الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
وعن الحسن، يعنى البصرىَّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أذنب عبد ذنباً، ثم توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى برازٍ من الأرض فصلى فيه ركعتين، واستغفر الله من ذلك الذنب إلا غفر الله له. رواه البيهقى مرسلاً.
(البراز): بكسر الباء، وبعدها راء، ثم ألف، ثم زاى: هو الأرض الفضاء.
3 -
وعن عبد الله بن بُريدة رضي الله عنه عن أبيه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فدعا بالاً، فقال: يا بلال بم سبقتنى إلى الجنة؟ إنى دخلت الجنة البارحة، فسمعت خشخشتك (1) أمامى، فقال: يا رسول الله ما أذنبت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابنى حدث قطٌّ إلا توضأت عندها، وصليت ركعتين. رواه ابن خزيمة في صحيحه.
وفي روايةٍ: ما أذنبت، والله أعلم.
الترغيب في صلاة الحاجة ودعائها
1 -
عن عثمان بن حنيفٍ رضي الله عنه أن أعمى أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله أن يكشف (2) لى عن بصرى قال: أو أدعك قال يا رسول الله: إنه قد شقَّ على ذهاب بصرى. قال: فانطلق فتوضأ، ثم صلِّ ركعتين، ثم قال: اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بِنَبييِّ محمدٍ صلى الله عليه وسلم نبىِّ (3) الرحمة. يا محمد: إنى أتوجه إلى ربى بك أن يكشف لى عن بصرى
(1) حركة صوتك كصوت السلاح، وفى رواية (سمعت دف نعليك) أي صوت مشيهما. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع صوت نعل بلال ومشيه فيبين بلال أن سبب ذلك المحافظة على الوضوء والطهارة. وكلما أحدثت توضأت فصليت ركعتين إنابة إلى الله تعالى، ورغبة في رحمته، ورجاء عفوه.
(2)
يزيل ألم بصرى.
(3)
رسول الهداية، ومبعث الإحسان والرأفة، والآخذ إلى جنان النعيم والداعى إلى السعادة ووجهه رضاء وسبب إجابة الدعوات ونزول البركات وإغداق الحسنات والرحمة رقة تقتضى الإحسان إلى المرحوم والرحمة من الله: إنعام وإفضال ومن الآدميين رقة وعطف وقد وصف الله تعالى أنه صلى الله عليه وسلم كثير الرأفة والرحمة. قال عز شأنه (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم)(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) حتى إن جبريل عليه السلام قال لقد كنت خائفاً على نفسى حتى جئت يا محمد فزاد اطمئنانى قوله تعالى (ذى قوة عند ذى العرش مكين مطاع ثم أمين).
اللهم شفعه (1) فىَّ، وشفعنى في نفسي (2)
فرجع وقد كشف الله عن بصره (3). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح غريب والنسائي، واللفظ له وابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم، وليس عند الترمذي: ثم صل ركعتين، إنما قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يدعو بهذا الدعاء فذكره بنحوه. ورواه في الدعوات، ورواه الطبراني وذكر في أوله قصةً.
وهو أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجةٍ له، وكان عثمان لايلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقى عثمان بن حنيفٍ فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيفٍ: ائت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين، ثم قل: اللهم إنى أسألك، وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبى الرحمة، يا محمد! إنى أتوجه بك إلى ربى فيقضى حاجتى، وتذكر حاجتك ورح إلىَّ (4) حتى
(1) تكرم واجعلنى من أتباعه العاملين بسنته لترضى عنى وتجيب دعائى فأنصر تفضلا منك ومحبة في رسولك، وفي الغريب: والشفاعة: الانضمام إلى آخر ناصراً له وسائلا عنه، وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلا حرمة ومرتبة إلى من هو أدنى ومنه الشفاعة يوم القيامة، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:(القرآن شافع مشفع) وقوله تعالى (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها) أي يارب أتوجه لك بذلى وانكسارى أن تتجلى لى بالرحمة والرضوان والشفاء التام ورد نور عينى إكراما لمن أنتسب إليه صلى الله عليه وسلم، وأحبه أن يطلب العافية لى عليه الصلاة والسلام.
(2)
اجعلنى رادع نفسى، وكاسر شرها ومبعث هداية لها عسى أن تجيب دعائى ويصفو قلبى بالإخلاص لك ..
