الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحتويات
الافتتاحية:
وجوب الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والتحذير مما يخالفهما سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 7
موضوع العدد
حكم دخول الكافر المساجد والاستعانة به في عمارتها اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 20
الفتاوى:
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 39
من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 81
البحوث:
تحقيق الإسلام لأمن المجتمع د / صالح بن فوزان الفوزان 96
حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي د / محمد بن عبد الله السلمان 115
الظاهرة الحضارية في القرآن والسنة د / عبد الحليم عويس 159
تحقيق مخطوطة ما وقع في القرآن الكريم من الظاء لسليمان بن أبي القاسم السرقوسي تحقيق الدكتور / علي حسين البواب 195
فتح المعين بتصحيح حديث عقد التسبيح باليمين الشيخ فريح بن صالح البهلال 212
الوحدة الإسلامية، أسسها ووسائل تحقيقها د. أحمد بن سعد البغدادي 237
العز بن عبد السلام مفسرا د. عبد الله الوهيبي 276
الإسلام وعلاقته بالديانات الأخرى عثمان جمعة ضميرية 311
كلمة:
نصيحة إلى حجاج بيت الله الحرام سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 353
قرار هيئة كبار العلماء رقم 138 في حكم مهرب ومروج المخدرات 355
صفحة فارغة
الافتتاحية
وجوب الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والتحذير مما يخالفهما
سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وصفوته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق كما قال سبحانه في سورتي التوبة والصف: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (1).
وقال في سورة الفتح: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (2).
قال علماء التفسير رحمهم الله: الهدى هو ما بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من العلوم النافعة والأخبار الصادقة، ودين الحق هو ما بعثه الله به من الأعمال الصالحة والأحكام العادلة، وقد بين الله سبحانه أن الإيمان بما بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق والعمل بذلك هو الصراط المستقيم الذي من سار عليه واستقام عليه وصل إلى شاطئ السلامة وفاز بالجنة والكرامة، ومن حاد عنه واتبع هواه باء بالصفقة الخاسرة وسوء المصير، وقد أمر الله عز
(1) سورة التوبة الآية 33
(2)
سورة الفتح الآية 28
وجل جميع العباد باتباع الصراط المستقيم، ونهاهم عن اتباع السبل التي تفضي بهم إلى صراط الجحيم، فقال عز وجل في سورة الأنعام:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} (1).
وأشار بقوله: {وَأَنَّ هَذَا} (2) إلى ما سبق أن أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتلوه على الناس ويبينه لهم ليعقلوا ويتذكروا، وذلك في قوله سبحانه:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (3){وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (4).
ثم قال سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} (5) الآية.
فبين عز وجل بهذا أن امتثال هذه الأوامر والنواهي هو الصراط المستقيم الذي أمر باتباعه وبدأها سبحانه بالتحذير من الشرك وبيان تحريمه على الأمة، وذلك لأنه أعظم الذنوب وأشهر الجرائم، ولأن ضده وهو التوحيد هو أعظم الفرائض وأهم الواجبات، وذلك هو أساس الملة وقاعدة الصراط المستقيم وهو الذي بعث الله به جميع الرسل وأنزل به جميع الكتب وخلق من أجله الثقلين كما قال سبحانه:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (6).
(1) سورة الأنعام الآية 153
(2)
سورة الأنعام الآية 153
(3)
سورة الأنعام الآية 151
(4)
سورة الأنعام الآية 152
(5)
سورة الأنعام الآية 153
(6)
سورة الذاريات الآية 56
وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (1).
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (2).
وقد أمر الله عباده بذلك في مواضع كث يرة من كتابه، وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (3).
وقال سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (4).
وقال عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (5).
وأرشد عباده في سورة الفاتحة أن يقروا بذلك لله سبحانه فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (6){الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (7){مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (8){إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (9).
والآيات في هذا المعنى كثيرة، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما:«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال معاذ: قلت: الله ورسوله أعلم. فقال صلى الله عليه وسلم: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا (10)» الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم:«من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار (11)» خرجه البخاري في صحيحه والأحاديث في
(1) سورة النحل الآية 36
(2)
سورة الأنبياء الآية 25
(3)
سورة البقرة الآية 21
(4)
سورة الإسراء الآية 23
(5)
سورة البينة الآية 5
(6)
سورة الفاتحة الآية 2
(7)
سورة الفاتحة الآية 3
(8)
سورة الفاتحة الآية 4
(9)
سورة الفاتحة الآية 5
(10)
صحيح البخاري الجهاد والسير (2856)، صحيح مسلم الإيمان (30)، سنن الترمذي الإيمان (2643)، سنن ابن ماجه الزهد (4296)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 238).
(11)
صحيح البخاري تفسير القرآن (4497)، صحيح مسلم الإيمان (92)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 443).
