المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في إجابة المؤذن، وبماذا يجيبه؟ وما يقول بعد الأذان - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ١

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌نبذة في مصطلح الحديث وفن أصوله

- ‌بيان أقسام طرق تحمل الحديث ومجامعها

- ‌الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله تعالى عنه

- ‌الإمام مالك رضي الله عنه

- ‌الإمام الشافعي رضي الله عنه

- ‌الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

- ‌الإمام البخاري رضي الله عنه

- ‌الإمام مسلم رضي الله عنه

- ‌الإمام أبو داود

- ‌الإمام الترمذي

- ‌الإمام النسائي

- ‌الإمام ابن ماجه

- ‌الإمام الطبراني

- ‌الإمام أبو يعلى

- ‌الإمام البزار

- ‌الإمام النيسابوري

- ‌الإمام ابن خزيمة

- ‌الإمام ابن أبي الدنيا

- ‌الإمام البيهقي

- ‌الإمام الأصبهاني

- ‌الحافظ المنذري

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌تقاريظ الطبعة الثانية

- ‌مصادر الفتح الجديد في الترغيب والترهيب

- ‌الترغيب في الإخلاص والصدق والنية الصالحة

- ‌الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئاً منه

- ‌الترغيب في اتباع الكتاب والسنة

- ‌الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء

- ‌الترغيب في البداءة بالخير ليستن بهوالترهيب من البداءة بالشرّ خوف أن يستن به

- ‌كتاب العلم

- ‌الترغيب في العلم وطلبه وتعلمه وتعليمهوما جاء في فضل العلماء والمتعلمين

- ‌الترغيب في الرحلة في طلب العلم

- ‌الترغيب في سماع الحديث وتبليغه ونسخهوالترهيب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الترغيب في مجالسة العلماء

- ‌الترغيب في إكرام العلماء وإجلالهم وتوقيرهموالترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم

- ‌الترهيب من تعلم العلم لغير وجه الله تعالى

- ‌الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير

- ‌الترهيب من كتم العلم

- ‌الترهيب من أن يعلم ولا يعمل بعلمه ويقول ولا يفعله

- ‌الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن

- ‌الترهيب من المراء والجدال والمخاصمة والمحاججة والقهر والغلبةوالترغيب في تركه للمحق والمبطل

- ‌كتاب الطهارة

- ‌الترهيب من التخلي على طرق الناس أو ظلهم أو مواردهموالترغيب في الانحراف عن استقبال القبلة واستدبارها

- ‌الترهيب من البول في الماء والمغتسل والجحر

- ‌الترهيب من الكلام على الخلاء

- ‌الترهيب من إصابة البول الثوب وغيره، وعدم الاستبراء منه

- ‌الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا نفساء أو مريضة، وما جاء في النهى عن ذلك

- ‌الترهيب من تأخير الغسل لغير عذر

- ‌الترغيب في الوضوء وإسباغه

- ‌الترغيب في المحافظة على الوضوء وتجديده

- ‌الترهيب من ترك التسمية على الوضوء عامدا

- ‌الترغيب في السواك وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في تخليل الأصابع، والترهيب من تركه وترك الإسباغ إذا أخل بشيء من القدر الواجب

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن بعد الوضوء

- ‌الترغيب في ركعتين بعد الوضوء

- ‌كتاب الصلاة

- ‌الترغيب في الأذان وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في إجابة المؤذن، وبماذا يجيبه؟ وما يقول بعد الأذان

- ‌الترغيب في الإقامة

- ‌الترهيب من الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر

- ‌الترغيب في الدعاء بين الأذان والإقامة

- ‌الترغيب في بناء المساجد في الأمكنة المحتاجة إليها

- ‌الترغيب في تنظيف المساجد وتطهيرها وما جاء في تجميرها

- ‌الترهيب من البصاق في المسجد، وإلى القبلة، ومن إنشاد الضالةفيه، وغير ذلك

- ‌الترغيب في المشى إلى المساجد سيما في الظلم وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في لزوم المساجد والجلوس فيها

- ‌الترهيب من إتيان المسجد لمن أكل بصلا أو ثوما أو كراثا أو فجلا ونحو ذلك مما له رائحة كريهة

- ‌ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومهاوترهيبهن من الخروج منها

