الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي رواية: «تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير (1)» .
وفي رواية: أن التكبير أربع وثلاثون، وكلها زيادات من الثقات يجب قبولها، فينبغي أن يحتاط الإنسان فيأتي بثلاث وثلاثين تسبيحة ومثلها تحميدات، وأربع وثلاثين تكبيرة، ويقول معها: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. . . إلى آخرها، ليجمع بين الروايات أهـ.
والأظهر عندي أن يعمل المسلم بالأكثر لأنه أحوط - كما قال النووي في غالب أحواله، ويعمل بالأقل في بعض الأحوال إعمالا للسنة، كدعاء الاستفتاح والتشهد ونحوهما. والله أعلم.
(1) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (597)، سنن أبو داود الصلاة (1504)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 371)، موطأ مالك النداء للصلاة (488).
"
كيفية عد التسبيح والتحميد والتكبير
"
لم يرد في الأدلة تصريح بكيفية معينة، لذا قيل: يؤتى به جمعا بالعطف بالواو، فيقال: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر. . . إلخ العدد المحدد.
وقيل: يؤتى به بالإفراد، فيقال: سبحان الله، سبحان الله. . . إلخ العدد المحدد، الحمد لله، الحمد لله. . . إلخ العدد المحدد، الله أكبر الله أكبر. . . إلى آخر العدد المحدد.
قال النووي في شرح مسلم (5/ 93): " قوله في كيفية عد التسبيحات والتحميدات والتكبيرات أن أبا صالح - رحمه الله تعالى - قال: يقول: -
الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله ثلاثا وثلاثين، وذكر بعد هذه الأحاديث من طرق غير طريق أبي صالح، وظاهرها أنه يسبح ثلاثا وثلاثين مستقلة، ويكبر ثلاثا وثلاثين مستقلة، ويحمد كذلك، وهذا ظاهر
الأحاديث، قال القاضي عياض: وهو أولى من تأويل أبي صالح " أهـ.
وقال الحافظ في الفتح (2/ 329): "ورجح بعضهم الجمع للإتيان فيه بواو العطف، والذي يظهر أن كلا من الأمرين حسن، إلا أن الإفراد يتميز بأمر آخر، وهو أن الذكر يحتاج إلى العدد، وله على كل حركة لذلك - سواء كان بأصابعه أو بغيرها - ثواب، لا يحصل لصاحب الجمع منه إلا الثلث " أهـ.
والراجح عندي - والله أعلم - هو الإتيان به جمعا معطوفا بالواو لأمرين: -
أحدهما: أن في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الوارد في هذا الذكر ما يدل عليه، وهو ما رواه مسلم في صحيحه (2/ 97) أن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن أحد رواة الحديث حدث أهله بحديث أبي هريرة - أي بالإتيان بهذا الذكر جمعا - فقالوا له: وهمت، إنما قال - أي الرسول صلى الله عليه وسلم أو الراوي - " تسبح الله ثلاثا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثا وثلاثين، وتكبر الله ثلاثا وثلاثين فعند ذلك رجع سمي إلى شيخه أبي صالح وهو ذكوان الزيات أحد رواة الحديث، فأخبره بالخلاف الذي حصل مع أهله في كيفية الذكر، فأخذ أبو صالح بيد سمي وقال: الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله. . الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله. . . إلخ، فأتى به بالجمع معطوفا بالواو، والراوي أعلم بما روى، فهذا سمي وشيخه أبو صالح اللذان رويا الحديث أخبرا بأن كيفيته الجمع.
لكن قال الحافظ في الفتح (2/ 329) والعيني في عمدة القاري (6/ 130): إن مسلما رحمه الله لم يصل " قول سمي: فحدثت بعض أهلي هذا الحديث. فقال: وهمت. . . إلخ، ورواية البخاري لحديث أبي هريرة هذا في صحيحه (1/ 202) يدل ظاهرها على الإتيان به جمعا أيضا، لأن فيه أنهم اختلفوا في كيفيته، والظاهر أنهم الصحابة، حيث قال أبو هريرة: