الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترهيب من الكلام والإمام يخطب، والترغيب في الإنصات
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إذا قُلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت والإمام يخطب فقد لغوت. رواه البخاري ومسلم: وأبو داود والترمذي والنسائيّ، وابن ماجه وابن خزيمة.
(قوله لغوت): قيل معناه: خبت من الأجر، وقيل: تكلمت، وقيل: أخطأت، وقيل: بطلت فضيلة جمعتك، وقيل: صارت جمعتك ظهراً، وقيل: غير ذلك.
2 -
وعنه رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إذا تكلمت يوم الجمعة، فقد لغوت وألغيت، يعنى والإمام يخطب. رواه ابن خزيمة في صحيحه.
3 -
وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب، فهو كمثل الحمار يحمل أسفاراً (1)، والذى يقول له: أنصت ليس له جمعة (2). رواه أحمد والبزّار والطبراني.
4 -
وعن أُبى بن كعبٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الجمعة تبارك وهو قائمٌ يذكر بأيام الله، وأبو ذر يغمز أُبىَّ بن كعبٍ، فقال: متى أُنزلت هذه السورة إنى (3) لم أسمعها إلى الآن، فأشار إليه أن اسكت، فلما انصرفوا قال: سألتك متى أُنزلت هذه السورة فلم تخبرنى؟ فقال: أُبىُّ: ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت، فذهب أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبره بالذى قال أُبى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق أُبي. رواه ابن ماجه بإسناد حسن.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه أنه قال: دخلت المسجد يوم الجمعة، والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب فجلست قريباً من أُبى بن كعبٍ فقرأ النبىُّ
(1) كتباً؛ بمعنى أن قلبه خال من خشية الله، وهو غافل عن وعظ الإمام، وفائدة الجمعة وهو لاه عن الله ومعرض عن طاعته، ومشغول عن وقت إجابة الإمام وعرض نفسه لانتقام الله تعالى وحرم نفسه من الثواب وضيع سماع أركان الجمعة فلا تنعقد به، وذهبت قيمته.
(2)
بمعنى أن كثير الكلام حرم من أداء هذا الفرض كاملا، وضيع ثوابه، ودل على سوء أدبه مع ربه ولم تنفعه نصائح الإمام.
(3)
كذا ع ص 247، وفى ن د: فإنى.
صلى الله عليه وسلم سورة براءة، فقلت لأبى: متى نزلت هذه السورة؟ قال: فتجهَّمنى ولم يُكلمنى، ثم مكثت ساعةً، ثم سألته فتجهمنى ولم يكلمنى، ثم مكثت ساعةً، ثم سألته فتجهمنى ولم يُكلمنى، فلما صلى النبى صلى الله عليه وسلم قلت لأبى: سألتك فتجهمتنى ولم تُكلمنى، قال أُبىٌّ: مالك من صلاتك إلا ما لغوت، فذهبت إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبى الله كنت بجنب أُبى وأنت تقرأ براءة، فسألته متى نزلت هذه السورة؟ فتجهمنى ولم يكلمنى، ثم قال: مالك من صلاتك إلا ما لغوت، قال النبى صلى الله عليه وسلم: صدق أُبىٌّ.
(قوله فتجهمنى): معناه قطب وجهه وعبس إلىّ نظر المغضب المنكر.
الترهيب من الكلام والإمام يخطب الخ
5 -
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً على المنبر فخطب الناس، وتلا آيةً، وإلى جنبى أُبىُّ بن كعبٍ، فقلت: له يا أُبىُّ ومتى أُنزلت (1) هذه الآية؟ قال: فأبى أن يكلمنى، ثم سألته فأبى أن يكلمنى حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أُبىُّ: مالك من جمعتك إلا ما لغيت (2)، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم جئته فأخبرته، فقلت: أي رسول الله إنك تلوت آيةً، وإلى جنبى أُبىُّ بن كعبٍ، فقلت له: متى أُنزلت هذه الآيةُ؟ فأبى أن يُكلمنى حتى إذا نزلت زعم أبى أنه ليس لى من جمعتى إلا ما لغيت، فقال: صدق أُبىٌّ: إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ. رواه أحمد من رواية حرب بن قيس عن أبي الدرداء، ولم يسمع منه.
6 -
وروى عن جابر رضي الله عنه قال: قال سعد بن أبى وقاصٍ رضي الله عنه لرجل: لا جمعة لك، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: لم ياسعد؟ قال: لأنه كان يتكلم وأنت تخطب، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: صدق سعدٌ. رواه أبو يعلى والبزّار.
7 -
وعن جابرٍ أيضاً رضي الله عنه قال: دخل عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه المسجد والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلس إلى جنب أُبى بن كعبٍ، فسأله
(1) كذا ع، وفى ن د: نزلت.
(2)
كذا ع، وفى ن د: لغوت.
عن شئٍ أو كلمه بشئٍ فلم يرد عليه أبىٌّ، فظن ابن مسعودٍ أنها موجدةٌ (1)، فلما انفتل (2) النبى صلى الله عليه وسلم من صلاته. قال ابن مسعود: ياأُبى ما منعك أن تردَّ علىَّ؟ قال: إنك لم تحضر معنا الجمعة. قال: لم؟ قال: تكلمت والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب، فقام ابن مسعودٍ: فدخل على النبى صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق أُبىُّ، أطِعْ أُبيًّا. رواه أبو يعلى بإسناد جيد، وابن حبان في صحيحه.
8 -
وعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: كفى لغواً (3)
أن تقول لصاحبك: أنصت إذا خرج الإمام في الجمعة. رواه الطبراني في الكبير موقوفاً بإسناد صحيح، وتقدم في حديث علىّ المرفوع.
ومن قال يوم الجمعة لصاحبه أنصت فقد لغا، ومن لغا فليس له في جمعته تلك شئ.
9 -
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اغتسل يوم الجمعة، ومس من طيب امرأته إن كان لها، ولبس من صالح ثيابه، ثم لم يتخط رقاب الناس، ولم يلغ عند الموعظة كان كفارة لما بينهما، ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظُهْراً. رواه أبو داود، وابن خزيمة
(1) أي شئ يوجب الكدر والغضب. يقال: وجد عليه يجد وجدا وموجدة، ومنه حديث:(إنى سائلك فلا تجد على) أي لا تغضب.
(2)
انتهى.
(3)
إثما وباطلا. يا عجبا! تنصح أخاك المتكلم أثناء خطبة الخطيب فيعد هذا ذنباً، ويبطل ثواب الجمعة فما بالك بالآثم المتكلم كلاما لا فائدة فيه إنه مذنب، ومضيع ثواب الجمعة.
ماذا يريد النبى صلى الله عليه وسلم من المسلم يوم الجمعة
يريد صلى الله عليه وسلم منك ياأخى أن تشتغل بالدعاء والاستغفار والتسبيح بعد العصر يوم الخميس، وتشتغل بإحياء ليلته بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، وتلاوة القرآن وذكر الله وتغتسل مبكراً وتشتغل في ضحوتها بطاعة الله، ثم تتزين وتتنظف وتتطيب، ثم تسعى إلى الجمعة خاشعاً متواضعاً ناويا للاعتكاف في المسجد. وإن فضل البكور عظيم، ولا يمر بين أيدى الناس ولا يتخطى رقابهم بل يسرع في الجلوس في الصف الأول ثم يشتغل بجواب المؤذن. ثم يستمع الخطبة، ويحافظ على صلاة العصر جماعة في أول وقته ويقال: إن الطير والهوام يلقى بعضها بعضاً في يوم الجمعة. فتقول: سلام سلام يوم صالح.