الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو الشام أو العراق أو مصر (1) وكذا الحال في المغرب الإسلامي أو غرب أفريقية، وأصبح عناية المسلمين تنصب على الاهتمام بتلك الأمور البدعية والشركية، وفي هذا الصدد يقول (لوثروب ستودارد) في كتابه حاضر العالم الإسلامي:(وأما الدين فقد غشيته غاشية سوداء فألبست الوحدانية التي علمها صاحب الرسالة الناس سجفا من الخرافات وقشور الصوفية، وخلت المساجد من أرباب الصلوات، كثر عدد الأدعياء الجهلاء يوهمون الناس بالباطل والشبهات ويرغبونهم في الحج إلى قبور الأولياء ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور)(2) اهـ.
(1) حسين بن غنام: روضة الأفكار والأفهام ج1 ص10 (ط أبا بطين).
(2)
لوثروب ستودارد: حاضر العالم الإسلامي ترجمة عجاج نويهض تعليق شكيب أرسلان ج1 ص259 و 260.
ب -
في بلاد نجد:
في القرن الثالث الهجري قامت في منطقة نجد دولة مستقلة عن دولة الخلافة العباسية يطلق عليها (الدولة الأخيضرية) والتي أسسها (محمد الأخيضر) سنة 253هـ (867م) واستمرت حتى منتصف القرن الخامس الهجري حيث سقطت تلك الدولة وبسقوطها أصحبت بلاد نجد مجزأة إلى إمارات صغيرة يرتبط بعضها بالدويلات التي قامت في منطقة الأحساء، أما الدولة العثمانية فلم تكن سياستها في ذلك الوقت تهتم بإخضاع نجد لحكمها وكل ما يهمها هو (الحجاز) حيث الأماكن المقدسة الإسلامية، بالإضافة إلى السواحل الغربية والشرقية في الجزيرة العربية خصوصا بعد أن تعرضت هذه السواحل لحملات البرتغاليين في أثناء القرن الخامس عشر الميلادي.
والواقع أنه منذ القرن الخامس الهجري أصبحت بلاد نجد مقسمة إلى إمارات صغيرة ضعيفة متفرقة متنازعة، ومن يطلع على تاريخ نجد في تلك الفترة - على اختصاره - تواجهه حقيقة مرعبة وهي أن القوم كانوا في عراك مستمر ومرابطة دائمة وثأر لا ينقطع، يتربص بعضهم ببعض الدوائر ويتحين أهل كل قرية الفرصة للإيقاع بأهل القرية الأخرى، (1)، لقد كانت هذه الإمارات والقرى لا تعرف السكينة والأمن والحرية إلا قليلا، ففي الحرب يقتل أبناؤها، ويدمر بناؤها، ويحرق نخيلها، ويتلف زرعها وفي فترات السلم يحبس الناس في بلدانهم فلا يستطيعون الابتعاد عنها إلا بمغامرة، فكانت إمارات نجد في تلك الفترة تجسيدا لقصة ملوك الطوائف في الأندلس (2) بل لقد وصل الحال بإحدى هذه الإمارات أن قسمت أرباعا بين أربعة رؤساء. كل رئيس ترأس في ربعها (3).
أما الحالة الدينية في بلاد نجد: فلم تكن أسعد حظا من باقي أقطار العالم الإسلام، فقد جرفها تيار الانحراف عن الدين الإسلامي الصحيح من شرك وبدع وخرافات كالدعاء والنذر والذبح، وصرف أنواع العبادات الأخرى لغير الله، لكنها لم تصل في انحرافها أن تناسى أهلها شعائر الإسلام من صلاة وزكاة وصيام وحج، كما يزعم بلجريف - وخاصة أهل الحاضرة وعندما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته في بلاد نجد كان الخلاف بين الشيخ وبين مخالفيه على أساس التوحيد أما
(1) عبد العزيز الخويطر: مقدمة تاريخ أحمد بن منقور ص22.
(2)
منير العجلاني: تاريخ البلاد السعودية ج1 ص36.
(3)
انظر عثمان بن بشر: عنوان المجد في تاريخ نجد ج2 ص228، 229 وأحمد بن منقور: تاريخ ابن منقور ص63.