المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسانوالترهيب منها عند عدمهما - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ١

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌نبذة في مصطلح الحديث وفن أصوله

- ‌بيان أقسام طرق تحمل الحديث ومجامعها

- ‌الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله تعالى عنه

- ‌الإمام مالك رضي الله عنه

- ‌الإمام الشافعي رضي الله عنه

- ‌الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه

- ‌الإمام البخاري رضي الله عنه

- ‌الإمام مسلم رضي الله عنه

- ‌الإمام أبو داود

- ‌الإمام الترمذي

- ‌الإمام النسائي

- ‌الإمام ابن ماجه

- ‌الإمام الطبراني

- ‌الإمام أبو يعلى

- ‌الإمام البزار

- ‌الإمام النيسابوري

- ‌الإمام ابن خزيمة

- ‌الإمام ابن أبي الدنيا

- ‌الإمام البيهقي

- ‌الإمام الأصبهاني

- ‌الحافظ المنذري

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌تقاريظ الطبعة الثانية

- ‌مصادر الفتح الجديد في الترغيب والترهيب

- ‌الترغيب في الإخلاص والصدق والنية الصالحة

- ‌الترهيب من الرياء وما يقوله من خاف شيئاً منه

- ‌الترغيب في اتباع الكتاب والسنة

- ‌الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء

- ‌الترغيب في البداءة بالخير ليستن بهوالترهيب من البداءة بالشرّ خوف أن يستن به

- ‌كتاب العلم

- ‌الترغيب في العلم وطلبه وتعلمه وتعليمهوما جاء في فضل العلماء والمتعلمين

- ‌الترغيب في الرحلة في طلب العلم

- ‌الترغيب في سماع الحديث وتبليغه ونسخهوالترهيب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الترغيب في مجالسة العلماء

- ‌الترغيب في إكرام العلماء وإجلالهم وتوقيرهموالترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم

- ‌الترهيب من تعلم العلم لغير وجه الله تعالى

- ‌الترغيب في نشر العلم والدلالة على الخير

- ‌الترهيب من كتم العلم

- ‌الترهيب من أن يعلم ولا يعمل بعلمه ويقول ولا يفعله

- ‌الترهيب من الدعوى في العلم والقرآن

- ‌الترهيب من المراء والجدال والمخاصمة والمحاججة والقهر والغلبةوالترغيب في تركه للمحق والمبطل

- ‌كتاب الطهارة

- ‌الترهيب من التخلي على طرق الناس أو ظلهم أو مواردهموالترغيب في الانحراف عن استقبال القبلة واستدبارها

- ‌الترهيب من البول في الماء والمغتسل والجحر

- ‌الترهيب من الكلام على الخلاء

- ‌الترهيب من إصابة البول الثوب وغيره، وعدم الاستبراء منه

- ‌الترهيب من دخول الرجال الحمام بغير أزر ومن دخول النساء بأزر وغيرها إلا نفساء أو مريضة، وما جاء في النهى عن ذلك

- ‌الترهيب من تأخير الغسل لغير عذر

- ‌الترغيب في الوضوء وإسباغه

- ‌الترغيب في المحافظة على الوضوء وتجديده

- ‌الترهيب من ترك التسمية على الوضوء عامدا

- ‌الترغيب في السواك وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في تخليل الأصابع، والترهيب من تركه وترك الإسباغ إذا أخل بشيء من القدر الواجب

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن بعد الوضوء

- ‌الترغيب في ركعتين بعد الوضوء

- ‌كتاب الصلاة

- ‌الترغيب في الأذان وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في إجابة المؤذن، وبماذا يجيبه؟ وما يقول بعد الأذان

- ‌الترغيب في الإقامة

- ‌الترهيب من الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر

- ‌الترغيب في الدعاء بين الأذان والإقامة

- ‌الترغيب في بناء المساجد في الأمكنة المحتاجة إليها

- ‌الترغيب في تنظيف المساجد وتطهيرها وما جاء في تجميرها

- ‌الترهيب من البصاق في المسجد، وإلى القبلة، ومن إنشاد الضالةفيه، وغير ذلك

- ‌الترغيب في المشى إلى المساجد سيما في الظلم وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في لزوم المساجد والجلوس فيها

