راكعون. أي مخشعون في صلاتهم وزكاتهم، أو يؤتون الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصا على الإحسان ومسارعة إليه، وأنها نزلت في الإمام على رضي الله عنه حين سأله سائل، وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه، ولعله جئ بلفظ الجمع لترغيب الناس فى مثل فعله فيندرجوا فيه، ووعد سبحانه أن موالاة المؤمنين سبب النصر والفوز لأن المؤمنين حزب الله، وحزب الله هم الغالبون تنويها بذكرهم، وتعظيما لشأنهم، وتشريفاً لهم بهذا الاسم وتعريضا لمن يوالى غير هؤلاء بأنه حزب الشيطان أهـ بيضاوى ص 181.
ب - (ثم ننجى رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننجى المؤمنين): أي نهلك الأمم العاصية الكافرة وننجى الأنبياء والمرسلين، ومن أجابهم، وعمل بتعاليمهم. وأقام الصلاة.
ياأخى: إن الله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى ليبشر المصلين المزكين وجعل هاتين الخلتين دليل الإيمان للغاضة أبصارهم النقية قلوبهم السليمة أكفهم.
جـ - قال تعالى: (تلك آيات الله وكتاب مبين 1 هدى وبشرى للمؤمنين 2 الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون 3): أي هؤلاء الذين يؤمنون ويعملون الصالحات من صلاة وزكاة هم المؤمنون بالآخرة، فان تحمل المشاق إنما يكون لخوف العاقبة والوثوق على المحاسبة أهـ بيضاوى يؤدون الصلاة لعلمهم أن الله أمر بها، وأوصى بالمحافظة عليها رجاء ثواب الآخرة بعد الموت، وكان من عليها فان، فكأن تارك الصلاة يجحد بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون 4 أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون 5 وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) 6 من سورة النمل.
وإن تارك الصلاة كسلا قد يؤمن بالآخرة، ولكن تسويفه من الأعمال القبيحة التى تزين له عدم إقامة الصلاة (زينا لهم أعمالهم) أي زين لهم أعمالهم القبيحة بأن جعلها مشتهاة للطبع محبوبة للنفس، أو الأعمال الحسنة التى وجب عليهم أن يعملوها بترتيب المثوبات عليها (فهم يعمهون) عنها لا يدركون ما يتبعها من ضر أو نفع (أولئك الذين لهم سوء العذاب) كالقتل والأسر يوم بدر، وأشد الناس خسرانا لفوات المثوبة واستحقاق العقوبة. أهـ بيضاوى ص 528. وسوء العذاب الآن ضيق الرزق، وقلة البركة والشقاء.
هؤلاء الكفار كانوا يحاربون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزين لهم الشيطان عداءه ومحاربته، فباءوا بالهزيمة، ورجعوا بالخيبة واندحروا، وخسروا ثواب الله لو اتبعوه: والآن تارك الصلاة يخسر ضياع الزمن في كسل ولهو ولغو، ويهمل في حق الله، ولا يضمن طول عمره حتى يؤدى ما عليه، فعليك أخى بتأدية الصلاة =