(3)
قد اتفق أن كان التضرع مقبولا، والنية صادقة فتفتحت أبواب رحمة الله، فأجاب الله دعاءه وأبصر هذا تعليم لأمته صلى الله عليه وسلم، فكل مكروب يلجأ إلى الله ويقدم التوبة ويندم على مااقترف ويرد المظالم ويخلص لربه في نيته ويتطهر ويصالح ويكثر ماله وينصره على أعدائه، وقد قال صلى الله عليه وسلم:(إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) وتلك صيغة أقرب للإجابة فاحفظها أخى وادع الله إنه سميع الدعاء (إن العزة لله جميعاً هو السميع العليم)(وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) 107 من سورة يونس.
يا أخى: يعلمك الرسول صلى الله عليه وسلم (إنى أتوجه إلى ربى فيقضى حاجتى) فكر في هذه الجملة لعلك تفقه مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم عند ربه، وتقبل على العمل بسنته وتعقد الخناصر على محبته، وتكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وتلاوة القرآن، ثم ترفع يديك عسى أن الله يأتى بالفتح، ويدخلك برحمته في عباده الصالحين.
(4)
كذا ع ص 231، وفى ن د بحذف إلى، امش إلى، وفيه (من راح إلى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة): أي مشى إليها، وذهب إلى الصلاة. وفيه أن المؤمن يدل على الخير، ويرشد إلى =
أروح معك، فانطلق الرجل فصنع ماقال له، ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده، فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة، وقال: ماحاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له، ثم قال: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال: ما كانت (1) لك من حاجةٍ فائتنا، ثم إن الرجل خرج من عندهِ فلقى عثمان بن حنيفٍ فقال له: جزاك الله خيراً (2)، ما كان ينظر في حاجتى، ولا يلتفت إلىَّ حتى كلمته فىَّ، فقال عثمان بن حنيفٍ: والله ما كلمته، ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتاه رجلٌ ضريرٌ فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: أو تصبر (3)، فقال: يا رسول الله إنه ليس لى قائد، وقد شق (4)
علىَّ؟ فقال له النبى صلى الله عليه وسلم ائت الميضأة فتوضأ، ثم صل ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات،
= طاعة الله، ويعلم ما جهل، ويساعد على قضاء الحاجات وينصح ويشفع عند ولى الأمر، ويهدى الضال ويتوسط عند الحاكم، ويرجو الوالى.
(1)
مدة وجود حاجة لك فاحضر عندنا.
(2)
دعاء له بالبركة، وزيادة الثواب.
(3)
أي أطلب من الله جل وعلا أن يزيل العمى عنك، أو تصبر بقدر الله لتنال أجراً جزيلا، قال صلى الله عليه وسلم:(إذا ابتليت عبدى بحبيبتيه فصبر عوضه منهما بالجنة) رواه البخاري.
(4)
أتعب في قضاء مصالحى، ولا أحد يدلنى على الطريق، أو يأخذ بيدى إلى الأعمال .. إن هذا الرجل وقف بين يدى الله جل وعلا يخشاه، ويرجو رحمته، وتقرب إلى الله بعمله الصالح، ثم دعاه بدعاء علمه سيدنا وقرة عيوننا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتفضل الله بالإجابة، ورد إليه بصره، الله أكبر صادفته العناية الربانية، وأحاطته الرعاية الصمدانية، وكان هذا بمحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر الله له نظر رحمة وإحسان، ونظر ذلك تحين الفرص لقبول الدعاء ما حكاه الله عز شأنه على أولاد سيدنا يعقوب عليه السلام:(قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين 97 قال سوف أستغفر لكم ربى إنه هو الغفور الرحيم) 98 من سورة يوسف. قال البيضاوى: من حق المعترف بذنبه أن يصفح عنه، ويسأله المغفرة. أخر الدعاء إلى السحر أو إلى صلاة الليل، أو إلى ليلة الجمعة تحريا لوقت الإجابة، أو إلى أن يستحل لهم من يوسف، أو يعلم أنه عفا عنهم، فإن عفو المظلوم شرط المغفرة، ويؤيده ماروى أنه استقبل القبلة قائما يدعو وقام يوسف خلفه يؤمن، وقاموا خلفها أذلة خاشعين حتى نزل جبريل. وقال: إن الله قد أجاب دعوتك في ولدك، وعقد مواثيقهم بعدك على النبوة، وهو إن صح فدليل على نبوتهم، وأن ما صدر عنهم كان قبل استنبائهم أهـ.
فتجد سيدنا يعقوب عليه السلام تخير وقت الإجابة وتضرع إلى ربه، وكذلك الأعمى ساق الله الخير له، ورضى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلمه هذا الدعاء فشفاه الله كما قال الصحابى لسيدنا عثمان رضي الله عنه، (حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرقط) شهادة نقلها السلف للخلف ليلتجئوا إلى ربهم في السراء والضراء، ويدعوه رغباً ورهباً.
