الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
673 -
[20] وَعَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 524].
*
الْفَصْلُ الثَّالِثُ:
674 -
[21] عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ ذَهَبَ حَتَّى يَكُونَ مَكَانَ الرَّوْحَاءِ". قَالَ الرَّاوِيُّ: وَالرَّوْحَاءُ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ مِيلًا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [388].
ــ
673 -
[20](عبد اللَّه بن عمرو) قوله: (يفضلوننا) من نصر وعلم، أما فَضِلَ كَعَلِمَ، يفضُل كينصر: فمركبة منهما، كذا في (القاموس)(1).
قوله: (فإذا انتهيت فسل تعط) وفي شرح الشيخ: الظاهر أن هذا زيادة على جواب السؤال، فإن قوله:(قل كما يقولون) أفاد أن به يقرب من ثواب المؤذن، ثم نبّهه على أمر يشترك فيه المؤذن والمجيب وغيرهما، وهو استجابة الدعاء من كل من دعا بين الأذان والإقامة، انتهى. وكتب في (بعض الحواشي): أنه إشارة إلى مزيد فضل على المؤذن، يعني إن لم ياع المؤذن وأنت تدعو زدت فضلًا عليه.
الفصل الثالث
674 -
[21](جابر) قوله: (حتى يكون مكان الروحاء) أي: يبعد فيكون في مكان الروحاء من المدينة، أي: يبعد كبعده، والروحاء بفتح الراء: موضع بين الحرمين الشريفين على ثلاثين أو أربعين ميلًا من المدينة، في (مشارق الأنوار) (2):
(1)"القاموس المحيط"(ص: 961).
(2)
"مشارق الأنوار"(1/ 488).
675 -
[22] وَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ قَالَ: إِنِّي لَعِنْدَ مُعَاوِيَةَ إِذْ أَذَّنَ مُؤَذِّنُهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ كَمَا قَالَ مُؤَذِّنُهُ، حَتَّى إِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَلَمَّا قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيم، وَقَالَ بَعْدَ ذَلِكَ مَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ. [حم: 4/ 91 - 92].
676 -
[23] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ بِلَالٌ يُنَادِي، فَلَمَّا سَكَتَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَالَ مِثْلَ هَذَا يَقِينًا دَخَلَ الْجنَّةَ". رَوَاهُ النَّسَائِيُّ. [ن: 67].
677 -
[24] وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يَتَشَهَّدُ قَالَ: "وَأَنَا وَأَنَا". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 526].
ــ
الروحاء بفتح الراء ممدود: بينه وبين المدينة نحو أربعين ميلًا، وفي (كتاب مسلم): على ست وثلاثين ميلًا، وفي (كتاب ابن أبي شيبة): ثلاثون ميلًا.
675 -
[22] قوله: (وعن علقمة بن وقاص) بتشديد القاف، الليثي المدني، ثقة ثبت، من كبار التابعين.
676 -
[23](أبو هريرة) قوله: (من قال مثل هذا يقينًا دخل الجنة) يدل سوق الحديث على فضل المجيب، وفي لفظ (مثل) إشارة إلى فضل المؤذن أيضًا؛ لأنه إذا كان ذلك حال مثله فحاله كذلك.
677 -
[24](عائشة رضي الله عنها) قوله: (قال: وأنا وأنا) قال الطيبي (1): عطف على
(1)"شرح الطيبي"(2/ 214).
678 -
[25] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً،
ــ
قول المؤذن: (أشهد) على تقدير العامل لا الانسحاب (1)، انتهى. لعله هرب من عطفه على الضمير المتصل بدون التأكيد، وأيضًا لا معنى على عطفه على المستكن في (أشهد) المذكور في كلام المؤذن، فافهم.
678 -
[25](ابن عمر) قوله: (من أذن ثنتي عشرة سنة) قد سبق في (الفصل الثاني)(من أذن سبع سنين)، ويجيب الكرماني في أمثال هذا بأن العدد الكثير لا ينافي القلة، فتدبر. ولعله أوحي أولًا اثنتا عشرة سنة، ثم وسع الفضل فأوحي سبع، ويمكن أن يقال: لعل جزاء التأذين سبع سنين كتابة براءة من النار، وهي كناية عن وجوب الجنة، وزيد ههنا كتابة ستين حسنة عليها لزيادة العدد.
وقوله: (في كل يوم) الظاهر أن هذا أجر أذان اليوم، وهي خمس مرات، وقال الطيبي (2): أي: بتأذينه كل مرة في كل يوم، حكاه عن (شرح السنة).
وقوله: (ستون حسنة) قد عرف أن العلم بالعدد موكول إلى علم الشارع، ولا يوافق ذلك حساب الحسنة بعشر أمثالها، نعم لو عدت كلمات الأذان بإسقاط المكرر بقيت ستة، لكن كلمات الإقامة كذلك بل أزيد، ثم يدل هذا الحديث على شفع الأذان وإيتار الإقامة، وتأويله ما مر من أنه يمكن أن يكون باعتبار إيتار الصوت والحدر بها كما مر.
(1) كذا في النسخ المخطوطة: "الانسحاب" وكذا في "شرح الطيبي"، والظاهر أن يكون:"الاستئناف".
(2)
"شرح الطيبي"(2/ 214 - 215).