- ‌الترغيب في الصلوات الخمس والمحافظة عليها والإيمان بوجوبها

- ‌الترغيب في الصلاة مطلقاً، وفضل الركوع والسجود والخشوع

- ‌الترغيب في الصلاة في أول وقتها

- ‌الترغيب في صلاة الجماعة وما جاء فيمن خرج يريد الجماعةفوجد الناس قد صلوا

- ‌الترغيب في كثرة الجماعة

- ‌الترغيب في الصلاة في الفلاة

- ‌الترغيب في صلاة العشاء والصبح خاصة في جماعةوالترهيب من التأخر عنهما

- ‌الترهيب من ترك حضور الجماعة لغير عذر

- ‌الترغيب في صلاة النافلة في البيوت

- ‌الترغيب في انتظار الصلاة بعد الصلاة

- ‌الترغيب في المحافظة على الصبح والعصر

- ‌الترغيب في جلوس المرء في مصلاه بعد صلاة الصبح وصلاة العصر

- ‌الترغيب في أذكار يقولها بعد الصبح والعصر والمغرب

- ‌الترهيب من فوات العصر بغير عذر

- ‌الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسانوالترهيب منها عند عدمهما

- ‌الترهيب من إمامة الرجل القوم وهم له كارهون

- ‌الترغيب في الصف الأول، وما جاء في تسوية الصفوف والتراص فيها وفضل ميامنها ومن صلى في الصف المؤخر مخافة إيذاء غيره لو تقدم

- ‌الترغيب في وصل الصفوف وسد الفرج

- ‌الترهيب من تأخر الرجال إلى أواخر صفوفهم وتقدم النساء إلى أوائل صفوفهن ومن اعوجاج الصفوف

- ‌الترغيب في التأمين خلف الإمام وفى الدعاءوما يقوله في الاعتدال والاستفتاح

- ‌الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإمام في الركوع والسجود

- ‌الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجودوإقامة الصلب بينهما وما جاء في الخشوع

- ‌الترهيب من رفع البصر إلى السماء في الصلاة

- ‌الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكر

- ‌الترهيب من مسح الحصى وغيره في موضع السجودوالنفخ فيه لغير ضرورة

- ‌الترهيب من وضع اليد على الخاصرة في الصلاة

- ‌الترهيب من المرور بين يدى المصلى

- ‌الترهيب من ترك الصلاة تعمدا وإخراجها عن وقتها تهاونا

- ‌كتاب النوافل

- ‌الترغيب في المحافظة على ثنتى عشرة ركعة من السنة في اليوم والليلة

- ‌الترغيب في المحافظة على ركعتين قبل الصبح

- ‌الترغيب في الصلاة قبل الظهر وبعدها

- ‌الترغيب في الصلاة قبل العصر

- ‌الترغيب في الصلاة بين المغرب والعشاء

- ‌الترغيب في الصلاة بعد العشاء

- ‌الترغيب في صلاة الوتر وما جاء فيمن لم يوتر

- ‌الترغيب في أن ينام الإنسان طاهراً ناوياً للقيام

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن حين يأوى إلى فراشهوما جاء فيمن نام ولم يذكر الله تعالى

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن إذا استيقظ من الليل

- ‌الترغيب في قيام الليل

- ‌الترهيب من صلاة الإنسان وقراءته حال النعاس

- ‌الترهيب من نوم الإنسان إلى الصباح وترك قيام شئ من الليل

- ‌الترغيب في آيات وأذكار يقولها إذا أصبح وإذا أمسى

- ‌الترغيب في قضاء الإنسان ورده إذا فاته من الليل

- ‌الترغيب في صلاة الضحى

- ‌الترغيب في صلاة التسبيح

- ‌الترغيب في صلاة التوبة

- ‌الترغيب في صلاة الحاجة ودعائها

- ‌الترغيب في صلاة الاستخارة وما جاء في تركها

- ‌كتاب الجمعة

- ‌الترغيب في صلاة الجمعة والسعى إليهاوما جاء في فضل يومها وساعتها

- ‌الترغيب في الغسل يوم الجمعة

- ‌الترغيب في التبكير إلى الجمعة وما جاء فيمن يتأخر عن التبكير من غير عذر

- ‌الترهيب من تخطى الرقاب يوم الجمعة

- ‌الترهيب من الكلام والإمام يخطب، والترغيب في الإنصات

- ‌الترهيب من ترك الجمعة لغير عذر

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف وما يذكر معهاليلة الجمعة ويوم الجمعة

- ‌كتاب الصدقات

- ‌الترغيب في أداء الزكاة وتأكيد وجوبها

- ‌الترهيب من منع الزكاة، وما جاء في زكاة الحلى

- ‌الترغيب في العمل على الصدقة بالتقوىوالترهيب من التعدي فيها والخيانة، واستحباب ترك العمل لمن لا يثق بنفسهوما جاء في المكاسين والعشارين والعرفاء

- ‌الترهيب من المسألة وتحريمها مع الغنى وما جاء في ذم الطمعوالترغيب في التعفف والقناعة والأكل من كسب يده

- ‌ترغيب من نزلت به فاقة أو حاجة أن ينزلها بالله تعالى

- ‌الترهيب من أخذ ما دفع من غير طيب نفس المعطي

- ‌ترغيب من جاءه شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس في قبولهسيما إن كان محتاجاً، والنهي عن رده وإن كان غنيا عنه

- ‌ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنةوترهيب المسئول بوجه الله أن يمنع

الفصل: ‌الترغيب في إجابة المؤذن، وبماذا يجيبه؟ وما يقول بعد الأذان

29 -

وروى عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أذن محتسباً سبع سنين كُتِبَ له براءة (1) من النار. ورواه ابن ماجه والترمذي وقال: حديث غريب.

30 -

وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان الرجل بأرضٍ قىً فحانتِ (2) الصلاة فليتوضأ، فإن لم يجد ماءً فليتيمم، فإن أقام صلى معه ملكاه (3)، وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود (4)

الله ما لا يُرَى طرفاه. رواه عبد الرزّاق في كتابه عن ابن التميمى عن أبيه عن أبي عثمان النهدى عنه.

(القىّ) بكسر القاف وتشديد الياء: هى الأرض القفر.

‌الترغيب في إجابة المؤذن، وبماذا يجيبه؟ وما يقول بعد الأذان

؟

1 -

عن أبي سعيدٍ الخدرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول المؤذن. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

(1) فوز ونجاة. يا أخى: المداومة على العمل لله سبب الفلاح، وليس هذا قاصراً على المؤذن الراتب، بل المؤمن يداوم على الأذان مهما حل وأين سار، ولعلك فهمت سر (محتسب) وأرى أنها للغنى غير محتاج إلى أجر ولكن الفقير الصالح، ويتناول أجرا فله هذا الثواب، والله أعلم.

(2)

جاء وقتها.

(3)

في نسخة: ملكان، وفي رواية: فإن أقام الصلاة صلى معه ملكان.

(4)

ملائكته.

الآيات المناسبة لهذا الباب

قال الله تعالى:

أ - (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إننى من المسلمين).

أي دعا إلى عبادة ربه، وذكر الناس بواجباتهم نحو خالقهم، ومغدق نعمه عليهم، وهلل، وكبر، وعظم وجاهر بالحق، وأعلن الطاعة، وأظهر الإخلاص، وكان قدوة حسنة، ومثلا كاملا للإسلام، ونور الإيمان وشمس الهداية، وكواكب يستنير بها العاملون، وعمل صالحاً فيما بينه وبين ربه، قال المفسرون: نزلت في المؤذنين، أو، نزلت في النبى صلى الله عليه وسلم، وانظر إلى هذا العطف شرط نيل ثواب الله (وعمل صالحاً) وافهم الباب.

ب - (يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون 10 فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)11. من سورة الجمعة.

أي إذا أذن للصلاة، فامضوا إلى عبادة الله مسرعين، واتركوا المعاملة، ولما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة نزل قباء فأقام بها إلى الجمعة ثم دخل المدينة وصلى الجمعة في واد لبنى سالم بن عوف.

ص: 183

2 -

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول ثم صلُّوا علىَّ، فإنه من صلى علىَّ صلاةً صلى الله (1) بها عشراً، ثم سلوا الله لى الوسيلة (2) فإنها منزلة في الجنة لا تنبغى إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هُو، فمن سأل (3) لى الوسيلة حلت (4) له الشفاعة (5)، رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.

3 -

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قال المؤذن: الله أكبر (6)، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبرُ، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قال: حيَّ على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حيَّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله (7)

ثم قال: الله أكبر الله أكبر،

(1) في نسخة: صلى الله عليه بها أي زاده بها درجات.