هذا المعنى كثيرة وهذا هو معنى لا إله إلا الله فإن معناها لا معبود حق إلا الله فهي تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله وتثبتها بحق لله وحده كما قال الله سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (1).
ثم ذكر سبحانه حق الوالدين وهو الإحسان إليهما وعدم عقوقهما، ثم نهى عن قتل الأولاد من أجل الإملاق وهو الفقر، وأخبر أنه سبحانه هو الذي يرزق الوالدين والأولاد
وكان من عادة بعض أهل الجاهلية قتل أولادهم خشية الفقر، فنهى الله عباده عن فعل ذلك لما فيه من الظلم والعدوان وسوء الظن بالله عز وجل، ثم نهى عن قربان الفواحش ظاهرها وباطنها وهي المعاصي كلها، ثم خص من ذلك قتل النفس بغير الحق لعظم هذه الجريمة وسوء عاقبتها أكثر من غيرها من المعاصي التي دون الشرك، ثم نهى عن قربان مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده، وذلك حين يبلغ ويرشد، ثم أمر بالوفاء بالكيل والميزان بالقسط وهو العدل، وذلك لما في بخس المكيال والميزان من الظلم والعدوان وأكل المال بالباطل، ثم أمر بالعدل في القول بعدما أمر بالعدل في الفعل، فقال سبحانه:{وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} (2).
والمعنى أن العدل في جميع الأقوال والأفعال مع القريب والبعيد والحبيب والبغيض طاعة لله سبحانه وتنفيذا لحكمه، وضده هو الظلم في القول والعمل، ثم أمر عباده سبحانه بالوفاء بعهده الذي عهد إليهم في
(1) سورة الحج الآية 62
(2)
سورة الأنعام الآية 152
كتابه المبين وعلى لسان رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وذلك يشمل جميع ما شرعه لعباده من الفرائض والأحكام والأقوال والأعمال وما نهاهم عنه سبحانه، كما نص على ذلك أئمة التفسير، ثم قال عز وجل بعد ذلك:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (1).
فعلم بهذا أن صراطه سبحانه هو العمل بأوامره والانتهاء عن نواهيه والإيمان بكل ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من العلوم النافعة والأخبار الصادقة والشرائع والأحكام ظاهرا وباطنا خلافا لأهل النفاق، وقد أرشد سبحانه عباده في سورة الفاتحة إلى أن يسألوه الهداية إلى هذا الصراط لشدة ضرورتهم إلى ذلك، وبين سبحانه أنه هو طريق المنعم عليهم المذكورين في قوله تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (2).
وقد دلت الأحاديث المرفوعة والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان على أن السبل التي نهى الله عن اتباعها هي البدع والشبهات والشهوات المحرمة والمذاهب والنحل المنحرفة عن الحق وسائر الأديان الباطلة، ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد والنسائي بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:«خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال: هذا سبيل الله مستقيما. وخط خطوطا عن يمينه وشماله، ثم قال: هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ: (4)»
(1) سورة الأنعام الآية 153
(2)
سورة النساء الآية 69
(3)
مسند أحمد بن حنبل (1/ 465).
(4)
سورة الأنعام الآية 153 (3){وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}
ومما يحسن التنبيه عليه أنه عز وجل ذكر في ختام الآية الأولى من الآيات الثلاث المذكورة آنفا: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (1) وفي ختام الآية الثانية: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (2) وفي ختام الآية الثالثة {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (3)
قال بعض علماء التفسير: الحكمة في ذلك - والله أعلم - أن من تدبر كتاب الله عز وجل وأكثر من تلاوته حصل له التعقل للأوامر والنواهي والتذكر لما تشتمل عليه من المصالح العظيمة والعواقب الحميدة في الدنيا والآخرة، وبذلك ينتقل إلى التقوى وهي فعل الأوامر وترك النواهي اتقاء لغضب الله وعقابه، ورغبة في مغفرته ورحمته والفوز بكرامته، وهذا معنى عظيم، وذلك من أسرار كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ لكونه تنزيلا من حكيم حميد لا تخفى عليه ولا يعجزه شيء، وهو العالم بأحوال عباده ومصالحهم، لا إله غيره ولا رب سواه، وقد أخبر سبحانه أن ما أوحى الله به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم هو روح تحصل به الحياة الطيبة، ونور تحصل به البصيرة والهداية كما أخبر أن رسوله الكريم يهدي إلى صراطه المستقيم الذي أوضحه في الآيات الثلاث التي ذكرنا آنفا، وذلك في قوله عز وجل في سورة الشورى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (4){صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} (5).
