الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 -
وعن عمرو بن زرارة قال: وقف على عبد الله، يعنى ابن مسعود وأنا أقُصُّ، فقال يا عمرو: لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من محمد وأصحابه به فلقد رأيتهم تفرقوا عنى حتى رأيت مكانى ما فيه أحدٌ. رواه الطبراني في الكبير باسنادين أحدهما صحيح.
(قال الحافظ عبد العظيم) وتأتى أحاديث متفرقة من هذا النوع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
الترغيب في البداءة بالخير ليستن به
والترهيب من البداءة بالشرّ خوف أن يستن به
1 -
عن جرير رضي الله عنه قال: كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم غزاةٌ مُجتابى النَّمار والعباء متقلدى السيوف عامتهم من مُضَرَ، بل كلهم من مُضَر فتمعَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى ما بهم من الفاقة فدخل؛ ثم خرج فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى، ثم خطب فقال: يا أيها الناس اتقوا
= تعالى يخاطب المؤمنين (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (1)) (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً (2)).
وقال تعالى يخاطبه صلى الله عليه وسلم:
(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (3)) (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون (4)) الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف ويناهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصراهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه اولئك هم المفلحون (5)) (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله) - (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك علهيم حفيظاً) وقال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما (6)) وقال تعالى: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون (7) وقال تعالى: (قل إن كنت تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (8)) وقال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (9))
ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة. إلى آخر الآية: إن الله كان عليكم رقيبا (1) والآية التي في الحشر: اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ (2) تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بُرِّهِ، من صاع تمره حتى قال: ولو بشق تمرةٍ. قال فجاء رجل من الأنصار بصرةٍ كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت، قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مُذَهَّبَةٌ (3)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرها وأجرُ من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجُورهم شئٌ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شئ. رواه مسلم، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي باختصار القصة.
(قوله: مجتابى) هو بالجيم الساكنة ثم تاء مثناه وبعد الألف باء موحدة (والنمار) جمع نمرة، وهى كساء من صفوف مخطط: أي لا بسى النمار قد خرقوها فى رؤوسهم، والجواب القطع (وقوله: تمعر) هو بالعين المهملة المشددة أي تغير (وقوله: كأنه مذهبه) ضبطه بعض الحفاظ بدال مهملة، وهاء مضمومة ونون، وضبطه بعضهم بذال معجمة، وبفتح الهاء وبعدها باء موحدة، وهو الصحيح المشهور، ومعناه على كلا التقديرين: ظهرَ البشر في وجهه صلى الله عليه وسلم حتى استنار وأشرق من السرور، والمذهبة: صحيفة منقشة بالذهب، أو ورقة من القرطاس مطلية بالذهب، يصف حسنه وتلألؤه صلى الله عليه وسلم.
من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الخ
2 -
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: سأل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك القوم، ثم إن رجلاً أعطاهُ فأعطى القوم، فقال رسول الله صلى الله
(1) مطلعاً محيطاً بأعمالكم.
(2)
ليوم القيامة؛ حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى أولئك الفقراء، فأقبل المسلمون زرافات ووحداناً على الصدقة، كل يجوز بما عنده وما تيسر حتى رأي سيدنا جرير تكدس الأشياء من طعام وملابس، فتهلل وجه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحاً وبشراً، وهنا دعا إلى الخير، وافاد أن ثواب فاعله متصل إلى يوم القيامة ولو عمله غيره، ورحمة الله لا حد لها، كذا فاعل الشر يحاسب على خطيئته وذنب مع تبع فعلته إلى يوم القيامة.
(3)
شئ مذهب: بفتح الذال؛ ومذهب بسكونها: أي مموه بالذهب.
عليه وسلم: من سن خيراً فاسْتُنَّ به كان له أجره من تبعه غير منتقص من أُجورهم شيئاً، ومن سن شَرًّا به كان عليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئاً، رواه أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد، ورواه ابن ماجه من حديث أبى هريرة.
ليس من نفس تقتل إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها
3 -
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ليس من نفسٍ تُقْتَلُ ظُلْماً إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ (1) من دمها لأنه أول من سن القتل رواه البخاري وسلم والترمذي.
4 -
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من سن سنة حسنة فله أَجْرُها ما عُمِلَ بها في حياته وبعد مماته حتى تُتْركَ، ومن سن سنة سيئة فعليه إثْمُها حتى تُتْرَكَ، ومن مات مُرَابِطاً (2) جَرَى عليه عمل المُرَابط حتى يُبْعَثَ يوم القيامة. رواه الطبراني في الكبير باسناد لا بأس به.
(قال الحافظ) وتقدم في الباب قبله حديثُ كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده النبى صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث: اعلم يا بلال. قال ما أعلم يا رسول الله؟ قال: إنه من أحيا سنة من سُنتي قد أُمِيتَتْ بعدى كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أُجُورهم شيئاً، ومن ابتدع بدعةً ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام (3) من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه.
5 -
وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا الخير خزائن (4) ولتلك الخزائن مفاتيح. فطوبى (5) لعبدٍ جعله الله عز وجل مفتاحاً
(1) نصيب - قال الله تعالى (فطوعت له نفس قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين. فبعث الله غراباً الآية
(2)
المرابطة: ملازمة ثغر العدو: أي مات مجاهداً فثوابه لا ينقطع.
(3)
ذنوب.
(4)
كنوز تعطى لأصحابها عند الحاجة وأن الله تعالى يجري على أيدي الصالحين فتح أبواب فضله وخيره كالعلم، والإصلاح بين الناس، والزكاة، والزيارة لله، وهكذا من أعمال الحسنات تسبب إرسال الخير للناس من الله.
(5)
فعلى من الطيب شجرة في الجنة يتمتع بظلها ورائحتها الذكية مسكن الفتن وجالب الألفة، وقائد الخير، ورسول البر. وويل واد في جهنم لموقد العداوة، وباعث الشرور. وفيه الحث على نية الخير، والمسابقة في مشروعات الخير، وقد وصف الله عباده المحسنين الأبرار فقال (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وزرياتنا قرة =