- ‌الترهيب من إتيان المسجد لمن أكل بصلا أو ثوما أو كراثا أو فجلا ونحو ذلك مما له رائحة كريهة

- ‌ترغيب النساء في الصلاة في بيوتهن ولزومهاوترهيبهن من الخروج منها

- ‌الترغيب في الصلوات الخمس والمحافظة عليها والإيمان بوجوبها

- ‌الترغيب في الصلاة مطلقاً، وفضل الركوع والسجود والخشوع

- ‌الترغيب في الصلاة في أول وقتها

- ‌الترغيب في صلاة الجماعة وما جاء فيمن خرج يريد الجماعةفوجد الناس قد صلوا

- ‌الترغيب في كثرة الجماعة

- ‌الترغيب في الصلاة في الفلاة

- ‌الترغيب في صلاة العشاء والصبح خاصة في جماعةوالترهيب من التأخر عنهما

- ‌الترهيب من ترك حضور الجماعة لغير عذر

- ‌الترغيب في صلاة النافلة في البيوت

- ‌الترغيب في انتظار الصلاة بعد الصلاة

- ‌الترغيب في المحافظة على الصبح والعصر

- ‌الترغيب في جلوس المرء في مصلاه بعد صلاة الصبح وصلاة العصر

- ‌الترغيب في أذكار يقولها بعد الصبح والعصر والمغرب

- ‌الترهيب من فوات العصر بغير عذر

- ‌الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسانوالترهيب منها عند عدمهما

- ‌الترهيب من إمامة الرجل القوم وهم له كارهون

- ‌الترغيب في الصف الأول، وما جاء في تسوية الصفوف والتراص فيها وفضل ميامنها ومن صلى في الصف المؤخر مخافة إيذاء غيره لو تقدم

- ‌الترغيب في وصل الصفوف وسد الفرج

- ‌الترهيب من تأخر الرجال إلى أواخر صفوفهم وتقدم النساء إلى أوائل صفوفهن ومن اعوجاج الصفوف

- ‌الترغيب في التأمين خلف الإمام وفى الدعاءوما يقوله في الاعتدال والاستفتاح

- ‌الترهيب من رفع المأموم رأسه قبل الإمام في الركوع والسجود

- ‌الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجودوإقامة الصلب بينهما وما جاء في الخشوع

- ‌الترهيب من رفع البصر إلى السماء في الصلاة

- ‌الترهيب من الالتفات في الصلاة وغيره مما يذكر

- ‌الترهيب من مسح الحصى وغيره في موضع السجودوالنفخ فيه لغير ضرورة

- ‌الترهيب من وضع اليد على الخاصرة في الصلاة

- ‌الترهيب من المرور بين يدى المصلى

- ‌الترهيب من ترك الصلاة تعمدا وإخراجها عن وقتها تهاونا

- ‌كتاب النوافل

- ‌الترغيب في المحافظة على ثنتى عشرة ركعة من السنة في اليوم والليلة

- ‌الترغيب في المحافظة على ركعتين قبل الصبح

- ‌الترغيب في الصلاة قبل الظهر وبعدها

- ‌الترغيب في الصلاة قبل العصر

- ‌الترغيب في الصلاة بين المغرب والعشاء

- ‌الترغيب في الصلاة بعد العشاء

- ‌الترغيب في صلاة الوتر وما جاء فيمن لم يوتر

- ‌الترغيب في أن ينام الإنسان طاهراً ناوياً للقيام

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن حين يأوى إلى فراشهوما جاء فيمن نام ولم يذكر الله تعالى