(2)

فسرها صلى الله عليه وسلم بأنها منزلة في الجنة - قال أهل اللغة: الوسيلة: المنزلة عند الملك.

(3)

في نسخة: من سأل الله لي الوسيلة.

(4)

في رواية: حلت عليه الشفاعة.

(5)

وجبت، وقيل نالته. أخى: هل نأخذ من هذا الحديث درس أخلاق، المصطفى صلى الله عليه وسلم: فتح الله له فتحاً مبينا، وغفر له ما تقدم من ذنبه ومع هذا يطلب من أمته أن تدعو له، ويتواضع إلى درجة العزة بالله، (وأرجو أن أكون أنا هو).

ماذا عملت أيها المسلم؟ وما هذه الغطرسة والغفلة؟ تب إلى الله، وحافظ على إجابة نداء المؤذن، وداوم على صلاة الجماعة في المسجد، وأكثر من ذكر الله، والصلاة على حبيب الله، فإن صليت على رسول الله مرة أعطاك ربك عشر حسنات، وأحاطت بك الرحمات.

(6)

قال النووي: معناه قال كل نوع من هذا مثنى كما هو المشروع فاختصر صلى الله عليه وسلم من كان نوع شطرة تنبيها على باقية، ومعنى حى على كذا: أي تعالوا إليه. والفلاح: الفوز والنجاة وإصابة الخير، قالوا: وليس في كلام العرب كلمة أجمع للخير من لفظة الفلاح، فمعنى حى على الفلاح: تعالوا إلى سبب الفوز والبقاء في الجنة، والخلود في النعيم أهـ ص 87 - (جـ 4).

(7)

قال أبو الهيثم: الحول الحركة، أي لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله تعالى أهـ. وقيل: لا حول في دفع شر، ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله، وقيل: لا حول عن معصية إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته.

أحكام الباب كما قال النووي رحمه الله

أ - فيه استحباب قول سامع المؤذن مثل ما يقول إلا في الحيعلتين، فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

ب - استحباب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من متابعة المؤذن. =

ص: 184

قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله. قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة. رواه مسلم وأبو داود والنسائي.

4 -

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذى وعدته، حلت له شفاعتى يوم القيامة. رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ورواه البيهقى في سننه الكبرى، وزاد آخره: إنكَ لا تخلف الميعاد.

5 -

وعن سعد بن أبى وقاصٍ رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين سمع المؤذن: وأنا أشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله ربا، وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولاً غفر (1) الله له ذنوبه. رواه مسلم والترمذي واللفظ له، والنسائي وابن ماجه وأبو داود ولم يقل: ذنوبه، وقال مسلم: غُفِرَ له ذنبه.

6 -

وعن هلال بن يسافٍ رضى الله عنه أنه سمع معاوية يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سمع المؤذن فقال: مثل ما يقول (2)

فله مثل

= جـ - واستحباب سؤال الوسيلة له صلى الله عليه وسلم.

د - ويستحب أن يقول بعد قوله: (وأنا أشهد أن محمداً رسول الله: رضيت بالله ربا، وبمحمد رسولا، وبالإسلام ديناً).

هـ يستحب الترغيب في الخير، وذكر دلائل النشاط لقوله صلى الله عليه وسلم:(صلى الله عليه بها عشرا).

و- يستحب إجابة المؤذن بالقول مثل قوله لكل من سمعه من متطهر، ومحدث، وجنب، وحائض، وغيرهم إلا إذا في الخلاء، أو يجامع أهله، أو في صلاة.

ح - يقطع قراءته أو تسبيحه، وتابع المؤذن أو المقيم ص 88 جـ 4.

(1)

في نسخة: غفر له ذنوبه.

(2)

أي يقول مثل قوله.

وعلق القاضى عياض على قوله صلى الله عليه وسلم: إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر الخ، لأن ذلك توحيد وثناء على الله تعالى، وانقياد لطاعته، وتفويض إليه لقوله: لا حول ولا قوة إلا بالله، فمن حصل هذا فقد حاز حقيقة الإيمان، وكمال الإسلام، واستحق الجنة بفضل الله تعالى.

هذا إلى إثبات النبوة والشهادة بالرسالة لنبينا صلى الله عليه وسلم، ثم دعا إلى الصلاة والنعيم المقيم، وفيه إشعار بأمور الآخرة من البعث والجزاء أهـ بتصرف ص 88 جـ 4.