فقال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرَّقنا، وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضُرٌّ قطٌّ. قال الطبراني بعد ذكر طُرقه: والحديث صحيح.
(الطنفسة): مثلثة الطاء والفاء أيضاً، وقد تفتح الطاء وتكسر الفاء: اسم للبساط، وتطلق على حصير من سَعف يكون عرضه ذراعاً.
2 -
وعن عبد الله بن أبى أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له إلى الله حاجةٌ، أو إلى أحدٍ (1) من بنى آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء وليصل ركعتين ثم ليُثْنِ (2) على الله، وليصل على النبى صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم (3) الكريم (4)، سبحانه الله رب العرش (5) العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات (6) رحمتك، وعزائم (7) مغفرتك، والغنيمة (8) من كل برٍّ، والسلامة (9) من كل إثم، لا تدع لى ذنباً إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته (10) ولا حاجة هى لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من رواية فايد عبد الرحمن بن أبى الورقاء عنه، وزاد ابن ماجه بعد قوله:
يا أرحم الراحمين: ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يُقدرُ (11). ورواه الحاكم باختصار، ثم قال: أخرجته شاهداً، وفايدٌ مستقيم الحديث، وزاد بعد قوله: وعزائم مغفرتك، والعصمة من كل ذنبٍ.
(1) كذا ع ص: واحد، وفى ن د: لنا، وفى ط: يا أرحم الراحمين.
(2)
يحمده، ويكثر من تسبيحه وتكبيره، والصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم، ويستغفر مئات.
(3)
هو الذى لا يستخفه شئ من عصيان العباد ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شئ مقداراً، فهو منته إليه، ولا يعجل بالعقوبة، ويرزق وينعم، ويتفضل على المطيع والعاصى سبحانه.
(4)
الجواد المعطى الذى لا ينفد عطاؤه، وهوالكريم المطلق، والكريم الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، سبحانه.
(5)
إشارة إلى أنه السيد صاحب المملكة القوية، والسلطان النافذ، وليس له مقر، تعالى الله عن ذلك. قال تعالى:(ذو العرش المجيد)(رفيع الدرجات ذو العرش). قال البيضاوى: أي خالق العرش، والمراد به الملك العظيم في ذاته وصفاته وأفعاله، فإنه واجب الوجود تام القدرة والحكمة:
(6)
موصلات باعثة إلى الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم: (أوجب طلحة) أي عمل عملا أوجب له الجنة ومفردها موجبة.
(7)
واجبات، ومنه حديث ابن مسعود (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) واحدتها عزيمة، (والزكاة عزمة من عزمات الله) أي حق من حقوقه.
(8)
الفوز.
(9)
النجاة من كل ذنب.
(10)
أزلته.
(11)
يتفضل الله ويجيب سؤله.
(قال الحافظ): فايد متروك، روى الثقات، وقال ابن عدىٍّ: مع ضعفه يكتب حديثه.
3 -
ورواه الأصبهاني من حديث أنسٍ رضي الله عنه، ولفظه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: يا علىُّ ألا أُعلمك دُعاءً إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك فيستجاب لك بإذن الله، ويفرج عنك: توضأ، وصل ركعتين، واحمد الله، واثنِ عليه، وصلِّ على نبيك، واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات، ثم قل: اللهم أنت تحكم (1) بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، لا إله إلا الله العلىُّ العظيم، لا إله إلا الله رب العالمين: اللهم كاشف (2) الغم، مُفرجَ (3)
الهم، مُجيب (4) دعوةِ المضطرين إذا دعوك، رحمن (5) الدنيا والآخرة، ورحيمهما (6) فارحمنى في حاجتى هذه بقضائها ونجاحها رحمةً تُغنينى بها عن رحمةِ من سواك.
4 -
وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: اثنتى عشرةَ ركعةً تُصليهن من ليلٍ أو نهارٍ، وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز وجل، وصل على النبى صلى الله عليه وسلم، واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مراتٍ، وآية الكرسى سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شئٍ قدير عشر مرات، ثم قل: اللهم إنى أسألك بمعاقد (7) العز من عرشك، ومُنتهى الرحمة من كتابك،
(1) تقضى بالعدل، وفيه الاعتقاد بالله وبفعله، والتسليم والتفويض إليه سبحانه.
(2)
أسألك يا الله يا مزيل الحزن.