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن إذا استيقظ من الليل

- ‌الترغيب في قيام الليل

- ‌الترهيب من صلاة الإنسان وقراءته حال النعاس

- ‌الترهيب من نوم الإنسان إلى الصباح وترك قيام شئ من الليل

- ‌الترغيب في آيات وأذكار يقولها إذا أصبح وإذا أمسى

- ‌الترغيب في قضاء الإنسان ورده إذا فاته من الليل

- ‌الترغيب في صلاة الضحى

- ‌الترغيب في صلاة التسبيح

- ‌الترغيب في صلاة التوبة

- ‌الترغيب في صلاة الحاجة ودعائها

- ‌الترغيب في صلاة الاستخارة وما جاء في تركها

- ‌كتاب الجمعة

- ‌الترغيب في صلاة الجمعة والسعى إليهاوما جاء في فضل يومها وساعتها

- ‌الترغيب في الغسل يوم الجمعة

- ‌الترغيب في التبكير إلى الجمعة وما جاء فيمن يتأخر عن التبكير من غير عذر

- ‌الترهيب من تخطى الرقاب يوم الجمعة

- ‌الترهيب من الكلام والإمام يخطب، والترغيب في الإنصات

- ‌الترهيب من ترك الجمعة لغير عذر

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف وما يذكر معهاليلة الجمعة ويوم الجمعة

- ‌كتاب الصدقات

- ‌الترغيب في أداء الزكاة وتأكيد وجوبها

- ‌الترهيب من منع الزكاة، وما جاء في زكاة الحلى

- ‌الترغيب في العمل على الصدقة بالتقوىوالترهيب من التعدي فيها والخيانة، واستحباب ترك العمل لمن لا يثق بنفسهوما جاء في المكاسين والعشارين والعرفاء

- ‌الترهيب من المسألة وتحريمها مع الغنى وما جاء في ذم الطمعوالترغيب في التعفف والقناعة والأكل من كسب يده

- ‌ترغيب من نزلت به فاقة أو حاجة أن ينزلها بالله تعالى

- ‌الترهيب من أخذ ما دفع من غير طيب نفس المعطي

- ‌ترغيب من جاءه شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس في قبولهسيما إن كان محتاجاً، والنهي عن رده وإن كان غنيا عنه

- ‌ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنةوترهيب المسئول بوجه الله أن يمنع

الفصل: ‌الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسانوالترهيب منها عند عدمهما

4 -

وعن نوفل بن معاوية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتِرَ أهله وماله.

وفي روايةٍ، قال نوفلٌ: صلاةٌ: من فاتته فكأنما وُتِرَ أهله وماله. قال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي العصر. رواه النسائي.

‌الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسان

والترهيب منها عند عدمهما

13 -

عن أبي علىٍّ المصري قال: سافرنا مع عقبة بن عامرٍ الجُهنى رضي الله عنه فحضرتنا (1) الصلاة فأردنا أن يتقدمنا، فقال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أَمَّ (2) قوماً، فإن أتمَّ (3) فله التمام ولهم التمام، وإن لم يتم فلهم (4) التمام

= مقام ما لم يسم فاعله لأنهم المصابون المأخوذون فمن رد النقص إلى الرجل نصبهما، ومن رده إلى الأهل والمال رفعهما، ومنه حديث محمد بن مسلمة:(أنا الموتور الثائر) أي صاحب الوتر الثائر الطالب بالثأر، والموتور المفعول أهـ نهاية ص 192.

قال الخطابي وغيره: نقص من هو أهله وماله وسلبه، فبقي بلا أهل ولا مال فليحذر من تفويتها كحذره من ذهاب أهله وماله، وقال أبو عمر بن عبد البر: معناه عند أهل اللغة والفقه أنه كالذى يصاب بأهله وماله إصابة طلب بها وتراً، والوتر الجناية التى يطلب ثأرها فيجتع عليه غمان: غم المصيبة، وغم مقاساة طلب الثأر، وقال الداودى من المالكية: معناه يتوجه عليه من الاسترجاع مايتوجه على من فقد أهله وماله، فيتوجه عليه الندم والأسف لتفويته الصلاة، وقيل معناه: فاته من الثواب ما يلحقه من الأسف عليه كما يلحق من ذهب أهل وماله.