ص: 185

أجْرِهِ. رواه الطبراني في الكبير من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، لكن متنُه حسن، وشواهده كثيرة.

7 -

وروى عن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بين صف الرجال والنساء فقال: يا معشر النساء إذا سمعتم أذان هذا الحبشي وإقامته، فقلن كما يقول، فإن لَكُنَّ بكل حرفٍ ألف ألف درجةٍ. قال عمر رضي الله عنه: هذا للنساء (1)، فما للرجال؟ قال: ضعفان يا عمر. رواه الطبراني في الكبير، وفيه نكارة.

8 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام بلال ينادى، فلما سكت قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال مثل ما قال هذا يقيناً (2)

دخل الجنة. رواه النسائي وابن ماجه في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الإسناد

(1) الآن وجب على النساء ملازمة بيوتهن، ولا يصلح ذهابهن إلى المسجد لخوف الفتنة، فكن يذهبن فى مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند أمن الفتنة، بل في غلس الليل وشدة ظلامه حتى لا يراهن أحد، فما بالك الآن، وقد بلغ السيل الزبى، واختلط الحابل بالنابل، وأصبحت الفتيات تزاحمن الشبان في مواطن الفسوق، فلا حول ولا قوة إلا بالله، على أن النساء يقلن في بيوتهن وخدرهن لينلن ألف ألف درجة، كما قال صلى الله عليه وسلم: ويصلين في بيوتهن والله عنهن راض.

(2)

بنية صادقة وإخلاص، وترى يا أخى هذا يسبق القول والفعل، فيحافظن على أوامر الله، ويجتنبن نواهيه. أما قول اللسان بلا عمل فباطل ويكون حجة على صاحبه يشهد أنه سمع الأذان، ولها ولعب، وغفل عن الله، وقصر في حق الله.

إن الله أرشدنا في كتابه أن مهر الجنة العمل لها، قال تعالى:(وتلك الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون). ملك الملوك يقص علينا ثمن هذا النعيم، ويقول علماء النحو في طرق الإعراف: وتلك مبتدأ، والجنة بدل مطابق والتى صفة، والخبر بما كنتم تعملون، وعليه يتعلق الباء بمحذوف، لا بأورثتموها أهـ بيضاوى ص 683.

يا أخى: فكر في (يقيناً). واعلم أن اليقين الثابت يتدفق منه معين العمل الصالح، ويشرق منه نور الحكمة، وتطلع في سماء العاملين شموس السعادة، وهناك التوفيق والهداية، وجنة الله للمحسنين.

وذلك ما قصه الله علينا قبل هذه الآية لتقرن عملك بقولك دائماً: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون، يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون، وتلك الجنة التى أورثتموها بما كنتم تعملون. لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون) 68 - 74 من سورة الزخرف.

ما مناسبة هذه الآيات؟ أريد أن أبين للمسلمين أن يقولوا فيفعلوا، وبذا (وجبت لهم الجنة) كما في الحديث فنجد مودة المتقين باقية ونافعة أبدا الآباد، ووصف الله المنادى (ياعباد) بصفتين المؤمنين المسلمين ليحسن الاعتقاد في الله، وتوجد الأعمال، وقال تعالى:(تلك الجنة التى نُورِثُ من عبادنا من كان تقيا) 63 من سورة مريم. أي نبقيها عليهم من ثمرة تقواهم كما يبقى على الوارث مال مورثه، وقيل: يورث المتقون من الجنة المساكن التى كانت لأهل النار لو أطاعوا زيادة في كرامتهم.

ص: 186

ورواه أبى يعلَى عن يزيدَ الرقاشى عن أنس بن مالك.

ولفظه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأذَّن بلالٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال مثل مقالته، وشهد مثل شهادته فله الجنةُ.

(عرّس المسافر) بتشديد الراء: إذا نزل آخر الليل ليستريح.

ما يقال بعد الأذان

9 -

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين ينادى المنادى: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة النافعة، صلِّ على محمدٍ، وارض عنى رضاً لا سخط بعده استجاب الله له دعوته، رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة، وسيأتى في باب الدعاء بين الأذان والإقامة حديث أبى أمامة إن شاء الله تعالى.

10 -

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول إن المؤذنين يفضلوننا (1). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قُل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تُعطه (2). رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه.