فأوضح سبحانه أن الوحي الذي أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة روح تحصل به الحياة الطيبة السعيدة والعاقبة الحميدة ونور تحصل به الهداية والبصيرة كما قال عز وجل في سورة الأنعام:
(1) سورة الأنعام الآية 151
(2)
سورة الأنعام الآية 152
(3)
سورة الأنعام الآية 153
(4)
سورة الشورى الآية 52
(5)
سورة الشورى الآية 53
فأخبر سبحانه أن الكافر ميت منغمس في الظلمات لا خروج له منها إلا إذا أحياه الله بالإسلام والعلم النافع، وقال عز وجل في سورة الأنفال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (2) الآية.
فأخبر سبحانه أن الاستجابة لله وللرسول هي الحياة، وأن من لم يستجب لله وللرسول فهو ميت مع الأموات، وقال عز وجل في سورة النحل:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون} (3).
فأبان سبحانه في هذه الآية الكريمة أن من عمل صالحا من الذكور والإناث وهو مؤمن بالله ورسوله أحياه الله حياة طيبة وهي الحياة التي فيها راحة القلب والضمير مع السعادة العاجلة والآجلة لاستقامة صاحبها على شرع مولاه سبحانه وسيره على ذلك إلى أن يلقاه عز وجل، ثم أخبر سبحانه أنه يجزيهم في الآخرة أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون فجمع لهم سبحانه بين الحياة الطيبة في الدنيا والسعادة الكاملة في الآخرة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ومعلوم أنه لا يحصل هذا الخير العظيم إلا لمن اعتصم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قولا وعملا وعقيدة واستمر على ذلك حتى يلقى ربه عز وجل كما قال سبحانه
(1) سورة الأنعام الآية 122
(2)
سورة الأنفال الآية 24
(3)
سورة النحل الآية 97
في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون} (1){وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (2) أمر الله سبحانه في هاتين الآيتين أهل الإيمان بأن يتقوا الله في جميع حياتهم حتى يموتوا على ذلك وأمرهم بالاعتصام بحبله وهو دينه الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام وهو التمسك بالقرآن والسنة ونهى عن التفرق في ذلك لما يفضي إليه التفرق من ضياع الحق وسوء العاقبة واختلاف القلوب وقال سبحانه في سورة الحجر يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين} (3).
إلى أن قال سبحانه: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} (4){وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (5).
فأمره سبحانه أن يبلغ رسالاته ويصدع بذلك ويعرض عمن خالفه ثم أمره أن يسبح بحمده وأن يكون من الساجدين له عز وجل وأن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين وهو الموت فعلم بذلك أن الواجب على جميع العباد أن يسقيموا على شرع الله وأن يعتصموا بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يستمروا في ذلك ويلزموه ولا يبالوا بمن خالفه حتى تنزل بهم آجالهم، وقد أمر الله سبحانه في مواضع كثيرة من كتابه العزيز وفي أحاديث كثيرة مما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع كتابه الكريم والاعتصام به وباتباع السنة وتعظيمها والحذر مما خالفهما، فمن ذلك قوله تعالى في سورة الأعراف:{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} (6).
(1) سورة آل عمران الآية 102
(2)
سورة آل عمران الآية 103
(3)
سورة الحجر الآية 94
(4)
سورة الحجر الآية 98
(5)
سورة الحجر الآية 99
(6)
سورة الأعراف الآية 3
وقال سبحانه في سورة الأنعام: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (1).
وقال في سورة الإسراء: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (2).
وقال في سورة ص: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (3).
والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال سبحانه في سورة النساء لما ذكر تفصيل الميراث:{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (4){وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} (5).
فأمر سبحانه في هذه الآية العظيمة بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد بين أهل العلم أن الرد إليه سبحانه هو الرد إلى كتابه الكريم، وأن الرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرد إليه في حياته وإلى سنته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته. وأخبر عز وجل أن هذا الرد خير للعباد في دنياهم وأخراهم وأحسن تأويلا أي عاقبة وبهذا يعلم أن الواجب على جميع أهل الإسلام أن يعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل أمورهم وأن يردوا ما تنازعوا فيه إليهما وأن ذلك
(1) سورة الأنعام الآية 155
(2)
سورة الإسراء الآية 9
(3)
سورة ص الآية 29
(4)
سورة النساء الآية 13
(5)
سورة النساء الآية 14
(6)
سورة النساء الآية 59
خير لهم وأحسن عاقبة في العاجل والآجل أما طاعة أولي الأمر فهي واجبة في المعروف كما صحت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الموضع من المواضع التي قيد فيها مطلق الكتاب بما صح في السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه هو المبلغ عنه والدال على شريعته بأمره سبحانه، كما قال عز وجل في سورة النحل:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (1).
وقال فيها سبحانه: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (2) وقال سبحانه في سورة النساء أيضا: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (3).
وبين سبحانه في سورة الأعراف أن أنصاره وأتباعه هم المفلحون، وبين عز وجل أن الهداية معلقة بأتباعه صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه:{فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (4){قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (5).