قال القاضى عياض رحمه الله تعالى: واختلفوا في المراد بفوات العصر في هذا الحديث فقال ابن وهب وغيره هو فيمن لم يصلها في وقتها المختار. وقال سحنون والأصيلى: هو أن تفوته بغروب الشمس وقيل هو تفويتها إلى أن تصفر الشمس، وقد ورد مفسراً من رواية الأوزاعى في هذا الحديث. قال فيه وفواتها أن يدخل الشمس صفرة وروى عن سالم أنه قال هذا فيمن فاتته ناسياً، وعلى قول الداودى هو في العامد، وهذا هو الأظهر، ويؤيده حديث البخاري في صحيحه:(من ترك العصر حبط عمله)، وهذا إنما يكون عند العامد قال ابن عبد البر: ويحتمل أن يلحق بالعصر باقى الصلوات ويكون نبه بالعصر على غيرها، وإنما خصها بالذكر لأنها تأتى وقت تعب الناس من مقاساة أعمالهم وحرصهم على قضاء أشغالهم وتسويفهم بها إلى انقضاء وظائفهم وفيما قاله نظر، لأن الشرع ورد في العصر. أهـ نووى ص 126 جـ 5.

(1)

حان وقت الصلاة.

(2)

جعل إماماً.

(3)

أي الصلاة بتؤدة واستوفى شروطها وأركانها وخشوعها، وطهر ثيابه وجسمه، وأرضى ربه.

(4)

المأمومون صلاتهم كاملة ونالوا الثواب كله.

ص: 309

وعليه الإثمُ (1) رواه أحمد واللفظ له، وأبو داود وابن ماجه والحاكم وصححه، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، ولفظهما.

من أَمَّ الناس فأصاب (2) الوقت، وأتمَّ الصلاة فله ولهم، ومن انتقص (3) من ذلك شيئاً فعليه ولا عليهم.

(قال الحافظ): هو عندهم من رواية عبد الرحمن بن حرملة عن أبي علىّ المصريّ، وعبد الرحمن يأتى الكلام عليه.

2 -

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله الله عليه وسلم قال: من أمَّ (4) قوماً فليتق الله (5)، وليعلم أنه ضامن (6) مسئول (7) لما ضمن، وإن احسن كان له من الأجر مثل أجر من صلى خلفه من غير أن ينقص من أُجورهم شيئاً وما كان من نقصٍ (8) فهو عليه رواه الطبراني في الأوسط من رواية معارك بن عباد.

الترغيب في الإمامة مع الإتمام والإحسان الخ

3 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يُصلُّون لكم، فإن أصابوا (9) فلكم، وإن أخطئوا فلكم وعليهم (10). رواه البخاريّ وغيره، وابن حبان في صحيحه، ولفظه:

(1) الذنب لأنه أخل بهذه القدوة، وغش المأمومين، وتجاهر على الله بنقصه، وتجارأ عليه بتدليسه (لا تخفى عليه خافيه).

(2)

وفق وأحسن، وخلص عمله لربه فقبله.

(3)

في نسخة: نقص.

(4)

صلى بالناس إماماً.

(5)

فليخش الله وليحافظ على الطهارة والنظافة، وليحسن سيرته وسريرته، وليصلح نفسه، وليكن قدوة حسنة، وليبتعد عن المحارم، وليتحل بالمكارم وليتجنب صحبة الأشرار، وليمش مع الأخيار، وحذار من سوء القدوة.

(6)

كفيل يحسن الصلاة وأدائها وسبب كثرة ثواب الله ورحمته، من ضمن الشئ ضماناً: كفل به فهو ضامن ضمين. قال في النهاية في حديث (الإمام ضامن والمؤن مؤتمن) أراد بالضمان هنا الحفظ والرعاية، لا ضمان الغرامة لأنه يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها مقرونة بصحة صلاته فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم أهـ ص 26.

(7)

أي يسأله الله جل وعلا عن تقصيره، وإهمال طهارته، وعنايته بشروط الصلاة وأركانها وسننها، لأنه أفقه وأورع وأكمل وأزهد، واختير لذلك.