11 -

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا سمع المؤذن: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة صل على محمدٍ وأعطهِ سُؤلَهُ يوم القيامة، وكان يسمعها من حوله، ويجب أن يقولوا مثل ذلك إذا سَمِعُوا المُؤَذِّنَ، قال: ومن قال مثل ذلك إذا سمع المؤذن وجبت له شفاعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم يوم القيامة (3).

رواه الطبراني في الكبير والأوسط

(1) أفضل عليه وتفضل: تطاول وافتخر، أي يزيدون علينا في الثواب.

(2)

اسأل الله يجب طلبك.

(3)

فسر الشفاعة صلى الله عليه وسلم في حديث (يجمع الله الناس يوم القيامة، فيهتمون لذلك، فيقولون لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا قال: فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم

إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: فيأتونى، فأستأذن على ربى فيؤذن لى، فإذا أنا رأيته وقعت ساجداً، فيدعنى ما شاء الله، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، قل تسمع: سل تعطه، اشفع تشفع) الحديث ص 58 - 3.

يمر الناس على سادتنا: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام؛ فيقولون: ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم عبداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيقول صلى الله عليه وسلم: أمتى أمتى. وأيضا تحل الشفاعة للأنبياء والملائكة وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم. فالشفاعة: الإراحة من الموقف والفصل بين العباد. =

ص: 187

ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع النداءَ قال: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، صلى على عبدك ورسولكَ، واجعلنا في شفاعته يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال هذا عند النداء جعله الله في شفاعتى يوم القيامة. وفي إسنادهما صدقة بن عبد الله السمين.

12 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله لى الوسيلة، فإنه لم يسألها لى عبد في الدنيا إلا كُنتُ له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة. رواه الطبراني في الأوسط من رواية الوليد بن عبد الملك الحرانى عن موسى بن أعين، والوليد مستقيم الحديث فيما رواه عن الثقات، وابن أعين ثقة مشهور.

13 -

ورواه في الكبير أيضاً، ولفظه قال: من سمع النداءَ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله: اللهم صلى على محمدٍ وبلغه درجة الوسيلة عندك، واجعلنا في شفاعته يوم القيامة، وجبت له الشفاعة، وفيه إسحاق بن عبد الله بن كيسا، وهو لين الحديث

= عن جابر بن عبد الله قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: (لكل نبى دعوة قد دعا بها في امته، وخبأت دعوتى شفاعة لأمتى يوم القيامة). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص (أن النبى صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: (رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعنى فإنه منى) الآية. وقال عيسى عليه الصلاة والسلام (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). فرفع يديه وقال: اللهم أمتى أمتى، وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، وأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم، فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في امتك ولا نسوءك).

قال النووي: في الحديث كمال شفقة النبى صلى الله عليه وسلم على أمته، واعتنائه بمصالحهم، واهتمامه بأمرهم، واستحباب رفع اليدين في الدعاء، والبشارة العظيمة لهذه الأمة، زادها الله تعالى شرفا بما وعدها الله تعالى بقوله: سنرضيك في أمتك ولا نسوءك، وعظيم منزلة النبى صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى، وعظيم لطفه سبحانه به صلى الله عليه وسلم، والحكمة من إرسال جبريل لسؤاله صلى الله عليه وسلم إظهار شرف النبى صلى الله عليه وسلم وأنه بالمحل الأعلى، فيسترضى ويكرم بما يرضيه، والله أعلم. وموافق لقوله الله عز وجل: ولسوف يعطيك ربك فترضى)، ومعنى لا نسوؤك لا نحزنك: أي نرضيك، ولا ندخل عليك حزنا، بل ننجى الجميع، والله أعلم ص 79 - 1.

ولى كلمة رجاء لأئمة هذا الزمن ومؤذنيه، وأعد قوله صلى الله عليه وسلم:(اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين) معجزة خالدة تجلت في عصرنا هذا، وأن دين الإسلام براء ممن لم يتحل بآدابه، ويعمل بأوامره. إن منصب الإمام جليل يلزمه الاطلاع على الكتاب والسنة، والتفقه في الدين، والسير المستقيم ليكون الإمام قدوة حسنة للمسلمين، وإلا ساء العمل، وساد الإلحاد وكثرت البغضاء، وضل الناس.

ص: 188