وقال في سورة الأنفال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} (6).
(1) سورة النحل الآية 44
(2)
سورة النحل الآية 64
(3)
سورة النساء الآية 80
(4)
سورة الأعراف الآية 157
(5)
سورة الأعراف الآية 158
(6)
سورة الأنفال الآية 20
إلى أن قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (1) الآية.
وسبق أن هذه الآية العظيمة تدل على أن الحياة بالاستجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، وأن من لم يستجب لله ورسوله فهو من الأموات وإن كان حيا بين الناس حياة البهائم، وقال عز وجل في سورة النور:{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِين} (2).
فأبان سبحانه في هذه الآية الكريمة أن الهداية في طاعته واتباع ما جاء به، ولا شك أن طاعته صلى الله عليه وسلم طاعة لله عز وجل واتباع لكتابه العظيم كما قال سبحانه:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (3) الآية.
وقال في آخر هذه السورة: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (4).
وهذا وعيد شديد لمن حاد عن أمره صلى الله عليه وسلم واتبع هواه، وقال في سورة الفتح:{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا} (5) وقال سبحانه في سورة الحشر: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (6).
(1) سورة الأنفال الآية 24
(2)
سورة النور الآية 54
(3)
سورة النساء الآية 80
(4)
سورة النور الآية 63
(5)
سورة الفتح الآية 17
(6)
سورة الحشر الآية 7
والآيات في الأمر بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع كتاب الله عز وجل والاهتداء به كثيرة جدا وقد ذكرنا منها بحمد الله ما فيه الكفاية والمقنع لمن وفق لقبول الحق، وأما الأحاديث في ذلك فهي كثيرة أيضا، فنذكر منها ما تيسر، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني (1)» والمراد بطاعة الأمير طاعته في المعروف كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن السنة يقيد مطلقها بمقيدها كما أن الكتاب العزيز يفسر المطلق فيه بالمقيد ويفسر مطلقه أيضا بمقيد السنة، كما سبق التنبيه على ذلك عند ذكر قوله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (2) الآية، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى (3)» .
وخرج الإمام أحمد وأبو داود والحاكم بإسناد صحيح عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه (4)» . وخرج أبو داود وابن ماجه بسند صحيح عن ابن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه (5)» . وعن الحسن بن جابر قال: سمعت المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه يقول: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر أشياء ثم قال: «يوشك أحدكم أن يكذبني
(1) صحيح البخاري الجهاد والسير (2957)، صحيح مسلم الإمارة (1835)، سنن النسائي الاستعاذة (5510)، سنن ابن ماجه الجهاد (2859)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 387).
(2)
سورة النساء الآية 59
(3)
صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (7280)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 361).
(4)
سنن الترمذي العلم (2664)، سنن أبو داود السنة (4604)، سنن ابن ماجه المقدمة (12).
(5)
سنن الترمذي العلم (2663)، سنن أبو داود السنة (4605)، سنن ابن ماجه المقدمة (13)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 8).
وهو متكئ يحدث بحديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله (1)». أخرجه الحاكم والترمذي وابن ماجه بإسناد صحيح وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كان يوصي أصحابه في خطبته أن يبلغ شاهدهم غائبهم ويقول لهم: «رب مبلغ أوعى من سامع (2)» .
ومن ذلك ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب الناس في حجة الوداع في يوم عرفة وفي يوم النحر قال لهم: «فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى له ممن سمعه (3)» . فلولا أن سنته حجة على من سمعها وعلى من بلغته، ولولا أنها باقية إلى يوم القيامة لم يأمرهم بتبليغها، فعلم بذلك أن الحجة بالسنة قائمة على من سمعها من فيه عليه الصلاة والسلام وعلى من نقلت إليه بالأسانيد الصحيحة.
وأسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بهما والتحاكم إليهما ورد ما تنازع فيه المسلمون إليهما وأن يوفق حكام المسلمين وقادتهم لاتباع كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والحكم بهما في جميع الشئون وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق وينصرهم على أعدائهم كما أسأله سبحانه أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويخذل أعداءه ويوفق المجاهدين في سبيله لما فيه رضاه ويجمع كلمتهم على الحق ويؤلف بين قلوبهم وينصرهم على أعدائهم أعداء الإسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة
ورئيس المجلس الأعلى العالمي للمساجد. والرئيس العام لإدارات
البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
(1) سنن الترمذي العلم (2664)، سنن ابن ماجه المقدمة (12)، سنن الدارمي المقدمة (586).
(2)
سنن الترمذي كتاب العلم (2657)، سنن ابن ماجه المقدمة (232).
(3)
صحيح البخاري الحج (1741)، صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات (1679)، سنن ابن ماجه المقدمة (233)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 37)، سنن الدارمي المناسك (1916).