(8)

بأن وقع في صلاته خلل ولم يعلم به المأمومون، أي للمؤمومين الثواب لأنهم اقتدوا بمن هو أكمل في نظرهم. قال العلقمى: والمراد أن الإمام إن كان في صلاته نقص وخلل بان كان جنباً أو محدثاً، أو عليه نجاسة ولم يعلم المأمومون بحاله، فللمأمومين الثواب، والإثم عليه فقط أهـ، والله تعالى حليم وصبور وعليم وخبير بالمصلح والمفسد، والصالح والطالح.

(9)

صلوا صلاة صحيحة.

(10)

تلكم الثواب بالقدوة، وعليهم الوزر بالتقصير وكتمان النقص.

ص: 310

سيأتى أو سيكون أقوامٌ يُصلون الصلاة، فإن أتموا فلكم، وإن انتقصوا فعليهم ولكم.

4 -

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة على كثبان (1) المسك - أراهُ قال - يوم القيامة: عبدٌ (2) أدى حق الله وحق مواليه، ورجلٌ أمَّ قوما وهم به راضون (3)، ورجل ينادى (4) بالصلوات الخمس في كل يومٍ وليلةٍ. رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن، وراه الطبراني في الصغير والأوسط بإسناد لا بأس به، ولفظه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر (5)، ولا ينالهم الحساب (6)، وهم على كثيبٍ من مسكٍ حتى يفرغ (7) من حساب الخلائق، رجلٌ قرأ القرآن ابتغاء (8)

وجه الله، وأمَّ به قوماً وهم به راضون، الحديث، وفي الباب أحاديث:

(1) جمع كثيب، والكثيب: الرمل المستطيل المحدودب، أي على طائفة من المسك الأذفر ذكى الرائحة الطيبة.

(2)

مملوك أدى الصلوات الخمس وأطاع الله، وقام بواجبات ربه، وواجبات سيده، وأطاعه وخدمه بأمانة وذمة وصدق ووفاء وإخلاص.

(3)

واثقون بحسن أخلاقه، وكمال صفاته ورأوه متحلياً بآداب الشرع. وفي حديث (من أم قوماً وهم له كارهون فإن صلاته لا تجاوز ترقوته) أي كرهوه لمعنى مذموم فيه شرعاً، فإن كرهوه لغير ذلك فلا كراهة في حقه بل الملام عليهم. قال المناوى: أي لا ترتفع إلى الله تعالى رفع العمل الصالح بل أدنى شئ من الرفع أهـ.

(4)

يؤذن ويدعو الناس إلى عبادة الله ويذكرهم بحلول الأوقات ويكون قدوة حسنة لهم.

(5)

شدة الهول كماقال تعالى: (لا يحزنهم الفزع الأكبر)، وفزع: خاف، وفزعت إليه: لجأت، وهو مفزع: أي ملجأ.

(6)

يسامحون من تدقيق الأسئلة يوم القيامة ويعفو الله عنهم، ويسدل عليهم ستره.

(7)

ينتهى، فرغ من الشغل فروعاً من باب قعد، وفرغ يفرغ من باب تعب لغة لبنى تميم.

(8)

طلب ثواب الله تعالى، يرتل القراءة ويعظ الناس ويرجو ثواب ربه في قراءته لله، ويأتم به الناس لله، ويرشد الناس لله.

فقه الباب

مطالبة الإمام بتحسين حاله والتأدب بآداب الله ورسوله، وخشية الله في السر والعلانية والأسوة الحسنة والقدوة الطيبة، واتباع المأمومين له، ووجود الثقة به، وعليهم أن يلبوا داعى الله، ويأتموا به، ويتركوا لعالم الأسرار حسابه، فهو رقيب يجزى المحسن، ويعاقب المسئ. قال الله تعالى:(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا، أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا) إن شاهدنا (من أحسن عملا) لا يحسن إطلاقه إلا على الذين آمنوا وعملوا الصالحات ومن ثواب الله للمحسن في صلاته جنته، والتحلية بأسوار الذهب زينة، ولبس الخضرة من سندس: الذى رق من الديباج وإستبرق: ما غلظ منه يتنعمون على السرر والطنافس. =

