الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اختلفوا في وقت الساعة التى يُستجاب فيها الدعاء من يوم الجمعة فروينا عن أبي هريرة قال: هى من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، وقال الحسن البصرى، وأبو العالية: هى عند زوال الشمس، وفيه قولٌ ثالثٌ، وهو أنه إذا أذن المؤذن لصلاة الجمعة، رُوى ذلك عن عائشة، وروينا عن الحسن البصرى أنه قال: هى إذا قعد الإمام على المنبر حتى يفرغ (1)، وقال أبو بُردة: هى الساعة التى اختار الله فيها الصلاة، وقال أبو السوار العدوى: كانوا يرون الدعاء مستجاباً ما بين أن تزول الشمس إلى أن يدخل في الصلاة، وفيه قولٌ سابعٌ، وهو أنها بين أن تزيغ (2) الشمس يشير إلى ذراعٍ، وروينا هذا القول عن أبي ذرٍّ وفيه قولٌ ثامنٌ وهو أنها ما بين العصر إلى أن تغرب الشمس: كذا قال أبو هريرة، وبه قال طاوسٌ، وعبد الله بن سلامٍ رضي الله عنهم، والله أعلم.
الترغيب في الغسل يوم الجمعة
(وقد تقدم ذكر الغسل في الباب قبله في حديث نبيشة الهذلى، وسلمان الفارسي، وأوس بن أوس، وعبد الله بن عمرو، وتقدم أيضاً حديث أبى بكر، وعمران بن حصين، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اغتسل يوم الجمعة كُفرت عنه ذنوبه، وخطاياه. الحديث).
1 -
وعن أبي أُمامة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن الغسل يوم الجمعة ليسُلُّ (3) الخطايا من أُصُولِ الشعر استلالاً. رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات.
(1) ينتهى من الخطبة ويصلى، وتلك روايات. أرجو أن تستيفظ لأوقات هذا اليوم المبارك، وتكثر فيه من طاعة مولاك وتسبيحه وذكره، والدعاء بطلب المغفرة والرضوان إنه قدير. اللهم سهل لنا الخير، وارزقنا السعادة، اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
(2)
تشرق.
(3)
ليخرج الذنوب من غصون الشعر إخراجا. يقال سل الشئ: انتزعه، وفي حديث عائشة (فانسللت بين يديه) أي مضيت، وخرجت بتأن وتدريج: وحديث الدعاء: (اللهم أخرج سخيمة قلبى)، والمعنى أن الذى يحافظ على غسل بدنه، ونظافة جسمه يوم الجمعة يزيل الله آثامه.
2 -
وعن عبد الله بن أبى قتادة رضي الله عنه قال: دخل على أبى وأنا أغتسل يوم الجمعة، فقال: غُسلك هذا من جنابةٍ أو للجمعة؟ قلت: من جنابةٍ. قال أعد غُسلاً آخر، إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارةٍ إلى الجمعة الأخرى (1).
رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده قريب من الحسن، وابن خزيمة في صحيحه، وقال: هذا حديث غريب لم يروه غير هارون، يعنى ابن مسلم صاحب الحنا، ورواه الحاكم بلفظ الطبراني، وقال: صحيح على شرطهما، ورواه ابن حبان في صحيحه، ولفظه: من اغتسل يوم الجمعة لم يزل طاهراً إلى الجمعة الأُخرى.
3 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) معناه أمره أبوه أن يعيد كرة الغسل مرة أخرى بنية غسل الجمعة، ويعمل بسنة النبى صلى الله عليه وسلم وكانت نيته غسل الحدث الأكبر وإزالته. قال العلماء: لا بد من النية: أي ينوى الجنب رفع الجنابة أو الحدث الأكبر. إما إذا نوى الحدثين فتحصل الإزالة والعمل بالسنة، ولو نوى غسل السنة لم يندرج الحدث الأكبر فيه وبهذه المناسبة أذكر فرائض الغسل وسننه ومكروهاته وشروطه:
فروض الغسل وسننه
أولا: النية، وتكون النية مقرونة بأول الفرض، وهو أول ما يغسل من أعلى البدن أو أسفله، فلو نوى بعد غسل جزء وجب إعادته.
ثانيا: إزالة النجاسة إن كانت على بدنه.
ثالثا: إيصال الماء إلى جميع الشعر والبشرة، ولا فرق بين شعر الرأس وغيره، والشعر المضفور إن لم يصل الماء إلى باطنه إلا بالنقض وجب نفضه، فالسيدة تتنبه لهذا الحكم، وتعتنى بالغسل لتبنى عبادتها على صحة، ويجب غسل ما ظهر من صماخى أذنيه أي خرقيهما، ومن أنف مشقوق مقطوع ظهر بالقطع، بخلاف الباطن الذى كان منفتحاً قبل القطع فلا يجب غسله وإن ظهر بعد قطع ما كان ساتره، ومن شقوق بدن كشقوق الرجلين للفلاحين والماشين، ويجب إيصال الماء إلى ما تحت القلفة وهى الجلدة التى تزال بالختان للأقلف، وإلى ما يبدو من فرج المرأة عند قعودها لقضاء حاجاتها، ويجب غسل ملتقى المنفذ المسمى (المسربة) فيسترخى ليصل الماء إلى ذلك، وينبغى لمن يغتسل من نحو إبريق أن ينوى رفع الحدث بعد الاستنجاء لئلا يحتاج إلى ما مسه بعد ذلك، فينتقض وضوؤه أو إلى كلفة في لف يده بخرقة.
وسنن الغسل: التسمية، والوضوء قبله، وينوى المغتسل سنة الغسل إن تجردت جنابته عن الحدث الأصغر، وإلا نوى به الأصغر، وإمرار اليد على ما وصلت إليه من الجلد، وعند مالك رحمه الله يجب الدلك والموالاة، وتقديم اليمنى من شقيه على اليسرى، وإزالة القذر، وتعهد غضون جلده (معاطفه)، والتثليث وتخليل الشعر.
ومكروهاته: الزيادة على ثلاث، والإسراف في الماء، وشروطه: عدم المنافى، وعدم الحائل أهـ.