(3)
مبعد الكدر، ومزيل الضيق. والفرجة بفتح الفاء: التقصى من الهم. قال الشاعر:
ربما تكره النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال
(4)
راحم المحتاجين، والمضطر: الذى أحوجه شدة ما به إلى اللجأ إلى الله تعالى، وهو افتعال من الضرورة واللام فيه للجنس لا للاستغراق. قال تعالى:(أم يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون) 63 من سورة النمل. ويدفع عن الإنسان ما يسوؤه سبحانه، وسكن الإنسان الأرض وعمرها، وتصرف في خيراتها. وما زائدة: أي تذكرون آلاءه تذكرا قليلا.
(5)
المنعم بجلائل النعم.
(6)
المنعم بدقائقها، والمتفضل بنعيم الآخرة تكرما.
(7)
أي بالخصال التى أستحق بها العرش المعز، أو بمواضع انعقادها منه، وحقيقة معناه يعز عرشك وأصحاب =
واسمك الأعظم، وجدك الأعلى (1)، وكلماتك (2) التامة، ثم سَلْ (3) حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يمنياً وشمالاً، ولا تُعلموها السفهاء (4)، فإنهم يدعون بها فيستجابون. رواه الحاكم، وقال: قال أحمد بن حرب: قد جربته فوجدته حقاًّ، وقال إبراهيم بن علىّ الدبيلي: قد جربته فوجدته حقاًّ، وقال الحاكم: قال لنا أبو زكريا: قد جربتهُ فوجدته حقاً. قال الحاكم: قد جربته فوجدته حقا.
تفرد به عامر بن خدَّاش، وهو ثقة مأمون انتهى.
(قال الحافظ): أما عامر بن خداش هذا هو النَّيْسابورى. قال شيخنا الحافظ أبو الحسن: كان صاحب كير، وقد تفرّد به عن عمر بن هارون البلخى وهو متروك متهم أثنى عليه ابن مهدى وحده فيما أعلم، والاعتماد في مثل هذا على التجربة، لا على الإسناد، والله أعلم.
5 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جاءنى جبريل عليه السلام بدعواتٍ فقال: إذا نزل بك أمر من أمر دنياك فقدمهنَّ، ثم سل حاجتك يابديع (5) السموات والأرض، ياذا الجلال والإكرام، يا صريخ (6) المستصرخين، ياغياث المستغيثين، ياكاشف (7) السوء، يا أرحم الراحمين، يامُجيب دعوة المضطرين، يا إله العالمين (8) بك أُنزل (9)
حاجتى، وأنت أعلمُ بها فاقضها رواه الأصبهاني، وفي إسناده إسماعيل بن عياش. وله شواهد كثيرة.
= أبى حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء أهـ نهاية.
(1)
جلالك وعظمتك السامية، ومنه تبارك اسمك وتعالى جدك: أي جل جلالك وعظمتك، والجد: الحظ والسعادة والغنى، ومنه:(ولا ينفع ذا الجد منك الجد منك الجد) أي لا ينفع ذا الغنى منك غناه؛ وإنما ينفعه الإيمان والطاعة.
(2)
قيل هى القرآن وفيه سبحان الله عدد كلماته. كلمات الله كلامه وهو صفته لا تنحصر، وفيه (أعوذ بكلمات الله التامات) إنما وصف كلامه بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شى من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس، وقيل: معنى التمام ها هنا تنفع المتعوذ بها، وتحفظه من الآفات وتكفيه.
(3)
اطلب ما تريد.
(4)
نهى صلى الله عليه وسلم أن يتعلمها الجهلة الفسقة الذين يستعملونها في أذى العباد، وفي الشرور، فسلاحها قاطع في الخير وفي الشر.
(5)
الخالق المخترع لا عن مثال سابق. يقال: أبدع فهو مبدع.
(6)
يا عظيم القدر المتناهى في العظمة الذى يجل عن الإحاطة به، ومنه الجليل: الذى يجل أن يدرك بالحواس والجلل: الأمر العظيم، ومنه مجلة يامغيث المستغيثين، والاستصراخ: الاستغاثة، واستصرخته: حملته على الصراخ، صرخ من باب قتل صراخا فهو صارخ وصريخ: إذا استغاث، واستصرخته فأصرخنى: استغثت به فأغاثنى فهو صريخ: أي مغيث.
(7)
مزيل الضر، ورافع الأذى.
(8)
العالم: كل ما سوى الله تعالى من السموات والأرضين، وما بينهما، والعالم بفتح اللام: الخلق، وقيل مختص بمن يعقل.
(9)
أطلبها بشدة وذل، ومنه أنزلت فلانا: أضفته، ونزل فلان: إذا أتى منى. =