ص: 311

الإمام ضامنٌ، والمؤذن مؤتمن (1) وغيرها، وتقدم في الأذان

= إن الإمامة أسمى مقصد وأجل طلب وكفى أنها كانت وظيفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وورثها الخلف والسلف الصالحون من بعده عليه الصلاة والسلام، وقد أخبرنا جل وعلا عن عباده الصالحين، فقال جل شأنه:(والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما أولئك يجون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً، خالدين فيها حسنت مستقراً ومقاماً) 77 من سورة الفرقان. أي عباد الرحمن الذين طلبوا من الله من أهلهم سروراً. قال البيضاوى بتوفيقهم للطاعة وحيازة الفضائل فإن المؤمن إذا شاركه أهله في طاعة الله سر بهم قلبه، وقرت بهم عينه لما يرى من مساعدتهم له في الدين وتوقع لحوقهم به في الجنة أهـ (واجعلنا للمتقين إماماً) أي يقتدون بنا في أمر الدين بإضافة العلم والتوفيق للعمل وتوحيده. إن لهم أعلى مواضع الجنة بصبرهم على المشاق من مضض الطاعات، ورفض الشهوات، وتحمل المجاهدات وتحييهم ملائكة الرحمة، ويدوم نعيمهم، فلا يموتون فيها ولا يخرجون أهـ بيضاوى.

آداب الإمام في القراءة والأركان والتحلل

وقد بين الغزالي في إحيائه وظائف القراءة:

أولا: أن يسر بدعاء الاستفتاح والتعوذ كالمنفرد: ويجهر بالفاتحة والسورة بعدها في جميع الصبح وأولى العشاء والمغرب وكذلك المنفرد، ويجهر بقوله: آمين في الصلاة الجهرية، وكذلك المأموم ويقرن المأموم تأمينه بتأمين الإمام معاً لا تعقيباً، ويجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: هذا اختيار الشافعي رضي الله عنه.

ثانياً: أن يكون للإمام في القيام ثلاث سكتات: أولاهن: إذا كبر، الثانية: إذا فرغ من الفاتحة، الثالثة: إذا فرغ من السور قبل أن يركع.

ثالثاً: أن يقرأ في الصبح سورتين من المثانى مادون المائة، فإن الإطالة في قراءة الفجر والتغليس بها سنة ولا يضره الخروج منها مع الإسفار، ولا بأس أن يقرأ في الثانية بأواخر السور نحو الثلاثين أو العشرين إلى أن يختمها وقد بين رحمه الله أيضاً وظائف الأركان:

أولا: أن يخفف الركوع والسجود فلا يزيد في التسبيحات عن ثلاث (1). ثانياً: في المأموم ينبغى ألا يساوى الإمام في الركوع والسجود بل يتأخر فلا يهوى للسجود إلا إذا وصلت جبهة الإمام إلى المسجد.

ثالثاً: لا يزيد في دعاء التشهد على مقدار التشهد حذراً من التطويل ولا يخص نفسه في الدعاء بل يأتى بصيغة الجمع فيقول: (اللهم اغفر لنا)، ولا بأس أن يستعيذ في التشهد بالكلمات المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: نعوذ بك من عذاب جهنم وعذاب القبر، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، وإذا أردت فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين).

وبين وظائف التحلل:

أولا: أن ينوى بالتسليمتين السلام على القوم والملائكة. ثانياً: أن يثيت عقيب السلام كذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ويصلى النافلة في موضع آخر.

ثالثاً: إذا وثب فينبغى أن يقبل بوجهه على الناس ويكره للمأموم القيام قبل أنفتال الإمام أهـ ص 159 جـ 1 (1) مؤتمن على الأوقات يعتمد عليه في تنبيه المسلمين، يوثق به إذا أذن، ويجاب إذا دعا فإنه حريص على الدقة.

_________

(1)

إذا كثر الجمع مع الطمأنينة، فإذا حضر المتجردون للدين فلا بأس بعشر تسبيحات، والله أعلم.

ص: 312